حديث: تشاورت قريش ليلة بمكة ليُثبتوا النبي بالوثاق

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما رُويَ في قصة نسج العنكبوت على الغار

روي عن ابن عباس في قوله تعالى: ﴿وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ﴾ [الأنفال: ٣٠] قال: تشاورت قريش ليلة بمكة، فقال بعضهم: إذا أصبح، فأثبتوه بالوثاق، يريدون النبي ﷺ، وقال بعضهم: بل اقتلوه. وقال بعضهم: بل أخرجوه، فأطلع الله عز وجل نبيه على ذلك، فبات عليّ على فراش النبي ﷺ تلك الليلة، وخرج النبي ﷺ حتى لحق بالغار، وبات المشركون يحرسون عليًّا، يَحَسبُونه النبي ﷺ، فلما أصبحوا ثاروا إليه، فلما رأوا عليًّا، رد الله مكرهم، فقالوا: أين صاحبك هذا؟ قال: لا أدري. فاقتصوا أثره، فلما بلغوا الجبل خلط عليهم، فصعدوا في الجبل، فمرّوا بالغار، فرأوا على بابه نسج العنكبوت، فقالوا: لو دخل هاهنا، لم يكن نسج العنكبوت على بابه، فمكث فيه ثلاث ليال.

ضعيف: رواه أحمد (٣٢٥١) عن عبد الرزاق، حدثنا معمر، قال: وأخبرني عثمان الجزري، أن مقسمًا مولى ابن عباس أخبره، عن ابن عباس، فذكره.

روي عن ابن عباس في قوله تعالى: ﴿وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ﴾ [الأنفال: ٣٠] قال: تشاورت قريش ليلة بمكة، فقال بعضهم: إذا أصبح، فأثبتوه بالوثاق، يريدون النبي ﷺ، وقال بعضهم: بل اقتلوه. وقال بعضهم: بل أخرجوه، فأطلع الله ﷿ نبيه على ذلك، فبات عليّ على فراش النبي ﷺ تلك الليلة، وخرج النبي ﷺ حتى لحق بالغار، وبات المشركون يحرسون عليًّا، يَحَسبُونه النبي ﷺ، فلما أصبحوا ثاروا إليه، فلما رأوا عليًّا، رد الله مكرهم، فقالوا: أين صاحبك هذا؟ قال: لا أدري. فاقتصوا أثره، فلما بلغوا الجبل خلط عليهم، فصعدوا في الجبل، فمرّوا بالغار، فرأوا على بابه نسج العنكبوت، فقالوا: لو دخل هاهنا، لم يكن نسج العنكبوت على بابه، فمكث فيه ثلاث ليال.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فهذا الأثر الذي رواه ابن عباس رضي الله عنهما يشرح قوله تعالى: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ} [الأنفال: 30]، وهو من روايات أسباب النزول التي تبين الظروف التاريخية لنزول الآيات الكريمة.

شرح المفردات:


● يَمْكُرُ بِكَ: يحتالون عليك ويخططون للإيقاع بك.
● لِيُثْبِتُوكَ: ليقيدوك ويحبسوك بالوثاق.
● يَحَسبُونه: يظنونه.
● رَدَّ اللَّهُ مَكْرَهُمْ: أحبط الله خطتهم وأبطل كيدهم.
● خَلَطَ عَلَيْهِم: التبس عليهم الأمر وتشعبت بهم الطرق.
● نَسْجَ العَنْكَبُوت: بيت العنكبوت الذي نسجته على باب الغار.

المعنى الإجمالي للحديث:


يصف هذا الأثر ما حدث ليلة الهجرة النبوية، حيث اجتمع كفار قريش يتشاورون في أمر النبي صلى الله عليه وسلم، فاختلفت آراؤهم بين حبسه أو قتله أو إخراجه من مكة. فأطلع الله نبيه على مؤامرتهم، فنام علي بن أبي طالب رضي الله عنه على فراش النبي ليخدع المشركين، بينما خرج النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه متجهين إلى غار ثور. وحين اكتشف المشركون الخدعة، طلبوا من علي أن يدلهم على مكان النبي، فلم يعلمهم، فتبعوا الأثر حتى وصلوا إلى الغار، لكن الله أعمى أبصارهم بوجود نسج العنكبوت على باب الغار، فظنوا أنه不可能 دخل فيه، فانصرفوا.

الدروس المستفادة:


1- عناية الله بنبيه: حيث أطلعه على مؤامرة الكفار وحفظه من كيدهم.
2- التضحية في سبيل الله: كما فعل علي رضي الله عنه حين نام في فراش النبي معرضًا نفسه للخطر.
3- التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب: خرج النبي متخفيًا معتمدًا على حماية الله.
4- إبطال الله لمكر الكافرين: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [آل عمران: 54].
5- الإعجاز الإلهي في الحماية: كنسج العنكبوت وحمامة البيض التي جعلت الكفار يظنون أن الغار مهجور.

معلومات إضافية:


- هذه الحادثة كانت مقدمة لهجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة.
- الغار المذكور هو غار ثور جنوب مكة.
- استمر النبي وأبو بكر في الغار ثلاثة أيام حتى هدأت pursuit المشركين.
- هذه القصة ذكرها الله في القرآن في سورة التوبة: {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ} [التوبة: 40].
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٣٢٥١) عن عبد الرزاق، حدثنا معمر، قال: وأخبرني عثمان الجزري، أن مقسمًا مولى ابن عباس أخبره، عن ابن عباس، فذكره. وهو في مصنف عبد الرزاق (٥/ ٣٨٤ - ٣٨٩) مطولا، ومن طريقه أخرجه الطبراني في الكبير (١٢١٥٥).
وعثمان الجزري هذا ليس هو المترجم في التهذيب باسم عثمان بن عمرو بن ساج القرشي أبو ساج الجزري مولى بني أمية وقد ينسب إلى جده.
فإنه لم يرو عن مقسم، كما لم يرو عنه معمر، وإنما هو ما ذكره البخاري في التاريخ الكبير (٦/ ٢٥٨) فذكر من الرواة عنه معمر، وهو يروي عن مقسم، عن ابن عباس إلا أنه لم يكمله اسمه.
وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٦/ ١٧٤): عثمان الجزري ويقال له: عثمان المشاهد روى عن مقسم، روى عنه معمر والنعمان بن راشد سمعت أبي يقول ذلك.
ثم روي عن الإمام أحمد أنه سئل عن عثمان الجزري فقال: روى أحاديث مناكير، زعموا أنه
ذهب كتابه.
قال عبد الرحمن: «سألت أبي عن عثمان الجزري فقال: لا أعلم روى عنه غير معمر والنعمان. انتهى.
فإن كان عثمان الجزري هو هذا فهو صاحب المناكير ومجهول وظن الهيثمي في «المجمع» (٧/ ٢٧) بأنه عثمان بن عمرو الجزري فقال: وثّقه ابن حبان وضعّفه غيره.
وكذلك ظن الحافظ ابن كثير في تاريخه (٤/ ٤١٥) أنه عثمان بن عمرو الجزري فقال: هذا إسناد حسن، وهو من أجود ما رُوي في قصة نسج العنكبوت على فم الغار. وذلك من حماية الله لرسوله ﷺ.
وحسّنه أيضًا الحافظ في الفتح (٧/ ٢٣٦) وقد عرفت حال عثمان الجزري، ولعله حسّنه لشهرته في كتب السير والتواريخ، والله تعالى أعلم.
وبمعناه رُوي عن الحسن مرسلًا قال: انطلق النبي ﷺ وأبو بكر إلى الغار، وجاءت قريش يطلبون النبي ﷺ وكانوا إذا رأوا على باب الغار نسج العنكبوت قالوا: لم يدخل أحد، وكان النبي ﷺ قائما يصلي وأبو بكر يرتقب، فقال أبو بكر للنبي ﷺ: هؤلاء قومك يطلبونك، أما والله ما على نفسي أبكي، ولكن مخافة أن أرى فيك ما أكره. فقال له النبي ﷺ: «يا أبا بكر لا تخف إن الله معنا».
رواه أبو بكر المروزي في مسند أبي بكر (٧٣) وذكره ابن كثير في «البداية والنهاية» (٤/ ٤٥١) وقال: «وهذا مرسل عن الحسن. وهو حسن بحاله من الشاهد وفيه زيادة صلاة النبي ﷺ في الغار. وقد كان رسول الله ﷺ إذا حزبه أمر صلّى.
وكذلك لا يصح ما رواه أبو مصعب المكي قال: أدركت أنس بن مالك وزيد بن أرقم والمغيرة بن شعبة، فسمعتهم يتحدثون»أن النبي ﷺ ليلة الغار أمر الله عز وجل بشجرة فنبتت في وجه النبي ﷺ فسترته، وأمر الله العنكبوت فنسجت في وجه النبي ﷺ فسترته، وأمر الله حمامتين وحشيتين فوقفتا بفم الغار، وأقبل فتيان قريش من كل بطن رجل، بعصيهم وهراويهم وسيوفهم، حتى إذا كانوا من النبي ﷺ أربعين ذراعًا، فجعل رجل منهم لينظر في الغار فرأى حمامتين بفم الغار، فرجع إلى أصحابه فقالوا له: ما لك لم تنظر في الغار؟ فقال: رأيت حمامتين بفم الغار، فعلمت أنه ليس فيه أحد، فسمع النبي ﷺ ما قال، فعرف أن الله عز وجل قد درأ عنه بهما، فدعاهن النبي ﷺ فسمَّت عليهن وفرض جزاءَهُنَّ وانحدرن في الحرم.
رواه ابن سعد (١/ ٢٢٨ - ٢٢٩) والبزار - كشف الأستار (١٧٤١) والطبراني في الكبير (٢٠/ ٤٤٣) والبيهقي في الدلائل (٢/ ٤٨١ - ٤٨٢) كلهم من طريق عون بن عمرو القيسي، قال: سمعت أبا مصعب المكي قال: فذكره.
قال البزار: لا نعلم رواه إلا عوين بن عمير وهو بصري مشهور، وأبو مصعب لا نعلم حدّث
عنه إلا عوين، وكان عوين ورباح أخوين.
قال الأعظمي: فيه علتان:
إحداهما: عون بن عمرو أخو رباح بن عمرو يقال عوين أيضًا بصري ضعيف. قال ابن معين: لا شيء، وقال البخاري: منكر الحديث مجهول.
وأورد الذهبي في ميزانه هذا الحديث لذكر مناكيره.
والثانية: أبو مصعب المكي قال فيه العقيلي: مجهول وقال الذهبي في الميزان: لا يعرف.
قال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (٤/ ٤٥٣ - ٤٥٤) «هذا حديث غريب جدًّا من هذا الوجه. وقد رواه الحافظ أبو نعيم من حديث مسلم بن إبراهيم وغيره، عن عون بن عمرو - وهو الملقب بعُوين - بإسناده مثله، وفيه أن جميع حمام مكة من نسل تينك الحمامتين، وفي هذا الحديث أن القائف الذي اقتفى لهم الأثر: سراقة بن مالك المدلجي، وقد روى الواقدي عن موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه أن الذي اقتفى لهم الأثر: كُرز بن علقمة» انتهى.
قال الأعظمي: اللفظ الذي ساقه ابن كثير عن الحافظ ابن عساكر جاء فيه ذكر سراقة بن مالك. وعلاوة على ذلك فإن أبا بكر أمر ابنه عبد الله أن يسمع ما يقوله الناس فيأتيه بالليل في الغار، ثم يرجع إلى مكة في السحر كما عند البخاري في حديث الهجرة الطويل (٣٩٠٥)، وكذلك أمر مولاه عامر بن فُهيرة أن يرعى غنمه نهاره فإذا أمسى أتى بها ليطعما من ألبانها، وكذلك كانت أسماء تأتيهما بالطعام في كل مساء، فإذا كان على الغار نسيج العنكبوت أونبت عليه الشجرة فكيف يتمكن هؤلاء الدخول فيه والخروج منه كل يوم.
والخلاصة فيه كما قال الشيخ ابن عثيمين ﵀ في شرح العقيدة الواسطية: قوله هنا: ﴿لَا تَحْزَنْ﴾: نهي يشمل الهم مما وقع وما سيقع؛ فهو صالح للماضي والمستقبل. والحزن: تألّم النفس وشدة همها.
﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا﴾: وهذه المعية خاصة، مقيدة بالنبي ﷺ وأبي بكر، وتقتضي مع الاحاطة التي هي المعية العامة النصر والتأييد. ولهذا وقفت قريش على الغار، ولم يبصروهما! أعمى الله أبصارهم.
وأما قول مَن قال: فجاءت العنكبوت فنسجت على باب الغار، والحمامة وقعت على باب الغار، فلما جاء المشركون، وإذا على الغار حمامة وعش عنكبوت، فقالوا: ليس فيه أحد؛ فانصرفوا. فهذا باطل! !
الحماية الإلهية والآية البالغة أن يكون الغار مفتوحًا صافيًا؛ ليس فيه مانع حسي، ومع ذلك لا يرون مَن فيه، هذه هي الآية أ!
أما أن تأتي حمامة وعنكبوت تعشش؛ فهذا بعيد، وخلاف قوله: «لو نظر أحدهم إلى قدمه، لأبصرنا». انتهى قوله.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 169 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: تشاورت قريش ليلة بمكة ليُثبتوا النبي بالوثاق

  • 📜 حديث: تشاورت قريش ليلة بمكة ليُثبتوا النبي بالوثاق

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: تشاورت قريش ليلة بمكة ليُثبتوا النبي بالوثاق

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: تشاورت قريش ليلة بمكة ليُثبتوا النبي بالوثاق

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: تشاورت قريش ليلة بمكة ليُثبتوا النبي بالوثاق

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب