حديث: اللهم اصرعه فصرعه الفرس

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

نزول النبي ﷺ قباء وبناء المسجد الذي أسس على التقوى، ثم توجهه إلى المدينة

عن أنس بن مالك قال: أقبل النبي ﷺ إلى المدينة وهو مردف أبا بكر، وأبو بكر شيخ يعرف، ونبي الله ﷺ شاب لا يعرف، قال: فيلقى الرجل أبا بكر فيقول: يا أبا بكر، من هذا الرجل الذي بين يديك؟ فيقول: هذا الرجل يهديني السبيل، قال: فيحسب الحاسب أنه إنما يعني الطريق، وإنما يعني سبيل الخير، فالتفت أبو بكر فإذا هو بفارس قد لحقهم، فقال: يا رسول الله! هذا فارس قد لحق بنا، فالتفت نبي الله ﷺ فقال: «اللهم اصرعه». فصرعه الفرس، ثم قامت تُحَمْحِمُ، فقال: يا نبي الله، مرني بما شئت، قال: «قف مكانك، ولا تتركن أحدًا يلحق بنا» قال: فكان أول النهار جاهدًا على نبي الله ﷺ، وكان آخر النهار مسلحة له، فنزل رسول الله ﷺ جانب الحرة ثم بعث إلى الأنصار فجاؤوا إلى نبي الله ﷺ فسلموا عليهما وقالوا:
اركبا آمنَين مطاعَين. فركب نبي الله ﷺ وأبو بكر، وحفوا دونهما بالسلاح، فقيل في المدينة: جاء نبي الله، جاء نبي الله ﷺ، فاستشرفوا ينظرون ويقولون: جاء نبي الله، جاء نبي الله، فأقبل يسير حتى نزل جانب دار أبي أيوب، فإنه ليحدث أهله إذ سمع به عبد الله بن سلام، وهو في نخل لأهله يخترف لهم، فعجل أن يضع الذي يخترف لهم فيها، فجاء وهي معه، فسمع من نبي الله ﷺ، ثم رجع إلى أهله، فقال: نبي الله ﷺ: «أي بيوت أهلنا أقرب؟» فقال أبو أيوب: أنا يا نبي الله، هذه داري وهذا بابي، قال: «فانطلق فهيء لنا مقيلًا»، قال: قومًا على بركة الله. فلما جاء نبي الله ﷺ جاء عبد الله بن سلام فقال: أشهد أنك رسول الله، وإنك جئت بحق، وقد علمت يهود أني سيدهم وابن سيدهم، وأعلمهم وابن أعلمهم، فادعهم فاسألهم عني قبل أن يعلموا أني قد أسلمت، فإنهم إن يعلموا أني قد أسلمت قالوا في ما ليس في. فأرسل نبي الله ﷺ فأقبلوا فدخلوا عليه، فقال لهم رسول الله ﷺ: «يا معشر اليهود! ويلكم اتقوا الله، فو الله الذي لا إله إلا هو، إنكم لتعلمون أني رسول الله حقًّا، وأني جئتكم بحق فأسلموا». فقالوا: ما نعلمه، قالوا للنبي ﷺ، قالها ثلاث مرار. قال: «فأي رجل فيكم عبد الله بن سلام» قالوا: ذاك سيدنا وابن سيدنا، وأعلمنا وابن أعلمنا، قال: «أفرأيتم إن أسلم» قالوا: حاشا لله ما كان ليسلم، قال: «أفرأيتم إن أسلم» قالوا: حاشى لله ما كان ليسلم، قال: «أفرأيتم إن أسلم» قالوا: حاشا لله ما كان ليسلم، قال: «يا ابن سلام اخرج عليهم» فخرج فقال: يا معشر اليهود! اتقوا الله، فوالله الذي لا إله إلا هو! إنكم لتعلمون أنه رسول الله، وأنه جاء بحق فقالوا: كذبت، فأخرجهم رسول الله ﷺ.

صحيح: رواه البخاري في مناقب الأنصار (٣٩١١) عن محمد، حدثنا عبد الصمد، حدثنا أبي، حدثنا عبد العزيز بن صهيب، حدثنا أنس، فذكره.

عن أنس بن مالك قال: أقبل النبي ﷺ إلى المدينة وهو مردف أبا بكر، وأبو بكر شيخ يعرف، ونبي الله ﷺ شاب لا يعرف، قال: فيلقى الرجل أبا بكر فيقول: يا أبا بكر، من هذا الرجل الذي بين يديك؟ فيقول: هذا الرجل يهديني السبيل، قال: فيحسب الحاسب أنه إنما يعني الطريق، وإنما يعني سبيل الخير، فالتفت أبو بكر فإذا هو بفارس قد لحقهم، فقال: يا رسول الله! هذا فارس قد لحق بنا، فالتفت نبي الله ﷺ فقال: «اللهم اصرعه». فصرعه الفرس، ثم قامت تُحَمْحِمُ، فقال: يا نبي الله، مرني بما شئت، قال: «قف مكانك، ولا تتركن أحدًا يلحق بنا» قال: فكان أول النهار جاهدًا على نبي الله ﷺ، وكان آخر النهار مسلحة له، فنزل رسول الله ﷺ جانب الحرة ثم بعث إلى الأنصار فجاؤوا إلى نبي الله ﷺ فسلموا عليهما وقالوا:
اركبا آمنَين مطاعَين. فركب نبي الله ﷺ وأبو بكر، وحفوا دونهما بالسلاح، فقيل في المدينة: جاء نبي الله، جاء نبي الله ﷺ، فاستشرفوا ينظرون ويقولون: جاء نبي الله، جاء نبي الله، فأقبل يسير حتى نزل جانب دار أبي أيوب، فإنه ليحدث أهله إذ سمع به عبد الله بن سلام، وهو في نخل لأهله يخترف لهم، فعجل أن يضع الذي يخترف لهم فيها، فجاء وهي معه، فسمع من نبي الله ﷺ، ثم رجع إلى أهله، فقال: نبي الله ﷺ: «أي بيوت أهلنا أقرب؟» فقال أبو أيوب: أنا يا نبي الله، هذه داري وهذا بابي، قال: «فانطلق فهيء لنا مقيلًا»، قال: قومًا على بركة الله. فلما جاء نبي الله ﷺ جاء عبد الله بن سلام فقال: أشهد أنك رسول الله، وإنك جئت بحق، وقد علمت يهود أني سيدهم وابن سيدهم، وأعلمهم وابن أعلمهم، فادعهم فاسألهم عني قبل أن يعلموا أني قد أسلمت، فإنهم إن يعلموا أني قد أسلمت قالوا في ما ليس في. فأرسل نبي الله ﷺ فأقبلوا فدخلوا عليه، فقال لهم رسول الله ﷺ: «يا معشر اليهود! ويلكم اتقوا الله، فو الله الذي لا إله إلا هو، إنكم لتعلمون أني رسول الله حقًّا، وأني جئتكم بحق فأسلموا». فقالوا: ما نعلمه، قالوا للنبي ﷺ، قالها ثلاث مرار. قال: «فأي رجل فيكم عبد الله بن سلام» قالوا: ذاك سيدنا وابن سيدنا، وأعلمنا وابن أعلمنا، قال: «أفرأيتم إن أسلم» قالوا: حاشا لله ما كان ليسلم، قال: «أفرأيتم إن أسلم» قالوا: حاشى لله ما كان ليسلم، قال: «أفرأيتم إن أسلم» قالوا: حاشا لله ما كان ليسلم، قال: «يا ابن سلام اخرج عليهم» فخرج فقال: يا معشر اليهود! اتقوا الله، فوالله الذي لا إله إلا هو! إنكم لتعلمون أنه رسول الله، وأنه جاء بحق فقالوا: كذبت، فأخرجهم رسول الله ﷺ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن حديث أنس بن مالك رضي الله عنه الذي سألت عنه يروي قصة هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة، وهو حديث عظيم اشتمل على مواقف مؤثرة ودروس عظيمة. وسأشرحه لك جزءًا جزءًا مستعينًا بالله تعالى:

شرح المفردات:


● مردف: حاملًا خلفه على الدابة.
● يهديني السبيل: يرشدني إلى طريق الخير والهداية.
● يصرعه: يطرحه أرضًا.
● تحمحم: صوت الفرس عند الشخير.
● مسلحة: حارسًا يحمي السلاح.
● جانب الحرة: منطقة ذات حجارة سوداء قرب المدينة.
● يخترف: يجني الثمار.
● مقيلًا: مكانًا للقيلولة والاستراحة.
● استشرفوا: ارتفعوا لينظروا (من شرف المكان العالي).

شرح الحديث:


1- قدوم النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة:
- جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة راكبًا دابة ومعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه مردفًا إياه.
- كان أبو بكر معروفًا لدى أهل المدينة لقدم تجارته معهم، بينما كان النبي صلى الله عليه وسلم غير معروفٍ لهم شخصيًا.
2- حوار أبي بكر مع أهل المدينة:
- عندما سأل أحدهم أبا بكر عن الشخص الذي أمامه، أجاب أبو بكر حكيمًا: "هذا الرجل يهديني السبيل"، قاصدًا سبيل الخير والهداية الدينية، لكن السائل فهم أنها إشارة إلى الطريق الجغرافي فقط.
3- ملاحقة الفارس ومعجزة النبي صلى الله عليه وسلم:
- لحق بهم فارس (وهو سراقة بن مالك كما في الروايات الأخرى)، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم عليه بقوله: "اللهم اصرعه"، فصرعه فرسه بأمر الله.
- بعد هذه المعجزة، آمن سراقة وطلب أن يأمره النبي صلى الله عليه وسلم بأمر، فأمره أن يمنع أي أحد من ملاحقتهم.
4- تحول موقف سراقة:
- كان سراقة في أول النهار مطاردًا للنبي صلى الله عليه وسلم، لكنه في آخره أصبح حارسًا له، مما يدل على تأثير المعجزة والإيمان في تغيير القلوب.
5- استقبال الأنصار للنبي صلى الله عليه وسلم:
- نزل النبي صلى الله عليه وسلم في جانب الحرة، فجاءه الأنصار فرحبوا به وضمنوا له الحماية، وقالوا: "اركبا آمنين مطاعين".
- تحرك النبي صلى الله عليه وسلم وسط حماية الأنصار المسلحة حتى نزل عند دار أبي أيوب الأنصاري.
6- إسلام عبد الله بن سلام:
- سمع عبد الله بن سلام - وهو عالم من يهود المدينة - بقدوم النبي صلى الله عليه وسلم، فأسرع إليه وأسلم.
- طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو زعماء اليهود ليسألهم عنه قبل أن يعلموا بإسلامه، حتى يظهر صدقه صلى الله عليه وسلم.
- عندما سألهم النبي صلى الله عليه وسلم عن منزلة عبد الله بن سلام، شهدوا له بالسيادة والعلم، لكنهم أنكروا أن يسلم.
- عندما خرج عليهم عبد الله بن سلام وأشهدهم على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، كذبوه وحقدوا عليه، فأخرجهم النبي صلى الله عليه وسلم.

الدروس المستفادة:


1- حكمة الصحابة في الدعوة: كما في رد أبي بكر حين لم يصرح باسم النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة، بل استخدم عبارة تحمل معنى عميقًا.
2- نصرة الله لأنبيائه: كما في معجزة إصابة سراقة التي كانت سببًا في إيمانه.
3- سرعة استجابة الصالحين للحق: كما في إسلام عبد الله بن سلام بمجرد سماعه بالنبي صلى الله عليه وسلم.
4- خبث أعداء الإسلام وكذبهم: كما ظهر في موقف يهود المدينة الذين شهدوا لعبد الله بن سلام ثم كذبوه عندما أسلم.
5- أهمية الحكمة في المواقف الحرجة: كما في طلب عبد الله بن سلام استدعاء اليهود قبل إعلان إسلامه.

معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه البخاري في صحيحه، وهو من أحاديث الهجرة المشهورة.
- قصة سراقة بن مالك وعبد الله بن سلام من الأدلة على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، حيث آمن به من كان يعاديه.
- الهجرة النبوية كانت نقطة تحول في تاريخ الدعوة الإسلامية، حيث أصبح للمسلمين دولة يحكمها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أسأل الله تعالى أن ينفعنا بهذا الحديث، وأن يجعلنا من اتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في مناقب الأنصار (٣٩١١) عن محمد، حدثنا عبد الصمد، حدثنا أبي، حدثنا عبد العزيز بن صهيب، حدثنا أنس، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 182 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اللهم اصرعه فصرعه الفرس

  • 📜 حديث: اللهم اصرعه فصرعه الفرس

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اللهم اصرعه فصرعه الفرس

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اللهم اصرعه فصرعه الفرس

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اللهم اصرعه فصرعه الفرس

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب