حديث: عناقًا حملت أول الشتاء وقد أخدجت وما بقي لها لبن

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب حلب أبي بكر الشاة في الطريق للنبي ﷺ -

عن قيس بن النعمان قال: لما انطلق النبي ﷺ وأبو بكر مستخفين مرا بعبد يرعى غنمًا فاستسقياه اللبن، فقال: ما عندي شاة تحلب غير أن هاهنا عناقًا حملت أول الشتاء، وقد أخدجت وما بقي لها لبن، فقال: ادع بها، فدعا بها، فاعتقلها النبي ﷺ ومسح ضرعها، ودعا حتى أنزلت. وجاء أبو بكر بمجن فحلب، فسقى أبا بكر، ثم حلب فسقى الراعي، ثم حلب فشرب فقال الراعي، بالله من أنت؟ فوالله ما رأيت مثلك قط؟ قال: أتكتم علي حتى أخبرك؟ قال: نعم، قال: فإني محمد رسول الله فقال: أنت الذي تزعم قريش أنه صابئ، قال: إنهم ليقولون ذلك، قال: فأشهد أنك نبي، وأشهد أن ما جئت به حق، وأنه لا يفعل ما فعلت إلا نبي، وأنا متبعك، قال: «إنك لن تستطيع ذلك يومك فإذا بلغك أني قد ظهرت فأتنا».

صحيح: رواه الطبراني في الكبير (١٨/ ٣٤٣) والبزار - كشف الأستار (١٧٤٣) والحاكم (٣/ ٨ - ٩) وعنه البيهقي في الدلائل (٢/ ٤٩٨) كلهم من أبي الوليد الطيالسي هشام بن عبد الملك، ثنا
عبيد الله بن إياد بن لقيط، ثنا إياد بن لقيط، عن قيس بن النعمان فذكره.

عن قيس بن النعمان قال: لما انطلق النبي ﷺ وأبو بكر مستخفين مرا بعبد يرعى غنمًا فاستسقياه اللبن، فقال: ما عندي شاة تحلب غير أن هاهنا عناقًا حملت أول الشتاء، وقد أخدجت وما بقي لها لبن، فقال: ادع بها، فدعا بها، فاعتقلها النبي ﷺ ومسح ضرعها، ودعا حتى أنزلت. وجاء أبو بكر بمجن فحلب، فسقى أبا بكر، ثم حلب فسقى الراعي، ثم حلب فشرب فقال الراعي، بالله من أنت؟ فوالله ما رأيت مثلك قط؟ قال: أتكتم علي حتى أخبرك؟ قال: نعم، قال: فإني محمد رسول الله فقال: أنت الذي تزعم قريش أنه صابئ، قال: إنهم ليقولون ذلك، قال: فأشهد أنك نبي، وأشهد أن ما جئت به حق، وأنه لا يفعل ما فعلت إلا نبي، وأنا متبعك، قال: «إنك لن تستطيع ذلك يومك فإذا بلغك أني قد ظهرت فأتنا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المرسلين.
أما بعد، فإني أسأل الله تعالى أن يوفقني لشرح هذا الحديث الشريف شرحًا وافيًا مفيدًا، مستندًا إلى ما ورد في كتب أهل السنة والجماعة.

الحديث الشريف:


عن قيس بن النعمان قال: لما انطلق النبي ﷺ وأبو بكر مستخفين مرا بعبد يرعى غنمًا فاستسقياه اللبن، فقال: ما عندي شاة تحلب غير أن هاهنا عناقًا حملت أول الشتاء، وقد أخدجت وما بقي لها لبن، فقال: ادع بها، فدعا بها، فاعتقلها النبي ﷺ ومسح ضرعها، ودعا حتى أنزلت. وجاء أبو بكر بمجن فحلب، فسقى أبا بكر، ثم حلب فسقى الراعي، ثم حلب فشرب فقال الراعي، بالله من أنت؟ فوالله ما رأيت مثلك قط؟ قال: أتكتم علي حتى أخبرك؟ قال: نعم، قال: فإني محمد رسول الله فقال: أنت الذي تزعم قريش أنه صابئ، قال: إنهم ليقولون ذلك، قال: فأشهد أنك نبي، وأشهد أن ما جئت به حق، وأنه لا يفعل ما فعلت إلا نبي، وأنا متبعك، قال: «إنك لن تستطيع ذلك يومك هذا، فإذا بلغك أني قد ظهرت فأتنا».

شرح المفردات:


● مستخفين: أي متخفيين خوفًا من كفار قريش.
● استسقياه: طلبا منه أن يسقيهما لبناً.
● عناقًا: أنثى المعز الصغيرة.
● أخدجت: أي أسقطت جنينها قبل تمامه، فضعفت وأصابها الهزال.
● اعتقلها: أمسكها بقوة.
● مسح ضرعها: مسح بيده الشريفة على حلمتي الضرع.
● مجن: إناء صغير يشبه الطبق، كان يُستخدم للحلب والشرب.
● صابئ: كلمة كانت تطلقها قريش على النبي صلى الله عليه وسلم بمعنى أنه خارج عن دين العرب، أو متبع لدين آخر.

شرح الحديث:


يحدثنا هذا الحديث عن معجزة من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك أثناء هجرته من مكة إلى المدينة مع صاحبه أبي بكر الصديق رضي الله عنه. وكانا في حالة تخفٍ وخوف من ملاحقة كفار قريش لهما.
1- الموقف الأول: طلب اللبن والعناق الضعيفة:
- مر النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر براعٍ يرعى غنمًا، فطلبا منه شراب اللبن ليعيناها على مشقة السفر.
- أجابهما الراعي بأنه لا يوجد عنده شاة تحلب إلا عناقًا (أنثى معز صغيرة) قد حملت في بداية الشتاء ثم أسقطت جنينها (أخدجت) مما أضعفها وجعلها لا تدر لبناً.
2- المعجزة النبوية: إدرار اللبن بعد دعائه صلى الله عليه وسلم:
- طلب النبي صلى الله عليه وسلم من الراعي أن يأتي بتلك العناق.
- أمسكها النبي صلى الله عليه وسلم ومسح بيده الشريفة على ضرعها (حلمتي اللبن) ودعا الله تعالى.
- فأنزل الله البركة فيها، فدرّت لبناً غزيرًا رغم ضعفها وجفافها.
3- بركة النبي صلى الله عليه وسلم في اللبن:
- جاء أبو بكر بمجن (إناء) فحلب فيه النبي صلى الله عليه وسلم.
- سقى أبا بكر أولاً تكريمًا له، ثم سقى الراعي، ثم شرب هو صلى الله عليه وسلم.
- وهذا يدل على كرم النبي صلى الله عليه وسلم وأدبه في تقديم الصحابة، ثم المضيف، ثم نفسه.
4- إيمان الراعي بعد رؤية المعجزة:
- تعجب الراعي من هذا الأمر، وقال: "بالله من أنت؟ فوالله ما رأيت مثلك قط!".
- استأذنه النبي صلى الله عليه وسلم في أن يخبره عن هويته بشرط أن يكتم الأمر.
- فأخبره أنه محمد رسول الله.
- فعرف الراعي أنه النبي الذي تتهمه قريش بالصابئية (أي الخروج عن الدين).
- فشهد الراعي بأنه نبي، وأن ما جاء به حق، وقال: "لا يفعل ما فعلت إلا نبي".
- وأعلن إيمانه واتباعه للنبي صلى الله عليه وسلم.
5- توجيه النبي صلى الله عليه وسلم للراعي:
- قال له النبي صلى الله عليه وسلم: "إنك لن تستطيع ذلك يومك هذا" أي لن تستطيع اتباعي الآن بسبب الظروف الصعبة وهجرة النبي.
- وأمره أن ينتظر حتى يسمع بظهور الإسلام وانتشاره، ثم يأتيه.

الدروس المستفادة:


1- إظهار المعجزات دليل على النبوة: فإن معجزة إدرار اللبن من شاة ضعيفة جافة دليل على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم.
2- التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب: كان النبي صلى الله عليه وسلم متخفياً، لكنه عندما احتاج إلى الطعام والشراب سعى له.
3- بركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: فببركته ودعائه تحولت الشاة الضعيفة إلى مصدر للبركة والغذاء.
4- كرم النبي صلى الله عليه وسلم وأدبه: حيث قدم اللبن لأبي بكر ثم للراعي ثم لنفسه.
5- الحكمة في الدعوة: حيث لم يجبر النبي الراعي على اتباعه فورًا، بل نصحه بالانتظار حتى تكون الظروف مناسبة.
6- الإيمان بالله ومعجزات الأنبياء: فإن الراعي آمن بمجرد رؤية المعجزة، وهذا يدل على أن من أراد الله هدايته فإنه يريه آياته.

معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح بشواهده.
- القصة
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطبراني في الكبير (١٨/ ٣٤٣) والبزار - كشف الأستار (١٧٤٣) والحاكم (٣/ ٨ - ٩) وعنه البيهقي في الدلائل (٢/ ٤٩٨) كلهم من أبي الوليد الطيالسي هشام بن عبد الملك، ثنا
عبيد الله بن إياد بن لقيط، ثنا إياد بن لقيط، عن قيس بن النعمان فذكره.
وأشار إليه أيضا ابن عبد البر في الاستيعاب في ترجمة قيس بن النعمان.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد.
قال الأعظمي: هو كما قال، فإن رجاله ثقات، وقد تكلم البزار في عبيد الله بن إياد بن لقيط غير أنه ثقة، وثّقه النسائي وغيره، وصحّح إسناده الحافظ ابن حجر في الإصابة (٥/ ٥٠٦).
وقول الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (٤/ ٤٨١) بعد أن نقل قول البيهقي: «يحتمل أن هذه القصص كلها واحدة».
ثم ذكر قصة شبيهة بقصة شاة أم معبد الخزاعية بعيد. فإن قصة قيس بن النعمان قصة مستقلة ووقعت أثناء الهجرة.
وأشار إليه البزار فقال: لا نعلم روى قيس، عن النبي ﷺ إلا هذا، ولا نعلمه بهذا اللفظ إلا عنه، وهو يخالف سائر الأحاديث في قصة أم معبد، ولكن هذا حدث به عبيد بن إياد.
وقال الهيثمي في المجمع (٦/ ٥٨): رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح.
والعناق: هي الأنثى من ولد العنز.
وقوله: اخدجت: أي ألقت ولدها ناقص الخلق.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 178 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عناقًا حملت أول الشتاء وقد أخدجت وما بقي لها لبن

  • 📜 حديث: عناقًا حملت أول الشتاء وقد أخدجت وما بقي لها لبن

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عناقًا حملت أول الشتاء وقد أخدجت وما بقي لها لبن

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عناقًا حملت أول الشتاء وقد أخدجت وما بقي لها لبن

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عناقًا حملت أول الشتاء وقد أخدجت وما بقي لها لبن

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب