حديث: اشترى أبو بكر من عازب سرجًا بثلاثة عشر درهمًا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

قصة الهجرة واتباع سراقة بن مالك أثر رسول الله ﷺ -

عن البراء بن عازب قال: اشترى أبو بكر من عازب سرجًا بثلاثة عشر درهمًا، فقال أبو بكر لعازب: مر البراء فليحمله إلى منزلي، فقال: لا، حتى تحدّثنا كيف صنعت حين خرج رسول الله ﷺ وأنت معه، فقال أبو بكر: خرجنا فأدلجنا فأحثثنا يومنا وليلتنا، حتى أظهرنا وقام قائم الظهيرة، فضربت بصري هل أرى ظلًّا نأوي إليه، فإذا أنا بصخرة، فأهويت إليها، فإذا بقية ظلها، فسويته لرسول الله ﷺ وفرشت له فروة وقلت: اضطجع يا رسول الله! فاضطجع، ثم خرجت أنظر هل أرى أحدًا من الطلب، فإذا أنا براعي غنم، فقلت: لمن أنت يا غلام؟ فقال: لرجل من قريش،
فسماه فعرفته، فقلت: هل في غنمك من لبن؟ قال: نعم، قال: هل أنت حالب لي؟ قال: نعم، فأمرته فاعتقل شاة منها، ثم أمرته فنفض ضرعها من الغبار، ثم أمرته فنفض كفيه من الغبار، ومعي إداوة على فمها خرقة، فحلب لي كثبة من اللبن فصببت - يعني الماء - على القدح حتى برد أسفله، ثم أتيت رسول الله ﷺ فوافيته وقد استيقظ، فقلت: اشرب يا رسول الله! فشرب حتى رضيت، ثم قلت: هل آن الرحيل؟ فارتحلنا والقوم يطلبوننا، فلم يدركنا أحد منهم إلا سراقة بن مالك بن جعشم على فرس له، فقلت: يا رسول الله! هذا الطلب قد لحقنا، قال: «لا تحزن إن الله معنا». حتى إذا دنا منا فكان بيننا وبينه قدر رمح أو رمحين، - أو قال: رمحين أو ثلاثة - قلت: يا رسول الله! هذا الطلب قد لحقنا، وبكيت، قال: لم تبكي؟ قال: قلت: أما والله! ما على نفسي أبكي، ولكن أبكي عليك، فدعا عليه رسول الله ﷺ فقال: «اللهم اكفناه بما شئت». فساخت قوائم فرسه إلى بطنها في أرض صلد، ووثب عنها، وقال: يا محمد! قد علمت أن هذا عملك، فادع الله أن ينجيني مما أنا فيه، فوالله! لأُعمينّ على من ورائي من الطلب، وهذه كنانتي فخذ منها سهمًا، فإنك ستمرّ بإبلي وغنمي بموضع كذا وكذا، فخذ منها حاجتك، قال: فقال رسول الله ﷺ: «لا حاجة لي فيها». قال: ودعا له رسول الله ﷺ فأطلق ورجع إلى أصحابه، ومضى رسول الله ﷺ وأنا معه، حتى قدمنا المدينة وتلقاه الناس، فخرجوا في الطرق وعلى الأجاجير، واشتد الخدم والصبيان في الطريق يقولون: الله أكبر، جاء رسول الله، جاء محمد، قال: وتنازع القوم أيهم ينزل عليه، قال: فقال رسول الله ﷺ: «أنزل الليلة علي بني النجار أخوال عبد المطلب، لأكرمهم بذلك». فلما أصبح غدا حيث أمر.
قال البراء: أول من قدم علينا من المهاجرين مصعب بن عمير، أخو بني عبد الدار، ثم قدم علينا ابن أم مكتوم الأعمى، أحد بني فهر، ثم قدم علينا عمر بن الخطاب في عشرين راكبًا، فقلنا: ما فعل رسول الله ﷺ؟ قال: هو على أثري، ثم قدم رسول الله ﷺ وأبو بكر معه، قال البراء: ولم يقدم رسول الله ﷺ حتى قرأت سورًا من المفصل.

متفق عليه: رواه الإمام أحمد (٣) عن عمرو بن محمد بن أبي سعيد، يعني - العنقزي - قال: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب فذكره.

عن البراء بن عازب قال: اشترى أبو بكر من عازب سرجًا بثلاثة عشر درهمًا، فقال أبو بكر لعازب: مر البراء فليحمله إلى منزلي، فقال: لا، حتى تحدّثنا كيف صنعت حين خرج رسول الله ﷺ وأنت معه، فقال أبو بكر: خرجنا فأدلجنا فأحثثنا يومنا وليلتنا، حتى أظهرنا وقام قائم الظهيرة، فضربت بصري هل أرى ظلًّا نأوي إليه، فإذا أنا بصخرة، فأهويت إليها، فإذا بقية ظلها، فسويته لرسول الله ﷺ وفرشت له فروة وقلت: اضطجع يا رسول الله! فاضطجع، ثم خرجت أنظر هل أرى أحدًا من الطلب، فإذا أنا براعي غنم، فقلت: لمن أنت يا غلام؟ فقال: لرجل من قريش،
فسماه فعرفته، فقلت: هل في غنمك من لبن؟ قال: نعم، قال: هل أنت حالب لي؟ قال: نعم، فأمرته فاعتقل شاة منها، ثم أمرته فنفض ضرعها من الغبار، ثم أمرته فنفض كفيه من الغبار، ومعي إداوة على فمها خرقة، فحلب لي كثبة من اللبن فصببت - يعني الماء - على القدح حتى برد أسفله، ثم أتيت رسول الله ﷺ فوافيته وقد استيقظ، فقلت: اشرب يا رسول الله! فشرب حتى رضيت، ثم قلت: هل آن الرحيل؟ فارتحلنا والقوم يطلبوننا، فلم يدركنا أحد منهم إلا سراقة بن مالك بن جعشم على فرس له، فقلت: يا رسول الله! هذا الطلب قد لحقنا، قال: «لا تحزن إن الله معنا». حتى إذا دنا منا فكان بيننا وبينه قدر رمح أو رمحين، - أو قال: رمحين أو ثلاثة - قلت: يا رسول الله! هذا الطلب قد لحقنا، وبكيت، قال: لم تبكي؟ قال: قلت: أما والله! ما على نفسي أبكي، ولكن أبكي عليك، فدعا عليه رسول الله ﷺ فقال: «اللهم اكفناه بما شئت». فساخت قوائم فرسه إلى بطنها في أرض صلد، ووثب عنها، وقال: يا محمد! قد علمت أن هذا عملك، فادع الله أن ينجيني مما أنا فيه، فوالله! لأُعمينّ على من ورائي من الطلب، وهذه كنانتي فخذ منها سهمًا، فإنك ستمرّ بإبلي وغنمي بموضع كذا وكذا، فخذ منها حاجتك، قال: فقال رسول الله ﷺ: «لا حاجة لي فيها». قال: ودعا له رسول الله ﷺ فأطلق ورجع إلى أصحابه، ومضى رسول الله ﷺ وأنا معه، حتى قدمنا المدينة وتلقاه الناس، فخرجوا في الطرق وعلى الأجاجير، واشتد الخدم والصبيان في الطريق يقولون: الله أكبر، جاء رسول الله، جاء محمد، قال: وتنازع القوم أيهم ينزل عليه، قال: فقال رسول الله ﷺ: «أنزل الليلة علي بني النجار أخوال عبد المطلب، لأكرمهم بذلك». فلما أصبح غدا حيث أمر.
قال البراء: أول من قدم علينا من المهاجرين مصعب بن عمير، أخو بني عبد الدار، ثم قدم علينا ابن أم مكتوم الأعمى، أحد بني فهر، ثم قدم علينا عمر بن الخطاب في عشرين راكبًا، فقلنا: ما فعل رسول الله ﷺ؟ قال: هو على أثري، ثم قدم رسول الله ﷺ وأبو بكر معه، قال البراء: ولم يقدم رسول الله ﷺ حتى قرأت سورًا من المفصل.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي الجليل البراء بن عازب رضي الله عنه، يحكي قصة هجرة النبي ﷺ مع صاحبه أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وفيها من العبر والدروس ما ينبغي للمسلم أن يتأملها.

شرح المفردات:


● اشترى أبو بكر من عازب سرجًا: السرج هو ما يوضع على ظهر الدابة للركوب.
● فأدلجنا: أي سارنا في أول الليل.
● أحثثنا: أسرعنا في السير.
● قائم الظهيرة: وقت شدة الحر وزوال الشمس.
● إداوة: إناء صغير من جلد يحمل فيه الماء.
● كثبة من اللبن: أي حلب له لقحات كثيرة.
● فساخت قوائم فرسه: غاصت أرجل الفرس في الأرض.
● الأجاجير: جمع أجّورة، وهي الغرف المرتفعة.

شرح الحديث:


يبدأ الحديث بقصة شراء أبي بكر الصديق للسرج من عازب والد البراء، وطلبه من البراء أن يحمله إلى منزله، لكن عازب طلب من أبي بكر أن يحدثهم بقصة هجرته مع النبي ﷺ مقابل ذلك.
فأخبرهم أبو بكر رضي الله عنه بتفاصيل الهجرة، ومنها:
1- شدة الحر والتعب: حيث سارا يومًا وليلة حتى شدة الحر، ولم يجدوا ملجأ إلا ظل صخرة صغيرة، فسوى أبو بكر الظل للنبي ﷺ وفرش له فروة ليستريح.
2- توكل أبي بكر وجده في خدمة النبي ﷺ: حيث خرج يبحث عن طلب، ووجد راعي غنم، وسأله عن أهله فإذا هو من قريش، ثم طلب منه حلبًا للبن، وتأكد من نظافة الضرع واليدين، ثم برد اللبن بالماء ليشربه النبي ﷺ.
3- لحاق سراقة بن مالك بهم: وعندما خاف أبو بكر، طمأنه النبي ﷺ بقوله: "لا تحزن إن الله معنا"، ثم دعا عليه النبي ﷺ فغاصت قوائم فرسه في الأرض، فطلب سراقة النجاة ودعا له النبي ﷺ فنجا، وتعاهد بإعاقة الطلب عنهما.
4- وصولهما إلى المدينة واستقبال أهلها لهم: حيث خرج الناس للترحيب، وتنازعوا في نزوله عليهم، فاختار النبي ﷺ النزول على بني النجار إكرامًا لهم.
5- ذكر قدوم المهاجرين قبل النبي ﷺ: مثل مصعب بن عمير وابن أم مكتوم وعمر بن الخطاب، مما يدل على تتابع الهجرة.

الدروس المستفادة:


1- فضل أبي بكر الصديق: حيث كان نعم الصاحب في الهجرة، ضحى بماله ونفسه في خدمة النبي ﷺ.
2- التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب: كما فعل أبو بكر في التخطيط للهجرة وتأمين الطريق.
3- الطمأنينة بالإيمان: حيث كان النبي ﷺ مطمئنًا بوعد الله، حتى في أحلك الظروف.
4- معجزات النبي ﷺ: كغوص فرس سراقة في الأرض بدعائه، ثم عودتها بدعائه أيضًا.
5- كرم النبي ﷺ وحسن اختياره: حيث آثر نزوله على بني النجار تكريمًا لصلة الرحم.
6- فرحة المسلمين بقدوم النبي ﷺ: وهذا يدل على محبته في قلوبهم.

معلومات إضافية:


- الهجرة النبوية كانت حدثًا مفصليًا في تاريخ الإسلام، حيث بدأت بها الدولة الإسلامية في المدينة.
- قصة سراقة بن مالك من أشهر قصاص الهجرة، وقد أسلم بعد ذلك وحسن إسلامه.
- هذا الحديث يظهر جانبًا من جوانب رعاية الصحابة للنبي ﷺ وتضحيتهم من أجله.
نسأل الله أن يجعلنا من المتبعين لسنة نبيه ﷺ، والمقتدين بصحابته الأبرار، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٣) عن عمرو بن محمد بن أبي سعيد، يعني - العنقزي - قال: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب فذكره.
ورواه البخاري في المناقب (٣٦١٥) وفي المواضع الأخرى ومسلم في الزهد (٧٥: ٢٠٠٩) كلاهما من حديث زهير بن معاوية، حدثنا أبو إسحاق، سمعت البراء بن عازب يقول: فذكره.
ولكنهما لم يذكرا بهذا التفصيل كما لم يذكرا قول البراء: أول من قدم علينا ...
كما أن البخاري لم يذكر قول سراقة: «فإنك ستمر بإبلي وغنمي بموضع كذا وكذا فخذ منها حاجتك» فقال النبي ﷺ: «لا حاجة لي فيها». وذكره مسلم.
والبخاري ذكر في إحدى المواضع (٣٩١٨) قول البراء فدخلت مع أبي بكر على أهله، فإذا عائشة ابنته مضطجعة قد أصابتها حمّى. فرأيت أباها فقبّل خدها وقال: «كيف أنت يا بنية؟» ولم يذكره مسلم.
قال الحافظ ابن حجر: كان دخول البراء على أهل أبي بكر قبل أن ينزل الحجاب قطعا، وأيضا فكان حينئذ دون البلوغ وكذلك عائشة.
ويذكر في قصة سراقة أن النبي ﷺ قال له: «كيف بك إذا لبست سواري كسرى؟». فلما أتى عمر بسواري كسرى ومنطقته وتاجه دعا سراقة بن مالك فألبسه إياهما. وكان سراقة رجلًا أزب، كثير شعر الساعدين، وقال له: ارفع يديك فقال: الله أكبر، الحمد لله الذي سلبها كسرى بن هرمز الذي كان يقول: أنا رب الناس، وألبسهما سراقة بن مالك بن جعشم أعرابي، رجل من بني مدلج، ورفع بها عمر صوته.
ذكره ابن عبد البر في الاستيعاب فقال: وروى عن سفيان بن عيينة عن أبي موسى، عن الحسن فذكره، وكذلك قال الحافظ ابن حجر في الإصابة، وهو مرسل، ولم أقف من وصله.
وأبو موسى: هو إسرائيل بن موسى البصري ثقة من رجال التهذيب.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 174 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اشترى أبو بكر من عازب سرجًا بثلاثة عشر درهمًا

  • 📜 حديث: اشترى أبو بكر من عازب سرجًا بثلاثة عشر درهمًا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اشترى أبو بكر من عازب سرجًا بثلاثة عشر درهمًا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اشترى أبو بكر من عازب سرجًا بثلاثة عشر درهمًا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اشترى أبو بكر من عازب سرجًا بثلاثة عشر درهمًا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب