حديث: اشترى أبو بكر من عازب سرجًا بثلاثة عشر درهمًا
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
قصة الهجرة واتباع سراقة بن مالك أثر رسول الله ﷺ -
فسماه فعرفته، فقلت: هل في غنمك من لبن؟ قال: نعم، قال: هل أنت حالب لي؟ قال: نعم، فأمرته فاعتقل شاة منها، ثم أمرته فنفض ضرعها من الغبار، ثم أمرته فنفض كفيه من الغبار، ومعي إداوة على فمها خرقة، فحلب لي كثبة من اللبن فصببت - يعني الماء - على القدح حتى برد أسفله، ثم أتيت رسول الله ﷺ فوافيته وقد استيقظ، فقلت: اشرب يا رسول الله! فشرب حتى رضيت، ثم قلت: هل آن الرحيل؟ فارتحلنا والقوم يطلبوننا، فلم يدركنا أحد منهم إلا سراقة بن مالك بن جعشم على فرس له، فقلت: يا رسول الله! هذا الطلب قد لحقنا، قال: «لا تحزن إن الله معنا». حتى إذا دنا منا فكان بيننا وبينه قدر رمح أو رمحين، - أو قال: رمحين أو ثلاثة - قلت: يا رسول الله! هذا الطلب قد لحقنا، وبكيت، قال: لم تبكي؟ قال: قلت: أما والله! ما على نفسي أبكي، ولكن أبكي عليك، فدعا عليه رسول الله ﷺ فقال: «اللهم اكفناه بما شئت». فساخت قوائم فرسه إلى بطنها في أرض صلد، ووثب عنها، وقال: يا محمد! قد علمت أن هذا عملك، فادع الله أن ينجيني مما أنا فيه، فوالله! لأُعمينّ على من ورائي من الطلب، وهذه كنانتي فخذ منها سهمًا، فإنك ستمرّ بإبلي وغنمي بموضع كذا وكذا، فخذ منها حاجتك، قال: فقال رسول الله ﷺ: «لا حاجة لي فيها». قال: ودعا له رسول الله ﷺ فأطلق ورجع إلى أصحابه، ومضى رسول الله ﷺ وأنا معه، حتى قدمنا المدينة وتلقاه الناس، فخرجوا في الطرق وعلى الأجاجير، واشتد الخدم والصبيان في الطريق يقولون: الله أكبر، جاء رسول الله، جاء محمد، قال: وتنازع القوم أيهم ينزل عليه، قال: فقال رسول الله ﷺ: «أنزل الليلة علي بني النجار أخوال عبد المطلب، لأكرمهم بذلك». فلما أصبح غدا حيث أمر.
قال البراء: أول من قدم علينا من المهاجرين مصعب بن عمير، أخو بني عبد الدار، ثم قدم علينا ابن أم مكتوم الأعمى، أحد بني فهر، ثم قدم علينا عمر بن الخطاب في عشرين راكبًا، فقلنا: ما فعل رسول الله ﷺ؟ قال: هو على أثري، ثم قدم رسول الله ﷺ وأبو بكر معه، قال البراء: ولم يقدم رسول الله ﷺ حتى قرأت سورًا من المفصل.
متفق عليه: رواه الإمام أحمد (٣) عن عمرو بن محمد بن أبي سعيد، يعني - العنقزي - قال: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فهذا حديث عظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي الجليل البراء بن عازب رضي الله عنه، يحكي قصة هجرة النبي ﷺ مع صاحبه أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وفيها من العبر والدروس ما ينبغي للمسلم أن يتأملها.
شرح المفردات:
● اشترى أبو بكر من عازب سرجًا: السرج هو ما يوضع على ظهر الدابة للركوب.
● فأدلجنا: أي سارنا في أول الليل.
● أحثثنا: أسرعنا في السير.
● قائم الظهيرة: وقت شدة الحر وزوال الشمس.
● إداوة: إناء صغير من جلد يحمل فيه الماء.
● كثبة من اللبن: أي حلب له لقحات كثيرة.
● فساخت قوائم فرسه: غاصت أرجل الفرس في الأرض.
● الأجاجير: جمع أجّورة، وهي الغرف المرتفعة.
شرح الحديث:
يبدأ الحديث بقصة شراء أبي بكر الصديق للسرج من عازب والد البراء، وطلبه من البراء أن يحمله إلى منزله، لكن عازب طلب من أبي بكر أن يحدثهم بقصة هجرته مع النبي ﷺ مقابل ذلك.
فأخبرهم أبو بكر رضي الله عنه بتفاصيل الهجرة، ومنها:
1- شدة الحر والتعب: حيث سارا يومًا وليلة حتى شدة الحر، ولم يجدوا ملجأ إلا ظل صخرة صغيرة، فسوى أبو بكر الظل للنبي ﷺ وفرش له فروة ليستريح.
2- توكل أبي بكر وجده في خدمة النبي ﷺ: حيث خرج يبحث عن طلب، ووجد راعي غنم، وسأله عن أهله فإذا هو من قريش، ثم طلب منه حلبًا للبن، وتأكد من نظافة الضرع واليدين، ثم برد اللبن بالماء ليشربه النبي ﷺ.
3- لحاق سراقة بن مالك بهم: وعندما خاف أبو بكر، طمأنه النبي ﷺ بقوله: "لا تحزن إن الله معنا"، ثم دعا عليه النبي ﷺ فغاصت قوائم فرسه في الأرض، فطلب سراقة النجاة ودعا له النبي ﷺ فنجا، وتعاهد بإعاقة الطلب عنهما.
4- وصولهما إلى المدينة واستقبال أهلها لهم: حيث خرج الناس للترحيب، وتنازعوا في نزوله عليهم، فاختار النبي ﷺ النزول على بني النجار إكرامًا لهم.
5- ذكر قدوم المهاجرين قبل النبي ﷺ: مثل مصعب بن عمير وابن أم مكتوم وعمر بن الخطاب، مما يدل على تتابع الهجرة.
الدروس المستفادة:
1- فضل أبي بكر الصديق: حيث كان نعم الصاحب في الهجرة، ضحى بماله ونفسه في خدمة النبي ﷺ.
2- التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب: كما فعل أبو بكر في التخطيط للهجرة وتأمين الطريق.
3- الطمأنينة بالإيمان: حيث كان النبي ﷺ مطمئنًا بوعد الله، حتى في أحلك الظروف.
4- معجزات النبي ﷺ: كغوص فرس سراقة في الأرض بدعائه، ثم عودتها بدعائه أيضًا.
5- كرم النبي ﷺ وحسن اختياره: حيث آثر نزوله على بني النجار تكريمًا لصلة الرحم.
6- فرحة المسلمين بقدوم النبي ﷺ: وهذا يدل على محبته في قلوبهم.
معلومات إضافية:
- الهجرة النبوية كانت حدثًا مفصليًا في تاريخ الإسلام، حيث بدأت بها الدولة الإسلامية في المدينة.
- قصة سراقة بن مالك من أشهر قصاص الهجرة، وقد أسلم بعد ذلك وحسن إسلامه.
- هذا الحديث يظهر جانبًا من جوانب رعاية الصحابة للنبي ﷺ وتضحيتهم من أجله.
نسأل الله أن يجعلنا من المتبعين لسنة نبيه ﷺ، والمقتدين بصحابته الأبرار، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
ورواه البخاري في المناقب (٣٦١٥) وفي المواضع الأخرى ومسلم في الزهد (٧٥: ٢٠٠٩) كلاهما من حديث زهير بن معاوية، حدثنا أبو إسحاق، سمعت البراء بن عازب يقول: فذكره.
ولكنهما لم يذكرا بهذا التفصيل كما لم يذكرا قول البراء: أول من قدم علينا ...
كما أن البخاري لم يذكر قول سراقة: «فإنك ستمر بإبلي وغنمي بموضع كذا وكذا فخذ منها حاجتك» فقال النبي ﷺ: «لا حاجة لي فيها». وذكره مسلم.
والبخاري ذكر في إحدى المواضع (٣٩١٨) قول البراء فدخلت مع أبي بكر على أهله، فإذا عائشة ابنته مضطجعة قد أصابتها حمّى. فرأيت أباها فقبّل خدها وقال: «كيف أنت يا بنية؟» ولم يذكره مسلم.
قال الحافظ ابن حجر: كان دخول البراء على أهل أبي بكر قبل أن ينزل الحجاب قطعا، وأيضا فكان حينئذ دون البلوغ وكذلك عائشة.
ويذكر في قصة سراقة أن النبي ﷺ قال له: «كيف بك إذا لبست سواري كسرى؟». فلما أتى عمر بسواري كسرى ومنطقته وتاجه دعا سراقة بن مالك فألبسه إياهما. وكان سراقة رجلًا أزب، كثير شعر الساعدين، وقال له: ارفع يديك فقال: الله أكبر، الحمد لله الذي سلبها كسرى بن هرمز الذي كان يقول: أنا رب الناس، وألبسهما سراقة بن مالك بن جعشم أعرابي، رجل من بني مدلج، ورفع بها عمر صوته.
ذكره ابن عبد البر في الاستيعاب فقال: وروى عن سفيان بن عيينة عن أبي موسى، عن الحسن فذكره، وكذلك قال الحافظ ابن حجر في الإصابة، وهو مرسل، ولم أقف من وصله.
وأبو موسى: هو إسرائيل بن موسى البصري ثقة من رجال التهذيب.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 174 من أصل 1279 حديثاً له شرح
- 149 صلاة البراء بن معرور إلى الكعبة قبل القبلة
- 150 رأيت في رؤياي هذه أني هززت سيفا فانقطع صدره
- 151 دار هجرتكم ذات نخل بين لابتين
- 152 لن تخلّف فتعمل عملا تبتغي به وجه الله إلا زادت...
- 153 أريت دار هجرتكم سبخة ذات نخل بين لابتين
- 154 أول من قدم علينا مصعب بن عمير وابن أم مكتوم
- 155 قدم رسول الله ﷺ وفرح أهل المدينة
- 156 اللهم أجُرني في مصيبتي وأخلف لي خيرًا منها
- 157 اتّعد عمر وعياش وهشام للهجرة إلى المدينة
- 158 عمر يقول لأقومن في أول مقام أقومه بالمدينة
- 159 بعث النبي لأربعين سنة ومات وهو ابن ثلاث وستين
- 160 إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله
- 161 أحب الناس إلي أن أجاهدهم فيك من كذبوا رسول الله
- 162 قصة هجرة النبي مع أبي بكر
- 163 أبو بكر يحتمل ماله كله معه في الهجرة
- 164 ذات النطاقين
- 165 أول مولود في الإسلام وريقة النبي ﷺ في فيه
- 166 مكر المشركين بالنبي ﷺ في دار الندوة
- 167 ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما
- 168 نكبت إصبع رسول الله ﷺ في الغار
- 169 تشاورت قريش ليلة بمكة ليُثبتوا النبي بالوثاق
- 170 من هذا الرجل الذي بين يديك؟ هذا الرجل يهديني السبيل
- 171 من قتل محمدًا أو أسره فله دية
- 172 قصة سراقة بن مالك مع رسول الله ﷺ في الهجرة
- 173 دعا رسول الله ﷺ فساخت فرس سراقة
- 174 اشترى أبو بكر من عازب سرجًا بثلاثة عشر درهمًا
- 175 لما عطش النبي ﷺ حلبت له كثبة من لبن فشرب
- 176 راعي الغنم يحلب لبنًا لرسول الله ﷺ فيسقيه إياه.
- 177 هل عندك من لبن تسقينا
- 178 عناقًا حملت أول الشتاء وقد أخدجت وما بقي لها لبن
- 179 أم معبد تصف النبي ﷺ: ظاهر الوضاءة أبلج الوجه حسن...
- 180 خروج النبي ﷺ من الغار مهاجرًا مع أبي بكر
- 181 المسلمون يغدون كل غداة إلى الحرة ينتظرون رسول الله
- 182 اللهم اصرعه فصرعه الفرس
- 183 قدم رسول الله ﷺ وما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء...
- 184 لعب الحبشة بحرابهم فرحًا بقدوم رسول الله ﷺ المدينة.
- 185 هاد يهديني
- 186 ركب رسول الله ﷺ راحلته وسار يمشي معه الناس.
- 187 دعوها فإنها مأمورة
- 188 نزول النبي ﷺ جانب الحرة وبعثه إلى الأنصار
- 189 أبو أيوب يكره ما يكره النبي ﷺ
- 190 لما نزل عليّ رسول الله قلت: إني أكره أن أكون...
- 191 بناء المسجد النبوي وموقف بني النجار من ثمن الأرض
- 192 ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى...
- 193 جبريل عدو اليهود من الملائكة
- 194 عن ابن عباس في تفسير الذين عقدت أيمانكم ونسخ الميراث
- 195 دلّني على السوق
- 196 لا حلف في الإسلام وقد حالف رسول الله بين قريش...
- 197 عثمان بن مظعون طار له سهمه في السكنى حين أقرعت...
- 198 آخى رسول الله ﷺ بين أبي عبيدة بن الجراح وأبي...
معلومات عن حديث: اشترى أبو بكر من عازب سرجًا بثلاثة عشر درهمًا
📜 حديث: اشترى أبو بكر من عازب سرجًا بثلاثة عشر درهمًا
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: اشترى أبو بكر من عازب سرجًا بثلاثة عشر درهمًا
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: اشترى أبو بكر من عازب سرجًا بثلاثة عشر درهمًا
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: اشترى أبو بكر من عازب سرجًا بثلاثة عشر درهمًا
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








