حديث: بارز وظاهر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب المبارزة يوم بدر

عن أبي إسحاق: سأل رجل البراء وأنا أسمع قال: أشهد عليّ بدرًا؟ قال: بارز وظاهر.

صحيح: أخرجه البخاري في المغازي (٣٩٧٠) عن أحمد بن سعيد أبي عبد الله حَدَّثَنَا إسحاق بن منصور، حَدَّثَنَا إبراهيم بن يوسف (هو ابن أبي إسحاق السبيعي) عن أبيه، عن أبي إسحاق، قال فذكره.

عن أبي إسحاق: سأل رجل البراء وأنا أسمع قال: أشهد عليّ بدرًا؟ قال: بارز وظاهر.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا الحديث الذي سألتَ عنه حديثٌ عظيمٌ يُظهر مكانة الصحابة الكرام رضي الله عنهم، وخاصة أهل بدر، ويُبرز شجاعة النبي صلى الله عليه وسلم وإقدامه في سبيل الله.

نص الحديث ومصدره:


الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه في كتاب "الجهاد والسير"، باب: من برز إلى المشركين في القتال. وهو عن أبي إسحاق السبيعي قال: سأل رجل البراء (يعني البراء بن عازب رضي الله عنه) وأنا أسمع، قال: أشهدتَ بدرًا؟ قال: بارز وظاهر.


1. شرح المفردات:


* البراء: هو الصحابي الجليل البراء بن عازب رضي الله عنه، كان من الأنصار ومن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
* أشهدت بدرًا؟: أي: هل حضرت وغزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر الكبرى؟
* بارز: أي خرج للبراز والمبارزة أمام الصفوف قبل بدء القتال العام.
* وظاهر: أي كان ظهيرًا وناصرًا ومعينًا لمن يبارز من المسلمين. وقيل: "ظاهر" بمعنى أنه كان يقف خلف من يبارز ليؤازره ويمنعه من أن يُؤتى من الخلف.


2. شرح الحديث:


يُخبرنا الراوي (أبو إسحاق السبيعي) أنه كان حاضرًا يستمع حينما سأل رجلٌ الصحابي الجليل البراء بن عازب رضي الله عنه سؤالاً مباشرًا: "هل شهدت غزوة بدر؟".
فأجابه البراء رضي الله عنه إجابةً مختصرةً لكنها تحمل معاني عظيمة، فقال: "بارز وظاهر".
المعنى الإجمالي: لم يقل البراء رضي الله عنه "نعم" أو "لا" مباشرة، بل وصف موقفه في تلك الغزوة العظيمة. فهو لم يكن من المقاتلين الأساسيين في الصفوف في معركة بدر (حيث كان صغير السن آنذاك)، لكنه كان حاضرًا يؤدي دورًا مهمًا وهو مساندة ومناصرة المبارزين من المسلمين. كان يقف خلفهم ليمنع عنهم أي هجوم مفاجئ من العدو ويؤازرهم، وهذا دور عسكري مهم في المعارك.
وهذا الجواب يدل على:
* تواضع البراء رضي الله عنه: فهو لم يفتخر بنفسه أو يدّعِ ما لم يفعل، بل صدق في وصف حاله.
* عظم مكانة غزوة بدر: حتى من كان له دور مساعد فيها يذكر ذلك بفخر، لأنها الغزوة التي فرّق الله بها بين الحق والباطل، ونصر فيها جنده القليل على عدوهم الكثير. قال تعالى: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ} [آل عمران: 123].
* شجاعة النبي صلى الله عليه وسلم: فالمبارزة التي يشير إليها البراء كانت بدايتها عندما برز رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه أمام صفوف المشركين، كما جاء في روايات أخرى للحديث.
وفي رواية أخرى للبخاري توضح الصورة أكثر: عن البراء بن عازب رضي الله نفسه قال: "كنا والله إذا احمر البأس نتقي به -أي بالنبي صلى الله عليه وسلم- وإن الشجاع منا للذي يحاذي به"، أي أن النبي كان أشجع الناس وأقربهم إلى العدو، وكان الصحابة يتقون به ويجعلونه في المقدمة.


3. الدروس المستفادة:


1- مكانة أهل بدر: فقد رفع الله قدرهم وأعلى شأنهم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يُعرف لهم فضلهم. فقد قال صلى الله عليه وسلم: "لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم" (رواه البخاري ومسلم).
2- الصدق والتواضع: من أخلاق المسلم أن يصدق في وصف نفسه ولا يدعي ما ليس فيه، كما فعل البراء رضي الله عنه.
3- تقدير كل جهد في سبيل الله: العمل في الجهاد ليس فقط القتال المباشر، بل كل مساعدة وتأييد ونصرة لها أجرها العظيم عند الله. فدور البراء كـ"ظهير" كان ضروريًا لإنجاح المبارزة.
4- الشجاعة والإقدام: الحديث يذكرنا بشجاعة النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، ووقوفهم في وجه الباطل دون خوف أو وجل.
5- فهم السؤال في سياقه: أجاب البراء عن روح السؤال وحقيقته، وهو "ما دورك في بدر؟" وليس فقط "هل حضرت؟".


4. معلومات إضافية:


* غزوة بدر الكبرى: وقعت في السابع عشر من رمضان في السنة الثانية للهجرة، وهي أول معركة فاصلة بين الإسلام والكفر.
* سبب التسمية: سميت بدرًا نسبة إلى بئر بدر التي دارت المعركة بالقرب منها.
* نتيجتها: انتصر المسلمون انتصارًا ساحقًا بمساعدة الملائكة، وقُتل من صناديد قريش سبعون وأُسر سبعون.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

أخرجه البخاري في المغازي (٣٩٧٠) عن أحمد بن سعيد أبي عبد الله حَدَّثَنَا إسحاق بن منصور، حَدَّثَنَا إبراهيم بن يوسف (هو ابن أبي إسحاق السبيعي) عن أبيه، عن أبي إسحاق، قال فذكره.
قوله في الجواب: «قال بارز وظاهر» فيه حذف تقديره: قال: نعم، شهد؛ فإنه بارز فيها وظاهر، أي لبس درعًا على درع.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 242 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: بارز وظاهر

  • 📜 حديث: بارز وظاهر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: بارز وظاهر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: بارز وظاهر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: بارز وظاهر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب