حديث: قُمْ يَا حَمْزَةُ قُمْ يَا عَلِيُّ قُمْ يَا عُبَيْدَةَ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب المبارزة يوم بدر

عن علي بن أبي طالب قال: تقدّم يعني عتبة بن ربيعة، وتبعه ابنه وأخوه، فنادى: من يبارز؟ فانتدب له شباب من الأنصار، فقال: من أنتم؟ فأخبروه، فقال: لا حاجة لنا فيكم، إنّما أردنا بني عمّنا، فقال رسول الله ﷺ: «قم يا حمزة! قم يا علي! قم يا عبيدة بن الحارث!» فأقبل حمزة إلى عتبة، وأقبلت إلى شيبة، واختلف بين عبيدة والوليد ضربتان، فأثخن كل واحد منهما صاحبه، ثمّ ملنا على الوليد،
فقتلناه، واحتملنا عبيدة.

صحيح: رواه أبو داود (٢٦٦٥)، وأحمد (٩٤٨)، وصحّحه الحاكم (٣/ ١٩٤) من طرق عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب، عن علي فذكره.

عن علي بن أبي طالب قال: تقدّم يعني عتبة بن ربيعة، وتبعه ابنه وأخوه، فنادى: من يبارز؟ فانتدب له شباب من الأنصار، فقال: من أنتم؟ فأخبروه، فقال: لا حاجة لنا فيكم، إنّما أردنا بني عمّنا، فقال رسول الله ﷺ: «قم يا حمزة! قم يا علي! قم يا عبيدة بن الحارث!» فأقبل حمزة إلى عتبة، وأقبلت إلى شيبة، واختلف بين عبيدة والوليد ضربتان، فأثخن كل واحد منهما صاحبه، ثمّ ملنا على الوليد،
فقتلناه، واحتملنا عبيدة.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
هذا الحديث الذي رواه الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه يروي لنا حدثاً عظيماً من أحداث غزوة بدر الكبرى، وهي المعركة الفاصلة بين الحق والباطل. وفيما يلي شرح مفصل للحديث:

1. شرح المفردات:


● تَقَدَّمَ: خرج للأمام طالباً للمبارزة.
● عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ: أحد زعماء قريش وكبار مشركيها.
● انْتَدَبَ لَهُ: تطوع للخروج لمبارزته.
● شَبَابٌ مِنَ الأَنْصَارِ: فتيان من أنصار المدينة المنورة.
● لا حَاجَةَ لَنَا فِيكُمْ: لا نريد مبارزتكم.
● بني عَمِّنَا: يقصدون رجالاً من قريش، إذ كانوا يعتبرونهم نظراء لهم في النسب والمكانة.
● أَقْبَلَ: توجّه نحو خصمه.
● اخْتَلَفَ بَيْنَهُمَا ضَرْبَتَانِ: تبادلا الضربات.
● أَثْخَنَ كُلُّ وَاحِدٍ صَاحِبَهُ: جرح كل منهما الآخر جراحاً شديدة.
● مِلْنَا عَلَى الْوَلِيدِ: توجهنا نحو الوليد (أخي عتبة) لإنهاء قتاله.
● احْتَمَلْنَا عُبَيْدَةَ: حملنا عبيدة بن الحارث الذي أصيب بجروح.


2. شرح الحديث:


يصف هذا الحديث المشهد العظيم لمبارزة الأبطال التي حدثت في غزوة بدر قبل بدء القتال العام. فقد خرج عتبة بن ربيعة - وهو من أشراف قريش - ومعه أخوه شيبة وابنه الوليد يطلبون المبارزة الفردية من فرسان المسلمين.
عندما تطوع بعض شباب الأنصار، رفضهم عتبة قائلاً: "لا حاجة لنا فيكم"، لأنه كان يريد مبارزة فرسان من بني قريش، وهم يعتبرونهم نظراء لهم في النسب والمكانة.
فنادى رسول الله ﷺ ثلاثة من أكابر الصحابة وأبطالهم وهم:
● حمزة بن عبد المطلب (أسد الله وأسد رسوله)
● علي بن أبي طالب (وابن عم النبي ﷺ)
● عبيدة بن الحارث (من السابقين إلى الإسلام)
فانطلق كل منهم إلى مبارزٍ من المشركين:
● حمزة بارز عتبة وقضى عليه.
● علي بارز شيبة وقضى عليه.
● عبيدة بارز الوليد ودار بينهما قتال شرس، فأثخن كل منهما الآخر بالجراح.
ثم تدخل علي وحمزة لمساعدة عبيدة، فقتلا الوليد، وحملا عبيدة الذي كان مصاباً بجروح بالغة (وقد استشهد بعدها رضي الله عنه).


3. الدروس المستفادة:


1- الشجاعة والإقدام: المبارزة تمثل أعلى درجات الشجاعة والإيمان، حيث يقدم المسلم نفسه في مواجهة الشرك والطغيان.
2- طاعة القائد: استجابة الصحابة الفورية لأمر النبي ﷺ بالخروج للمبارزة.
3- التكافؤ في المبارزة: كان المشركون يبحثون عن نظرائهم في النسب والمكانة، مما يدل على أن الإسلام لم يلغِ كل أعراف العرب، بل هذبها.
4- التعاون والتضحية: تعاون علي وحمزة لإنقاذ أخيهما عبيدة وقتل عدوهما، ثم حملهما له وهو جريح.
5- نصرة الدين: هذه المبارزة كانت مقدمة للنصر العظيم الذي تحقق للمسلمين في بدر.


4. معلومات إضافية:


- وقعت هذه الواقعة في غزوة بدر الكبرى (سنة 2 هـ).
- استشهد عبيدة بن الحارث متأثراً بجراحه في هذه المبارزة، وهو من السابقين إلى الإسلام.
- هذه المبارزة كانت بمثابة صفعة لقريش، حيث قُتل ثلاثة من زعمائها في لحظات.
- روى هذه القصة عدد من المحدثين بألفاظ متقاربة، وهي ثابتة في كتب السير والمغازي.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢٦٦٥)، وأحمد (٩٤٨)، وصحّحه الحاكم (٣/ ١٩٤) من طرق عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب، عن علي فذكره. واللّفظ لأبي داود، وسياق أحمد طويل، وهو مذكور في المناجاة.
وإسناده صحيح، رواية إسرائيل عن جده في غاية الإتقان، وكان شعبة يقدمه على نفسه في أبي إسحاق.
وقال الحاكم: صحيح على شرط الشّيخين.
وتعقبه الذّهبي فقال: لم يخرجا لحارثة، وقد وهاه ابن المديني.
قال الأعظمي: نعم لم يخرجا لحارثة، لكن تضعيف ابن المديني له لا يثبت، إنّما نقل ابن الجوزي في ضعفائه (١/ ١٨٥) تبعًا للأزدي أن ابن المديني قال: متروك الحديث، لذا قال ابن حجر في تقريبه: ثقة، غلط من نقل عن ابن المديني أنه تركه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 243 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: قُمْ يَا حَمْزَةُ قُمْ يَا عَلِيُّ قُمْ يَا عُبَيْدَةَ

  • 📜 حديث: قُمْ يَا حَمْزَةُ قُمْ يَا عَلِيُّ قُمْ يَا عُبَيْدَةَ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: قُمْ يَا حَمْزَةُ قُمْ يَا عَلِيُّ قُمْ يَا عُبَيْدَةَ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: قُمْ يَا حَمْزَةُ قُمْ يَا عَلِيُّ قُمْ يَا عُبَيْدَةَ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: قُمْ يَا حَمْزَةُ قُمْ يَا عَلِيُّ قُمْ يَا عُبَيْدَةَ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب