هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ نزلت في الذين برزوا يوم بدر

حديث: هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ نزلت في الذين برزوا يوم بدر

عن قيس بن عباد قال سمعت أبا ذرّ يقسم قسمًا إن هذه الآية ﴿هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ﴾ [الحج: ١٩] نزلت في الذين برزوا يوم بدر: حمزة، وعلي، وعبيدة بن الحارث، وعتبة وشيبة ابني ربيعة، والوليد بن عتبة.

متفق عليه: رواه البخاري في المغازي (٣٩٦٩، ٣٩٦٨، ٣٩٦٦) ومسلم في التفسير (٣٤: ٣٠٣٣) كلاهما من طرق عن أبي هاشم (هو الرمّاني الواسطي) عن أبي مجلز، عن قيس بن عباد، قال سمعت أبا ذرّ يقسم قسمًا فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أهلاً بك أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الذي ذكر رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو حديث صحيح ثابت عن الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، يرويه عنه قيس بن عباد، وهو من التابعين الثقات.
أولاً: شرح المفردات:
● يقسم قسمًا: أي يحلف حلفًا مؤكدًا على صحة ما يقول.
● هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ: هذه الآية من سورة الحج، والخصمان هما الفريقان المتعاديان.
● برزوا: خرجوا للمبارزة والمقاتلة الفردية قبل بدء القتال العام.
● حمزة، وعلي، وعبيدة بن الحارث: هم فرسان المسلمين.
● عتبة وشيبة ابني ربيعة، والوليد بن عتبة: هم فرسان المشركين.
ثانيًا: شرح الحديث ومعناه:
يخبرنا الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري رضي الله عنه - وهو ممن شهد بدرًا - بحلف منه على صحة ما يقول، أن الآية الكريمة من سورة الحج ﴿هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ﴾ نزلت في واقعة المبارزة التي حدثت يوم غزوة بدر الكبرى.
وصف الواقعة كما جاءت في السيرة:
قبيل بدء المعركة، تقدم ثلاثة من فرسان قريش وهم:
1- عتبة بن ربيعة
2- أخوه شيبة بن ربيعة
3- الوليد بن عتبة (ابن عتبة)
وطلبوا المبارزة. فخرج لهم ثلاثة من شباب الإسلام وفرسانه، وهم:
1- حمزة بن عبد المطلب (أسد الله وسيد الشهداء) رضي الله عنه.
2- علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
3- عبيدة بن الحارث رضي الله عنه (ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم).
فبارز حمزةُ شيبةَ فقتله، وبازر عليٌّ الوليدَ فقتله، وبازر عبيدةُ عتبةَ، فجرح كل منهما صاحبه، فقام حمزة وعليّ على عتبة فقتلاه، وحملا عبيدة وهو جريح (وتوفي لاحقاً متأثرًا بجراحه رضي الله عنه).
فكانت هذه المبارزة بداية النصر ورفعت معنويات المسلمين، وكانت صورةً عمليةً للصراع بين الحق والباطل، بين الإيمان والكفر.
ثالثًا: الدروس المستفادة والعبر:
1- بيان سبب النزول: يوضح الحديث سبب نزول الآية، وهو من علوم القرآن المهمة التي تساعد في فهم المعنى المقصود.
2- عظمة غزوة بدر: كانت غزوة بدر الفرقان بين الحق والباطل، وهذه المبارزة كانت افتتاحيتها المجيدة.
3- الشجاعة والإقدام: يتجلى في هذا الموقف شجاعة فرسان الإسلام وإيمانهم الراسخ، حيث خرجوا لمواجهة أشرس فرسان قريش.
4- معية الله ونصره: النصر من عند الله، فقد نصره هؤلاء الأبطال رغم قلة عددهم وعتادهم نسبيًا في بداية الإسلام.
5- الخصومة في الله: الخصومة الحقيقية هي الخصومة في ذات الله وفي دينه، لا لأجل الدنيا أو الحقد الشخصي. فالمسلم يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا.
6- التضحية والفداء: تضحية أولئك الرجال بأنفسهم في سبيل إعلاء كلمة الله، وكان عبيدة بن الحارث أول من استشهد من المسلمين في ذلك اليوم.
رابعًا: معلومات إضافية مفيدة:
- الآية كاملة: ﴿هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ﴾ [الحج: 19].
- المعنى العام للآية: يخبر الله تعالى أن هناك فريقين متعاديين اختصموا وتنازعوا في أمر الله ودينه، فريق المؤمنين وفريق الكافرين، ثم بين مصير كل فريق، فالكفار لهم عذاب النار، والمؤمنون لهم الجنة.
- نزول الآية في هذه الواقعة هو من باب ذكر سبب النزول الخاص، ولكن معناها عام يشمل كل صراع بين الحق والباطل إلى يوم القيامة.
نسأل الله أن يجعلنا من حزب الله المنصورين، وأن يتقبل منا صالح الأعمال.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في المغازي (٣٩٦٩، ٣٩٦٨، ٣٩٦٦) ومسلم في التفسير (٣٤: ٣٠٣٣) كلاهما من طرق عن أبي هاشم (هو الرمّاني الواسطي) عن أبي مجلز، عن قيس بن عباد، قال سمعت أبا ذرّ يقسم قسمًا فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 241 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ نزلت في الذين برزوا يوم بدر

📜 حديث: هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ نزلت في الذين برزوا يوم بدر

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ نزلت في الذين برزوا يوم بدر

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ نزلت في الذين برزوا يوم بدر

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ نزلت في الذين برزوا يوم بدر

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية