حديث: إذا أكثبوكم فارموهم واستبقوا نبلكم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أمر النَّبِي ﷺ بنضح المشركين بالنبل

عن أسيد قال: قال لنا رسول الله ﷺ يوم بدر: «إذا أكثبوكم فارموهم، واستبقوا نبلكم».
وفي لفظ: قال النَّبِي ﷺ يوم بدر حين صففنا لقريش وصفوا لنا: «إذا أكثبوكم فعليكم بالنبل».

صحيح: رواه البخاري في المغازي (٣٩٨٤) عن عبد الله بن محمد الجعفي حَدَّثَنَا أبو أحمد الزُّبير (هو محمد بن عبد الله الأسدي) حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن الغسيل، عن حمزة بن أبي أسيد والزُّبير بن منذر بن أبي أسيد، عن أبي أسيد (هو مالك بن ربيعة الخزرجي الأنصاري) قال فذكره.

عن أسيد قال: قال لنا رسول الله ﷺ يوم بدر: «إذا أكثبوكم فارموهم، واستبقوا نبلكم».
وفي لفظ: قال النَّبِي ﷺ يوم بدر حين صففنا لقريش وصفوا لنا: «إذا أكثبوكم فعليكم بالنبل».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يفتح لنا أبواب فضله وكرمه، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما وفقها في الدين وارض عنا يا أكرم الأكرمين.
هذا الحديث الشريف يروي لنا توجيهاً نبويّاً حكيماً في غزوة بدر الكبرى، وهي المعركة الفاصلة في تاريخ الإسلام. وإليك الشرح الوافي له على النحو التالي:

أولاً. شرح المفردات:


● أكثبوكم: من الإكثاب، أي إذا كثروكم واجتمعوا عليكم وأحاطوا بكم من كل جانب. وقيل: إذا اقتربوا منكم ودنا بعضهم من بعض.
● فارموهم: أي ارموهم بالسهام والنبال.
● واستبقوا نبلكم: أي احرصوا على إبقاء سهامكم وعدم إضاعتها، ولا ترموا بها جميعاً مرة واحدة، بل تريثوا في الرمي وانتقوا الأهداف.
● فعليكم بالنبل: أي التزموا واستعملوا سلاح النبال في قتالهم، فهو أنجع وأبلغ في صدهم.

ثانياً. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي الجليل أسيد بن حضير رضي الله عنه عن موقف عظيم في غزوة بدر، حيث وقف النبي ﷺ يوجه جنوده ويعدهم للقاء المشركين.
● السياق التاريخي: كانت غزوة بدر أول مواجهة حاسمة بين المسلمين والمشركين، وكان عدد المسلمين قليلاً (حوالي 313) مقابل جيش قريش (حوالي 1000). في هذا الموقف العصيب، كان التوجيه النبوي حاسماً لتحقيق النصر.
● المعنى الإجمالي: يأمر النبي ﷺ أصحابه بأنه إذا حاصرهم المشركون واجتمعوا عليهم بكثافة، فليستعملوا سلاح الرمي (النبال) لصدهم عن قرب، مع الحرص على الترشيد في استخدام السهام وعدم إهدارها، بحيث يرمون بها متأنين ومحافظين عليها لاستمرارية القتال.
وفي اللفظ الآخر، يؤكد ﷺ على أهمية التسلح بالنبل كاستراتيجية رئيسية في المواجهة، لما له من تأثير كبير في إرباك العدو من بعيد قبل الالتحام المباشر.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- الحكمة والتخطيط في القتال: يظهر الحديث حكمة النبي ﷺ العسكرية وعدم اعتماده على العدد والعدة فقط، بل على التخطيط والتكتيك. فاستخدام النبل من مسافة هو استغلال أمثل للإمكانيات.
2- الترشيد وعدم الإسراف: الأمر بـ "استبقوا نبلكم" درس عظيم في ترشيد استخدام الموارد حتى في ساحة الحرب، وعدم تبذيرها دون طائل. وهذا من كمال الحكمة النبوية.
3- اختيار السلاح المناسب للموقف: لكل سلاح استخدامه الأمثل. النبال فعال في مرحلة الصد عن بعد وإحداث الخلل في صفوف العدو قبل الالتحام.
4- الثقة بتوجيه القائد: طاعة الصحابة لأمر النبي ﷺ دون تردد كانت من أسباب النصر، فالثقة بالقيادة الواعية أساس النجاح.
5- الاعتماد على الأسباب مع التوكل على الله: النبي ﷺ لم يقل "ادعوا الله فقط"، بل أعطى توجيهاً عملياً، جمع بين الأخذ بالأسباب والتوكل على مسبب الأسباب.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


● الرماة في الإسلام: أصبح فن الرمي من أهم الفنون العسكرية في الإسلام، وحث النبي ﷺ على تعلمه في أحاديث أخرى، مثل قوله: «وَأَنْ تَرْمِيَ بِالسَّهْمِ خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَرْمِيَ بِالسَّهْمِ» (يشير إلى فضل التعلم).
● نتيجة التوجيه: كان لتوجيه النبي ﷺ الأثر الكبير في تحقيق النصر في بدر، حيث أُصيب عدد من زعماء قريش بالسهام قبل بدء القتال المتلاحم، مما أثر في معنوياتهم.
● عبرة للمسلمين في كل زمان: هذا الحديث ليس مجرد ذكرى تاريخية، بل هو منهج للمسلمين في كيفية التعامل مع التحديات: بالحكمة، وترشيد الموارد، واختيار الوسيلة الأنسب، والثقة في التوجيه الرباني.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في المغازي (٣٩٨٤) عن عبد الله بن محمد الجعفي حَدَّثَنَا أبو أحمد الزُّبير (هو محمد بن عبد الله الأسدي) حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن الغسيل، عن حمزة بن أبي أسيد والزُّبير بن منذر بن أبي أسيد، عن أبي أسيد (هو مالك بن ربيعة الخزرجي الأنصاري) قال فذكره.
ورواه البخاري أيضًا في الجهاد (٢٩٠٠) عن أبي نعيم، عن عبد الرحمن بن الغسيل، عن حمزة بن أبي أسيد، عن أبيه فذكره باللفظ الثاني.
قوله: «إذا أكثبوكم» أي إذا قربوا منكم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 244 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا أكثبوكم فارموهم واستبقوا نبلكم

  • 📜 حديث: إذا أكثبوكم فارموهم واستبقوا نبلكم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إذا أكثبوكم فارموهم واستبقوا نبلكم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إذا أكثبوكم فارموهم واستبقوا نبلكم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إذا أكثبوكم فارموهم واستبقوا نبلكم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب