حديث: استأذن الحجاج بن علاط النبي في الكذب لأخذ ماله من مكة.

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

خبر الحجاج بن علاط البهزي في خداع أهل مكة

عن أنس قال: لما افتتح رسول الله ﷺ خيبر قال الحجاج بن علاط: يا رسول الله! إن لي بمكة مالا وإن لي بها أهلًا، وإني أريد أن آتيهم، أفأنا في حل إن أنا نلت منك أو قلت شيئًا؟ فأذن له رسول الله ﷺ أن يقول ما شاء، فأتى امرأته حين قدم، فقال: اجمعي لي ما كان عندك فإني أريد أن أشتري من غنائم محمد وأصحابه، فإنهم قد استبيحوا وأصيبت أموالهم. قال: ففشا ذلك بمكة، فانقمع المسلمون، وأظهر المشركون فرحًا وسرورًا، قال: وبلغ الخبر العباس فعقر، وجعل لا يستطيع أن يقوم.
قال معمر: فأخبرني عثمان الجزري، عن مقسم، قال: فأخذ ابنا له يقال له قثم، فاستلقى ووضعه على صدره وهو يقول:
حبي قثم شبيه ذي الأنف الأشم ... نبي ذي النِّعَم برغم من رغم
قال ثابت، عن أنس ثمّ أرسل غلامًا له إلى حجَّاج بن علاط، فقال: ويلك ما جئت به وماذا تقول؟ فما وعد الله خير مما جئت به. قال حجَّاج بن علاط لغلامه: اقرأ على أبي الفضل السّلام وقل له: فليخل لي بعض بيوته لآتيه، فإن الخبر على ما يسره، فجاء غلامه فلمّا بلغ باب الدار، قال: أبشر أبا الفضل! فوثب العباس فرحًا حتَّى قبل بين عينيه، فأخبره ما قال الحجاج، فأعتقه، قال: ثمّ جاءه الحجاج، فأخبره أن رسول الله ﷺ قد افتتح خيبر، وغنم أموالهم، وجرت سهام الله في أموالهم، واصطفى رسول الله ﷺ صفية بنت حيي فاتخذها لنفسه، وخيرها أن يعتقها وتكون زوجته، أو تلحق بأهلها، فاختارت أن يعتقها وتكون زوجته، ولكني جئت لمال كان لي هاهنا أردت أن أجمعه فأذهب به، فاستأذنت رسول الله ﷺ فأذن لي أن أقول ما شئت، فأخف عني ثلاثًا، ثمّ اذكر ما بدا لك، قال: فجمعت امرأته ما كان عندها من حلي ومتاع، فجمعته فدفعته إليه ثمّ استمر به.
فلمّا كان بعد ثلاث أتى العباسُ امرأةَ الحجاج، فقال: ما فعل زوجك؟ فأخبرته أنه
ذهب يوم كذا وكذا، وقالت: لا يحزنك الله يا أبا الفضل! لقد شق علينا الذي بلغك. قال: أجل لا يحزنني الله، ولم يكن بحمد الله إلا ما أحببنا: فتح الله خيبر على رسوله ﷺ وجرت فيها سهام الله، واصطفى رسول الله ﷺ صفية لنفسه، فإن كانت لك حاجة في زوجك فالحقي به. قالت: أظنك والله صادقًا، قال: فإني صادق، والأمر على ما أخبرتك.
فذهب حتى أتى مجالس قريش وهم يقولون إذا مر بهم: لا يصيبك إلا خير يا أبا الفضل! قال لهم: لم يصبني إلا خير بحمد الله أخبرني الحجاج بن علاط أن خيبر فتحها الله على رسوله وجرت فيها سهام الله، واصطفى صفية لنفسه، وقد سألني أن أخفي عنه ثلاثًا، وإنما جاء ليأخذ ماله، وما كان له من شيء ها هنا ثم يذهب.
قال: فرد الله الكآبة التي كانت بالمسلمين على المشركين، وخرج المسلمون من كان دخل بيته مكتئبا حتى أتوا العباس، فأخبرهم الخبر، فسُرَّ المسلمون، ورُدَّ ما كان من كآبة أو غيظ أو حزن على المشركين.

صحيح: رواه أحمد (١٢٤٠٩) وأبو يعلى (٣٤٧٩) والطبراني (٣/ ٢٤٧) والبزار - كشف الأستار (١٨١٦) والبيهقي (٩/ ١٥٠) وصحّحه ابن حبان (٤٥٣٠) كلهم من حديث عبد الرزاق وهو في مصنفه (٩٧٧١) عن معمر، قال: سمعت ثابتًا يحدث عن أنس فذكره.

عن أنس قال: لما افتتح رسول الله ﷺ خيبر قال الحجاج بن علاط: يا رسول الله! إن لي بمكة مالا وإن لي بها أهلًا، وإني أريد أن آتيهم، أفأنا في حل إن أنا نلت منك أو قلت شيئًا؟ فأذن له رسول الله ﷺ أن يقول ما شاء، فأتى امرأته حين قدم، فقال: اجمعي لي ما كان عندك فإني أريد أن أشتري من غنائم محمد وأصحابه، فإنهم قد استبيحوا وأصيبت أموالهم. قال: ففشا ذلك بمكة، فانقمع المسلمون، وأظهر المشركون فرحًا وسرورًا، قال: وبلغ الخبر العباس فعقر، وجعل لا يستطيع أن يقوم.
قال معمر: فأخبرني عثمان الجزري، عن مقسم، قال: فأخذ ابنا له يقال له قثم، فاستلقى ووضعه على صدره وهو يقول:
حبي قثم شبيه ذي الأنف الأشم ... نبي ذي النِّعَم برغم من رغم
قال ثابت، عن أنس ثمّ أرسل غلامًا له إلى حجَّاج بن علاط، فقال: ويلك ما جئت به وماذا تقول؟ فما وعد الله خير مما جئت به. قال حجَّاج بن علاط لغلامه: اقرأ على أبي الفضل السّلام وقل له: فليخل لي بعض بيوته لآتيه، فإن الخبر على ما يسره، فجاء غلامه فلمّا بلغ باب الدار، قال: أبشر أبا الفضل! فوثب العباس فرحًا حتَّى قبل بين عينيه، فأخبره ما قال الحجاج، فأعتقه، قال: ثمّ جاءه الحجاج، فأخبره أن رسول الله ﷺ قد افتتح خيبر، وغنم أموالهم، وجرت سهام الله في أموالهم، واصطفى رسول الله ﷺ صفية بنت حيي فاتخذها لنفسه، وخيرها أن يعتقها وتكون زوجته، أو تلحق بأهلها، فاختارت أن يعتقها وتكون زوجته، ولكني جئت لمال كان لي هاهنا أردت أن أجمعه فأذهب به، فاستأذنت رسول الله ﷺ فأذن لي أن أقول ما شئت، فأخف عني ثلاثًا، ثمّ اذكر ما بدا لك، قال: فجمعت امرأته ما كان عندها من حلي ومتاع، فجمعته فدفعته إليه ثمّ استمر به.
فلمّا كان بعد ثلاث أتى العباسُ امرأةَ الحجاج، فقال: ما فعل زوجك؟ فأخبرته أنه
ذهب يوم كذا وكذا، وقالت: لا يحزنك الله يا أبا الفضل! لقد شق علينا الذي بلغك. قال: أجل لا يحزنني الله، ولم يكن بحمد الله إلا ما أحببنا: فتح الله خيبر على رسوله ﷺ وجرت فيها سهام الله، واصطفى رسول الله ﷺ صفية لنفسه، فإن كانت لك حاجة في زوجك فالحقي به. قالت: أظنك والله صادقًا، قال: فإني صادق، والأمر على ما أخبرتك.
فذهب حتى أتى مجالس قريش وهم يقولون إذا مر بهم: لا يصيبك إلا خير يا أبا الفضل! قال لهم: لم يصبني إلا خير بحمد الله أخبرني الحجاج بن علاط أن خيبر فتحها الله على رسوله وجرت فيها سهام الله، واصطفى صفية لنفسه، وقد سألني أن أخفي عنه ثلاثًا، وإنما جاء ليأخذ ماله، وما كان له من شيء ها هنا ثم يذهب.
قال: فرد الله الكآبة التي كانت بالمسلمين على المشركين، وخرج المسلمون من كان دخل بيته مكتئبا حتى أتوا العباس، فأخبرهم الخبر، فسُرَّ المسلمون، ورُدَّ ما كان من كآبة أو غيظ أو حزن على المشركين.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه، معتمدًا على كلام أهل العلم من أهل السنة والجماعة:

أولاً. شرح المفردات:


● افتتح خيبر: فتحها وقهر يهودها بعد قتال.
● الحجاج بن علاط: صحابي من بني سليم، كان قد أسلم ولم يعلم به أحد في مكة.
● في حل: يعني هل أنا مُبرَأ الذمة إذا قلت كلامًا يوهم أني لم أسلم؟
● انقمع المسلمون: انكسروا واغتموا.
● أظهر المشركون فرحًا: أظهروا السرور بما سمعوه.
● عقر: غُلِبَ وأصابه الذل والانكسار.
● ذي الأنف الأشم: صفة مدح للنبي ﷺ تعني ارتفاع الأنف ودلالة على الشرف.
● ذي النعم: صاحب النعم والفضائل.
● برغم من رغم: أي رغمًا للكافرين.
● جرت سهام الله: أي نال المسلمون نصيبهم من الغنائم.
● اصطفى صفية: اختارها لنفسه بعد أن كانت من السبي.


ثانيًا. شرح الحديث:


يُخبر أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي ﷺ بعد فتح خيبر، جاءه الصحابي الجليل الحجاج بن علاط، وكان قد أسلم لكنه أخفى إسلامه في مكة خوفًا من قريش، فاستأذن النبي ﷺ أن يقول كلامًا في مكة يوهم بأنه ما زال على شركه؛ حتى يستطيع أن يسترد ماله وأهله من مكة دون أن يتعرض له المشركون. فأذن له النبي ﷺ أن يقول ما يشاء في هذا الإطار تخفيفًا عنه وتيسيرًا لمصلحته.
فلما ذهب إلى مكة، أخبر زوجته -وكانت مشركة- أن يجمعوا له المال؛ لأنه يريد أن يشتري من غنائم محمد وأصحابه، زاعمًا أن المسلمين هُزموا وأُخذت أموالهم! فانتشر هذا الخبر الكاذب في مكة، فاغتم المسلمون المستضعفون هناك، وفرح المشركون فرحًا شديدًا.
وصل الخبر إلى العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه (عم النبي ﷺ وكان مسلمًا مختفيًا إيمانه)، فحزن حزنًا شديدًا حتى سقط على الأرض لا يقوى على القيام، وكان يبكي على ابنه قثم ويذكر النبي ﷺ بشعر يمدحه ويشيد بنبوته.
ثم أرسل العباس غلامًا إلى الحجاج بن علاط يسأله: ما هذا الخبر الذي جئت به؟ فرد عليه الحجاج برسالة سرية يطمئنه فيها ويطلب منه أن يخلو به في بيته. فلما التقى به، أخبره بالحقيقة: أن النبي ﷺ فتح خيبر، وغنم أموالها، وتزوج صفية بنت حيي، وأنه جاء فقط لأخذ ماله واستأذن النبي ﷺ في الكذب التكتيكي لأجل مصلحة الدعوة.
فاطمأن العباس وأعتق الغلام الذي جاءه بالبشرى. وبعد ثلاثة أيام، ذهب العباس إلى امرأة الحجاج وسألها عن زوجها، ثم كشف لها الحقيقة، فصدقته. ثم ذهب إلى مجالس قريش وأخبرهم بالحقيقة، فرد الله الفرح والسرور إلى المسلمين، وانتقل الغم والكآبة إلى المشركين.


ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- جواز الكذب في حالات الضرورة أو لمصلحة شرعية كبرى كإنقاذ مسلم أو حفظ مال أو دفع ضرر، وهذا من رحمة الإسلام ومرونته.
2- حسن تخطيط النبي ﷺ وأصحابه في إدارة الأزمات ونشر المعلومات.
3- قوة إيمان الصحابة وحزنهم على أي محنة تحدث للمسلمين، كما ظهر من حزن العباس رضي الله عنه.
4- فضل الصبر والثقة في نصر الله، فما كان فرح الكفار إلا لحظة ثم زال.
5- جواز إنشاد الشعر في مدح النبي ﷺ وذكر فضائله كما فعل العباس.
6- مشروعية التكتيك الحربي والدبلوماسي في الصراع مع الأعداء.


رابعًا. فوائد إضافية:


- الحديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح بشواهده.
- فيه دليل على أن الغنائم حلال للمسلمين وأن سهمانهم تكون بقدر.
- قصة زواج النبي ﷺ من صفية رضي الله عنها تدل على حسن خلقه وعفوه حتى عن الأسرى.
أسأل الله أن ينفعنا بما سمعنا، وأن يجعلنا من اتباع سنة نبيه ﷺ العاملين بها، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٢٤٠٩) وأبو يعلى (٣٤٧٩) والطبراني (٣/ ٢٤٧) والبزار - كشف الأستار (١٨١٦) والبيهقي (٩/ ١٥٠) وصحّحه ابن حبان (٤٥٣٠) كلهم من حديث عبد الرزاق وهو في مصنفه (٩٧٧١) عن معمر، قال: سمعت ثابتًا يحدث عن أنس فذكره. وإسناده صحيح.
وقال الهيثمي في المجمع (٦/ ١٥٤): «رجاله رجال الصحيح».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 580 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: استأذن الحجاج بن علاط النبي في الكذب لأخذ ماله من مكة.

  • 📜 حديث: استأذن الحجاج بن علاط النبي في الكذب لأخذ ماله من مكة.

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: استأذن الحجاج بن علاط النبي في الكذب لأخذ ماله من مكة.

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: استأذن الحجاج بن علاط النبي في الكذب لأخذ ماله من مكة.

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: استأذن الحجاج بن علاط النبي في الكذب لأخذ ماله من مكة.

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب