حديث: هجرة أهل السفينة هجرتان والمهاجرون هجرة واحدة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب كيف قسمت غنائم خيبر

عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: بَلَغَنَا مَخْرَجُ النَّبِيِّ ﷺ وَنَحْنُ بالْيَمَنِ، فَخَرَجْنَا مُهَاجِرِينَ إِلَيْهِ أَنَا، وَأَخَوَانِ لِي أَنَا أَصغَرُهُمْ، أَحَدُهُمَا أَبُو بُرْدَةَ، وَالآخَرُ أَبُو رُهْمٍ - إِمَّا قَالَ: بِضْعٌ وِإمَّا قَالَ: فِي ثَلَاثَةٍ وَخَمْسِينَ، أَوِ اثْنينِ وَخَمْسِينِ رَجُلًا مِنْ قَوْمِي، فَرَكِبْنَا سَفِينَة، فَأَلْقَتْنَا سَفِينَتُنَا إِلَى النَّجَاشِيِّ بِالْحَبَشَةِ، فَوَافَقْنَا جَعْفرَ بْنَ أَبِي طَالِب فَأَقَمْنَا مَعَهُ حَتَّى قَدِمْنَا جَمِيعًا، فَوَافَقْنَا النَّبِيَّ ﷺ حِينَ افْتَتَحَ خَيْبَرَ، وَكَانَ أُنَاسٌ مِنَ النَّاسِ يَقُولُونَ لَنَا، - يَعْنِي لأَهْلِ السَّفِينَةِ - سَبَقْنَاكُمْ بِالْهِجْرَةِ، وَدَخَلَتْ أَسمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ، وَهيَ مِمَّنْ قَدِمَ مَعَنَا، عَلَى حَفْصَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ زَائِرَةً، وَقَدْ كَانَتْ هَاجَرَتْ إِلَى النَّجَاشِيِّ فِيمَنْ هَاجَرَ، فَدَخَلَ عُمَرُ عَلَى حَفْصَةَ وَأَسْمَاءُ عِنْدَهَا، فَقَالَ عُمَرُ حِينَ رَأَى أَسْمَاءَ: مَنْ هَذِهِ؟ قَالَتْ: أَسمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ. قَالَ عُمَرُ: الْحَبَشِيَّةُ هَذِهِ، الْبَحْرِيَّةُ هَذِهِ؟ قَالَتْ أَسْمَاءُ: نَعَمْ. قَالَ: سَبَقْنَاكُمْ بِالْهِجْرَةِ، فَنَحْنُ أَحَقُّ بِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ مِنْكُمْ. فَغَضِبَتْ وَقَالَتْ: كَلَّا وَاللَّهِ، كُنْتُمْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ يُطْعِمُ جَائِعَكُمْ، وَيَعِظُ جَاهِلَكُمْ، وَكُنَّا فِي دَارٍ - أَوْ فِي أَرْضِ - الْبُعَدَاءِ الْبُغَضَاءِ بِالْحَبَشَةِ، وَذَلِكَ فِي اللهِ وَفِي رَسُولِهِ ﷺ وَايْمُ اللَّهِ، لَا أَطْعَمُ طَعَامًا، وَلَا أَشْرَبُ شَرَابًا حَتَّى أَذْكُرَ مَا قُلْتَ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَنَحْنُ كُنَّا نُؤْذَى وَنُخَافُ، وَسَأَذْكُرُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ ﷺ وَأَسْأَلُهُ، وَاللَّهِ لَا أَكْذِبُ وَلَا أَزِيغُ وَلَا أَزِيدُ عَلَيْهِ. فلمّا جاء النَّبِيّ ﷺ قالت: يا نبي الله، إن عمر قال كذا وكذا؟ قال: «فما قلت له؟» قالت: قلت له: كذا وكذا، قال: «ليس بأحق بي منكم، وله ولأصحابه هجرة واحدة، ولكم أنتم - أهل السفينة - هجرتان» قالت: فلقد رأيت أبا موسى وأصحاب السفينة يأتونني أرسالا، يسألونني عن هذا الحديث، ما من الدُّنيا شيء هم به أفرح ولا أعظم في أنفسهم مما قال لهم النَّبِيّ ﷺ. قال أبو بردة: قالت أسماء: فلقد رأيت أبا موسى وإنه ليستعيد هذا الحديث مني.

متفق عليه: رواه البخاريّ في المغازي (٤٢٣١، ٤٢٣٥) ومسلم في فضائل الصّحابة (١٦٩: ٢٥٠٣، ٢٥٥٢) كلاهما عن محمد بن العلاء، حَدَّثَنَا أبو أسامة، حَدَّثَنِي بريد بن عبد الله عن
أبي بردة، عن أبي موسى قال: فذكره.

عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: بَلَغَنَا مَخْرَجُ النَّبِيِّ ﷺ وَنَحْنُ بالْيَمَنِ، فَخَرَجْنَا مُهَاجِرِينَ إِلَيْهِ أَنَا، وَأَخَوَانِ لِي أَنَا أَصغَرُهُمْ، أَحَدُهُمَا أَبُو بُرْدَةَ، وَالآخَرُ أَبُو رُهْمٍ - إِمَّا قَالَ: بِضْعٌ وِإمَّا قَالَ: فِي ثَلَاثَةٍ وَخَمْسِينَ، أَوِ اثْنينِ وَخَمْسِينِ رَجُلًا مِنْ قَوْمِي، فَرَكِبْنَا سَفِينَة، فَأَلْقَتْنَا سَفِينَتُنَا إِلَى النَّجَاشِيِّ بِالْحَبَشَةِ، فَوَافَقْنَا جَعْفرَ بْنَ أَبِي طَالِب فَأَقَمْنَا مَعَهُ حَتَّى قَدِمْنَا جَمِيعًا، فَوَافَقْنَا النَّبِيَّ ﷺ حِينَ افْتَتَحَ خَيْبَرَ، وَكَانَ أُنَاسٌ مِنَ النَّاسِ يَقُولُونَ لَنَا، - يَعْنِي لأَهْلِ السَّفِينَةِ - سَبَقْنَاكُمْ بِالْهِجْرَةِ، وَدَخَلَتْ أَسمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ، وَهيَ مِمَّنْ قَدِمَ مَعَنَا، عَلَى حَفْصَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ زَائِرَةً، وَقَدْ كَانَتْ هَاجَرَتْ إِلَى النَّجَاشِيِّ فِيمَنْ هَاجَرَ، فَدَخَلَ عُمَرُ عَلَى حَفْصَةَ وَأَسْمَاءُ عِنْدَهَا، فَقَالَ عُمَرُ حِينَ رَأَى أَسْمَاءَ: مَنْ هَذِهِ؟ قَالَتْ: أَسمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ. قَالَ عُمَرُ: الْحَبَشِيَّةُ هَذِهِ، الْبَحْرِيَّةُ هَذِهِ؟ قَالَتْ أَسْمَاءُ: نَعَمْ. قَالَ: سَبَقْنَاكُمْ بِالْهِجْرَةِ، فَنَحْنُ أَحَقُّ بِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ مِنْكُمْ. فَغَضِبَتْ وَقَالَتْ: كَلَّا وَاللَّهِ، كُنْتُمْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ يُطْعِمُ جَائِعَكُمْ، وَيَعِظُ جَاهِلَكُمْ، وَكُنَّا فِي دَارٍ - أَوْ فِي أَرْضِ - الْبُعَدَاءِ الْبُغَضَاءِ بِالْحَبَشَةِ، وَذَلِكَ فِي اللهِ وَفِي رَسُولِهِ ﷺ وَايْمُ اللَّهِ، لَا أَطْعَمُ طَعَامًا، وَلَا أَشْرَبُ شَرَابًا حَتَّى أَذْكُرَ مَا قُلْتَ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَنَحْنُ كُنَّا نُؤْذَى وَنُخَافُ، وَسَأَذْكُرُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ ﷺ وَأَسْأَلُهُ، وَاللَّهِ لَا أَكْذِبُ وَلَا أَزِيغُ وَلَا أَزِيدُ عَلَيْهِ. فلمّا جاء النَّبِيّ ﷺ قالت: يا نبي الله، إن عمر قال كذا وكذا؟ قال: «فما قلت له؟» قالت: قلت له: كذا وكذا، قال: «ليس بأحق بي منكم، وله ولأصحابه هجرة واحدة، ولكم أنتم - أهل السفينة - هجرتان» قالت: فلقد رأيت أبا موسى وأصحاب السفينة يأتونني أرسالا، يسألونني عن هذا الحديث، ما من الدُّنيا شيء هم به أفرح ولا أعظم في أنفسهم مما قال لهم النَّبِيّ ﷺ. قال أبو بردة: قالت أسماء: فلقد رأيت أبا موسى وإنه ليستعيد هذا الحديث مني.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فهذا حديث عظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، وهو يحوي قصة هجرته وهجرة قومه من اليمن إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وما جرى بينهم وبين عمر بن الخطاب رضي الله عنه من حوار، وجواب النبي صلى الله عليه وسلم الذي فرحوا به.

شرح المفردات:


● بَلَغَنَا مَخْرَجُ النَّبِيِّ ﷺ: أي وصلنا خبر خروجه صلى الله عليه وسلم من مكة مهاجرًا إلى المدينة.
● مُهَاجِرِينَ: أي تاركين دار الكفر إلى دار الإسلام.
● بِضْعٌ: العدد من ثلاثة إلى تسعة.
● أَلْقَتْنَا سَفِينَتُنَا: أي أخرجتنا وأوصَلتنا.
● سَبَقْنَاكُمْ بِالْهِجْرَةِ: أي تقدّمنا عليكم في الهجرة إلى المدينة.
● الْبَحْرِيَّةُ: نسبة إلى البحر لأنهم جاءوا عن طريقه.
● نُؤْذَى وَنُخَافُ: نتعرض للأذى والخوف في سبيل الله.
● يَستعيد: يطلب إعادة الحديث ليتأكد منه.

شرح الحديث:


يحكي أبو موسى الأشعري رضي الله عنه قصة هجرته مع قومه من اليمن إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد بلوغهم خبر هجرته إلى المدينة. خرجوا في مجموعة (حوالي خمسين رجلاً) وركبوا سفينة، لكن السفينة أخرجتهم في الحبشة، فالتقوا هناك بجعفر بن أبي طالب ومن معه من المهاجرين الأوائل، وأقاموا معه حتى قدموا جميعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم عند فتح خيبر.
ثم يذكر الحديث ما جرى بين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأسماء بنت عميس رضي الله عنها (وهي ممن هاجر إلى الحبشة ثم عاد معهم)، حيث رآها عند حفصة رضي الله عنها، فسأل عنها ثم قال: "سبقناكم بالهجرة فنحن أحق برسول الله منكم"، يعني أنهم هاجروا قبلكم إلى المدينة فهم أولى بالرسول صلى الله عليه وسلم. فغضبت أسماء رضي الله منها وأجابت بكل حكمة وإيمان: إنكم كنتم مع رسول الله يُطعم جائعكم ويعلم جاهلكم، أما نحن فكنا في أرض بعيدة (الحبشة) نؤذى ونخاف في سبيل الله. ثم أقسمت أن تذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم.
فلما ذكَرَت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، سألها عما ردت عليه، ثم حكم بأن لأصحاب عمر هجرة واحدة (إلى المدينة)، أما هم (أهل السفينة) فلهجرتين: هجرة إلى الحبشة ثم هجرة إلى المدينة. ففرح أبو موسى وأصحابه بهذا الفضل العظيم.

الدروس المستفادة:


1- فضل الهجرة في سبيل الله: والهجرة ليست فقط الانتقال من دار الكفر إلى دار الإسلام، بل ما يصاحبها من صبر ومشقة وإخلاص.
2- الاعتراف بالفضل والعدل: رد النبي صلى الله عليه وسلم كان عادلاً ومقدّرًا لجميع الجهود والتضحيات في سبيل الدعوة.
3- غيرة الصحابة على الفضائل: حرص عمر رضي الله عنه وأسماء رضي الله عنها على الفضل يدل على غيرتهم على الخير ومكانتهم عند رسول الله.
4- الصبر على الأذى في سبيل الله: تضحيات المهاجرين إلى الحبشة كانت عظيمة، حيث عانوا البعد والخوف والأذى.
5- الفرح بطاعة الله ورسوله: فرح أبي موسى وأصحابه بكلام النبي صلى الله عليه وسلم يدل على حبهم للخير ورضاهم بتقدير الله ورسوله.

فوائد إضافية:


- الحديث يدل على أن الهجرة إلى الحبشة كانت هجرة شرعية معترفًا بها، وأن لها فضلًا كبيرًا.
- فيه بيان أدب الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم وحبهم لاستماع كلامه والعمل به.
- قوة إيمان أسماء بنت عميس رضي الله عنها وشجاعتها في الدفاع عن حقها وحق صحابتها.
أسأل الله أن يجعلنا من المهاجرين إليه هجرة صادقة، وأن يتقبل منا الصالحات.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في المغازي (٤٢٣١، ٤٢٣٥) ومسلم في فضائل الصّحابة (١٦٩: ٢٥٠٣، ٢٥٥٢) كلاهما عن محمد بن العلاء، حَدَّثَنَا أبو أسامة، حَدَّثَنِي بريد بن عبد الله عن
أبي بردة، عن أبي موسى قال: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 557 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: هجرة أهل السفينة هجرتان والمهاجرون هجرة واحدة

  • 📜 حديث: هجرة أهل السفينة هجرتان والمهاجرون هجرة واحدة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: هجرة أهل السفينة هجرتان والمهاجرون هجرة واحدة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: هجرة أهل السفينة هجرتان والمهاجرون هجرة واحدة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: هجرة أهل السفينة هجرتان والمهاجرون هجرة واحدة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب