تزوج النبي ﷺ صفية وأعتقها وجعل عتقها صداقها

حديث: تزوج النبي ﷺ صفية وأعتقها وجعل عتقها صداقها

عن أنس يقول: سبى النَّبِيّ ﷺ صفية فأعتقها وتزوجها.
فقال ثابت لأنس: ما أصدقها؟ قال: أصدقها نفسها فأعتقها.

صحيح: رواه البخاريّ في المغازي (٤٢٠١) عن آدم، حَدَّثَنَا شعبة، عن عبد العزيز بن صُهَيب، قال: سمعت أنس بن مالك يقول: فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن أنس يقول: سبى النَّبِيّ ﷺ صفية فأعتقها وتزوجها.
فقال ثابت لأنس: ما أصدقها؟ قال: أصدقها نفسها فأعتقها.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا لهذا الحديث النبوي الشريف وفق منهج أهل السنة والجماعة، معتمدًا على كبار شراح الحديث.
الحديث:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: سَبَى النَّبِيُّ ﷺ صَفِيَّةَ فَأَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا. فَقَالَ ثَابِتُ الْبُنَانِيِّ لأَنَسٍ: مَا أَصْدَقَهَا؟ قَالَ: أَصْدَقَهَا نَفْسَهَا فَأَعْتَقَهَا.

1. شرح المفردات:

● سَبَى: أخذها سبياً في الحرب، وكان ذلك بعد معركة خيبر.
● صَفِيَّةَ: هي صفية بنت حُيَيِّ بن أخطب، من يهود خيبر، وكانت من ذوات الشرف والعقل.
● أَعْتَقَهَا: حررها من الرق وجعلها حرة.
● أَصْدَقَهَا: المهر الذي أعطاه إياها عند الزواج.

2. شرح الحديث:

يخبرنا أنس بن مالك رضي الله عنه -خادم رسول الله ﷺ- أن النبي ﷺ أخذ صفية بنت حيي سبية بعد انتصار المسلمين على يهود خيبر. وكان من حقه ﷺ أن يجعلها من السبايا (الأسيرات)، ولكنه اختار أن يعتقها ويجعلها حرة، ثم تزوجها بعد ذلك.
ولما سأل ثابت البناني (وهو أحد التابعين الثقات) أنسًا: "ما أصدقها؟" أي: ما المهر الذي دفعه النبي ﷺ لصفية؟ أجابه أنس: "أصدقها نفسها"، أي أن مهرها كان عتقها وتحريرها من الرق. فكأنه ﷺ جعل عتقها هو المهر الذي يدفعه لها، فكان ذلك من أعظم المهور وأشرفها.

3. الدروس المستفادة منه:

1- جواز نكاح السبية بعد إعتاقها: بيان أن المرأة إذا أُخذت سبية في حرب مشروعة، فيجوز للقائد أو غيره أن يتزوجها بعد أن يعتقها، وهذا من رحمة الإسلام وحسن معاملته للأسرى.
2- التكريم النبوي لأهل بيت النبوة: لقد أراد النبي ﷺ أن يرفع من شأن صفية ويكرمها، فلم يرد أن تكون أم المؤمنين وأم للمسلمين وهي في وضع الأَسْر، فاعتقتها وجعلها حرة ثم تزوجها.
3- جواز جعل العتق مهراً: وهذا من محاسن الشريعة، حيث جعل الإسلام المهر متنوعًا بحسب حال الزوجين، وقد يكون شيئًا معنويًا كتعليم القرآن أو تحرير رقبة.
4- الحكمة في اختيار الزوجات: كان زواجه ﷺ بصفية فيه مصلحة دعوية، حيث أسلمت وحسن إسلامها، وكان في زواجه بها تأليف لقلبها وقومها، ودعوة لهم إلى الإسلام.
5- الرفق بالنساء والإحسان إليهن: فقد عاملها النبي ﷺ بأعلى درجات الإكرام، فلم يتركها في وضع السبي، بل حررها وتزوجها وجعلها من أمهات المؤمنين.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- وقع هذا الزواج في السنة السابعة للهجرة بعد فتح خيبر.
- صفية رضي الله عنها كانت من ذوات العقل والفضل، وقد قبلت الإسلام طواعية وحسن إيمانها.
- توفيت أم المؤمنين صفية في خلافة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه.
- هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة المتفق عليها.

أسأل الله تعالى أن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا الفقه في دينه، والاقتداء بنبيه ﷺ.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في المغازي (٤٢٠١) عن آدم، حَدَّثَنَا شعبة، عن عبد العزيز بن صُهَيب، قال: سمعت أنس بن مالك يقول: فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 568 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: تزوج النبي ﷺ صفية وأعتقها وجعل عتقها صداقها

📜 حديث: تزوج النبي ﷺ صفية وأعتقها وجعل عتقها صداقها

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: تزوج النبي ﷺ صفية وأعتقها وجعل عتقها صداقها

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: تزوج النبي ﷺ صفية وأعتقها وجعل عتقها صداقها

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: تزوج النبي ﷺ صفية وأعتقها وجعل عتقها صداقها

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية