حديث: فأهوى بيده إلى كنانته، فاستخرج منها أسهما، فنحر بها نفسه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الرّجل الذي أظهر الشجاعة يوم خيبر وهو من أهل النّار

عن أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ: شَهِدْنَا خَيْبَرَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لِرَجُلٍ مِمَّنْ مَعَهُ يدَّعِي الإِسْلَامَ: «هَذَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ». فَلَمَّا حَضَرَ الْقِتَالُ قَاتَلَ الرَّجُلُ أَشَدَّ الْقِتَال، حَتَّى كَثُرَتْ بِهِ الْجِرَاحَةُ، فَكَادَ بَعْضُ النَّاسِ يَرْتَابُ، فَوَجَدَ الرجُلُ أَلَمَ الْجِرَاحَةِ، فَأَهْوَى بِيَدِهِ إِلَى كِنَانَتِهِ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهَا أَسْهُمًا، فَنَحَرَ بِهَا نَفْسَهُ، فَاشْتَدَّ رِجَال مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَقَالُوا يَا رَسُول اللَّهِ! صدَّقَ اللَّهُ حَدِيثَكَ، انْتَحَرَ فُلَانٌ فَقَتَلَ نَفْسَهُ. فَقَال: «قُمْ يَا فُلَانُ فَأَذِّنْ أَنَّهُ لَا يدْخُلُ الجَنَّةَ إِلَّا مُؤْمِنٌ، إِنَّ اللَّهَ يُؤَيِّدُ الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ».

متفق عليه: رواه البخاريّ في المغازي (٤٢٠٣) عن أبي اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرني سعيد بن المسيب، أن أبا هريرة قال: فذكره.

عن أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ: شَهِدْنَا خَيْبَرَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لِرَجُلٍ مِمَّنْ مَعَهُ يدَّعِي الإِسْلَامَ: «هَذَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ». فَلَمَّا حَضَرَ الْقِتَالُ قَاتَلَ الرَّجُلُ أَشَدَّ الْقِتَال، حَتَّى كَثُرَتْ بِهِ الْجِرَاحَةُ، فَكَادَ بَعْضُ النَّاسِ يَرْتَابُ، فَوَجَدَ الرجُلُ أَلَمَ الْجِرَاحَةِ، فَأَهْوَى بِيَدِهِ إِلَى كِنَانَتِهِ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهَا أَسْهُمًا، فَنَحَرَ بِهَا نَفْسَهُ، فَاشْتَدَّ رِجَال مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَقَالُوا يَا رَسُول اللَّهِ! صدَّقَ اللَّهُ حَدِيثَكَ، انْتَحَرَ فُلَانٌ فَقَتَلَ نَفْسَهُ. فَقَال: «قُمْ يَا فُلَانُ فَأَذِّنْ أَنَّهُ لَا يدْخُلُ الجَنَّةَ إِلَّا مُؤْمِنٌ، إِنَّ اللَّهَ يُؤَيِّدُ الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما ندرس ونفهم من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الحديث الشريف:
هذا الحديث رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه، وهو من الأحاديث العظيمة التي تحمل دروساً وعبراً جليلة.
شرح المفردات:
● شَهِدْنَا خَيْبَرَ: حضرنا وغزونا غزوة خيبر.
● يَدَّعِي الإِسْلَامَ: يظهر الإسلام ويظهر الانتماء إليه.
● مِنْ أَهْلِ النَّارِ: من الذين مصيرهم إلى النار بسبب كفره أو معصيته.
● حَضَرَ الْقِتَالُ: عندما جاء وقت القتال واشتدت المعركة.
● كَثُرَتْ بِهِ الْجِرَاحَةُ: أصابته جروح كثيرة.
● يَرْتَابُ: يشك في صحة قول النبي صلى الله عليه وسلم.
● كِنَانَتِهِ: جعبته التي يحفظ فيها السهام.
● نَحَرَ بِهَا نَفْسَهُ: طعن نفسه بها حتى مات منتحراً.
● يُؤَيِّدُ الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ: يقوي الله الدين وينصره حتى بالرجل الفاسق أو الكافر.
شرح الحديث:
في غزوة خيبر، أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى رجل كان مع الجيش يُظهر الإسلام وقال: "هذا من أهل النار". فلما بدأ القتال، قاتل هذا الرجل قتالاً شديداً حتى أصابته جروح كثيرة، مما جعل بعض الصحابة يشكّون في قول النبي صلى الله عليه وسلم لأنه قاتل بشجاعة وكأنه مسلم مخلص. ولكن الرجل شعر بألم الجراح، فأخذ سهماً من جعبته وطعن نفسه به فمات منتحراً. عندها تأكد الصحابة من صدق نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبروه بما حدث، فقال صلى الله عليه وسلم: "قُمْ يَا فُلَانُ فَأَذِّنْ أَنَّهُ لَا يَدْخُلُ الجَنَّةَ إِلَّا مُؤْمِنٌ"، ثم بين أن الله قد ينصر الدين بأسباب قد يظنها الناس غريبة، كأن يستخدم الله شخصاً فاجراً أو كافراً في نصر الدين، كما حدث في هذه الواقعة حيث قاتل هذا المنافق وقوّى به جيش المسلمين، ثم كانت عاقبته ما كانت.
الدروس المستفادة:
1- الإيمان بعلم الغيب: النبي صلى الله عليه وسلم أعلمه الله بحقيقة هذا الرجل، وهذا من معجزات النبوة.
2- عدم الاغترار بالأعمال الظاهرة: قد يظهر الشخص بأعمال صالحة، ولكن النية والباطن هما الأساس.
3- خطورة النفاق: هذا الرجل كان من المنافقين، وقد انتهى إلى الانتحار، وهو من الكبائر.
4- تحريم الانتحار: الانتحار من كبائر الذنوب، وهو سبب لدخول النار.
5- الله ينصر الدين بمن يشاء: قد يستخدم الله حتى الكفار أو المنافقين في نصر دينه، لحكمة يعلمها.
6- التصديق المطلق بخبر النبي صلى الله عليه وسلم: الصحابة شكّوا لحظةً ثم رأوا مصداق قوله، مما يوجب علينا الثقة الكاملة بأقوال النبي.
معلومات إضافية:
- هذا الحديث يدل على أن الأعمال لا تنفع بدون إيمان صحيح.
- فيه تحذير من النفاق والرياء.
- وفيه بيان أن القتال الشديد لا يدل على صحة الإيمان، فقد يقاتل المرء رياءً أو لحظوظ دنيوية.
- قوله: "إن الله يؤيد الدين بالرجل الفاجر" يعني أن الله قد يقوي المسلمين بمن في صفهم ولو كان فاجراً، كما حدث في هذه الغزوة.
أسأل الله أن يجعلنا من أهل الإيمان الخالص، ويبعد عنا النفاق والرياء. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في المغازي (٤٢٠٣) عن أبي اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرني سعيد بن المسيب، أن أبا هريرة قال: فذكره.
رواه الشيخان: البخاريّ في الجهاد (٣٠٦٢) ومسلم في الإيمان (١٧٨: ١١١) كلاهما من حديث عبد الرزّاق، أخبرنا معمر، عن الزّهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة فذكر مثله إِلَّا أنه ذكر أن المنادي هو بلال.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 579 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: فأهوى بيده إلى كنانته، فاستخرج منها أسهما، فنحر بها نفسه

  • 📜 حديث: فأهوى بيده إلى كنانته، فاستخرج منها أسهما، فنحر بها نفسه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: فأهوى بيده إلى كنانته، فاستخرج منها أسهما، فنحر بها نفسه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: فأهوى بيده إلى كنانته، فاستخرج منها أسهما، فنحر بها نفسه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: فأهوى بيده إلى كنانته، فاستخرج منها أسهما، فنحر بها نفسه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب