حديث: لما فتحت خيبر أهديت للنبي شاة فيها سم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الشاة المسمومة للنبي ﷺ بخيبر

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لَمَّا فُتِحَتْ خَيْبَرُ أُهْدِيَتْ لِلنَّبِيِّ ﷺ شَاةٌ فِيهَا سُمٌّ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «اجْمَعُوا إِلَيَّ مَنْ كَانَ هَا هُنَا مِنْ يَهُودَ». فَجُمِعُوا لَهُ فَقَالَ: «إِنِّي سَائِلُكُمْ عَنْ شَىْءٍ فَهَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْهُ؟». فَقَالُوا: نَعَمْ. قَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ ﷺ: «مَنْ أَبُوكُمْ؟» قَالُوا: فُلَانٌ، فَقَالَ: «كَذَبْتُمْ، بَلْ أَبُوكُمْ فُلَانٌ» قَالُوا: صَدَقْتَ. قَالَ: «فَهَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْ شَيْءٍ إِنْ سَأَلْتُ عَنْهُ؟» فَقَالُوا: نَعَمْ يَا أَبَا الْقَاسِمِ! وإِنْ كَذَبْنَا عَرَفْتَ كَذِبَنَا كَمَا عَرَفْتَهُ فِي أَبِينَا. فَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ أَهْلُ النَّارِ؟» قَالُوا: نَكُونُ فِيهَا يَسِيرًا ثُمَّ تَخْلُفُونَا فِيهَا. فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «اخْسَئُوا فِيهَا، وَاللَّهِ لَا نَخْلُفُكُمْ فِيهَا أَبَدًا» ثُمَّ قَالَ: «هَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْ شَيْءٍ إِنْ سَأَلْتُكُمْ عَنْهُ؟» فَقَالُوا: نَعَمْ يَا أَبَا الْقَاسِم! قَالَ: «هَلْ جَعَلْتُمْ فِي هَذِهِ الشَّاةِ سُمًّا؟» قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: «مَا حَمَلَكُمْ عَلَى ذَلِكَ؟». قَالُوا: أَرَدْنَا إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا نَسْتَرِيحُ، وَإنْ كُنْتَ نَبِيًّا لَمْ يَضرَّكَ.

صحيح: رواه البخاريّ في الجزية والموادعة (٣١٦٩) عن عبد الله بن يوسف، حَدَّثَنَا اللّيث، قال: حَدَّثَنِي سعيد، عن أبي هريرة قال: فذكره.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لَمَّا فُتِحَتْ خَيْبَرُ أُهْدِيَتْ لِلنَّبِيِّ ﷺ شَاةٌ فِيهَا سُمٌّ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «اجْمَعُوا إِلَيَّ مَنْ كَانَ هَا هُنَا مِنْ يَهُودَ». فَجُمِعُوا لَهُ فَقَالَ: «إِنِّي سَائِلُكُمْ عَنْ شَىْءٍ فَهَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْهُ؟». فَقَالُوا: نَعَمْ. قَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ ﷺ: «مَنْ أَبُوكُمْ؟» قَالُوا: فُلَانٌ، فَقَالَ: «كَذَبْتُمْ، بَلْ أَبُوكُمْ فُلَانٌ» قَالُوا: صَدَقْتَ. قَالَ: «فَهَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْ شَيْءٍ إِنْ سَأَلْتُ عَنْهُ؟» فَقَالُوا: نَعَمْ يَا أَبَا الْقَاسِمِ! وإِنْ كَذَبْنَا عَرَفْتَ كَذِبَنَا كَمَا عَرَفْتَهُ فِي أَبِينَا. فَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ أَهْلُ النَّارِ؟» قَالُوا: نَكُونُ فِيهَا يَسِيرًا ثُمَّ تَخْلُفُونَا فِيهَا. فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «اخْسَئُوا فِيهَا، وَاللَّهِ لَا نَخْلُفُكُمْ فِيهَا أَبَدًا» ثُمَّ قَالَ: «هَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْ شَيْءٍ إِنْ سَأَلْتُكُمْ عَنْهُ؟» فَقَالُوا: نَعَمْ يَا أَبَا الْقَاسِم! قَالَ: «هَلْ جَعَلْتُمْ فِي هَذِهِ الشَّاةِ سُمًّا؟» قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: «مَا حَمَلَكُمْ عَلَى ذَلِكَ؟». قَالُوا: أَرَدْنَا إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا نَسْتَرِيحُ، وَإنْ كُنْتَ نَبِيًّا لَمْ يَضرَّكَ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف، معتمدًا على كُتب أهل السنة والجماعة، وأسأل الله تعالى أن ينفع به.

الحديث:


عن أبي هريرة قال: لما فتحت خيبر أهديت للنبي ﷺ شاة فيها سم، فقال النبي ﷺ: «اجمعوا إلي من كان ها هنا من يهود». فجمعوا له فقال: «إني سائلكم عن شيء فهل أنتم صادقي عنه؟». فقالوا: نعم. قال لهم النبي ﷺ: «من أبوكم؟» قالوا: فلان، فقال: «كذبتم، بل أبوكم فلان» قالوا: صدقت. قال: «فهل أنتم صادقي عن شيء إن سألت عنه؟» فقالوا: نعم يا أبا القاسم! وإن كذبنا عرفت كذبنا كما عرفته في أبينا. فقال لهم: «من أهل النار؟» قالوا: نكون فيها يسيرا ثم تخلُفونا فيها. فقال النبي ﷺ: «اخسئوا فيها، والله لا نخلفكم فيها أبدا» ثم قال: «هل أنتم صادقي عن شيء إن سألتكم عنه؟» فقالوا: نعم يا أبا القاسم! قال: «هل جعلتم في هذه الشاة سما؟» قالوا: نعم. قال: «ما حملكم على ذلك؟». قالوا: أردنا إن كنت كاذبا نستريح، وإن كنت نبيا لم يضرك.


شرح المفردات:


● فُتِحَتْ خَيْبَرُ: أي تم فتح حصن خيبر الذي كان يسكنه اليهود.
● أُهْدِيَتْ: قُدِّمَت هدية.
● شَاةٌ: نعجة أو خروف.
● سُمٌّ: مادة سامة قاتلة.
● اجْمَعُوا إِلَيَّ: أحضروا إلي.
● صَادِقِيَّ: صادقون في الإخبار.
● اخْسَئُوا: اذهبوا وأصْبِحوا في حالة ذلة وهوان (كلمة طرد وإهانة).
● لَا نَخْلُفُكُمْ: لن نأتي بعدكم لنحل محلَّكم.
● نَسْتَرِيحُ: نرتاح منك ونستريح بموتك.
● لَمْ يَضُرَّكَ: لن يؤثر فيك السم ولن يقتلك.


شرح الحديث:


يُخبر الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه عن حادثةٍ جرَت بعد فتح النبي ﷺ لحصن خيبر، حيث أهدت امرأة يهودية (وكان اسمها زينب بنت الحارث) للنبي ﷺ شاةً مشويةً وضعت فيها سماً قاتلاً.
فأمر النبي ﷺ بإحضار اليهود الذين كانوا في المنطقة، وبدأ حوارًا حكيماً معهم لكشف الحقيقة، متدرجًا في أسئلته:
1- سؤالهم عن نسبهم: سألهم عن أبيهم الحقيقي، فردوا بكذبٍ، فرد عليهم النبي ﷺ بنسبهم الصحيح الذي يعرفونه، فاضطروا للإقرار بصدقه. كان الهدف من هذا السؤال إظهار أن النبي ﷺ يعلم الغيب الذي أخفوه، مما يجعله قادرًا على كشف أي كذبٍ آخر يحاولون إخفاءه.
2- سؤالهم عن مصيرهم في الآخرة: سألهم عن أهل النار، فأجابوا باعتقادهم الفاسد أنهم سيدخلون النار فترةً قصيرةً ثم يخرجون منها ويدخلها المسلمون بدلًا منهم! فرد عليهم النبي ﷺ بدعاءٍ أن يخزوا ويذلوا فيها، وأقسم بالله أن المسلمين لن يخلفوهم فيها أبدًا، أي أن دخولهم النار دائمٌ وخالد، ودخول المؤمنين للجنة دائمٌ وخالد.
3- سؤالهم المباشر عن التسميم: بعد أن أيقنوا أن النبي ﷺ يعلم خفاياهم، سألهم مباشرة عما إذا كانوا قد وضعوا السم في الشاة، فاعترفوا بالحقيقة.
4- سؤالهم عن الدافع: عندما سألهم عن سبب فعلتهم، قدموا تبريرًا يعكس حقدهم وجهلهم، فقالوا: إن كنت كاذبًا (في دعوى النبوة) نستريح منك بموتك، وإن كنت صادقًا نبيًا فسيخبرك الله بالسم ولن يضرك. وهذا منتهى الجرأة والعدوان.


الدروس المستفادة والعبر:


1- إثبات معجزة النبوة: ظهرت في هذا الحديث معجزتان:
● الإخبار بالغيب: علم النبي ﷺ بنسبهم الحقيقي الذي أخفوه، وعلمه بالسم في الشاة قبل أن يخبره أحد.
● انقياد السم لأمره: عندما أكل منها ﷺ (وقيل: إنه لم يأكل، بل لُقِم منها لُقمةً وأخبره الوحي فبصقها) لم يؤثر السم فيه، مع أنه قَتَلَ أحد الصحابة (بشر بن البراء) الذي أكل منها. وهذا دليل على صدق نبوته وأن الله تعالى يحفظه.
2- حكمة النبي ﷺ في القيادة والقضاء: لم يتسرع النبي ﷺ باتهامهم، بل استخدم أسلوبًا حكيمًا في الاستجواب، بدأه بسؤالٍ يكشف كذبهم وينزع عنهم سلاح الإنكار، مما مهد لهم للاعتراف بالجريمة الكبرى.
3- كمال رحمة النبي ﷺ وصبره: بالرغم من جسامة الجريمة (محاولة قتل رسول الله)، فقد عفا عن المرأة اليهودية التي سمت الطعام (وقيل إنه قتلها بعد ذلك لما مات بشر بن البراء بسبب السم). وهذا يدل على عظيم خلقه وحلمه.
4- كشف حقد اليهود وغدرهم: يظهر الحديث طبيعة ال
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الجزية والموادعة (٣١٦٩) عن عبد الله بن يوسف، حَدَّثَنَا اللّيث، قال: حَدَّثَنِي سعيد، عن أبي هريرة قال: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 574 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لما فتحت خيبر أهديت للنبي شاة فيها سم

  • 📜 حديث: لما فتحت خيبر أهديت للنبي شاة فيها سم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لما فتحت خيبر أهديت للنبي شاة فيها سم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لما فتحت خيبر أهديت للنبي شاة فيها سم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لما فتحت خيبر أهديت للنبي شاة فيها سم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب