حديث: غزوة خَيْبَرَ وَتَزْوِيجُ النَّبِيِّ صَفِيَّةَ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

اختيار النَّبِيّ ﷺ صفية بنت حيي لنفسه يوم خيبر

عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ غَزَا خَيْبَرَ، قال: فَصَلَّيْنَا عِنْدَهَا صَلَاةَ الْغَدَاةِ بِغَلَسٍ، فَرَكِبَ نَبِيُّ اللَّهِ ﷺ وَرَكِبَ أَبُو طَلْحَةَ، وَأَنَا رَدِيفُ أَبِي طَلْحَةَ، فَأَجْرَى نَبِيُّ اللَّهِ ﷺ فِي زُقَاقِ خَيْبَرَ، وَإنَّ رُكْبَتِي لَتَمَسُّ فَخِذَ نَبِيِّ اللَّهِ ﷺ، وانحَسَرَ الإِزَارُ عَنْ شَخِذِ النَّبِيِّ ﷺ فإِنِّي لأرى بَيَاضَ فَخِذِ نَبِيِّ اللَّهِ ﷺ، فَلَمَّا دَخَلَ الْقَرْيَةَ قَالَ: «اللَّهُ أَكْبَرُ، خَرِبَتْ خَيْبَرُ، إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ». قَالَهَا ثَلَاث مرات. قَالَ: وَخَرَجَ الْقَوْمُ إِلَى أَعْمَالِهِمْ فَقَالُوا: مُحَمَّدٌ، والله!
قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: وَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا: محمد وَالْخَمِيسُ.
قَالَ: وأَصَبْنَاهَا عَنْوَةً، وجُمِعَ السَّبْيُ، فَجَاءَ دِحْيَةُ فَقَالَ: يَا رسول اللَّهِ! أَعْطِنِي جَارِيَةً مِنَ السَّبْيِ. قَال: «اذْهَبْ فخُذْ جَارِيَةً». فَأَخَذَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ، فَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِي ﷺ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ! أَعْطَيْتَ دِحْيَةَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ سَيِّدَةَ قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرِ؟ ما تَصْلُحُ إِلَّا لَكَ. قَال: «ادْعُوهُ بِهَا» فَجَاءَ بِهَا، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهَا النَّبِيُّ ﷺ قَالَ: «خُذْ جَارِيَةً مِنَ السَّبْي غَيْرَهَا». قَالَ: وأَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا.
فَقَال لَهُ ثَابِتٌ: يَا أَبَا حَمْزَةَ! مَا أَصْدَقَهَا؟ قَال: نَفْسَهَا، أَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا، حَتَّى إِذَا كَانَ بِالطَّرِيقِ جَهَّزَتْهَا لَهُ أُمُّ سُلَيْمٍ فَأَهْدَتْهَا لَهُ مِنَ اللَّيْلِ، فَأَصْبَحَ النَّبِيُّ ﷺ عَرُوسًا فَقَالَ: «مَنْ كَانَ عِنْدَهُ شَىْءٌ فَلْيَجِئْ بِهِ». وَبَسَطَ نِطَعًا، قال: فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَجِيءُ بالأقط، وجَعَلَ الرَّجُلُ يَجِيءُ بِالتَّمْرِ، وَجَعَلَ الرَّجُلُ يَجِيءُ بِالسَّمْنِ، فَحَاسُوا حَيْسًا، فَكَانَتْ وَليمَةَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الصّلاة (٣٧١) ومسلم في النكاح (٨٤: ١٣٦٥) كلاهما من طريق
إسماعيل ابن علية قال: حَدَّثَنَا عبد العزيز بن صُهَيب، عن أنس قال: فذكره.

عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ غَزَا خَيْبَرَ، قال: فَصَلَّيْنَا عِنْدَهَا صَلَاةَ الْغَدَاةِ بِغَلَسٍ، فَرَكِبَ نَبِيُّ اللَّهِ ﷺ وَرَكِبَ أَبُو طَلْحَةَ، وَأَنَا رَدِيفُ أَبِي طَلْحَةَ، فَأَجْرَى نَبِيُّ اللَّهِ ﷺ فِي زُقَاقِ خَيْبَرَ، وَإنَّ رُكْبَتِي لَتَمَسُّ فَخِذَ نَبِيِّ اللَّهِ ﷺ، وانحَسَرَ الإِزَارُ عَنْ شَخِذِ النَّبِيِّ ﷺ فإِنِّي لأرى بَيَاضَ فَخِذِ نَبِيِّ اللَّهِ ﷺ، فَلَمَّا دَخَلَ الْقَرْيَةَ قَالَ: «اللَّهُ أَكْبَرُ، خَرِبَتْ خَيْبَرُ، إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ». قَالَهَا ثَلَاث مرات. قَالَ: وَخَرَجَ الْقَوْمُ إِلَى أَعْمَالِهِمْ فَقَالُوا: مُحَمَّدٌ، والله!
قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: وَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا: محمد وَالْخَمِيسُ.
قَالَ: وأَصَبْنَاهَا عَنْوَةً، وجُمِعَ السَّبْيُ، فَجَاءَ دِحْيَةُ فَقَالَ: يَا رسول اللَّهِ! أَعْطِنِي جَارِيَةً مِنَ السَّبْيِ. قَال: «اذْهَبْ فخُذْ جَارِيَةً». فَأَخَذَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ، فَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِي ﷺ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ! أَعْطَيْتَ دِحْيَةَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ سَيِّدَةَ قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرِ؟ ما تَصْلُحُ إِلَّا لَكَ. قَال: «ادْعُوهُ بِهَا» فَجَاءَ بِهَا، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهَا النَّبِيُّ ﷺ قَالَ: «خُذْ جَارِيَةً مِنَ السَّبْي غَيْرَهَا». قَالَ: وأَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا.
فَقَال لَهُ ثَابِتٌ: يَا أَبَا حَمْزَةَ! مَا أَصْدَقَهَا؟ قَال: نَفْسَهَا، أَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا، حَتَّى إِذَا كَانَ بِالطَّرِيقِ جَهَّزَتْهَا لَهُ أُمُّ سُلَيْمٍ فَأَهْدَتْهَا لَهُ مِنَ اللَّيْلِ، فَأَصْبَحَ النَّبِيُّ ﷺ عَرُوسًا فَقَالَ: «مَنْ كَانَ عِنْدَهُ شَىْءٌ فَلْيَجِئْ بِهِ». وَبَسَطَ نِطَعًا، قال: فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَجِيءُ بالأقط، وجَعَلَ الرَّجُلُ يَجِيءُ بِالتَّمْرِ، وَجَعَلَ الرَّجُلُ يَجِيءُ بِالسَّمْنِ، فَحَاسُوا حَيْسًا، فَكَانَتْ وَليمَةَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
أولاً: شرح المفردات:
● بِغَلَسٍ: في ظلمة آخر الليل قبل الإسفار الكامل.
● زُقَاقِ خَيْبَرَ: طرقها ومسالكها الضيقة.
● انحَسَرَ الإِزَارُ: ارتفع الثوب وانكشف.
● خَرِبَتْ خَيْبَرُ: هلكت وخربت.
● سَاحَةِ قَوْمٍ: مجالهم وأرضهم.
● عَنْوَةً: عنوة وقهرًا بالقتال.
● السَّبْيُ: الأسرى من النساء والصبيان.
● حَيْسًا: طعامًا مُخلطًا من التمر والأقط والسمن.
● نِطَعًا: بساطًا من الجلد.
ثانيًا: شرح الحديث:
يصف أنس بن مالك رضي الله عنه أحد مشاهد غزوة خيبر، حيث صلى النبي ﷺ بالصحابة صلاة الفجر في وقت الغلس، ثم توجهوا نحو حصون خيبر. وكان أنس رديفًا لأبي طلحة على الدابة، وكانت ركبته تمس فخذ النبي ﷺ، وانكشف جزء من فخذه الشريف فأنار ببياضه، مما يدل على كمال خلقته ﷺ.
عند دخول القرية، أعلن النبي ﷺ تكبير الله تعالى معلنًا هزيمة خيبر بقوله: "خَرِبَتْ خَيْبَرُ"، ثم ذكر القاعدة العسكرية: "إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين" أي ساء صباح القوم الذين حذرهم النبي ﷺ من عاقبة العدوان.
ثم ينتقل الحديث إلى قصة أسر صفية بنت حيي رضي الله عنها، حيث طلب دحية الكلبي جارية من السبي فأعطاه النبي ﷺ، فاختار صفية، فنبه الصحابة النبي ﷺ إلى مكانتها كابنة زعيم يهود بني النضير، فاستردها وأعتقها وتزوجها، وجعل عتقها مهرًا لها.
وأقام النبي ﷺ وليمة العرس من contributions الصحابة، حيث جمعوا ما عندهم من طعام صنعوا منه الحيس، وهي وليمة متواضعة لكنها مليئة بالبركة.
ثالثًا: الدروس المستفادة:
1. جواز الصلاة في الوقت المبكر من الفجر (صلاة الغلس) في السفر والحرب
2. مشروعية التكبير عند الفتح والنصر
3. بيان كمال خلق النبي ﷺ وصفاته الجسدية
4. مشروعية الزواج من النساء الأسيرات بعد إعتاقهن
5. جواز جعل العتق مهرًا في الزواج
6. التواضع في وليمة العرس وعدم التكلف
7. تعاون المسلمين وتكافلهم في المناسبات
8. حكمة النبي ﷺ في اختيار صفية للزواج مما يسهم في كسر الحاجز بين المسلمين ويهود
رابعًا: معلومات إضافية:
- غزوة خيبر كانت في السنة السابعة للهجرة
- صفية بنت حيي أصبحت من أمهات المؤمنين رضي الله عنها
- الحديث يظهر جانبًا من أخلاق النبي ﷺ في الحرب والسلام
- بيان رحمة النبي ﷺ حتى بأعدائه حيث عامل صفية بأعلى درجات الإكرام
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الصّلاة (٣٧١) ومسلم في النكاح (٨٤: ١٣٦٥) كلاهما من طريق
إسماعيل ابن علية قال: حَدَّثَنَا عبد العزيز بن صُهَيب، عن أنس قال: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 567 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: غزوة خَيْبَرَ وَتَزْوِيجُ النَّبِيِّ صَفِيَّةَ

  • 📜 حديث: غزوة خَيْبَرَ وَتَزْوِيجُ النَّبِيِّ صَفِيَّةَ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: غزوة خَيْبَرَ وَتَزْوِيجُ النَّبِيِّ صَفِيَّةَ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: غزوة خَيْبَرَ وَتَزْوِيجُ النَّبِيِّ صَفِيَّةَ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: غزوة خَيْبَرَ وَتَزْوِيجُ النَّبِيِّ صَفِيَّةَ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب