كان يعطي أزواجه كل سنة مائة وسق

حديث: كان يعطي أزواجه كل سنة مائة وسق

عن ابن عمر قال: أعطى رسول الله ﷺ خيبر بشطر ما يخرج من ثمر أو زرع، فكان يعطي أزواجه كل سنة مائة وسق: ثمانين وسقًا من تمر، وعشرين وسقًا من شعير، فلمّا ولى عمر قسم خيبر، خير أزواج النَّبِيّ ﷺ، أن يقطع لهن الأرض والماء، أو يضمن لهن الأوساق كل عام، فاختلفن، فمنهن من اختار الأرض والماء، ومنهن من اختار الأوساق كل عام، فكانت عائشة وحفصة ممن اختارتا الأرض والماء.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الحرث والمزارعة (٢٣٢٨) ومسلم في المساقاة والمزارعة (٢: ١٥٥١) كلاهما من طريق عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فهذا الحديث الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، يروي لنا قصة معاملة النبي ﷺ لأرض خيبر، وكيف تعامل معها الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وسأشرحه لكم مفصلاً:
أولاً: شرح المفردات:
● خيبر: منطقة زراعية ذات مياه وأرض خصبة، تقع شمال المدينة المنورة، كانت تسكنها قبائل يهودية حتى فتحها المسلمون في السنة السابعة للهجرة.
● بشطر ما يخرج: أي بنصف المحصول، وهي صورة من صور المزارعة أو المساقاة.
● الوسق: مكيال للأطعمة يساوي ستين صاعاً، والصاع أربعة أمداد، والمد يساوي ملء كفي الرجل المعتدل.
● الأرض والماء: المقصود بهما ملكية الأرض ومصادر المياه.
● الأوساق: جمع وسق، أي الكميات المحددة من التمر والشعير.
ثانياً: شرح الحديث:
1- معاملة النبي ﷺ ليهود خيبر: بعد فتح خيبر، عقد النبي ﷺ مع يهودها عقد مساقاة أو مزارعة، حيث تركهم يعملون في الأرض مقابل أن يأخذ نصف المحصول الناتج. هذه المعاملة كانت مناسبة لأن المسلمين لم يكونوا متفرغين للزراعة بسبب انشغالهم بالجهاد.
2- عطاء النبي ﷺ لأزواجه: كان النبي ﷺ يخصص جزءاً من هذا النصف الذي يحصل عليه من خيبر لأزواجه الطاهرات، حيث كان يعطيهن كل سنة مائة وسق: ثمانين وسقاً من التمر وعشرين وسقاً من الشعير. وهذا يدل على عنايته ﷺ برعاية أهله وتوفير حاجاتهم.
3- تصرف عمر بن الخطاب رضي الله عنه: عندما أصبح عمر رضي الله عنه خليفة، قام بتقسيم أرض خيبر وقسمها على المسلمين، فلم يعد هناك عقد مساقاة مع اليهود. هنا وجد عمر أن عليه أن يتعامل مع حق أزواج النبي ﷺ في تلك الإيرادات التي كن يحصلن عليها.
4- خيارات عمر لأزواج النبي ﷺ: عرض عليهن عمر رضي الله عنه خيارين:
- الأول: أن يقطع لهن الأرض والماء (أي يعطيهن ملكية أرض ومصادر ماء بديلة).
- الثاني: أن يضمن لهن الحصول على نفس الكمية من الأوساق (التمر والشعير) كل عام من بيت مال المسلمين.
5- اختلاف اختياراتهن: اختلفت اختيارات أمهات المؤمنين حسب رأي كل منهن ومصلحتها:
- بعضهن اخترن الأوساق لضمان حصولهن على المؤونة سنوياً بدون متاعب.
- وبعضهن اخترن الأرض والماء (ومنهن عائشة وحفصة رضي الله عنهما) لاستثمارها والحصول على دخل مستمر.
ثالثاً: الدروس المستفادة:
1- مراعاة مصالح الناس: تصرف عمر رضي الله عنه يدل على حكمته وعدله، حيث راعى مصالح أزواج النبي ﷺ بعد تغير الظروف، وعرض عليهن خيارات مناسبة.
2- حرية الاختيار: إعطاء الخيار للنساء في اختيار ما يناسبهن يدل على احترام رأيهن وشخصيتهن.
3- المرونة في إدارة المال العام: عمر رضي الله عنه لم يلغ حقاً establishedاً بل حوله إلى صيغة أخرى تناسب الظروف الجديدة.
4- الفقه في المعاملات: الحديث يقدم نموذجاً للتغيير في صيغ العقود والاتفاقيات حسب المصلحة والظروف.
5- عناية الإسلام بأهل بيت النبي: الاهتمام بأزواج النبي ﷺ وتوفير حاجاتهن بعد وفاته.
رابعاً: معلومات إضافية:
- هذا الحديث من الأحاديث التي يستدل بها الفقهاء على مشروعية عقد المساقاة والمزارعة.
- يظهر في الحديث حرص عمر رضي الله عنه على تطبيق مبدأ الشورى حتى في الأمور الشخصية لأهل بيت النبي ﷺ.
- اختيار عائشة وحفصة رضي الله عنهما للأرض والماء يدل على فقههن ومعرفتهن بالاستثمار الطويل الأجل.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الحرث والمزارعة (٢٣٢٨) ومسلم في المساقاة والمزارعة (٢: ١٥٥١) كلاهما من طريق عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر فذكره.
وكذلك في صحيح مسلم عن عليّ بن مسهر عن عبيد الله بأن النَّبِيّ ﷺ كان يعطي أزواجه كل سنة مائة وسق: ثمانين وسقًا من تمر، وعشرين وسقًا من شعير، وقال: وكذلك رواه أيضًا عبد لله بن نمير، عن عبيد الله، وعبد الله بن وهب، عن أسامة بن زيد الليثي، عن نافع، عن عبد الله بن عمر نحو حديث ابن نمير وابن مسهر ولم يسق لفظهما.
ولكن رواه أبو داود (٣٠٠٨) من حديث عبد الله بن وهب، عن أسامة بن زيد الليثي، وجاء فيه: وكان رسول الله ﷺ أطعم كل امرأة من أزواجه من الخمس مائة وسق تمرًا، وعشرين وسقا شعيرًا، فصار المجموع مائة وعشرين وسقًا. فلعل الخطأ فيه من أسامة بن زيد لأنه وصف بأنه كان يخطئ.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 573 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان يعطي أزواجه كل سنة مائة وسق

📜 حديث: كان يعطي أزواجه كل سنة مائة وسق

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: كان يعطي أزواجه كل سنة مائة وسق

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: كان يعطي أزواجه كل سنة مائة وسق

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: كان يعطي أزواجه كل سنة مائة وسق

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية