النبي يقول لصفية: وإنك لابنة نبي وإن عمك لنبي وإنك لتحت نبي

حديث: النبي يقول لصفية: وإنك لابنة نبي وإن عمك لنبي وإنك لتحت نبي

عن أنس قال: بلغ صفية أن حفصة قالت: بنت يهودي، فدخل عليها النَّبِيّ ﷺ وهي تبكي، فقال: «ما يبكيك؟» فقالت: قالت لي حفصة: إني بنت يهودي، فقال النَّبِيّ ﷺ: «وإنك لابنة نبي، وإن عمك لنبي، وإنك لتحت نبي، ففيم تفخر عليك؟» ثمّ قال: «اتقي الله يا حفصة!»

صحيح: رواه الترمذيّ (٣٨٩٤) وأحمد (١٢٣٩٢) وصحّحه ابن حبَّان (٧٢١١) كلّهم من حديث عبد الرزّاق - وهو في مصنفه (٢٠٩٢١) عن معمر، عن ثابت، عن أنس فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه:

نص الحديث:

1. شرح المفردات:

● بلغ صفية: وصل إلى السيدة صفية بنت حيي رضي الله عنها.
● بنت يهودي: أي أن أصلها يهودي (قصدت حفصة بذلك التقليل من شأنها).
● ابنة نبي: و المقصود أنها من نسل هارون عليه السلام فهو أبوها.
● عمك لنبي: أي أن عمها نبي أيضًا وهو موسى عليه السلام.
● تحت نبي: أي أنها زوجة لنبي وهو رسول الله محمد ﷺ.

2. شرح الحديث:

كانت السيدة صفية بنت حيي رضي الله عنها من سبايا خيبر، وقد أسلمت وتزوجها النبي ﷺ، وكانت من أشراف قومها. وقد سمعت أن السيدة حفصة بنت عمر رضي الله عنها قالت عنها: "بنت يهودي"، أي أن أصلها يهودي، فغضبت وبكت. فلما دخل عليها النبي ﷺ ورآها تبكي، سألها عن سبب بكائها، فأخبرته بما قالته حفصة. فطمأنها النبي ﷺ بقوله: «وإنك لابنة نبي، وإن عمك لنبي، وإنك لتحت نبي، ففيم تفخر عليك؟» أي أنك من أصل شريف، فأبوك نبي من أنبياء بني إسرائيل وهو هارون، وعمك نبي وهو موسى عليه السلام، وأنت الآن زوجة لنبي وهو محمد ﷺ، فكيف تفخر عليك حفصة بهذا الأمر؟ ثم توجه النبي ﷺ إلى حفصة ونصحها قائلًا: «اتقي الله يا حفصة!» أي خافي الله ولا تقولي مثل هذا الكلام.

3. الدروس المستفادة منه:

● تحريم التفاخر بالأنساب: لا يجوز للمسلم أن يفخر على غيره بنسبه أو أصله، فالناس سواسية في الإسلام إلا بالتقوى.
● العدل بين الزوجات: كان النبي ﷺ عادلاً بين زوجاته، وحاول تهدئة النفوس وإصلاح ذات البين.
● التقوى والورع في الكلام: يجب على المسلم أن يتقي الله في كلامه، فلا يقول ما يؤذي الآخرين.
● التذكير بمكانة الأنبياء: النبي ﷺ ذكر السيدة صفية بمكانة هارون وموسى عليهما السلام ليطيب خاطرها ويرفع من همتها.
● النصيحة بالأسلوب الحسن: نصح النبي ﷺ حفصة بأسلوب لطيف موجهًا لها إلى تقوى الله.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- السيدة صفية بنت حيي رضي الله عنها كانت من ذرية نبي الله هارون عليه السلام، وقد أسلمت وحسن إسلامها.
- هذا الحديث يدل على عظمة النبي ﷺ في تعامله مع زوجاته، وحكمته في حل المشكلات.
- ينبغي للمسلم أن يتجنب كل ما يؤذي إخوانه في الدين، سواء كان بقول أو فعل.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذيّ (٣٨٩٤) وأحمد (١٢٣٩٢) وصحّحه ابن حبَّان (٧٢١١) كلّهم من حديث عبد الرزّاق - وهو في مصنفه (٢٠٩٢١) عن معمر، عن ثابت، عن أنس فذكره.
قال الترمذيّ: حسن صحيح غريب من هذا الوجه.
قال الأعظمي: وهو كما قال. فإنه حديث صحيح الإسناد، وقد تكلم في معمر، عن ثابت فإذا ظهر خطأه فهو ضعيف فيه وإلَّا فهو صحيح الإسناد، ولذا أخرجه أصحاب الصحاح كمسلم وابن حبَّان والحاكم وضياء الدين المقدسي عن معمر، عن ثابت.
وفىِ معناه رُوي عن صفية بنت حيي نفسها قالت: دخل عليّ رسول الله ﷺ. وقد بلغني عن حفصة وعائشة كلام، فذكرت ذلك له، فقال: «ألا قلت: فكيف تكونان خيرًا مني، وزوجي محمد، وأبي هارون، وعمي موسى».
وكأن الذي بلغها أنهم قالوا: نحن أكرم على رسول الله ﷺ منها: وقالوا: نحن أزواج النَّبِيّ ﷺ وبنات عمه.
رواه الترمذيّ (٣٨٩٢) والحاكم (٤/ ٢٩) كلاهما من طريق هاشم بن سعيد الكوفي، عن كنانة، عن صفية قالت: فذكرتها.
وسكت عليه الحاكم.
قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث صفية إِلَّا من حديث هاشم الكوفي. وليس إسناده بذاك.
قال الأعظمي: هاشم بن سعيد الكوفي ضعيف باتفاق أهل العلم، إِلَّا أن ابن حبَّان ذكره في «الثّقات» (٧/ ٥٨٥).
وصفية هي بنت حيي بن أخطب من بني النضير، وهو من سبط لاوي بن يعقوب، ثمّ من ذرية هارون بن عمران أخي موسى عليهما السلام. وكانت تحت سلّام بن مشكم، ثم خلف عليها كنانة بن أبي الحقيق، فقتل كنانة يوم خيبر، وكان عروسًا كما في البخاريّ (٤٢١١) فاختارها لنفسه.
وأخرج ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٣١١٢) من طريق القاسم بن عوف، عن أبي برزة قال: لما نزل النَّبِيّ ﷺ خيبر كانت صفية عروسًا في مجاسدها فرأت في المنام أن الشّمس نزلت حتَّى وقعت على صدرها، فقصت ذلك على زوجها فقال: ما تمنين إِلَّا هذا الملك الذي نزل بنا، قال: فافتتحها رسول الله ﷺ فضرب عنق زوجها صبرًا.
وكانت صفية رأت قبل ذلك أن القمر وقع في حجرها، فذكرت ذلك لأبيها، فلطم وجهها وقال: إنك لتمدين عنقك إلى أن تكوني عند ملك العرب. فلم يزل الأثر في وجهها، حتَّى أتي بها رسول الله ﷺ فسألها عنه فأخبرته.
ولم يخرج النَّبِيّ ﷺ من خيبر حتَّى طهرت صفية من حيضها.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 572 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: النبي يقول لصفية: وإنك لابنة نبي وإن عمك لنبي وإنك لتحت نبي

📜 حديث: النبي يقول لصفية: وإنك لابنة نبي وإن عمك لنبي وإنك لتحت نبي

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: النبي يقول لصفية: وإنك لابنة نبي وإن عمك لنبي وإنك لتحت نبي

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: النبي يقول لصفية: وإنك لابنة نبي وإن عمك لنبي وإنك لتحت نبي

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: النبي يقول لصفية: وإنك لابنة نبي وإن عمك لنبي وإنك لتحت نبي

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية