حديث: يُجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب شفاعة النّبيّ ﷺ لأبي طالب لتخفيف العذاب عنه

عن أبي سعيد، أنه سمع النبيّ ﷺ وذُكر عنده عمُّه فقال: «لعلّه تنفعه شفاعتي يوم القيامة، فيُجعل في ضحضاح من النّار يبلغ كعبيه، يغلي منه دماغه».

متفق عليه: رواه البخاريّ في المناقب (٣٨٨٥)، ومسلم في الإيمان (٢١٠) من حديث اللّيث
ابن سعد، حدّثنا ابن الهاد، عن عبد اللَّه بن خبّاب، عن أبي سعيد الخدريّ، فذكر مثله.

عن أبي سعيد، أنه سمع النبيّ ﷺ وذُكر عنده عمُّه فقال: «لعلّه تنفعه شفاعتي يوم القيامة، فيُجعل في ضحضاح من النّار يبلغ كعبيه، يغلي منه دماغه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الشريف: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وذُكر عنده عمُّه (أي أبو طالب) فقال: «لَعَلَّهُ تَنْفَعُهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ القِيَامَةِ، فَيُجْعَلُ فِي ضَحْضَاحٍ مِنَ النَّارِ يَبْلُغُ كَعْبَيْهِ، يَغْلِي مِنْهُ دِمَاغُهُ».
مصدر الحديث: أخرجه الإمام البخاري في صحيحه (كتاب المناقب، باب قصة أبي طالب).


الشرح المفصل:



# 1. شرح المفردات:


● عَمُّهُ: المقصود هنا هو أبو طالب بن عبد المطلب، عم النبي صلى الله عليه وسلم وكافله وناصره في بداية الدعوة. وهو والد الإمام علي رضي الله عنه.
● تَنْفَعُهُ شَفَاعَتِي: الشفاعة هنا هي التوسط له لدى الله تعالى لتخفيف العذاب عنه، وليس لإخراجه من النار بالكلية أو لدخول الجنة.
● ضَحْضَاحٍ: هو القليل من الماء الذي لا يغطي كل الشيء، أي مكان ضحل قليل العمق. والمقصود هنا أخف عذاب في النار.
● يَبْلُغُ كَعْبَيْهِ: الكعبان هما العظمان الناتئان في أسفل الساق. أي أن النار تصل فقط إلى كعبيه.
● يَغْلِي مِنْهُ دِمَاغُهُ: أي أن حرارة النار الشديدة، رغم ضحالتها، تؤثر فيه تأثيراً عظيماً حتى يغلي دماغه في رأسه من شدة ما يلقى.

# 2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن شفاعته الخاصة يوم القيامة ستنفع عمه أبا طالب، فبدلاً من أن يكون في أعمق دركات النار وعذابها الشديد، سيكون في أهون عذابها وأخفها، حيث يوضع في مكان ضحل منها لا يغمره إلا إلى كعبيه، ومع ذلك فإن حرارة هذا العذاب المهين شديدة لدرجة أنها تجعل دماغه يغلي.
وهذا الحديث يدل على أن أبا طالب سيدخل النار ليموت كافراً، لأنه مات على الشرك ولم يقل كلمة التوحيد، لكن شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم ستهون عليه العذاب.

# 3. الدروس المستفادة والعبر:


● قوة شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم: الحديث من أعظم الأدلة على مكانة النبي صلى الله عليه وسلم عند ربه، وأنه سيشفع حتى لمن استحق النار من أهل المعاصي والكفر، ولكن بشروط، منها أن يأذن الله له بالشفاعة.
● لا ينفع قريب قريباً يوم القيامة: القرابة من النبي صلى الله عليه وسلم لم تنفع أبا طالب لأن الإيمان هو الأساس. قال تعالى: *{وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ}* [الشعراء: 214]. فالنسب الشريف لا يغني عن الإيمان والتوحيد شيئاً.
● مصير من مات على الكفر: الحديث بيان صريح على أن من مات على الشرك فهو من أهل النار، وأن شفاعة الشافعين لا تنفعه للخروج منها، ولكن قد تنفعه في التخفيف. وهذا أصل عقدي مهم.
● تفاوت دركات العذاب في النار: النار دركات، وأهلها متفاوتون في العذاب بقدر كفرهم ومعاصيهم، فأبو طالب سيكون في أهونها بسبب شفاعة النبي له.
● براءة النبي صلى الله عليه وسلم من أقاربه الكفار: بيّن النبي صلى الله عليه وسلم حقيقة مصير عمه ليعلم الناس أن المحبة والقرابة لا تغني عن الحق، وأنه بريء من كل كافر حتى لو كان أقرب الناس إليه.
● فضل أبي طالب في الدنيا: لا ينكر فضل أبي طالب في نصرته للنبي صلى الله عليه وسلم وحمايته له، وهذا هو السبب في أن النبي سيشفع له تخفيفاً للعذاب، جزاءً على ما قدمه من خير في الدنيا.

# 4. معلومات إضافية مفيدة:


- استدل العلماء بهذا الحديث على أن الكافر لا يخرج من النار أبداً، لأن الشفاعة له كانت فقط في التخفيف وليس في الإخراج.
- هذا النوع من الشفاعة يسمى الشفاعة الخاصة، وهي خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم لعمه، وهي مختلفة عن الشفاعة العظمى لأهل الموقف يوم القيامة.
- يحذر الحديث من الغرور بالأنساب والأحساب، فلو كان النسب ينفع لَنَفَعَ أبا طالب وهو عم النبي وكافله.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل الإيمان والتوحيد، وأن ينفعنا بما علمنا ويوفقنا للعمل به.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في المناقب (٣٨٨٥)، ومسلم في الإيمان (٢١٠) من حديث اللّيث
ابن سعد، حدّثنا ابن الهاد، عن عبد اللَّه بن خبّاب، عن أبي سعيد الخدريّ، فذكر مثله.
قوله: «ضحضاح» هو ما رق من الماء على وجه الأرض إلى نحو الكعبين، واستعير في النّار.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 893 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يُجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه

  • 📜 حديث: يُجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يُجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يُجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يُجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب