حديث: من يصبر على لأواء المدينة كنت له شفيعًا أو شهيدًا
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب شفاعة النّبيّ ﷺ لمن صبر على لأواء المدينة
صحيح: رواه مسلم في الحجّ (١٣٧٨) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكر الحديث.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا و أن ينفعنا بما علمنا و أن يزيدنا علما وفقها في الدين، وأن يغفر ذنوبنا ويستر عيوبنا ويجعلنا هداة مهتدين.
الحديث الذي ذكر حديث صحيح، رواه الإمام مسلم في صحيحه في كتاب الحج، باب فضل المدينة، وأنها تنفي خبثها.
وفيما يلي شرحه وبيانه على النحو المطلوب:
1. شرح المفردات:
* لا يصبر: لا يتحمل ويثبت.
* الأواء: بمعنى "الأذى"، وهو المشقة والشدائد. وقيل هي مشتقة من "الآواء" الذي هو الجوع.
* المدينة: مدينة النبي صلى الله عليه وسلم، المدينة المنورة.
* شدّتها: صعوبتها، مثل شدة الحر، أو قلة الرزق، أو غير ذلك من المصاعب.
* شفيعًا: المتوسط للغير لجلب منفعة أو دفع مضرة، والمراد هنا الشفاعة العظمى في فصل القضاء بين العباد.
* شهيدًا: شاهداُ له يوم القيامة بأنه صبر على لأوائها، ومصدقاً له في ذلك. وقيل: المعنى أني أشهد له بدخول الجنة، فكأنه مات شهيداً.
2. المعنى الإجمالي للحديث:
يبيّن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث فضل الصبر على مشقات الحياة في المدينة المنورة، ويعد من يصبر على ذلك بوعد عظيم، وهو أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم له شفيعاً يوم القيامة يشفع له عند الله تعالى، أو شاهداً له ومقراً بفضله وصبره، مما يؤهله لنيل رضا الله ودخول الجنة.
وهذا الوعد ليس مقصوراً على أهل المدينة فقط، بل يشمل كل من نوى الإقامة فيها أو جاء إليها زائراً وصبر على ما يجده فيها من مشقة.
3. الدروس المستفادة منه:
1- فضل المدينة المنورة ومكانتها: الحديث يدل على فضل عظيم للمدينة النبوية، وأن الإقامة فيها والصبر على لأواها له أجر جزيل عند الله تعالى.
2- الصبر على المشقات في طاعة الله: ليس المقصود الصبر على أي مشقة في أي مكان، بل الصبر على مشقة مكان له قدسية ومكانة في الدين، كالصبر على مشقة الحج أو الجهاد أو طلب العلم.
3- علو منزلة النبي صلى الله عليه وسلم: حيث أنه يعد أمته بأنه سيكون شفيعاً أو شهيداً لمن صبر على لأواء المدينة، وهذا من دلائل نبوته وصدقه، ومن دلائل كرم الله عليه وعلى أمته.
4- البشارة العظيمة لأهل الخير: الحديث بشرى عظيمة لكل من يختار الإقامة في المدينة طلباً للأجر والقرب من المسجد النبوي، أنه سينال شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم وهي أعظم مكرمة.
5- حث النبي لأمته على التمسك بالمدينة: فيه حث غير مباشر على عدم هجر المدينة والفرار منها بسبب الصعوبات المعيشية، بل الصبر عليها طمعاً في الأجر العظيم.
4. معلومات إضافية مفيدة:
* من أسباب المشقة في المدينة في ذلك الزمان: شدة الحر، وقلة الماء، وضيق المعيشة أحياناً، وبعدها عن أماكن التجارة الرئيسية آنذاك مقارنة بمكة.
* هذا الفضل خاص بالمدينة المنورة لا يشاركها فيه غيرها من البلدان، لمكانتها الخاصة وارتباطها بهجرة النبي صلى الله عليه وسلم ومسجده وقبره.
* يستفاد من الحديث أيضاً فضل الإقامة في المدينة مع الصبر على ظروفها، وهو ما دفع الكثير من الصحابة والعلماء على مر التاريخ إلى اختيار الإقامة فيها طلباً لهذا الفضل.
* الحديث يدل على عظم قدر الشفاعة النبوية، وأنها تُنال بالصبر على الطاعات والمشقات في الأماكن المباركة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وفي الباب عن أسماء بنت عُميس قالت: إنّها سمعتْ رسولَ اللَّه ﷺ يقول: «لا يصبر على لأواء المدينة وشدّتها أحدٌ إلّا كنتُ له شفيعًا أو شهيدًا يوم القيامة».
رواه الإمام أحمد (٢٧٠٨٥)، والنّسائيّ في الكبرى (٤٢٨٢)، والطّبرانيّ في الكبير ٢٤/ رقم (٣٧٣) كلّهم من طريق يعقوب (ابن إبراهيم بن سعد الزّهريّ) قال: حدّثني أبي، عن الوليد بن كثير (المخزوميّ) قال: حدّثني عبد اللَّه بن مسلم الطّويل -صاحب المصاحف- أن كلابَ بن تَليد أخا بني سعد بن ليث - أنه بينا هو جالس مع سعيد بن المسيّب جاءه رسول نافع بن جُبير بن مُطْعِم بن عدي يقول: إنّ ابنَ خالتك يقرأُ عليك السَّلامَ ويقول: أخبرني كيف الحديث الذي كنتَ حدَّثْتَني عن أسماء بنت عُميس؟ فقال سعيد بن المسيب: أخْبره أن أسماء بنت عميس أخبرتني (فذكر الحديث).
وفيه كلاب بن تَليد لم يؤثر فيه توثيق أحد غير ابن حبان فإنه ذكره في «الثقات» (٥/ ٣٣٨)، ولذا قال فيه الحافظ: «مقبول» أي إذا تُوبع وإلّا فلين الحديث.
والرّاوي عنه عبد اللَّه بن مسلم الطويل -صاحب المقصورة أو المصاحف- لم يرو عنه سوى الوليد بن مسلم، ولم يؤثر فيه: توثيق أحد غير أن ابن حبان ذكره في الثقات (٧/ ٥٢) فقال فيه: عبد اللَّه بن محمد بن مسلم الطّويل، ولذا قال فيه الحافظ: «مقبول» أي إذا توبع وإلّا فليّن الحديث.
وقال فيه الذّهبيّ: «لا يكادُ يُعرف».
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 892 من أصل 1075 حديثاً له شرح
- 867 يسميهم أهل الجنة الجهنميين
- 868 أهل النار لا يموتون فيها ولا يحيون
- 869 ما الثعارير؟ قال: الضغابيس
- 870 حديث جابر بن عبد الله عن خروج قوم من النار
- 871 يخرج قوم من النار بشفاعة محمد فيدخلون الجنة
- 872 شفاعة النبي لأهل الكبائر من الأمة
- 873 شفاعتي يوم القيامة لأهل الكبائر من أمتي
- 874 الشفاعة لأهل الكبائر من أمتي
- 875 رسول الله ﷺ يخير بين دخول نصف أمته الجنة وبين...
- 876 أشهدكم أن شفاعتي لكل من مات لا يشرك بالله شيئا
- 877 اخترت الشفاعة وهي لكل من مات لا يشرك بالله شيئًا
- 878 اللهم اغفر لكل عبد مسلم لقيك يؤمن بي لا يشرك...
- 879 فخيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة، فاخترت...
- 880 أنا أول الناس تنشق الأرض عن جمجمتي يوم القيامة ولا...
- 881 الصراط الميزان الحوض: فإني لا أخطئ هذه الثلاث المواطن
- 882 أُريت ما تلقى أمتي بعدي وسفك بعضهم دماء بعض
- 883 اللَّه لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك...
- 884 شفاعة النبي فيمن قال لا إله إلا الله
- 885 من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة...
- 886 فضل الموت في المدينة واستحقاق الشفاعة
- 887 من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت بها
- 888 من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليمت، لا يموتُ بها...
- 889 من صبر على لأواء المدينة وشدتها كنت له شفيعًا
- 890 من مات صابرًا على لأواء المدينة
- 891 المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون
- 892 من يصبر على لأواء المدينة كنت له شفيعًا أو شهيدًا
- 893 يُجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه
- 894 قيل للنبي ﷺ: ما أغنيت عن عمك، فإنه كان يحوطك...
- 895 أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي
- 896 جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا وأحلت لي الغنائم
- 897 أرسلت إلى الناس كلهم عامة وكان من قبلي إنما يرسل...
- 898 بُعثتُ إلى الناس كافة الأحمر والأسود
- 899 إمام ظلوم وكل غال مارق
- 900 إمام ظلوم غشوم لا تناله شفاعة النبي.
- 901 اللعانون لا يكونون شهداء ولا شفعاء يوم القيامة
- 902 أعنّي على نفسك بكثرة السجود
- 903 حاجتي أن تشفع لي يوم القيامة
- 904 رأيت أنّ الدنيا زائلة من أهلها، فأحببتُ أن آخُذ لآخرتي
- 905 ما من ميت يصلي عليه أمة من المسلمين
- 906 من مات وقام على جنازته أربعون لا يشركون بالله شيئًا...
- 907 من صلى علي حين يصبح عشرًا أدركته شفاعتي
- 908 شفعت الملائكة، وشفع النبيون، وشفع المؤمنون، ولم يبق إلا أرحم...
- 909 إن الرجل من أمتي ليشفع للفئام من الناس فيدخلون الجنة
- 910 ادعوا الأنبياء فيشفعون ثم يدخلون الجنة من لا يشرك بالله...
- 911 إن الرجل ليشفع للرجلين والثلاثة
- 912 شفاعة رجل من أمتي أكثر من بني تميم
- 913 يُحمل الناس على الصراط يوم القيامة
- 914 سل تعطه واشفع تشفع
- 915 يُخرج الله قومًا منتنين محشتهم النار بشفاعة الشافعين
- 916 يخرج من النار بشفاعة رجل من أمتي أكثر من ربيعة...
معلومات عن حديث: من يصبر على لأواء المدينة كنت له شفيعًا أو شهيدًا
📜 حديث: من يصبر على لأواء المدينة كنت له شفيعًا أو شهيدًا
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من يصبر على لأواء المدينة كنت له شفيعًا أو شهيدًا
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من يصبر على لأواء المدينة كنت له شفيعًا أو شهيدًا
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من يصبر على لأواء المدينة كنت له شفيعًا أو شهيدًا
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








