حديث: من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليمت، لا يموتُ بها أحدٌ إلّا كنتُ له شفيعًا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب شفاعة النّبيّ ﷺ لمَنْ مات في المدينة

عن سبيعة بنت الحارث الأسلميّة، أنّ رسول اللَّه ﷺ قال: «من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليمتْ؛ لأنّه لا يموتُ بها أحدٌ إلّا كنتُ له شفيعًا أو شهيدًا يوم القيامة».

حسن: رواه الطبرانيّ في الكبير (٢٤/ ٢٩٤)، وأبو يعلى كما في المطالب العالية (٢/ ٦٧)، وأبو نعيم في الصحابة (٦/ ٣٣٤٩) كلّهم من طريق عبد العزيز بن محمد الدّراورديّ، عن أسامة بن زيد، عن عبد اللَّه بن عكرمة، عن عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن عمر بن الخطّاب، عن أبيه، عن سُبيعة الأسلميّة، فذكرته.

عن سبيعة بنت الحارث الأسلميّة، أنّ رسول اللَّه ﷺ قال: «من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليمتْ؛ لأنّه لا يموتُ بها أحدٌ إلّا كنتُ له شفيعًا أو شهيدًا يوم القيامة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
الحديث الذي طلبت شرحه: عن سبيعة بنت الحارث الأسلمية رضي الله عنها، أن رسول الله ﷺ قال: «مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَمُوتَ بِالْمَدِينَةِ فَلْيَمُتْ؛ فَإِنَّهُ لا يَمُوتُ بِهَا أَحَدٌ إِلاَّ كُنْتُ لَهُ شَفِيعًا أَوْ شَهِيدًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
أخرجه الإمام أحمد في مسنده، والإمام الترمذي في جامعه، وقال: حديث حسن.


الشرح التفصيلي:



# 1. شرح المفردات:


● اسْتَطَاعَ: أي قَدِرَ وتمكَّنَ وأطاق ذلك.
● أَنْ يَمُوتَ بِالْمَدِينَةِ: المقصود أن يجعل المدينة المنورة محل إقامته وسكناه حتى يأتيه أجله فيها.
● فَلْيَمُتْ: أي فليجعل موته فيها، بمعنى فليُقِمْ فيها ولا يبرحها طلباً لهذه الفضيلة.
● شَفِيعًا: الشفاعة هي التوسط للغير بجلب منفعة أو دفع مضرة. وهنا شفاعة النبي ﷺ له يوم القيامة لدخول الجنة.
● شَهِيدًا: الشهيد هنا بمعنى الشاهد، أي أكون شاهداً له يوم القيامة على إيمانه وصحة عقيدته، أو أنه من أهل الجنة. وقيل: الشهيد بمعنى المستشهد في سبيل الله، ولكن المعنى الأول هو الأرجح في هذا السياق.

# 2. المعنى الإجمالي للحديث:


يحثُّ النبي ﷺ أمته على الإقامة في المدينة المنورة، والاستمرار في سكناها، وعدم مفارقتها طمعاً في نيل فضيلة الموت فيها. ويبين ﷺ أن من يموت في المدينة فإنه ينال أحد أمرين عظيمين لا ثالث لهما:
- إما أن يشفع له النبي ﷺ يوم القيامة، وهي شفاعة خاصة.
- وإما أن يشهد له النبي ﷺ بالإيمان والصلاح، فيدخل الجنة بشهادته.
وهذا الوعد العظيم يدل على فضل المدينة المنورة ومزية الموت فيها، لما لها من مكانة خاصة في الإسلام، فهي دار الهجرة، ومهبط الوحي، ومسجد النبي ﷺ، وهي حرم آمن كما أن مكة حرم آمن.

# 3. الدروس المستفادة منه:


● فضل المدينة المنورة: الحديث يدل على فضل عظيم للمدينة النبوية، وأنها محضن للإيمان، وأن الموت فيها له ميزة خاصة.
● السعي لنيل الشفاعة: الحث على السعي للأسباب التي تؤدي إلى شفاعة النبي ﷺ، والإقامة في المدينة والموت فيها أحد هذه الأسباب.
● الحرص على الخير: المسلم الحكيس هو من يغتنم الفرص والأماكن والأزمنة الفاضلة ليكسب الأجر والثواب.
● مكانة النبي ﷺ عند ربه: حيث أن الله تعالى أعطاه ﷺ مقاماً عظيماً يوم القيامة، فهو صاحب الشفاعة العظمى، وشفاعته ﷺ مقبولة.

# 4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الفضل خاص بمدينة النبي ﷺ (المدينة المنورة) وليس لكل مدينة.
- الحديث لا يعني وجوب الإقامة في المدينة على كل أحد، بل هو ندب واستحباب لمن استطاع ذلك دون مشقة أو تفويت مصالح أهم.
- من عاش في المدينة بنية صالحة طلباً لهذا الفضل، ومات فيها، فهو داخل في هذا الوعد إن شاء الله.
- يجمع العلماء بين هذا الحديث والأحاديث التي تحذر من استيطان المدينة (كحديث «لا يصبر على لأوائها وشدتها أحد إلا كنت له شفيعاً يوم القيامة») بأن المقصود هو الصبر على مشاق العيش فيها، وأن من صبر عليها طلباً للأجر نال هذه الفضيلة، سواء مات فيها أو عاش.
أسأل الله تعالى أن يرزقنا الإيمان، وأن يتوفانا على الإسلام والسنة، وأن يشفع فينا نبيه محمد ﷺ.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطبرانيّ في الكبير (٢٤/ ٢٩٤)، وأبو يعلى كما في المطالب العالية (٢/ ٦٧)، وأبو نعيم في الصحابة (٦/ ٣٣٤٩) كلّهم من طريق عبد العزيز بن محمد الدّراورديّ، عن أسامة بن زيد، عن عبد اللَّه بن عكرمة، عن عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن عمر بن الخطّاب، عن أبيه، عن سُبيعة الأسلميّة، فذكرته.
ورجاله ثقات خلا عبد اللَّه بن عكرمة. قال الهيثميّ في «المجمع» (٣/ ٣٠٦):
«رواه الطبرانيّ في الكبير، ورجاله رجال الصحيح خلا عبد اللَّه بن عكرمة، وقد ذكره ابن أبي حاتم، وروى عنه جماعة، ولم يتكلّم فيه أحدٌ بسوء».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 888 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليمت، لا يموتُ بها أحدٌ إلّا كنتُ له شفيعًا

  • 📜 حديث: من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليمت، لا يموتُ بها أحدٌ إلّا كنتُ له شفيعًا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليمت، لا يموتُ بها أحدٌ إلّا كنتُ له شفيعًا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليمت، لا يموتُ بها أحدٌ إلّا كنتُ له شفيعًا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليمت، لا يموتُ بها أحدٌ إلّا كنتُ له شفيعًا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب