حديث: جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا وأحلت لي الغنائم
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما فُضل به النّبي ﷺ على غيره من الأنبياء منها الشّفاعة
حسن: رواه الإمام أحمد (٢١٢٩٩) عن يعقوب، حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدّثني سليمان الأعمش، عن مجاهد بن جبر أبي الحجّاج، عن عبيد بن عمير اللّيثيّ، عن أبي ذر، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
الحديث:
«أُتيتُ خمسًا لم يؤتهنّ نبيٌّ كان قبلي: نُصرتُ بالرّعب؛ فيرعب مني العدو مسيرة شهر، وجُعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا، وأحلت لي الغنائم ولم تُحل لأحد كان قبلي، وبُعثتُ إلى الأحمر والأسود، وقيل لي: سلْ تُعطه، فاختبأتُهَا شفاعةً لأمّتي، وهي نائلة منكم -إن شاء اللَّه- من لقي اللَّه لا يشرك به شيئًا».
1. شرح المفردات:
● أُتيتُ: أُعطيتُ وخُصصتُ لي.
● بالرعب: الخوف والفزع الذي يُلقيه الله في قلوب أعدائه.
● مسيرة شهر: المسافة التي يمكن قطعها في شهر من السفر.
● جُعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا: أي أن الأرض كلها صارت مكانًا للصلاة وتيممًا عند عدم وجود الماء.
● أحلت لي الغنائم: أُبيح لي وأمتي أخذ أموال وأسلاب الكفار بعد القتال.
● إلى الأحمر والأسود: إلى جميع الناس، باختلاف ألوانهم وأجناسهم (العرب والعجم).
● سلْ تُعطه: اطلب من الله تعطَ ما تريد.
● فاختبأتها: ادخرتها ولم أطلبها فورًا.
● شفاعةً لأمتي: وساطة لهم يوم القيامة لإنقاذهم من العذاب.
● نائلة منكم: حاصلة لمن يستحقها منكم.
2. المعنى الإجمالي للحديث:
يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه قد خُصَّ بخمس خصائص عظيمة لم تُعط لنبي قبله، مما يميز أمته عن غيرها من الأمم، ويظهر مكانة هذه الأمة وفضلها عند الله تعالى. وهذه الخمس هي:
1- النصرة بالرعب: أن الله ينصر المسلمين بإلقاء الرعب في قلوب أعدائهم من الكفار، فيخافون من مواجهة المسلمين ولو كانوا بعيدين عنهم مسافة شهر.
2- جعل الأرض مسجدًا وطهورًا: أن أمته تستطيع الصلاة في أي مكان طاهر على الأرض، ولا تشترط المساجد فقط، كما أن التراب طهور لها تتيمم به عند عدم وجود الماء.
3- إحلال الغنائم: أن أموال وأسلاب الكفار المحاربين قد أُحلت لهذه الأمة بعد القتال، ولم تكن حلالًا للأمم السابقة.
4- البعثة العامة: أنه بُعث رسولًا إلى جميع الناس، من كل الأجناس والألوان، وليس إلى قومه فقط كما كان الحال مع كثير من الأنبياء.
5- الشفاعة العظمى: أنه أعطي وسؤال الله تعالى ما يشاء، فادخر هذه المسألة للشفاعة لأمته يوم القيامة، وهي خاصة بمن مات موحدًا لا يشرك بالله شيئًا.
3. الدروس المستفادة منه:
1- فضل هذه الأمة وخصوصيتها: أن الله تعالى قد منَّ على هذه الأمة بخصائص لم يعطها لأمة سابقة، مما يتطلب شكر الله والالتزام بطاعته.
2- التيسير في العبادة: من حكمة الله أن جعل الصلاة والتيمم يسيرين على المسلمين، فلا يشق عليهم أداء العبادة في أي مكان.
3- عظمة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم: أنه خاتم الأنبياء والمرسلين، وبعثته عامة للعالمين، مما يدل على عالمية الإسلام وشموليته.
4- رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بأمته: حيث فضل أن يدخر طلبه من الله للشفاعة لأمته يوم القيامة، مما يدل على شفقته وحرصه على نجاتهم.
5- أهمية التوحيد: أن نيل الشفاعة مشروط بعدم الشرك بالله، فمن مات على التوحيد نال شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم، أما المشرك فليس له منها نصيب.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، مما يدل على صحته وقوته.
- الشفاعة التي ادخرها النبي صلى الله عليه وسلم هي الشفاعة العظمى يوم القيامة، حين يشفع عند الله ليقضي بين الخلائق بعد أن يلجمهم الكرب والعطش.
- هذه الخمس الخصائص من أعظم ما يميز الإسلام عن غيره من الأديان، وهي دليل على كمال هذه الشريعة ومراعاتها لأحوال الناس.
- ينبغي للمسلم أن يشكر الله على هذه النعم العظيمة، ويحرص على عدم الشرك بالله، ليكون أهلاً لشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وإسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق وهو مدلس إلّا أنه صرّح بالتحديث كما أنه توبع.
وقد أشار البزار -كشف الأستار (٣٤٦٠) - إلى رواية الأعمش هذه ولم يخرجها، ولكن
أخرجه من وجه آخر عن شعبة، عن واصل يعني الأحدب، عن مجاهد، عن أبي ذر، فذكره.
قال الهيثميّ في «المجمع» (١٠/ ٣٧١): «رواه البزار بإسنادين حسنين».
وأخرجه الحاكم (٢/ ٤٣٤) من وجه آخر عن أبي أسامة وقد سئل عن قوله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا﴾ [سورة سبأ: ٢٨] فقال: حدّثنا الأعمش، بإسناده، فذكر مثله.
قال مجاهد في تفسير الأحمر والأسود: الإنس والجنّ.
قال الحاكم: «صحيح على شرط الشّيخين ولم يخرجاه بهذه السياقة، إنّما أخرجاه ألفاظًا من الحديث متفرقة».
ورواه أبو داود (٤٨٩) من وجه آخر عن جرير، عن الأعمش، بإسناده مختصر بلفظ: «جُعلتْ لي الأرضُ طهورًا ومسجدًا».
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 896 من أصل 1075 حديثاً له شرح
- 871 يخرج قوم من النار بشفاعة محمد فيدخلون الجنة
- 872 شفاعة النبي لأهل الكبائر من الأمة
- 873 شفاعتي يوم القيامة لأهل الكبائر من أمتي
- 874 الشفاعة لأهل الكبائر من أمتي
- 875 رسول الله ﷺ يخير بين دخول نصف أمته الجنة وبين...
- 876 أشهدكم أن شفاعتي لكل من مات لا يشرك بالله شيئا
- 877 اخترت الشفاعة وهي لكل من مات لا يشرك بالله شيئًا
- 878 اللهم اغفر لكل عبد مسلم لقيك يؤمن بي لا يشرك...
- 879 فخيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة، فاخترت...
- 880 أنا أول الناس تنشق الأرض عن جمجمتي يوم القيامة ولا...
- 881 الصراط الميزان الحوض: فإني لا أخطئ هذه الثلاث المواطن
- 882 أُريت ما تلقى أمتي بعدي وسفك بعضهم دماء بعض
- 883 اللَّه لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك...
- 884 شفاعة النبي فيمن قال لا إله إلا الله
- 885 من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة...
- 886 فضل الموت في المدينة واستحقاق الشفاعة
- 887 من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت بها
- 888 من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليمت، لا يموتُ بها...
- 889 من صبر على لأواء المدينة وشدتها كنت له شفيعًا
- 890 من مات صابرًا على لأواء المدينة
- 891 المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون
- 892 من يصبر على لأواء المدينة كنت له شفيعًا أو شهيدًا
- 893 يُجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه
- 894 قيل للنبي ﷺ: ما أغنيت عن عمك، فإنه كان يحوطك...
- 895 أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي
- 896 جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا وأحلت لي الغنائم
- 897 أرسلت إلى الناس كلهم عامة وكان من قبلي إنما يرسل...
- 898 بُعثتُ إلى الناس كافة الأحمر والأسود
- 899 إمام ظلوم وكل غال مارق
- 900 إمام ظلوم غشوم لا تناله شفاعة النبي.
- 901 اللعانون لا يكونون شهداء ولا شفعاء يوم القيامة
- 902 أعنّي على نفسك بكثرة السجود
- 903 حاجتي أن تشفع لي يوم القيامة
- 904 رأيت أنّ الدنيا زائلة من أهلها، فأحببتُ أن آخُذ لآخرتي
- 905 ما من ميت يصلي عليه أمة من المسلمين
- 906 من مات وقام على جنازته أربعون لا يشركون بالله شيئًا...
- 907 من صلى علي حين يصبح عشرًا أدركته شفاعتي
- 908 شفعت الملائكة، وشفع النبيون، وشفع المؤمنون، ولم يبق إلا أرحم...
- 909 إن الرجل من أمتي ليشفع للفئام من الناس فيدخلون الجنة
- 910 ادعوا الأنبياء فيشفعون ثم يدخلون الجنة من لا يشرك بالله...
- 911 إن الرجل ليشفع للرجلين والثلاثة
- 912 شفاعة رجل من أمتي أكثر من بني تميم
- 913 يُحمل الناس على الصراط يوم القيامة
- 914 سل تعطه واشفع تشفع
- 915 يُخرج الله قومًا منتنين محشتهم النار بشفاعة الشافعين
- 916 يخرج من النار بشفاعة رجل من أمتي أكثر من ربيعة...
- 917 حوض النبي ﷺ كما بين البيضاء إلى بصري
- 918 أخرجوا من النار من كان في قلبه ذرة من إيمان
- 919 يُغفر للشهيد في أول دفعة
- 920 يُشفَّع الشهيد في سبعين من أهل بيته
معلومات عن حديث: جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا وأحلت لي الغنائم
📜 حديث: جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا وأحلت لي الغنائم
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا وأحلت لي الغنائم
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا وأحلت لي الغنائم
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا وأحلت لي الغنائم
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








