حديث: قيل للنبي ﷺ: ما أغنيت عن عمك، فإنه كان يحوطك ويغضب لك؟

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب شفاعة النّبيّ ﷺ لأبي طالب لتخفيف العذاب عنه

عن العباس بن عبد المطلب، أنّه قال للنبيّ ﷺ: ما أغنيتَ عن عمِّك، فإنّه كان يحوطُك ويغضبُ لك؟ ! قال: «هو في ضحضاح من نار، ولولا أنا لكان في الدّرَك الأسْفل من النّار».

متفق عليه: رواه البخاريّ في المناقب (٣٨٨٣)، ومسلم في الإيمان (٢٠٩) كلاهما من حديث يحيى بن سعيد، عن سفيان، حدّثنا عبد الملك بن عمير، حدّثنا عبد اللَّه بن الحارث، حدّثنا عباس ابن عبد المطلب، فذكره.

عن العباس بن عبد المطلب، أنّه قال للنبيّ ﷺ: ما أغنيتَ عن عمِّك، فإنّه كان يحوطُك ويغضبُ لك؟ ! قال: «هو في ضحضاح من نار، ولولا أنا لكان في الدّرَك الأسْفل من النّار».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما ندرس ونفهم من حديث نبينا الكريم.
الحديث الشريف:
عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه، أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: "ما أغنيتَ عن عمِّك، فإنّه كان يحوطُك ويغضبُ لك؟ !" قال: «هو في ضحضاح من نار، ولولا أنا لكان في الدّرَك الأسْفل من النّار».
(رواه البخاري ومسلم)


شرح الحديث:

# 1. شرح المفردات:


* ما أغنيتَ عن عمك: أي ما نفعتَه وأنقذته من عذاب النار؟ (من الإغناء بمعنى النفع والإنقاذ).
* يحوطك: أي يدفع عنك الأذى ويحميك ويحفظك.
* يغضب لك: أي يغضب إذا أُوذيت أو أُسيء إليك.
* ضحضاح من نار: الضحضاح هو الشيء القليل الذي يبلغ الكعبين أو لا يبلغ الركبتين. أي أن عذابه في النار خفيف نسبياً، فهو في أ浅طها وأسهلها.
* الدَّرْك الأسفل من النار: هو أعمق مكان في النار وأشدها عذاباً، وهو مأوى عُصاة الكفار كفرعون وأبي جهل.

# 2. المعنى الإجمالي للحديث:


يسأل العباس بن عبد المطلب – عم النبي صلى الله عليه وسلم – النبيَ تعجباً وحزناً: لماذا لم تنفع عمك أبو طالب؟ مع أنه كان يحميك وينصرك ويغضب إذا أُوذيت. فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم بأن أبا طالب لم ينجُ من النار بسبب كفره وموته على غير الإسلام، ولكن شفاعته الخاصة له خففت من عذابه، فصار في أهون عذاب في النار بدلاً من أن يكون في أَسْفَلها وأشدها عذاباً.

# 3. الدروس المستفادة والعبر:


* عدم نفع القرابة بدون إيمان: الحديث أصل عظيم في بيان أن القرابة من النبي صلى الله عليه وسلم لا تنفع يوم القيامة بدون الإيمان بالله وحده. فأبو طالب هو أقرب الناس إليه نسباً وكان أعظم ناصره وحاميه في الدنيا، ومع ذلك لم ينجه ذلك من النار لعدم إيمانه.
* مكانة الشفاعة: يبين الحديث قدر الشفاعة العظيمة للنبي صلى الله عليه وسلم، حيث خففت العذاب عن أبي طالب من أقصاه إلى أدناه.
* الحكمة الإلهية: في هذا الحديث حكمة بالغة، حيث يرى الناس أن أبا طالب كان محسناً إلى النبي، فيظنون أن ذلك يكفيه، فيبين النبي أن الإحسان في الدنيا لا يغني عن الإيمان وحده يوم القيامة.
* حب النبي ووفاؤه: النبي صلى الله عليه وسلم لم ينس فضل عمه عليه، وسعى بأقصى ما يمكن أن يقدم له من شفاعة في الآخرة، وهذا من وفائه صلى الله عليه وسلم.
* التحذير من الركون إلى الشفاعات الوهمية: يحذر الحديث من اغترار الإنسان بقرابته من الصالحين أو صلاح آبائه وهو مقصر في دينه، فلكل امرئ ما كسب.

# 4. معلومات إضافية مفيدة:


* سبب عدم إسلام أبي طالب: مات أبو طالب على دين قومه (الكفر) مع علمه بصحة دعوة النبي صلى الله عليه وسلم، وكان آخر ما قاله: "هو على ملة عبد المطلب" أي على الكفر. وقد نزل فيه قوله تعالى: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ} [القصص: 56].
* الفرق بين عذاب الكفار وعذاب عصاة الموحدين: عذاب أبي طالب هو عذاب كفار، ولكنه خُفف بالشفاعة. أما عصاة الموحدين فهم تحت مشيئة الله، إن شاء غفر لهم وإن شاء عذبهم ثم أخرجهم من النار إلى الجنة.
* الموقف من الآباء الكفار: يجب على المسلم أن يبر والديه في الدنيا حتى لو كانا كافرين، لكن لا يجوز الاستغفار لهم أو الدعاء لهم بالمغفرة بعد موتهم على الكفر، لقوله تعالى: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَىٰ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} [التوبة: 113].
أسأل الله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في المناقب (٣٨٨٣)، ومسلم في الإيمان (٢٠٩) كلاهما من حديث يحيى بن سعيد، عن سفيان، حدّثنا عبد الملك بن عمير، حدّثنا عبد اللَّه بن الحارث، حدّثنا عباس ابن عبد المطلب، فذكره.
وفي لفظ عند مسلم من رواية ابن أبي عمر، عن سفيان بإسناده. قلت: يا رسول اللَّه، إنّ أبا طالب كان يحوطك وينصرك، فهل نفعه ذلك؟ قال: «نعم، وجدتُه في غمرات من النّار، فأخرجته إلى ضحضاح».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 894 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: قيل للنبي ﷺ: ما أغنيت عن عمك، فإنه كان يحوطك ويغضب لك؟

  • 📜 حديث: قيل للنبي ﷺ: ما أغنيت عن عمك، فإنه كان يحوطك ويغضب لك؟

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: قيل للنبي ﷺ: ما أغنيت عن عمك، فإنه كان يحوطك ويغضب لك؟

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: قيل للنبي ﷺ: ما أغنيت عن عمك، فإنه كان يحوطك ويغضب لك؟

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: قيل للنبي ﷺ: ما أغنيت عن عمك، فإنه كان يحوطك ويغضب لك؟

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب