حديث: أعطيت خمسًا ما أعطيهن أحد قبلي

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب نصر النبي ﷺ بالرعب

عن عمرو بن شعيب، عن أبيه عن جده: أن رسول الله ﷺ عام غزوة تبوك قام من الليل يصلي، فاجتمع وراءه رجال من أصحابه يحرسونه، حتى إذا صلى وانصرف
إليهم، فقال لهم: «لقد أعطيت الليلة خمسًا، ما أعطيهن أحد قبلي: أما أنا فأرسلت إلى الناس كلهم عامة، وكان من قبلي إنما يرسل إلى قومه، ونصرت على العدو بالرعب، ولو كان بيني وبينهم مسيرة شهر لملئ منه رعبًا، وأحلت لي الغنائم آكلها، وكان من قبلي يعظمون أكلها، كانوا يحرقونها، وجعلت لي الأرض مساجد وطهورًا، أينما أدركتني الصلاة تمسحت وصليت، وكان من قبلي يعظمون ذلك، إنما كانوا يصلون في كنائسهم وبيعهم، والخامسة، هي ما هي، قيل لي: سل، فإن كل نبي قد سأل، فأخرت مسألتي إلى يوم القيامة، فهي لكم ولمن شهد أن لا اله إلا الله»

حسن: رواه أحمد (٧٠٦٨) عن قتيبة بن سعيد، حدثنا بكر بن مضر، عن ابن الهاد، عن عمرو ابن شعيب، عن أبيه، عن جده، فذكره.

عن عمرو بن شعيب، عن أبيه عن جده: أن رسول الله ﷺ عام غزوة تبوك قام من الليل يصلي، فاجتمع وراءه رجال من أصحابه يحرسونه، حتى إذا صلى وانصرف
إليهم، فقال لهم: «لقد أعطيت الليلة خمسًا، ما أعطيهن أحد قبلي: أما أنا فأرسلت إلى الناس كلهم عامة، وكان من قبلي إنما يرسل إلى قومه، ونصرت على العدو بالرعب، ولو كان بيني وبينهم مسيرة شهر لملئ منه رعبًا، وأحلت لي الغنائم آكلها، وكان من قبلي يعظمون أكلها، كانوا يحرقونها، وجعلت لي الأرض مساجد وطهورًا، أينما أدركتني الصلاة تمسحت وصليت، وكان من قبلي يعظمون ذلك، إنما كانوا يصلون في كنائسهم وبيعهم، والخامسة، هي ما هي، قيل لي: سل، فإن كل نبي قد سأل، فأخرت مسألتي إلى يوم القيامة، فهي لكم ولمن شهد أن لا اله إلا الله»

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الشريف الذي رواه الإمام أحمد في مسنده، عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنهم:

أولاً. شرح المفردات:


● عام غزوة تبوك: الغزوة التي وقعت في السنة التاسعة للهجرة.
● يحرسونه: يحمونه ويقومون على حراسته.
● الرعب: الخوف الذي يلقيه الله في قلوب الأعداء.
● مسيرة شهر: مسافة تقطع في شهر من السفر.
● الغنائم: الأموال التي تؤخذ من الكفار في الحرب.
● يعظمون أكلها: كانوا يتشددون في تحريمها أو يتجنبونها.
● يحرقونها: كانوا يحرقون الغنائم ولا يأكلونها.
● مساجد وطهورًا: أماكن للصلاة ومادة للتطهر (التراب).
● تمسحت: تيممت بالتراب عند عدم وجود الماء.
● الكنائس والبيع: أماكن عبادة النصارى واليهود.


ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا الحديث أن النبي ﷺ قام ليلة من ليالي غزوة تبوك يصلي، فاجتمع بعض أصحابه خلفه يحرسونه من أي خطر، فلما انتهى من صلاته، أخبرهم ﷺ بأن الله قد منحه خمس خصائص لم يُعطها نبيًا قبله:
1- عموم الرسالة: أُرسل إلى الناس كافة، بينما كان كل نبي قبله يُرسل إلى قومه خاصة. قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا} [سبأ: 28].
2- النصر بالرعب: ينصره الله بإلقاء الرعب في قلوب أعدائه قبل اللقاء، حتى لو كان بينه وبينهم مسافة شهر. قال تعالى: {سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ} [آل عمران: 151].
3- إباحة الغنائم: أحلّ الله له الغنائم فأصبحت حلالاً لأمته، بينما كانت محرمة على الأمم السابقة، فكانوا يحرقونها أو يتصدقون بها.
4- اتساع مكان الصلاة والتيمم: جعل الله له الأرض كلها مسجدًا وطهورًا، فيصلي المسلم حيث أدركته الصلاة، ويتيمم بالتراب إذا لم يجد الماء. بينما كانت الأمم السابقة تقصر الصلاة على أماكن عبادتهم.
5- الشفاعة الكبرى: هي المسألة التي أخرها النبي ﷺ ليوم القيامة، وهي الشفاعة العظمى في المحشر، حين يشفع لأمته ومن شهد أن لا إله إلا الله، لتخفيف حسابهم وإنقاذهم من هول الموقف.


ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- فضل النبي ﷺ وخصائصه: الحديث يبين مكانة النبي ﷺ وامتيازه عن سائر الأنبياء بخمس خصال عظيمة.
2- عموم رسالة الإسلام: الإسلام رسالة عالمية، ليست خاصة بقوم أو جنس.
3- التيسير في التشريع: من رحمة الله بهذه الأمة أن يسر عليها أمور دينها، فأحل الغنائم، وسهل أمر الطهارة والصلاة.
4- قوة نصر الأمة: نصر الله لهذه الأمة بالرعب الذي يلقيه في قلوب أعدائها.
5- أهمية الشفاعة: تظهر رحمة النبي ﷺ بأمته حيث أخر سؤال الشفاعة ليوم القيامة لتنفعهم.


رابعاً. معلومات إضافية:


- هذه الخمس من خصائص النبي ﷺ التي اختص بها دون غيره من الأنبياء.
- الشفاعة الكبرى من أعظم المقامات التي يختص بها النبي ﷺ يوم القيامة، وهي مقام محمود قال تعالى عنه: {عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا} [الإسراء: 79].
- الحديث يدل على عظيم منزلة النبي ﷺ عند ربه، وعلى محبته لأمته وشفقته عليها.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٧٠٦٨) عن قتيبة بن سعيد، حدثنا بكر بن مضر، عن ابن الهاد، عن عمرو ابن شعيب، عن أبيه، عن جده، فذكره.
وإسناده حسن من أجل عمرو بن شعيب، فإنه صدوق.
وابن الهاد هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد.
وقال ابن كثير في تفسير سورة الأعراف (١٥٨): إسناده جيد قوي، ولم يخرجوه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1116 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أعطيت خمسًا ما أعطيهن أحد قبلي

  • 📜 حديث: أعطيت خمسًا ما أعطيهن أحد قبلي

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أعطيت خمسًا ما أعطيهن أحد قبلي

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أعطيت خمسًا ما أعطيهن أحد قبلي

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أعطيت خمسًا ما أعطيهن أحد قبلي

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب