حديث: ملحفة متعطفًا بها على منكبيه وعليه عصابة دسماء
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في عمامته ﷺ -
صحيح: رواه البخاري في مناقب الأنصار (٣٨٠٠) عن أحمد بن يعقوب، حدثنا ابن الغسيل (واسمه عبد الرحمن بن الغسيل، والغسيل هو حنظلة الأنصاري) سمعت عكرمة يقول: سمعت ابن عباس يقول: فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فسأقوم بشرح هذا الحديث الشريف شرحًا وافيًا مستندًا إلى كتب أهل السنة والجماعة، مع التركيز على النقاط المطلوبة.
نص الحديث الكامل (كما في صحيح مسلم):
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: خَرَجَ رسولُ اللهِ ﷺ وعليه مِلْحَفَةٌ مُتَعَطِّفًا بها على مَنْكِبَيْهِ، وعليه عِصَابَةٌ دَسْمَاءُ، فَجَلَسَ على المِنْبَرِ، فَخَطَبَ النَّاسَ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عليه، ثُمَّ قال: "أيُّها النَّاسُ، ما بالُكُمْ تَجْفُونِي بِالْأَنْصَارِ؟! واللهِ لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا وَسَلَكَتِ الْأَنْصَارُ شِعْبًا لَسَلَكْتُ شِعْبَ الْأَنْصَارِ، اللَّهُمَّ ارْحَمِ الْأَنْصَارَ، وَأَبْنَاءَ الْأَنْصَارِ، وَأَبْنَاءَ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ".
1. شرح المفردات:
● مِلْحَفَةٌ: كساء أو رداء يُلتحف به، وهو ما يُغطي معظم الجسد.
● مُتَعَطِّفًا بها: يعني أنه جعلها معطوفةً ومُلتفةً حول منكبيه بشكل غير رسمي، مما يدل على تواضعه وبساطة هيئته.
● عِصَابَةٌ دَسْمَاءُ: العصابة هي ما يُعصب به الرأس، و"دَسْمَاءُ" تعني سوداء أو ذات لون غامق، من الدَّسَم وهو السواد.
● تَجْفُونِي: من الجفاء، وهو التقصير وعدم البر والوفاء، أي: لماذا تقصرون في حق الأنصار وتتجاهلون فضلهم؟
● وَادِيًا وَشِعْبًا: الوادي هو المسلك الواسع، والشعب هو الطريق الضيق في الجبل، والمقصود التفريق بين الطريقين.
2. شرح الحديث:
خرج النبي ﷺ بهيئة متواضعة، غير مهتم بمظاهر الزينة، مما يدل على تواضعه وعدم التكلف. ثم صعد المنبر وخطب الناس، فبدأ بحمد الله والثناء عليه كما هي عادته في الخطب. ثم وجه سؤالاً للناس يستنكر فيه تقصيرهم تجاه الأنصار، وبيَّن أن هذا الجفاء لا ينبغي أن يكون، لأن للأنصار فضلاً عظيمًا على الإسلام والمسلمين.
ثم أكد ﷺ على مكانة الأنصار في قلبه، فقال: "لو سلك الناس واديًا وسلكت الأنصار شعبًا لسلكت شعب الأنصار"، وهذا تعبير بلاغي رائع يُظهر تمسكه بهم وموالاته لهم، حتى لو خالفهم الناس جميعًا. ثم دعا لهم بالرحمة لأجيالهم القادمة.
3. الدروس المستفادة منه:
● فضل الأنصار: الحديث من أوضح الأحاديث في فضل الأنصار، وبيان مكانتهم في الإسلام، فقد نصروا النبي ﷺ وآووه حينما تخلى عنه الآخرون.
● الوفاء والاعتراف بالجميل: النبي ﷺ يعلمنا الوفاء لمن صنع معنا معروفًا، وعدم نسيان فضلهم.
● التواضع: خروج النبي ﷺ بهيئة بسيطة يدل على تواضعه وعدم التكلف في المظهر.
● التحذير من الجفاء والتفريط في حق أهل الفضل: يجب على المسلمين أن يقدروا أهل الفضل ولا يتجاهلوهم أو يقصروا في حقهم.
● الدعاء لأهل الخير: الدعاء للأنصار وأبنائهم يدل على أهمية الدعاء للمؤمنين، خاصة من لهم فضل على الإسلام.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث رواه الإمام أحمد والإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة المتعلقة بفضائل الأنصار.
- الأنصار هم أهل المدينة من الأوس والخزرج الذين آمنوا بالنبي ﷺ ونصروه حينما هاجر إليهم.
- ينبغي للمسلمين أن يتذكروا فضل الأنصار ويترضوا عنهم، ويقتدوا بالنبي ﷺ في محبتهم وموالاتهم.
- الحديث يدل على أن محبة الأنصار من محبة النبي ﷺ، وأن بغضهم أو التقصير في حقهم من صفات المنافقين، كما ورد في أحاديث أخرى.
أسأل الله أن يرزقنا محبة النبي ﷺ ومحبة من أحب، وأن يجعلنا من الموفين المعترفين بفضل أهل الفضل.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
قوله: «عصابة» أي عمامة.
قوله: «دسماء» المتلطخة بدسومة شعره من الطيب والمراد بها: السوداء.
وفي معناه ما روي عن عبد الله بن عمر قال: كان النبي ﷺ إذا اعتمّ سدل عمامته بين كتفيه. إلا أنه ضعيف.
رواه الترمذي في سننه (١٧٣٦) وفي الشمائل (١١٠) وصححه ابن حبان (٦٣٩٧) وأبو الشيخ في أخلاق النبي (ص ١٠٣) والخطيب في تاريخه (١١/ ٢٩٣) من طرق عن عبد العزيز بن محمد (هو الدراوردي) عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال: فذكره.
قال الترمذي: حسن غريب.
قال الأعظمي: عبد العزيز بن محمد الدراوردي حسن الحديث إذا لم يخالف، ولكنه خالف هنا فرواه عن عبيد الله مرفوعًا، وغيره رواه عنه موقوفًا.
منهم أبو أسامة حماد بن أسامة فإنه وقّفه ولم يرفعه.
رواه عنه ابن أبي شيبة (٢٥٤٧٧)
والإمام أحمد لما ذكر له هذا الحديث تبسم وأنكره، وقال: إنما هذا موقوف. ضعفاء العقيلي (٩٧٧).
وقال الدارقطني: رواه الدراوردي عن عبد الله مرفوعًا وغيره يرويه عن عبد الله موقوفًا وهو المحفوظ. العلل (٢٩٦٩)
وقال النسائي: حديث الدراوردي عن عبيد الله منكر.
وقال أحمد أيضا: ما حدّث الدراوردي عن عبيد الله فهو عن عبد الله بن عمر.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 1101 من أصل 1279 حديثاً له شرح
- 1076 النبي يخرج وعليه مرط مرحل من شعر اسود
- 1077 خرج النبي ﷺ يتوكأ على أسامة بن زيد وهو شاكي
- 1078 أتيت رسول الله ﷺ في رهط من مزينة فبايعناه
- 1079 أحب الثياب إلى رسول الله ﷺ القميص.
- 1080 قميص رسول الله ﷺ إلى رسغه
- 1081 يد كم قميص رسول الله ﷺ إلى الرسغ
- 1082 نعل النبي صلى الله عليه وسلم وصفته ذات القبالين
- 1083 نعل النبي ﷺ قبالان مثني شراكهما
- 1084 عنوان الحديث: رأيت رسول الله يلبس النعل التي ليس فيها...
- 1085 نعل رسول الله ﷺ كان له قبالان
- 1086 اتخذ رسول الله خاتمًا من فضة نقشه محمد رسول الله
- 1087 خاتم النبي ﷺ من ورق ونقشه محمد رسول الله
- 1088 اتخذ خاتمًا من ذهب أو فضة ونقش فيه محمد رسول...
- 1089 طرح رسول الله خاتمه فطرح الناس خواتيمهم
- 1090 خاتم رسول الله ﷺ من ورق وفصه حبشي.
- 1091 محمد رسول الله، هو نقش خاتم النبي
- 1092 خاتم فضة في يمينه فيه فص حبشي
- 1093 رسول الله ﷺ يتختم في يمينه
- 1094 كان النبي ﷺ يتختم في يمينه
- 1095 لبس الخاتم في الخنصر من يده اليسرى
- 1096 اتخذ خاتمًا من فضة ونقش فيه محمد رسول الله
- 1097 كان النبي إذا دخل الخلاء وضع خاتمه
- 1098 قبيعة سيف رسول الله ﷺ من فضة
- 1099 نهض النبي إلى الصخرة يوم أحد فأقعد طلحة تحته
- 1100 دخل مكة وعليه عمامة سوداء بغير إحرام
- 1101 ملحفة متعطفًا بها على منكبيه وعليه عصابة دسماء
- 1102 عن أبي جحيفة: خرج النبي ﷺ عليه حلة حمراء
- 1103 رسول الله ﷺ قبض في إزار غليظ وكساء ملبدة
- 1104 رأيت رسول الله يأتزرها
- 1105 لقد سقيت رسول الله ﷺ في هذا القدح أكثر من...
- 1106 سقيت رسول الله ﷺ العسل والنبيذ والماء واللبن
- 1107 فراش رسول الله ﷺ أدَمًا حشوه ليف.
- 1108 وسادة النبي التي كان يتكئ عليها من جلد محشوة ليفا
- 1109 يستن بسواك بيده
- 1110 كان النبي ﷺ إذا دخل بيته بدأ بالسواك
- 1111 كان النبي ﷺ إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك
- 1112 رسول الله ﷺ يستن بالسواك مستندًا إلى صدر عائشة
- 1113 نصر النبي بالصبا
- 1114 بعثت بجوامع الكلم ونصرت بالرعب
- 1115 أعطيت ما لم يعط أحد من الأنبياء
- 1116 أعطيت خمسًا ما أعطيهن أحد قبلي
- 1117 فضلني ربي على الأنبياء بأربع
- 1118 بعثت إلى الأحمر والأسود وجعلت لي الأرض طهورًا ومسجدًا
- 1119 من كذب علي متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار
- 1120 من كذب علي فليلج النار
- 1121 من سبّه النبي أو شتمه فلتكن زكاة وأجرًا له
- 1122 اللهم فأيما عبد مؤمن سببتُه فاجعل ذلك له قربة
- 1123 اللهم إنما محمد بشر يغضب كما يغضب البشر
- 1124 معنى من لعنته أو سببته فاجعله له زكاة وأجرا
- 1125 دعوة النبي على من ليس لها بأهل تجعلها طهورًا وزكاةً
معلومات عن حديث: ملحفة متعطفًا بها على منكبيه وعليه عصابة دسماء
📜 حديث: ملحفة متعطفًا بها على منكبيه وعليه عصابة دسماء
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ملحفة متعطفًا بها على منكبيه وعليه عصابة دسماء
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ملحفة متعطفًا بها على منكبيه وعليه عصابة دسماء
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ملحفة متعطفًا بها على منكبيه وعليه عصابة دسماء
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








