دعوة النبي ﷺ للشجرة فجاءت تمشي.

حديث: دعوة النبي ﷺ للشجرة فجاءت تمشي.

عن أنس بن مالك قال: جاء جبريل إلى النبي ﷺ ذات يوم، وهو جالس حزينًا قد خضب بالدماء، ضربه بعض أهل مكة، قال: فقال له: ما لك؟ قال: فقال له: «فعل بي هؤلاء وفعلوا» قال: فقال له جبريل عليه السلام: أتحب أن أريك آية؟ قال: «نعم» قال: فنظر إلى شجرة من وراء الوادي، فقال: ادع بتلك الشجرة، فدعاها
فجاءت تمشي، حتى قامت بين يديه، فقال: مرها فلترجع، فأمرها فرجعت إلى مكانها، فقال رسول الله ﷺ: «حسبي».

حسن: رواه ابن ماجه (٤٢٠٨) وأحمد (١٢١١٢) والدارمي (٢٣) كلهم من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي سفيان (واسمه: طلحة بن نافع) عن أنس بن مالك قال: فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن أنس بن مالك قال: جاء جبريل إلى النبي ﷺ ذات يوم، وهو جالس حزينًا قد خضب بالدماء، ضربه بعض أهل مكة، قال: فقال له: ما لك؟ قال: فقال له: «فعل بي هؤلاء وفعلوا» قال: فقال له جبريل ﵇: أتحب أن أريك آية؟ قال: «نعم» قال: فنظر إلى شجرة من وراء الوادي، فقال: ادع بتلك الشجرة، فدعاها
فجاءت تمشي، حتى قامت بين يديه، فقال: مرها فلترجع، فأمرها فرجعت إلى مكانها، فقال رسول الله ﷺ: «حسبي».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا بما نسمع ونقرأ. هذا الحديث العظيم رواه الإمام أحمد في مسنده، والحاكم في مستدركه، وصححه الألباني، وهو من الأحاديث التي تُظهر معجزة من معجزات النبي ﷺ، وتُجلي موقفاً من مواقف صبره وتحمل الأذى في سبيل الدعوة إلى الله.

أولاً. شرح المفردات:

● حزينًا: مغموماً مهموماً بسبب ما لاقاه من أذى.
● خُضب بالدماء: لطخ رأسه وجسده الشريف بالدماء من أثر الضرب.
● ضربه بعض أهل مكة: المقصود هم كفار قريش الذين آذوا النبي ﷺ.
● آية: هنا بمعنى معجزة وحجة واضحة على نبوته.
● شجرة من وراء الوادي: شجرة بعيدة في الجهة الأخرى من الوادي.
● حسبي: كافية لي، أي اكتفيت بهذه الآية والمعجزة.

ثانياً. شرح الحديث:

يصف لنا الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه موقفاً مؤلماً، حيث جاء جبريل عليه السلام إلى النبي ﷺ فوجده جالساً حزيناً قد تلوث ثيابه وجسده بدمائه الشريفة نتيجة ما تعرض له من ضرب وإيذاء من قبل كفار مكة. وهذا الأذى كان من أشد ما لاقاه النبي ﷺ في بداية دعوته.
فسأله جبريل عليه السلام عن سبب حزنه، فأخبره النبي ﷺ بما فعله به هؤلاء المشركون. فعرض عليه جبريل أن يريه آية (معجزة) لتثبيت فؤاده وتسرية خاطره، وتكون دليلاً مادياً مرئياً على صدق نبوته وعظيم منزلته عند الله تعالى. فقبل النبي ﷺ ذلك.
فأشار جبريل إلى شجرة بعيدة في الجانب الآخر من الوادي، وأمر النبي ﷺ أن يدعوها إليه. فدعاها النبي ﷺ بأمر الله، فاستجابت الشجرة وانقلعت من مكانها البعيد وجاءت تمشي (أي تتحرك) حتى وقفت بين يدي النبي ﷺ خاضعة لأمره، منقادة لدعوته. ثم أمرها جبريل أن يأمرها النبي ﷺ أن تعود إلى مكانها، فأمرها فرجعت إلى مكانها الأصلي.
فلما رأى النبي ﷺ هذه المعجزة الباهرة، التي هي من جنس معجزة الإحياء والإماتة وتسخير الجمادات، قال: "حسبي"، أي أن هذه الآية العظيمة كافية ليطمئن قلبه، ويقوى يقينه، ويزداد ثباته على تحمل أذى قومه، فهي دليل مادي محسوس على أن الله معه وناصره.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:

1- صبر النبي ﷺ وتحمل الأذى في سبيل الله: فالحديث يصور جانباً من الأذى الجسدي والنفسي الذي تعرض له النبي ﷺ، وهو صابر محتسب.
2- عناية الله تعالى بنبيه وتثبيته: فجاءت هذه المعجزة لتكون سلوى ومواساة له ﷺ، وتذكيراً له بعظيم منزلته عند ربه.
3- تسخير الله تعالى الجمادات لنبيه ﷺ: فالشجرة وهي جماد لا تعقل، استجابت لأمر النبي ﷺ، وهذا من أعظم الأدلة على نبوته.
4- قدرة الله المطلقة: فمن قدر على أن يسخر شجرة لتأتي وتعود، فهو قادر على نصر نبيه وهزيمة أعدائه.
5- التواضع وعدم المبالغة في طلب المعجزات: فلم يطلب النبي ﷺ المعجزة بنفسه، بل عندما أُريها اكتفى بها وقال "حسبي"، ولم يطلب المزيد.
6- المواساة العملية: يعلمنا الحديث كيف يكون مواساة الحزين والمبتلى، ليس بالكلام فقط، بل بما يثبت القلب ويقوي الإيمان.

رابعاً. معلومات إضافية:

- هذه المعجزة هي من معجزات النبي ﷺ "الحسية" التي رآها الناس بأعينهم، والتي تسمى "الإيمانيات" وهي خاصة بأنبياء الله ورسله.
- فيها دليل على أن المعجزة تكون بحسب الحاجة والمناسبة، فجاءت هذه لمواساة النبي ﷺ وتثبيته.
- يستدل بهذا الحديث على كرامة النبي ﷺ ومنزلته عند ربه، حيث سُخّرت له المخلوقات.
أسأل الله أن يجعلنا من المتبعين لسنة نبيه، الصابرين على الأذى في سبيله، وأن يثبت قلوبنا على دينه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجه (٤٢٠٨) وأحمد (١٢١١٢) والدارمي (٢٣) كلهم من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي سفيان (واسمه: طلحة بن نافع) عن أنس بن مالك قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل أبي سفيان طلحة بن نافع فإنه حسن الحديث.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1149 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: دعوة النبي ﷺ للشجرة فجاءت تمشي.

📜 حديث: دعوة النبي ﷺ للشجرة فجاءت تمشي.

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: دعوة النبي ﷺ للشجرة فجاءت تمشي.

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: دعوة النبي ﷺ للشجرة فجاءت تمشي.

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: دعوة النبي ﷺ للشجرة فجاءت تمشي.

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية