حديث: الآن نغزوهم ولا يغزوننا نحن نسير إليهم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

إخباره ﷺ عن عدم غزو قريش بعد غزوة الأحزاب

عن سليمان بن صرد يقول: سمعت النبي ﷺ يقول حين أجلي الأحزاب عنه: «الآن نغزوهم، ولا يغزوننا، نحن نسير إليهم».

صحيح: رواه البخاري في المغازي (٤١١٠) عن عبد الله بن محمد، حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا إسرائيل: سمعت أبا إسحاق يقول: سمعت سليمان بن صرد يقول: فذكره.

عن سليمان بن صرد يقول: سمعت النبي ﷺ يقول حين أجلي الأحزاب عنه: «الآن نغزوهم، ولا يغزوننا، نحن نسير إليهم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم من أحاديث البشارة والنصر، رواه الإمام البخاري في صحيحه، وسأشرحه لك شرحاً وافياً على النحو التالي:


1. شرح المفردات:


● سليمان بن صرد: صحابي جليل، كان اسمه في الجاهلية يسار، فسماه النبي ﷺ سليمان، وهو رضي الله عنه من فضلاء الصحابة.
● حين أجلي الأحزاب عنه: أي حين انصرف عنه جيش الأحزاب (وهم قبائل قريش وغطفان وغيرهم الذين تحالفوا على حرب المسلمين في غزوة الخندق) وارتحلوا خائبين.
● نغزوهم: نقاتلهم ونوجه إليهم الجيوش في عقر دارهم.
● لا يغزوننا: لن يقدرُوا بعد اليوم على أن يجمعوا جيشاً ليأتوا ويحاصروا المدينة كما فعلوا في الخندق.
● نسير إليهم: نحن الذين سنتحرك ونسير إلى أرضهم لنقاتلهم، ولن نكون في موقف الدفاع again.


2. شرح الحديث:


وقع هذا القول النبوي الكريم بعد انتهاء غزوة الأحزاب (غزوة الخندق) مباشرة. لقد حاصر الكفار المدينة أياماً طوالاً، وبلغ المسلمون من الجهد والتعب والمشقة ما بلغوا، حتى انتهى الأمر بهزيمة الأحزاب دون قتال، بفضل الله ثم بحيلة سيدنا نصح اليهودي (الذي أشار بحفر الخندق) ثم بما ألقاه الله في قلوب أعدائه من الرعب والفرقة.
فلمَّا انصرفوا ورحلوا، قام النبي ﷺ يعلن بشرى عظيمة للمسلمين، مفادها أن الموازين قد انقلبت، وأن المرحلة الجديدة ستكون完全不同اً. لقد انتهى زمن الدفاع عن المدينة والتحصن فيها، وبدأ زمن الهجوم والمبادرة وفتح البلدان. فكان هذا الحديث إعلاناً لبدء مرحلة جديدة في تاريخ الدعوة والدولة الإسلامية.


3. الدروس المستفادة منه:


1- بشارة النصر بعد الشدة: يعلّمنا النبي ﷺ أن بعد العسر يسراً، وأن الشدة لا تدوم، وأن الفرج يأتي من حيث لا يحتسب الإنسان. فبعد شدة الحصار والجوع والخوف، جاء النصر والفرج والبشرى.
2- انقلاب الموازين بقدرة الله: كانت الدولة الإسلامية في بدايتها ضعيفة تتعرض للعدوان، فصبرت واحتسبت وقاتلت دفاعاً عن وجودها، حتى جاء نصر الله فانقلبت الأحوال، وأصبحت هي القوية التي تهدد مراكز أعدائها.
3- الاستعداد للمراحل القادمة: لم ينتظر النبي ﷺ أو يستسلم للراحة بعد التعب، بل сразу بدأ في التخطيط للمستقبل ووضع الرؤية والاستراتيجية الجديدة، وهي استمرار الجهاد حتى يظهر دين الله.
4- رفع همة المسلمين: هذا القول فيه بثُّ الروح المعنوية والعزيمة في نفوس الصحابة، وتحويل نظرهم من مرارة الحصار الذي عاشوه إلى آفاق النصر والفتح الواسعة.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● تحقق الوعد النبوي: تحقق هذا الوعد النبوي الكريم بعد ذلك، حيث غزا المسلمون في عهد النبي ﷺ وقائع مثل غزوة خيبر في السنة السابعة للهجرة، ثم تتابعت الفتوحات بعد ذلك في عهد الخلفاء الراشدين حتى وصل الإسلام إلى مشارف الأرض.
● الفقه المستنبط: يستفاد من الحديث مشروعية رفع الروح المعنوية للأمة وإخبارها بالبشائر، وأن على القادة أن يخططوا للمستقبل ويعلنوا لأتباعهم عن الرؤية الاستراتيجية حتى يطمئنوا ويرتفع حماسهم.
● عظمة النبي القائد: يظهر الحديث جانباً من عبقرية النبي ﷺ القيادية، فهو لم يكن قائداً عسكرياً فحسب، بل كان قائداً نفسياً ومُلهِماً، يعرف كيف يحوّل الهزيمة المعنوية إلى نصر، والخوف إلى أمل، والترقب إلى مبادرة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في المغازي (٤١١٠) عن عبد الله بن محمد، حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا إسرائيل: سمعت أبا إسحاق يقول: سمعت سليمان بن صرد يقول: فذكره.
قوله: «حين أجلي الأحزاب عنه»: أي رجعوا عنه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1210 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الآن نغزوهم ولا يغزوننا نحن نسير إليهم

  • 📜 حديث: الآن نغزوهم ولا يغزوننا نحن نسير إليهم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الآن نغزوهم ولا يغزوننا نحن نسير إليهم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الآن نغزوهم ولا يغزوننا نحن نسير إليهم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الآن نغزوهم ولا يغزوننا نحن نسير إليهم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب