حديث: أجد لحم شاة أخذت بغير إذن أهلها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

إخباره عن الشاة التي أخذت بغير إذن أهلها

عن رجل من الأنصار قال: خرجنا مع رسول الله ﷺ في جنازة، فلما رجعنا لقينا داعي امرأة من قريش، فقال: يا رسول الله، إن فلانة تدعوك ومن معك إلى طعام، فانصرف فانصرفنا معه، فجلسنا مجالس الغلمان من آبائهم بين أيديهم، ثم جيء بالطعام فوضع رسول الله ﷺ يده، ووضع القوم أيديهم، ففطن له القوم، وهو يلوك لقمته لا يُجيزها، فرفعوا أيديهم وغفلوا عنا، ثم ذكروا فأخذوا بأيدينا، فجعل الرجل يضرب اللقمة بيده حتى تسقط، ثم أمسكوا بأيدينا ينظرون ما يصنع رسول الله ﷺ فلفظها، فألقاها، فقال: «أجد لحم شاة أخذت بغير إذن أهلها» فقامت المرأة، فقالت: يا رسول الله، إنه كان في نفسي أن أجمعك ومن معك على طعام، فأرسلت إلى البقيع، فلم أجد شاة تباع، وكان عامر بن أبي وقاص ابتاع شاة أمس من البقيع،
فأرسلت إليه: أن ابْتُغِي لي شاة في البقيع فلم توجد، فذُكِر لي أنك اشتريت شاة، فأرسل بها إلي، فلم يجده الرسول ووجد أهله فدفعوها إلى رسولي فقال رسول الله ﷺ: «أطعموها الأسارى».

حسن: رواه أحمد (٢٢٥٠٩) واللفظ له - وأبو داود (٣٣٣٢) كلاهما من طرق عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن رجل من الأنصار، فذكره.

عن رجل من الأنصار قال: خرجنا مع رسول الله ﷺ في جنازة، فلما رجعنا لقينا داعي امرأة من قريش، فقال: يا رسول الله، إن فلانة تدعوك ومن معك إلى طعام، فانصرف فانصرفنا معه، فجلسنا مجالس الغلمان من آبائهم بين أيديهم، ثم جيء بالطعام فوضع رسول الله ﷺ يده، ووضع القوم أيديهم، ففطن له القوم، وهو يلوك لقمته لا يُجيزها، فرفعوا أيديهم وغفلوا عنا، ثم ذكروا فأخذوا بأيدينا، فجعل الرجل يضرب اللقمة بيده حتى تسقط، ثم أمسكوا بأيدينا ينظرون ما يصنع رسول الله ﷺ فلفظها، فألقاها، فقال: «أجد لحم شاة أخذت بغير إذن أهلها» فقامت المرأة، فقالت: يا رسول الله، إنه كان في نفسي أن أجمعك ومن معك على طعام، فأرسلت إلى البقيع، فلم أجد شاة تباع، وكان عامر بن أبي وقاص ابتاع شاة أمس من البقيع،
فأرسلت إليه: أن ابْتُغِي لي شاة في البقيع فلم توجد، فذُكِر لي أنك اشتريت شاة، فأرسل بها إلي، فلم يجده الرسول ووجد أهله فدفعوها إلى رسولي فقال رسول الله ﷺ: «أطعموها الأسارى».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع الذي رواه رجل من الأنصار -رضي الله عنهم-:

الحديث بصيغة أوضح:


خرج الصحابة مع النبي ﷺ في جنازة، وعند عودتهم قابلوا خادمًا لدعوة امرأة من قريش تدعو النبي ﷺ ومن معه لطعام. فقبل الدعوة وذهب الجميع. جلسوا في مكان مخصص للخدم والصبيان، ثم قدم الطعام. بدأ النبي ﷺ بالأكل، فبدأ الصحابة، لكنهم لاحظوا أن النبي يمضغ اللقمة ولا يبتلعها. توقفوا عن الأكل ونسوا إشراك الخدم (الأنصار) الذين معهم، ثم تذكروهم وأخذوهم ليأكلوا. كان الصحابة يضربون اللقمة بأيديهم (علامة على التردد وعدم الراحة) وينتظرون فعل النبي ﷺ. فلفظ النبي اللقمة وقال: "أجد لحم شاة أخذت بغير إذن أهلها". فاعترفت المرأة أنها أرسلت تشتري شاة فلم تجد، فأرسلت إلى عامر بن أبي وقاص (وهو غائب) فأعطاه أهله الشاة دون علمه. فأمر النبي ﷺ بإطعامها للأسارى تكفيرًا عن هذا الخطأ.


1. شرح المفردات:


● داعي امرأة: خادمها أو رسولها الذي يدعو الناس.
● مجالس الغلمان: أماكن الجلوس الخاصة بالخدم أو الصبيان، تواضعًا منهم.
● يلوك لقمته: يمضغها ببطء ولا يبتلعها.
● لا يُجيزها: لا يسيغها أو يبتلعها؛ لشكه في حلها.
● فطن له القوم: انتبه الصحابة لتصرف النبي.
● يضرب اللقمة: يحركها أو يقلبها بتردد.
● لفظها: أخرجها من فمه.
● أخذت بغير إذن أهلها: взята без разрешения хозяина.
● الأسارى: الأسرى (في الغزوات)، وكان المسلمون يعتنون بهم ويطعمونهم.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث يروي قصة توضح حرص النبي ﷺ على الحلال والحرام، حتى في أدق التفاصيل. النبي شعر بطعم غير طبيعي أو شك في حِلّ اللحم، فلم يبتلعه، بل توقف وأخبر الصحابة. هذا يدل على:
● الإلهام النبوي: الله عز وجل ألهم نبيه أن هذا اللحم غير حلال، فاستجاب لهذا الإلهام.
● التثبت في المأكل: الإسلام يحرم أكل المال الحرام، حتى لو كان قليلًا.
● التواضع: جلس النبي والصحابة في مكان الخدم، وهذا من تواضعه ﷺ.
المرأة أرادت الخير بدعوة النبي، لكنها أخطأت بأخذ الشاة دون إذن مالكها الحقيقي (عامر بن أبي وقاص)، وهذا يعتبر غصبًا أو أخذًا بغير حق. النبي لم يغضب، بل وجهها للتصحيح بإطعام الأسارى تكفيرًا عن هذا الخطأ.


3. الدروس المستفادة:


1- وجوب التحري في المأكل والمشرب: المسلم مطالب بالتأكد من حلالية طعامه، ولو بدا عليه الشك امتنع.
2- حرمة أكل المال الحرام: أخذ مال الغير بغير إذنه حرام، حتى لو كان للوجاهة أو الدعوة.
3- التواضع: النبي والصحابة جلسوا مع الخدم، وهذا درس في المساواة والتواضع.
4- الإلهام الصادق: الله يعصم أنبياءه ويوجههم للصواب، وهذا من خصائص النبوة.
5- التكفير عن الأخطاء: إذا أخطأ الإنسان في مال غيره، عليه التعويض أو التكفير، كما أمر النبي بإطعام الأسارى.
6- الرفق بالخطأ: النبي لم يعنف المرأة، بل قَبِل اعتذارها وأمر بحلّ عملي.


4. معلومات إضافية:


● الرواية والدراية: الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح الإسناد.
● فقهيًا: هذا الحديث يستدل به العلماء على:
- تحريم أكل المال المغصوب.
- وجوب التثبت في مصادر الطعام.
- أن الإلهام قد يكون دليلًا للأنبياء.
● أخلاقيًا: النبي قدوة في التواضع والحرص على حقوق الآخرين.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، ويجعلنا من المتقين الحريصين على الحلال. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٢٥٠٩) واللفظ له - وأبو داود (٣٣٣٢) كلاهما من طرق عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن رجل من الأنصار، فذكره.
وزاد أبو داود في أوله قصة جلوسه عند القبر وأمر الحافر بتوسيع القبر، وإسناده حسن من أجل عاصم وأبيه فإنهما حسنا الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1224 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أجد لحم شاة أخذت بغير إذن أهلها

  • 📜 حديث: أجد لحم شاة أخذت بغير إذن أهلها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أجد لحم شاة أخذت بغير إذن أهلها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أجد لحم شاة أخذت بغير إذن أهلها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أجد لحم شاة أخذت بغير إذن أهلها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب