حديث: الفقر تخافون أو العوز أو تهمكم الدنيا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

إخباره عن فتح جزيرة العرب وفارس والروم

عن عوف بن مالك أنه قال: إن رسول الله ﷺ قام في أصحابه فقال: «الفقر تخافون أو العوز أو تهمكم الدنيا؟ فإن الله فاتح لكم أرض فارس والروم، وتصب عليكم الدنيا صبّا، لا يزيغكم بعدي إن أزاغكم إلا هي».

حسن: رواه أحمد (٢٣٩٨٢) والطبراني في الكبير (١٨/ ٥٢) كلاهما من طريق بقية بن الوليد، حدثني بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، عن عوف بن مالك، فذكره.

عن عوف بن مالك أنه قال: إن رسول الله ﷺ قام في أصحابه فقال: «الفقر تخافون أو العوز أو تهمكم الدنيا؟ فإن الله فاتح لكم أرض فارس والروم، وتصب عليكم الدنيا صبّا، لا يزيغكم بعدي إن أزاغكم إلا هي».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإني أسأل الله تعالى أن يوفقني لشرح هذا الحديث الشريف شرحًا وافيًا نافعًا، مستندًا إلى كلام أهل العلم المعتمدين لدى أهل السنة والجماعة.

الحديث ومصدره:


هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والطبراني في معجمه، وغيرهم، عن الصحابي الجليل عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه، وهو حديث صحيح بشواهده.

شرح المفردات:


● الفقر: الحاجة وعدم وجود المال الكافي.
● العوز: شدة الحاجة والفقر.
● تهمكم: تشغل قلوبكم وتقلقكم.
● فاتح لكم: ميسر لكم فتحها وغلبتموها.
● تصب عليكم الدنيا صبّا: تفيض عليكم بكثرة ووفرة.
● يَزيغ: يَميل عن الحق ويضل.
● إن أزاغكم: إذا أضلّكم وأمالكم عن طريق الهدى.

شرح الحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه رضي الله عنهم أنهم سيُفتح عليهم بلاد فارس (إيران اليوم) والروم (الإمبراطورية البيزنطية)، وسيُغدق عليهم المال والدنيا بكثرة. ثم يحذرهم من فتنة المال والدنيا، ويبيّن أن هذه الدنيا وزينتها قد تكون سببًا في زيغان القلوب وضلالها بعد وفاته صلى الله عليه وسلم، إذا لم يحسنوا التعامل معها.

الدروس المستفادة والعبر:


1- بشارة النبوة وتحققها: فقد تحقق ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، حيث فُتحت بلاد فارس والروم في عهد الخلفاء الراشدين، واغتنى المسلمون بالغنائم والأموال.
2- تحذير من فتنة المال: الدنيا وزينتها قد تكون من أعظم الفتن التي تُعرض على القلب، فتصرفه عن طاعة الله واتباع السنة.
3- القلب بين يدي الله: لا ثبات للقلب إلا بتثبيت الله تعالى، فعلى المسلم أن يلجأ إلى الله ويطلب منه الثبات على الدين.
4- المال مسؤولية: ليس المال شرًا في ذاته، بل الشر في حبه والانشغال به عن الله، فإذا استُعمل في طاعة الله كان نعمة، وإذا استُعمل في معصيته كان وبالاً وفتنة.
5- القدوة بعد النبي صلى الله عليه وسلم: كان الصحابة رضي الله عنهم على حذر من هذه الفتنة، فتعاملوا مع الدنيا بزهد وورع، وجعلوها في أيديهم لا في قلوبهم.

خاتمة:


فهذا الحديث يحمل بشرى للمؤمنين بالنصر والتمكين، ويحمل تحذيرًا من فتنة المال والدنيا التي قد تسبب الضلال والانحراف عن طريق الحق. فعلى المسلم أن يكون حريصًا على ثبات قلبه، مستعينًا بالله، معتبرًا بقول الله تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} [الأنفال: 28].
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٣٩٨٢) والطبراني في الكبير (١٨/ ٥٢) كلاهما من طريق بقية بن الوليد، حدثني بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، عن عوف بن مالك، فذكره.
وإسناده حسن من أجل بقية بن الوليد فإنه حسن الحديث إذا صرّح بالتحديث. وقد صرّح بالتحديث عند الإمام أحمد.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1228 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الفقر تخافون أو العوز أو تهمكم الدنيا

  • 📜 حديث: الفقر تخافون أو العوز أو تهمكم الدنيا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الفقر تخافون أو العوز أو تهمكم الدنيا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الفقر تخافون أو العوز أو تهمكم الدنيا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الفقر تخافون أو العوز أو تهمكم الدنيا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب