حديث: إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الصلح بين الحسن بن علي ومعاوية

عن أبي بكرة يقول: رأيت رسول الله ﷺ على المنبر، والحسن بن علي إلى جنبه، وهو يقبل على الناس مرة، وعليه أخرى ويقول: «إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين».

صحيح: رواه البخاري في الصلح (٢٧٠٤) عن عبد الله بن محمد: حدثنا سفيان، عن أبي موسى قال: سمعت الحسن يقول: استقبل والله الحسن بن علي معاويةَ بكتائب أمثال الجبال، فقال عمرو بن العاص: إني لأرى كتائب لا تولِّي حتى تقتل أقرانها، فقال له معاوية -وكان والله خير الرجلين- أي عمرو، إن قتل هؤلاء هؤلاء، وهؤلاء هؤلاء، من لي بأمور الناس، من لي بنسائهم، من لي بضيعتهم، فبعث إليه رجلين من قريش، من بني عبد شمس، عبد الرحمن بن سمرة وعبد الله ابن عامر بن كريز، فقال: اذهبا إلى هذا الرجل، فاعرضا عليه، وقولا له، واطلبا إليه.

عن أبي بكرة يقول: رأيت رسول الله ﷺ على المنبر، والحسن بن علي إلى جنبه، وهو يقبل على الناس مرة، وعليه أخرى ويقول: «إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يفتح لنا أبواب فضله وكرمه، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما وفقها في الدين وارض عنا يا أكرم الأكرمين.
هذا حديث عظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه، وفيه منقبة عظيمة للحسن بن علي رضي الله عنهما، وإخبار نبوي عن مستقبله. وإليك الشرح المفصل:

نص الحديث:


عن أبي بكرة رضي الله عنه يقول: رأيت رسول الله ﷺ على المنبر، والحسن بن علي إلى جنبه، وهو يقبل على الناس مرة، وعليه أخرى ويقول: «إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين».


1. شرح المفردات:


● على المنبر: المنبر هو المكان المرتفع الذي كان النبي ﷺ يخطب عليه ليُرى ويُسمع.
● إلى جنبه: بمعنى بجانبه وقربه.
● يقبل على الناس مرة، وعليه أخرى: أي أنه ﷺ كان يلتفت تارة إلى الناس ليخاطبهم، وتارة أخرى ينظر إلى الحسن وهو بجانبه.
● سيد: الشخص ذو المكانة الرفيعة والشرف والمهابة.
● فئتين عظيمتين: الفئة هي الجماعة أو الطائفة من الناس. والعظيمتين أي الكبيرتين في العدد والقوة والشأن.


2. شرح الحديث:


يصف الصحابي الجليل أبو بكرة رضي الله عنه مشهداً عظيماً رأه بعينه، حيث كان النبي ﷺ يخطب على منبره، وكان حفيده الحسن بن علي رضي الله عنهما جالساً بجانبه.
كان النبي ﷺ يتلفت بين الحاضرين من الصحابة وبين حفيده الحسن، ليجمع بين مخاطبة الناس وإظهار المحبة والاهتمام بالحسن، مما يدل على عظيم مكانة الحسن عنده ﷺ.
ثم أعلن النبي ﷺ بحضور الجميع بشأنين عظيمين:
1- "إن ابني هذا سيد": هذا إخبار من النبي ﷺ بمكانة الحسن وفضله، وأنه سيكون ذا منزلة رفيعة وقيادة في الأمة. وقد فسر العلماء "السيد" هنا بأنه السيد في الدنيا والآخرة، بسؤدده في الخلق والخلق، وحلمه وكرمه وتواضعه.
2- "ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين": هذه بشارة نبوية وإخبار بالغيب عن حدث عظيم سيقع في المستقبل، حيث سيكون الحسن سبباً في إصلاح ذات البين ووقف قتال بين طائفتين كبيرتين من المسلمين.


3. الدروس المستفادة منه:


1- تحقيق النبوة: الحديث من معجزات النبي ﷺ التي أخبر فيها عن غيب وقع كما أخبر، فقد تنازل الحسن عن الخلافة لمعاوية رضي الله عنهما حقناً لدماء المسلمين، فسمي ذلك العام "عام الجماعة" لاجتماع كلمة المسلمين بعد الاختلاف.
2- مكانة الحسن بن علي: الحديث من فضائل الحسن رضي الله عنه العظيمة، وقد أجمع العلماء على فضله وسيادته.
3- فضل الإصلاح بين الناس: فيه الحث على السعي للإصلاح بين المتخاصمين ووقف الفتنة، وأن هذا من أعظم القربات.
4- حسن تربية الأبناء والأحفاد: النبي ﷺ يظهر محبته للحسن ويمدحه أمام الناس، مما يشجع الأبناء ويربي فيهم الثقة والإحساس بالمسؤولية.
5- عظم مسؤولية الحاكم: تنازل الحسن عن حقه في الخلافة من أجل مصلحة الأمة العليا درس عظيم في تقديم المصلحة العامة على المصلحة الشخصية.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● تحقق البشارة: بعد استشهاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، بايع الناس ابنه الحسن بالخلافة. ثم حدث الخلاف بينه وبين معاوية رضي الله عنهما، وكادت أن تقع حرب كبيرة بين الطرفين (جيش العراق وجيش الشام)، فتنازل الحسن عن الخلافة لمعاوية حقناً لدماء المسلمين، وتحقق قول النبي ﷺ.
● ثناء العلماء على الحسن: قال الإمام الذهبي: "الحسن بن علي بن أبي طالب، سبط رسول الله ﷺ وريحانته، أبو محمد القرشي الهاشمي... وكان من أكمل الناس عقلاً وأرجحهم حلماً".
● الحديث في الصحيح: الحديث رواه البخاري، فهو حديث صحيح ثابت لا شك في صحته.
نسأل الله أن يجمع كلمة المسلمين ويصلح ذات بينهم، وأن يرزقنا حب النبي ﷺ وآله وصحبه وأتباعه إلى يوم الدين.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الصلح (٢٧٠٤) عن عبد الله بن محمد: حدثنا سفيان، عن أبي موسى قال: سمعت الحسن يقول: استقبل والله الحسن بن علي معاويةَ بكتائب أمثال الجبال، فقال عمرو بن العاص: إني لأرى كتائب لا تولِّي حتى تقتل أقرانها، فقال له معاوية -وكان والله خير الرجلين- أي عمرو، إن قتل هؤلاء هؤلاء، وهؤلاء هؤلاء، من لي بأمور الناس، من لي بنسائهم، من لي بضيعتهم، فبعث إليه رجلين من قريش، من بني عبد شمس، عبد الرحمن بن سمرة وعبد الله ابن عامر بن كريز، فقال: اذهبا إلى هذا الرجل، فاعرضا عليه، وقولا له، واطلبا إليه. فأتياه فدخلا عليه، فتكلما وقالا له، فطلبا إليه، فقال لهما الحسن بن علي: إنا بنو عبد المطلب، قد أصبنا من هذا المال، وإن هذه الأمة قد عاثت في دمائها. قالا: فإنه يعرض عليك كذا وكذا، ويطلب إليك ويسألك، قال: فمن لي بهذا؟ قالا: نحن لك به، فما سألهما شيئا إلا قالا: نحن لك به، فصالحه. فقال الحسن: ولقد سمعت أبا بكرة يقول: فذكره.
قال البخاري: قال لي علي بن عبد الله: إنما ثبت لنا سماع الحسن من أبي بكرة بهذا الحديث.
وفي معناه ما روي عن جابر قال: قال رسول الله ﷺ للحسن: «ابني هذا سيد، ولعل الله يصلح به بين فئتين من المسلمين».
رواه البزار - كشف الأستار (٢٦٣٥) عن يوسف بن موسى، ثنا عبد الرحمن بن مغراء، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، فذكره.
قال البزار: لا نعلمه يروى عن جابر إلا بهذا الإسناد.
قال الأعظمي: وهو كما قال، فإن عبد الرحمن بن مغراء يروي عن الأعمش أحاديث لا يتابع عليها.
قال علي بن المديني: إنه ليس بشيء كان يروي عن الأعمش ستمائة حديث تركناه لم يكن بذاك، قال ابن عدي: وهو كما قال علي، إنما أنكرت على أبي زهير هذا، أحاديث يرويها عن الأعمش لا يتابعه عليها الثقات، وله عن غير الأعمش، وهو من جملة الضعفاء الذين يكتب حديثهم.
ويظهر من أقوال العلماء أنه ضعيف في روايته عن الأعمش، وصدوق، في روايته عن غير الأعمش. وبه أعله الهيثمي في المجمع (١/ ١٧٨) ولكن بدون تفصيل فقال: «فيه عبد الرحمن بن مغراء، وثّقه غير واحد، وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح».
وقد تحققت هذه النبوة في سنة إحدى وأربعين عندما صالح الحسن بن علي ومعاوية بن أبي سفيان ﵃ جميعا على أن يكون الأمر لمعاوية بن أبي سفيان، وحينئذ دخل معاوية إلى الكوفة فخطب الناس بها بعد البيعة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1204 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من

  • 📜 حديث: إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب