حديث: قَدِمَ مُسَيْلِمَةُ الْكَذَّابُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب إخباره ﷺ عن كذاب ثقيف ومبيرها

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَال: قَدِمَ مُسَيْلِمَةُ الْكَذَّابُ عَلَى عَهْدِ رَسُول اللَّهِ ﷺ فَجَعَلَ يَقُولُ: إِنْ جَعَلَ لِي مُحَمَّدٌ مِنْ بَعْدِهِ تَبِعْتُهُ. وَقَدِمَهَا فِي بَشَرٍ كَثِيرٍ مِنْ قَوْمِهِ، فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ رَسُول اللَّهِ ﷺ وَمَعَهُ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ، وَفِي يَدِ رَسُول اللَّهِ ﷺ قِطْعَةُ جَرِيدٍ حَتَّى وَقَفَ عَلَى مُسَيْلِمَةَ فِي أَصْحَابِهِ، فَقَال: «لَوْ سَأَلْتَنِي هَذِهِ الْقِطْعَةَ مَا أَعْطَيْتُكَهَا وَلَنْ تَعْدُوَ أَمْرَ اللَّهِ فِيكَ، وَلَئِنْ أَدْبَرْتَ لَيَعْقِرَنَّكَ اللَّهُ، وَإنِّي لأَرَاكَ الَّذِي أُرِيتُ فِيهِ مَا رَأَيْتُ، وَهَذَا ثَابِتٌ يُجِيبُكَ عَنِّي». ثُمَّ انْصَرَفَ عَنْهُ.
قَال ابْنُ عَبَّاسٍ فَسَأَلْتُ عَنْ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّكَ أُرَى الَّذِي أُرِيتُ فِيهِ مَا أُرِيتُ» فَأَخْبَرَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُول اللَّهِ ﷺ قَالَ: «بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ فِي يَدَىَّ سِوَارَيْنِ مِنْ ذَهَبِ، فَأَهَمَّنِي شَأْنُهُمَا، فَأُوحِيَ إِلَىَّ فِي الْمَنَامِ: أَنِ انْفُخْهُمَا، فَنَفَخْتُهُمَا فَطَارَا، فَأَوَّلْتُهُمَا كَذَّابَيْنِ يَخْرُجَانِ بَعْدِي»، أَحَدُهُمَا الْعَنْسِيُّ، وَالآخَرُ مُسَيْلِمَةُ.

متفق عليه: رواه البخاري في المغازي (٤٣٧٣) ومسلم في الرؤيا (٢١: ٢٢٧٤، ٢٢٧٣) كلاهما من طريق شعيب، عن عبد الله بن أبي حسين، حدثنا نافع بن جبير عن ابن عباس قال: فذكره.

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَال: قَدِمَ مُسَيْلِمَةُ الْكَذَّابُ عَلَى عَهْدِ رَسُول اللَّهِ ﷺ فَجَعَلَ يَقُولُ: إِنْ جَعَلَ لِي مُحَمَّدٌ مِنْ بَعْدِهِ تَبِعْتُهُ. وَقَدِمَهَا فِي بَشَرٍ كَثِيرٍ مِنْ قَوْمِهِ، فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ رَسُول اللَّهِ ﷺ وَمَعَهُ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ، وَفِي يَدِ رَسُول اللَّهِ ﷺ قِطْعَةُ جَرِيدٍ حَتَّى وَقَفَ عَلَى مُسَيْلِمَةَ فِي أَصْحَابِهِ، فَقَال: «لَوْ سَأَلْتَنِي هَذِهِ الْقِطْعَةَ مَا أَعْطَيْتُكَهَا وَلَنْ تَعْدُوَ أَمْرَ اللَّهِ فِيكَ، وَلَئِنْ أَدْبَرْتَ لَيَعْقِرَنَّكَ اللَّهُ، وَإنِّي لأَرَاكَ الَّذِي أُرِيتُ فِيهِ مَا رَأَيْتُ، وَهَذَا ثَابِتٌ يُجِيبُكَ عَنِّي». ثُمَّ انْصَرَفَ عَنْهُ.
قَال ابْنُ عَبَّاسٍ فَسَأَلْتُ عَنْ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّكَ أُرَى الَّذِي أُرِيتُ فِيهِ مَا أُرِيتُ» فَأَخْبَرَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُول اللَّهِ ﷺ قَالَ: «بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ فِي يَدَىَّ سِوَارَيْنِ مِنْ ذَهَبِ، فَأَهَمَّنِي شَأْنُهُمَا، فَأُوحِيَ إِلَىَّ فِي الْمَنَامِ: أَنِ انْفُخْهُمَا، فَنَفَخْتُهُمَا فَطَارَا، فَأَوَّلْتُهُمَا كَذَّابَيْنِ يَخْرُجَانِ بَعْدِي»، أَحَدُهُمَا الْعَنْسِيُّ، وَالآخَرُ مُسَيْلِمَةُ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فسأشرح هذا الحديث الشريف شرحًا وافيًا مستندًا إلى كتب أهل السنة والجماعة، مع بيان مفرداته ودروسه المستفادة.

الحديث ومصدره:


هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه (كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام)، والإمام مسلم في صحيحه (كتاب الرؤيا، باب رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم)، وهو حديث صحيح متفق عليه.

شرح المفردات:


● قَدِمَ مُسَيْلِمَةُ الْكَذَّابُ: أي جاء مسيلمة الكذاب إلى المدينة المنورة.
● الْكَذَّابُ: لقب لمسيلمة بن حبيب الحنفي، الذي ادعى النبوة كذبًا وزورًا.
● جَعَلَ يَقُولُ: كان يقول ويزعم.
● إِنْ جَعَلَ لِي مُحَمَّدٌ مِنْ بَعْدِهِ تَبِعْتُهُ: أي إذا جعلني محمد (صلى الله عليه وسلم) خليفة من بعده، فسأتبعه وأصدقه.
● فِي بَشَرٍ كَثِيرٍ: أي في جماعة كبيرة من قومه بني حنيفة.
● قِطْعَةُ جَرِيدٍ: غصن من سعف النخل أو عود رقيق.
● لَنْ تَعْدُوَ أَمْرَ اللَّهِ فِيكَ: لن تتجاوز قدر الله وقضائه فيك.
● لَيَعْقِرَنَّكَ اللَّهُ: سيهلكك الله ويقصمك (من العقر بمعنى القطع والهلاك).
● أُرِيتُ فِيهِ مَا رَأَيْتُ: أي رأيت في منامي رؤيا concerningه.
● سِوَارَيْنِ مِنْ ذَهَبِ: سوارين (حلقتين) من ذهب.
● فَأَهَمَّنِي شَأْنُهُمَا: شغلني أمرهما وأقلقني.
● انْفُخْهُمَا: أزلهما أو أطردهما بالنفخ.
● فَطَارَا: ذهبا واختفيا.
● كَذَّابَيْنِ يَخْرُجَانِ بَعْدِي: كذابين يدعيان النبوة بعد وفاتي.

شرح الحديث:


يحكي هذا الحديث قصة مجيء مسيلمة الكذاب إلى المدينة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وهو مدعٍ للنبوة، فطلب من النبي أن يجعله خليفة من بعده حتى يتبعه، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم ومعه ثابت بن قيس بن شماس رضي الله عنه، وفي يده غصناً من جريد، فوقف على مسيلمة وأصحابه، وقال له: "لو سألتني هذه القطعة (أي الغصن) ما أعطيتكها"، وهذا تعبير عن عدم الاستجابة لطلبه الباطل، ثم بين له أن الأمر كله لله، ولن يتجاوز قضاء الله فيه، وتوعدّه بالهلاك إذا استمر على ضلاله.
ثم أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى في منامه رؤيا عن مسيلمة، حيث رأى سوارين من ذهب في يديه، فشغله أمرهما، فأوحي إليه في المنام أن ينفخهما، فنفخهما فطارا، ففسرها النبي بأنهما كذابان يخرجان بعده، أحدهما مسيلمة والآخر الأسود العنسي (طليحة بن خويلد أو غيره).

الدروس المستفادة:


1- ثبات النبي صلى الله عليه وسلم في وجه الكفر والضلال: حيث وقف أمام مسيلمة وأصحابه بكل شجاعة وحكمة.
2- بيان كذب مدعي النبوة: فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يتردد في تكذيب مسيلمة ورفض طلبه.
3- الإيمان بقضاء الله وقدره: حيث أكد النبي أن أمر مسيلمة ومصيره بيد الله تعالى.
4- صدق رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم: فقد تحققت رؤياه بظهور الكذابين بعد وفاته.
5- الحكمة في التعامل مع أهل الباطل: حيث استخدم النبي أسلوبًا حازمًا واضحًا دون تفاوض على الحق.
6- التوكل على الله والثقة بنصره: فالنبي صلى الله عليه وسلم وعد بهلاك مسيلمة، وقد تحقق ذلك في حروب الردة.

معلومات إضافية:


- مسيلمة الكذاب قُتل في حروب الردة في معركة اليمامة في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
- الأسود العنسي (من كذابي اليمن) قُتل أيضًا في حروب الردة.
- هذا الحديث من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم حيث أخبر بأمور غيبية وقعت بعد وفاته.
أسأل الله أن ينفعنا بهذا الحديث، ويجعلنا من المتبعين لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، والمدافعين عن دينه. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في المغازي (٤٣٧٣) ومسلم في الرؤيا (٢١: ٢٢٧٤، ٢٢٧٣) كلاهما من طريق شعيب، عن عبد الله بن أبي حسين، حدثنا نافع بن جبير عن ابن عباس قال: فذكره.
قوله: «لئن أدبرت ليعقرنّك الله»: أي إن أدبرت عن طاعتي ليقتلنك الله، وهذا من معجزات النبوة، فقد قتله الله يوم اليمامة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1219 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: قَدِمَ مُسَيْلِمَةُ الْكَذَّابُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ

  • 📜 حديث: قَدِمَ مُسَيْلِمَةُ الْكَذَّابُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: قَدِمَ مُسَيْلِمَةُ الْكَذَّابُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: قَدِمَ مُسَيْلِمَةُ الْكَذَّابُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: قَدِمَ مُسَيْلِمَةُ الْكَذَّابُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب