حديث: عنوان الحديث: "تجدني في التوراة والإنجيل مثل أمتي ومثل مخرجي"

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب إخباره عن كثرة أمته

عن الفلتان بن عاصم قال: كنا قعودًا مع النبي ﷺ في المسجد، فشخص بصره إلى رجل يمشي في المسجد، فقال: «يا فلان، أتشهد أني رسول الله؟» قال: لا، قال: «أتقرأ التوراة؟» قال: نعم، قال: «والإنجيل؟» قال: نعم، قال: «والقرآن؟» قال: والذي نفسي بيده لو أشاء لقرأته، قال: ثم أنشده، فقال: «تجدني في التوراة والإنجيل؟» قال: نجد مثلك ومثل أمتك ومثل مخرجك، وكنا نرجو أن تكون فينا، فلما خرجت، تخوفنا أن تكون أنت، فنظرنا، فإذا ليس أنت هو، قال: «ولم ذاك؟» قال: إن معه من أمته سبعين ألفا ليس عليهم حساب ولا عقاب، وإدن ما معك نفر يسير. قال: «فوالذي نفسي بيده لأنا هو، وإنها لأمتي وإنهم لأكثر من سبعين ألفا وسبعين ألفا، وسبعين ألفا».

حسن: رواه البزار (٣٧٠٠) وابن حبان (٦٥٨٠) واللفظ له - والطبراني في الكبير (١٨/ ٣٣٢ - ٣٣٣) كلهم من طرق عن عاصم بن كليب، حدثني أبي، عن خاله الفلتان بن عاصم، فذكره.

عن الفلتان بن عاصم قال: كنا قعودًا مع النبي ﷺ في المسجد، فشخص بصره إلى رجل يمشي في المسجد، فقال: «يا فلان، أتشهد أني رسول الله؟» قال: لا، قال: «أتقرأ التوراة؟» قال: نعم، قال: «والإنجيل؟» قال: نعم، قال: «والقرآن؟» قال: والذي نفسي بيده لو أشاء لقرأته، قال: ثم أنشده، فقال: «تجدني في التوراة والإنجيل؟» قال: نجد مثلك ومثل أمتك ومثل مخرجك، وكنا نرجو أن تكون فينا، فلما خرجت، تخوفنا أن تكون أنت، فنظرنا، فإذا ليس أنت هو، قال: «ولم ذاك؟» قال: إن معه من أمته سبعين ألفا ليس عليهم حساب ولا عقاب، وإدن ما معك نفر يسير. قال: «فوالذي نفسي بيده لأنا هو، وإنها لأمتي وإنهم لأكثر من سبعين ألفا وسبعين ألفا، وسبعين ألفا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم فيه من الدروس والعبر ما ينبغي للمسلم أن يتأمله، وسأشرحه لكم وفق النقاط المطلوبة:

1. شرح المفردات:


● شخص بصره: أي حدّق ونظر بتأمل وتركيز.
● أتقرأ التوراة؟: أي هل تدرسها وتعلم ما فيها؟
● أنشده: أي طلب منه أن يستشهد أو يذكر ما يعرفه.
● ليس عليهم حساب ولا عقاب: أي أنهم يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب.
● إدن ما معك: كلمة "إدن" بمعنى "أما" أو "إن" للتوكيد، أي إنما معك نفر قليل.

2. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي الفلتان بن عاصم رضي الله عنه أنهم كانوا جالسين مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد، فوقع نظر النبي صلى الله عليه وسلم على رجل يمشي في المسجد، فسأله: "أتشهد أني رسول الله؟" فأجاب الرجل بالنفي، ثم سأله النبي صلى الله عليه وسلم إن كان يقرأ التوراة والإنجيل، فأجاب بالإيجاب، ثم سأله عن القرآن، فادعى الرجل - وهو من أهل الكتاب - أنه قادر على قراءته لو شاء، لكنه لم يفعل.
ثم أنشده النبي صلى الله عليه وسلم، أي طلب منه أن يذكر ما يعرفه من النصوص في التوراة والإنجيل التي تتحدث عن نبي آخر الزمان، فأقر الرجل بأنهم يجدون في كتبهم صفات النبي وأمته وخروجه، وكانوا يرجون أن يكون منهم، لكن عندما ظهر النبي صلى الله عليه وسلم، شكوا في أنه هو النبي الموعود، لأنهم وجدوا في نصوصهم أن مع هذا النبي سبعين ألفاً من أمته لا يحاسبون ولا يعذبون، بينما كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك الوقت عدد قليل من الصحابة.
فأكد النبي صلى الله عليه وسلم بقسم على الله تعالى أنه هو النبي الموعود، وأن أمته ستكون أكثر من سبعين ألفاً بمرات كثيرة.

3. الدروس المستفادة منه:


● عظمة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم: فقد بشرت به الكتب السماوية السابقة، وهذا من أدلة صدقه.
● رد الشبهات: النبي صلى الله عليه وسلم حاور الرجل بالمنطق والعلم، مما يدعو إلى الحوار الهادئ مع المخالفين.
● كثرة أمة محمد صلى الله عليه وسلم: فقد أخبر أن أمته ستكون كثيرة العدد، وقد تحقق ذلك.
● فضل عدم الحساب: فيه بشرى للمؤمنين أن هناك من يدخل الجنة بغير حساب ولا عذاب، وهم الذين يتجنبون الكبائر ويخلصون في إيمانهم.
● التواضع والحلم: تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع الرجل الذي لم يشهد له بالنبوة بحلم وصبر، وهذا درس في الدعوة بالحكمة.

4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وحسنه بعض العلماء.
- المقصود بالسبعين ألفاً الذين لا حساب عليهم هم الذين يتجنبون الكبائر ويبتعدون عن الشرك والسحر والربا وغيرها من الذنوب العظيمة، كما ورد في أحاديث أخرى.
- العدد "سبعين ألفاً وسبعين ألفاً" ليس محدداً بل هو للكثرة، مما يدل على أن أمة الإسلام ستكون أمة كبيرة.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين لا حساب عليهم ولا عذاب، وأن يوفقنا لاتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم. والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البزار (٣٧٠٠) وابن حبان (٦٥٨٠) واللفظ له - والطبراني في الكبير (١٨/ ٣٣٢ - ٣٣٣) كلهم من طرق عن عاصم بن كليب، حدثني أبي، عن خاله الفلتان بن عاصم، فذكره.
وإسناده حسن من أجل كليب بن شهاب والد عاصم فإنه حسن الحديث.
وقال الهيثمي (١٠/ ٤٠٨): «رواه البزار ورجاله ثقات».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1223 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عنوان الحديث: "تجدني في التوراة والإنجيل مثل أمتي ومثل مخرجي"

  • 📜 حديث: عنوان الحديث: "تجدني في التوراة والإنجيل مثل أمتي ومثل مخرجي"

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عنوان الحديث: "تجدني في التوراة والإنجيل مثل أمتي ومثل مخرجي"

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عنوان الحديث: "تجدني في التوراة والإنجيل مثل أمتي ومثل مخرجي"

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عنوان الحديث: "تجدني في التوراة والإنجيل مثل أمتي ومثل مخرجي"

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب