حديث: يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب إخباره عن الخوارج

عن أبي سعيد الخدري قال: بينما نحن عند رسول الله ﷺ وهو يقسم قسما، أتاه ذو الخويصرة، وهو رجل من بني تميم، فقال: يا رسول الله اعدل، فقال: «ويلك، ومن يعدل إذا لم أعدل، قد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل». فقال عمر: يا رسول الله، ائذن لي فيه فأضرب عنقه؟ فقال: «دعه، فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى رصافه فما يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى نضيه -وهو قدحه- فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد فيه شيء، قد سبق الفرث والدم، آيتهم رجل أسود، إحدى عضديه مثل ثدي المرأة، أو مثل البضعة تدردر، ويخرجون على حين فرقة من الناس». قال أبو سعيد: فأشهد أني سمعت هذا الحديث من رسول الله ﷺ، وأشهد
أن علي بن أبي طالب قاتلهم وأنا معه، فأمر بذلك الرجل فالتمس فأتي به، حتى نظرت إليه على نعت النبي ﷺ الذي نعته.

متفق عليه: رواه البخاري في علامات النبوة (٣٦١٠) ومسلم في الزكاة (١٤٨: ١٠٦٤) كلاهما من طريق الزهري، أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي سعيد الخدري، فذكره.

عن أبي سعيد الخدري قال: بينما نحن عند رسول الله ﷺ وهو يقسم قسما، أتاه ذو الخويصرة، وهو رجل من بني تميم، فقال: يا رسول الله اعدل، فقال: «ويلك، ومن يعدل إذا لم أعدل، قد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل». فقال عمر: يا رسول الله، ائذن لي فيه فأضرب عنقه؟ فقال: «دعه، فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى رصافه فما يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى نضيه -وهو قدحه- فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد فيه شيء، قد سبق الفرث والدم، آيتهم رجل أسود، إحدى عضديه مثل ثدي المرأة، أو مثل البضعة تدردر، ويخرجون على حين فرقة من الناس». قال أبو سعيد: فأشهد أني سمعت هذا الحديث من رسول الله ﷺ، وأشهد
أن علي بن أبي طالب قاتلهم وأنا معه، فأمر بذلك الرجل فالتمس فأتي به، حتى نظرت إليه على نعت النبي ﷺ الذي نعته.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

أولاً. شرح المفردات:


● يقسم قسماً: يوزع الغنائم أو الأموال على الناس.
● ذو الخويصرة: اسم لرجل من بني تميم، والخويصرة تصغير الخصرة.
● اِعدل: طلب منه العدل في القسمة.
● خِبْتُ وخَسِرْتُ: خسرت وهلكت.
● يَمرقون من الدين: يخرجون منه خروجًا سريعًا.
● الرمية: الصيد المصاب بالسهم.
● النصل: حديدة السهم.
● الرصاف: ما يثبت به النصل.
● النضي: القدح (خشبة السهم).
● القذذ: ريش السهم.
● سبق الفرث والدم: لم يتعلق به شيء من ذلك لشدة سرعته.
● تدردر: تتحرك وتتمايل.
● على حين فرقة: وقت اختلاف الناس وفرقتهم.

ثانيًا. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي ﷺ كان يقسم مالاً أو غنيمة بين الصحابة، فجاءه رجل من بني تميم يسمى "ذو الخويصرة" وطلب منه العدل في القسمة بتعنت وجرأة.
فرد عليه النبي ﷺ ردًا حازمًا: "ويلك" وهي كلمة للوعيد، ثم بين له أن العدل من صفاته الأساسية فقال: "ومن يعدل إذا لم أعدل؟"، ثم حذره من عاقبة هذا الاعتراض بقوله: "قد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل".
ثم طلب عمر بن الخطاب رضي الله عنه الإذن بقتله لجرأته على النبي ﷺ، لكن النبي ﷺ منعه من ذلك وبيّن أن لهذا الرجل أتباعًا سيظهرون بعد ذلك، ووصفهم بأوصاف دقيقة:
1- عبادتهم ظاهرة لكن بلا روح: يظهرون من العبادة ما يتحقق به المظهر لكن بلا حقيقة في القلب.
2- قراءتهم لا تتجاوز الحناجر: يقرأون القرآن لكن لا يفقهون معانيه ولا يعملون به.
3- خروجهم سريع من الدين: كما يخرج السهم من الصيد بسرعة لا يتعلق به شيء.
4- علامتهم مميزة: وجود رجل أسود إحدى ذراعيه مثل ثدي المرأة تتمايل.
5- وقت خروجهم: عند افتراق الناس واختلافهم.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- وجوب احترام النبي ﷺ: وجوب التأدب مع النبي ﷺ وعدم الاعتراض عليه بجرأة.
2- العدل صفة أساسية للنبي ﷺ: فهو المبلغ عن الله تعالى ولا يجوز عليه الظلم.
3- حكمة النبي ﷺ في التعامل: رفض قتل المعترض رحمة وحكمة.
4- تحذير من الخوارج: الحديث يصف فرقة الخوارج الذين خرجوا على المسلمين.
5- خطر العبادة بلا فهم: العبادة يجب أن تقترن بالفقه والبصيرة.
6- الاعتماد على العلماء: في فهم النصوص الشرعية وعدم الاعتراض بجهل.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من أعلام نبوة محمد ﷺ، حيث أخبر عن أمر سيقع فوقع كما أخبر.
- الخوارج ظهروا في عهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقاتلهم كما ذكر أبو سعيد.
- الحديث يدل على أن العمل لا يقبل بدون إيمان صحيح وفقه في الدين.
- يستفاد منه وجوب لزوم جماعة المسلمين وعدم الخروج عليهم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في علامات النبوة (٣٦١٠) ومسلم في الزكاة (١٤٨: ١٠٦٤) كلاهما من طريق الزهري، أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي سعيد الخدري، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1212 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية

  • 📜 حديث: يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب