حديث: من ولي شيئًا فليقبل من محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب إخبار النبي ﷺ عن قلة الأنصار

عن ابن عباس قال: خرج رسول الله ﷺ في مرضه الذي مات فيه، بملحفة، قد عصب بعصابة دسماء حتى جلس على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «أما بعد، فإن الناس يكثرون، ويقل الأنصار، حتى يكونوا في الناس بمنزلة الملح في الطعام، فمن ولي منكم شيئًا يضر فيه قومًا، وينفع فيه آخرين، فليقبل من محسنهم، ويتجاوز عن مسيئهم» فكان ذلك آخر مجلس جلس فيه النبي ﷺ.

صحيح: رواه البخاري في علامات النبوة (٣٦٢٨) عن أبي نعيم، حدثنا عبد الرحمن بن سليمان بن حنظلة بن الغسيل، حدثنا عكرمة، عن ابن عباس، فذكره.

عن ابن عباس قال: خرج رسول الله ﷺ في مرضه الذي مات فيه، بملحفة، قد عصب بعصابة دسماء حتى جلس على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «أما بعد، فإن الناس يكثرون، ويقل الأنصار، حتى يكونوا في الناس بمنزلة الملح في الطعام، فمن ولي منكم شيئًا يضر فيه قومًا، وينفع فيه آخرين، فليقبل من محسنهم، ويتجاوز عن مسيئهم» فكان ذلك آخر مجلس جلس فيه النبي ﷺ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

نص الحديث:


عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: خرج رسول الله ﷺ في مرضه الذي مات فيه، بملحفة، قد عصب بعصابة دسماء حتى جلس على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «أما بعد، فإن الناس يكثرون، ويقل الأنصار، حتى يكونوا في الناس بمنزلة الملح في الطعام، فمن ولي منكم شيئًا يضر فيه قومًا، وينفع فيه آخرين، فليقبل من محسنهم، ويتجاوز عن مسيئهم» فكان ذلك آخر مجلس جلس فيه النبي ﷺ.

1. شرح المفردات:


● بملحفة: كساء أو رداء يلتحف به.
● عصب بعصابة: ربط رأسه بخرقة أو قماش.
● دسماء: سوداء (من الدُّلمة وهي السواد).
● بمنزلة الملح في الطعام: كناية عن القلة مع العظمة في التأثير والنفع.
● ولي منكم شيئًا: تولى أمرًا من أمور المسلمين أو منصبا من المناصب.
● فليقبل من محسنهم: فليقبل معروف المحسن ويعترف بفضله.
● يتجاوز عن مسيئهم: يعفو ويصفح عن المقصر والمسيء.

2. شرح الحديث:


خرج النبي ﷺ في أيام مرضه الأخير الذي توفي فيه، وكان متعبًا قد شد رأسه بعصابة سوداء بسبب شدة الصداع الذي كان يعانيه، حتى استوى على المنبر ليخاطب الناس.
بدأ النبي ﷺ خطبته بالحمد والثناء على الله كما هي عادته، ثم بين للأمة أن المسلمين سيتكاثرون بعد وفاته، بينما سينقص عدد الأنصار نسبيًا بسبب قلة نسلههم مقارنة ببقية القبائل، لكنهم سيظلون ذوي مكانة عظيمة وأثر كبير في الأمة، كأثر الملح في الطعام الذي يقل كميته لكنه أساسي لا يستغنى عنه.
ثم وجه ﷺ وصية عظيمة لكل من يتولى أمرًا من أمور المسلمين، يأمره بالعدل والرحمة، ويأمره بأن يحسن إلى المحسنين بالشكر والتقدير، ويعفو عن المسيئين ويتجاوز عن زلاتهم ما لم تكن حدودًا لله.
وكان هذا آخر مجلس جلسه النبي ﷺ على المنبر وخطب فيه الناس، مما يعطي هذه الوصية أهمية خاصة ككلمات أخيرة يوصي بها أمته.

3. الدروس المستفادة:


● مكانة الأنصار: بيان فضل الأنصار وعظم مكانتهم في الإسلام، وأنهم سيظلون أصحاب دور أساسي في الأمة.
● الحكمة في القيادة: وصية لكل من يتولى مسؤولية أن يوازن بين المصالح، ويحسن إلى المحسنين، ويعفو عن المسيئين.
● الرحمة والعفو: الحث على العفو والتسامح مع القدرة، وخصوصًا من لديه سلطة وقدرة على العقاب.
● تقدير المحسنين: أهمية الاعتراف بفضل المحسنين وشكرهم على إحسانهم لتحفيزهم على الاستمرار.
● آخر وصايا النبي ﷺ: هذا من آخر ما أوصى به النبي ﷺ أمته، مما يدل على أهمية هذه الوصية وعمق معانيها.

4. معلومات إضافية:


- رواه البخاري في صحيحه (بلفظ قريب) ورواه أحمد في مسنده.
- هذا الخطاب كان قبل وفاة النبي ﷺ بأيام قليلة، مما جعل الصحابة يهتمون به ويحفظونه.
- العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، فالوصية عامة لكل من يتولى أمرًا من أمور المسلمين.
- فيه إشارة إلى انتشار الإسلام ودخول الناس فيه أفواجًا، مما سيؤدي إلى كثرة المسلمين من غير الأنصار.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في علامات النبوة (٣٦٢٨) عن أبي نعيم، حدثنا عبد الرحمن بن سليمان بن حنظلة بن الغسيل، حدثنا عكرمة، عن ابن عباس، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1225 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من ولي شيئًا فليقبل من محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم

  • 📜 حديث: من ولي شيئًا فليقبل من محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من ولي شيئًا فليقبل من محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من ولي شيئًا فليقبل من محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من ولي شيئًا فليقبل من محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب