حديث: اخرصوها فخرصناها وخرصها رسول الله عشرة أوسق

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب إخباره ﷺ عن هبوب ريح شديدة

عن أبي حميد قال: خرجنا مع رسول الله ﷺ غزوة تبوك، فأتينا وادي القرى على حديقة لامرأة، فقال رسول الله ﷺ: «اخرصوها» فخرصناها، وخرصها رسول الله ﷺ عشرة أوسق، وقال: «أحصيها حتى نرجع إليك، إن شاء الله» وانطلقنا، حتى قدمنا تبوك، فقال رسول الله ﷺ: «ستهب عليكم الليلة ريح شديدة، فلا يقيم فيها أحد منكم،
فمن كان له بعير فليشد عقاله» فهبت ريح شديدة، فقام رجل فحملته الريح حتى ألقته بجبلي طيء، وجاء رسول ابن العلماء، صاحب أيلة، إلى رسول الله ﷺ بكتاب، وأهدى له بغلة بيضاء، فكتب إليه رسول الله ﷺ وأهدى له بردا، ثم أقبلنا حتى قدمنا وادي القرى، فسأل رسول الله ﷺ المرأة عن حديقتها «كم بلغ ثمرها؟» فقالت: عشرة أوسق، فقال رسول الله ﷺ: «إني مسرع فمن شاء منكم فليسرع معي، ومن شاء فليمكث» فخرجنا حتى أشرفنا على المدينة، فقال: «هذه طابة، وهذا أحد، وهو جبل يحبنا ونحبه» ثم قال: «إن خير دور الأنصار دار بني النجار، ثم دار بني عبد الأشهل، ثم دار بني عبد الحارث بن الخزرج، ثم دأر بني ساعدة، وفي كل دور الأنصار خير» فلحقنا سعد بن عبادة، فقال أبو أسيد: ألم تر أن رسول الله ﷺ خير دور الأنصار، فجعلنا آخرًا، فأدرك سعد رسول الله ﷺ، فقال يا رسول الله! خيرت دور الأنصار فجعلتنا آخرًا، فقال: «أوليس بحسبكم أن تكونوا من الخيار».

متفق عليه: رواه البخاري في الزكاة (١٤٨١) ومسلم في الفضائل (١١: ١٣٩٢) كلاهما من طريق عمرو بن يحيى، عن عباس بن سهل الساعدي، عن أبي حميد الساعدي قال: فذكره.

عن أبي حميد قال: خرجنا مع رسول الله ﷺ غزوة تبوك، فأتينا وادي القرى على حديقة لامرأة، فقال رسول الله ﷺ: «اخرصوها» فخرصناها، وخرصها رسول الله ﷺ عشرة أوسق، وقال: «أحصيها حتى نرجع إليك، إن شاء الله» وانطلقنا، حتى قدمنا تبوك، فقال رسول الله ﷺ: «ستهب عليكم الليلة ريح شديدة، فلا يقيم فيها أحد منكم،
فمن كان له بعير فليشد عقاله» فهبت ريح شديدة، فقام رجل فحملته الريح حتى ألقته بجبلي طيء، وجاء رسول ابن العلماء، صاحب أيلة، إلى رسول الله ﷺ بكتاب، وأهدى له بغلة بيضاء، فكتب إليه رسول الله ﷺ وأهدى له بردا، ثم أقبلنا حتى قدمنا وادي القرى، فسأل رسول الله ﷺ المرأة عن حديقتها «كم بلغ ثمرها؟» فقالت: عشرة أوسق، فقال رسول الله ﷺ: «إني مسرع فمن شاء منكم فليسرع معي، ومن شاء فليمكث» فخرجنا حتى أشرفنا على المدينة، فقال: «هذه طابة، وهذا أحد، وهو جبل يحبنا ونحبه» ثم قال: «إن خير دور الأنصار دار بني النجار، ثم دار بني عبد الأشهل، ثم دار بني عبد الحارث بن الخزرج، ثم دأر بني ساعدة، وفي كل دور الأنصار خير» فلحقنا سعد بن عبادة، فقال أبو أسيد: ألم تر أن رسول الله ﷺ خير دور الأنصار، فجعلنا آخرًا، فأدرك سعد رسول الله ﷺ، فقال يا رسول الله! خيرت دور الأنصار فجعلتنا آخرًا، فقال: «أوليس بحسبكم أن تكونوا من الخيار».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه أبو حميد الساعدي رضي الله عنه، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

أولاً. شرح المفردات:


● خرصناها: الخَرص هو تقدير ثمار النخل وهي على الشجر.
● الأوسق: الوَسق مكيال يساوي ستين صاعًا.
● أحصيها: احفظها واجمعها.
● شد عقاله: العقال هو الحبل الذي يُربط به البعير.
● جبلي طيء: جبلان معروفان في بلاد طيء.
● بردا: ثوبين من خز أو حرير.
● طابة: اسم من أسماء المدينة المنورة.
● دور الأنصار: بيوت وقبائل الأنصار.

ثانيًا. شرح الحديث:


1- قصة حديقة المرأة في وادي القرى:
- كان النبي ﷺ مع الصحابة في غزوة تبوك، فمرّوا بحديقة لامرأة.
- أمر النبي ﷺ بتخمين ثمارها (خرصها) فكانت عشرة أوسق.
- وعدها النبي ﷺ بأن يحصوا الثمار عند عودتهم إن شاء الله.
2- التحذير من الريح الشديدة في تبوك:
- أنبأ النبي ﷺ أصحابه بأن ريحًا شديدة ستهب عليهم.
- أمر من له بعير أن يشده جيدًا.
- حدث ما أخبر به، حتى حملت الريح رجلاً وألقت به عند جبلي طيء.
3- هدية صاحب أيلة ورده عليه:
- جاء رسول صاحب أيلة (ملك منطقة أيلة) بكتاب وهدية (بغلة بيضاء).
- قَبِل النبي ﷺ الهدية وكتب له رسالة وأهداه بردين.
4- العودة إلى حديقة المرأة:
- عند العودة سأل النبي ﷺ المرأة عن كمية الثمار، فكانت كما خَرص.
- هذا من معجزاته ﷺ وإخباره بالغيب.
5- الثناء على الأنصار عند الاقتراب من المدينة:
- عند مشاهدته للمدينة قال: "هذه طابة، وهذا أحد، وهو جبل يحبنا ونحبه".
- ثم فضّل دور الأنصار (قبائلهم) بترتيب معين.
6- رد النبي ﷺ على سعد بن عبادة:
- استفسر سعد عن جعل قبيلته (بني ساعدة) في آخر القائمة.
- أجابه النبي ﷺ بأن كونهم من الخيار كافٍ لهم.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- جواز الخرص في الزكاة وتقدير الثمار.
2- معجزة النبي ﷺ في إخباره بالغيب (كمية الثمار، الريح الشديدة).
3- الوفاء بالوعد كما فعل مع المرأة.
4- قبول هدايا الكفار إذا لم يكن فيها محذور شرعي.
5- مشروعية مكافأة الهدية كما فعل مع صاحب أيلة.
6- فضل المدينة المنورة ومحبته ﷺ لها ولجبل أحد.
7- التربية النبوية في كيفية مدح الجماعات دون إثارة الحسد.
8- الحكمة في التعامل مع الاستفسارات والاعتراضات.

رابعًا. فوائد إضافية:


- الحديث يظهر كمال رعاية النبي ﷺ لأصحابه حتى في الأمور الدقيقة.
● التواضع النبوي في السير مع الصحابة وعدم التميز عليهم.
● إكرام النبي ﷺ لأهل الكتاب الذين يطلبون الصلح.
● تقدير الأنصار والثناء عليهم بما يستحقون.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الزكاة (١٤٨١) ومسلم في الفضائل (١١: ١٣٩٢) كلاهما من طريق عمرو بن يحيى، عن عباس بن سهل الساعدي، عن أبي حميد الساعدي قال: فذكره.
قوله: «ثم دار بني عبد الحارث بن الخزرج» هذا خطأ، والصواب «بني حارث بن الخزرج» كما عند البخاري بحذف كلمة «عبد».
انظر: شرح النووي لصحيح مسلم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1211 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اخرصوها فخرصناها وخرصها رسول الله عشرة أوسق

  • 📜 حديث: اخرصوها فخرصناها وخرصها رسول الله عشرة أوسق

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اخرصوها فخرصناها وخرصها رسول الله عشرة أوسق

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اخرصوها فخرصناها وخرصها رسول الله عشرة أوسق

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اخرصوها فخرصناها وخرصها رسول الله عشرة أوسق

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب