حديث: من أهل النار وهو يعمل بعمل أهل الجنة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قول النبي ﷺ لرجل: إنه من أهل النار

عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ الْتَقَى هُوَ وَالْمُشْرِكُونَ فَاقْتَتَلُوا، فَلَمَّا مَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِلَى عَسْكَرِهِ، وَمَالَ الآخَرُونَ إِلَى عَسْكَرِهِمْ، وَفِي أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ رَجُلٌ لَا يَدَعُ لَهُمْ شَاذَّةً إِلَّا اتَّبَعَهَا، يَضْرِبُهَا بِسَيْفِهِ، فقالوا: مَا أَجْزَأَ مِنًّا الْيَوْمَ أَحَدٌ كَمَا أَجْزَأَ فُلَانٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «أَمَا إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ». فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَنَا صَاحِبُهُ أبدًا. قَالَ: فَخَرَجَ مَعَهُ كُلَّمَا وَقَفَ وَقَفَ مَعَهُ، وَإِذَا أَسْرَعَ أَسْرَعَ مَعَهُ -قَالَ- فَجُرِحَ الرَّجُلُ جُرْحًا شَدِيدًا، فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ، فَوَضَعَ سَيْفَهُ بِالأَرْضِ وَذُبَابَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ، ثُمَّ تَحَامَلَ عَلَى سَيْفِهِ، فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَخَرَجَ الرَّجُلُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ: «وَمَا ذَاكَ؟» قَالَ: الرَّجُلُ الَّذِي ذَكَرْتَ آنِفًا أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَأَعْظَمَ النَّاسُ ذَلِكَ، فَقُلْتُ: أَنَا لَكُمْ بِهِ. فَخَرَجْتُ فِي طَلَبِهِ، ثُمَّ جُرِحَ جُرْحًا شَدِيدًا، فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ، فَوَضَعَ نَصْلَ سَيْفِهِ فِي الأَرْضِ وَذُبَابَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ، ثُمَّ تَحَامَلَ عَلَيْهِ، فَقَتَلَ نَفْسَهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عِنْدَ ذَلِكَ: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ، وَهْوَ مِنَ أَهْلِ النَّارِ. وَإنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ، فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ، وَهْوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ».

متفق عليه: رواه البخاري في المغازي (٤٢٠٢) ومسلم في الإيمان (١٧٩: ١١٢) كلاهما عن قتيبة بن سعيد، حدثنا يعقوب (هو ابن عبد الرحمن القاري) عن أبي حازم (هو سلمة بن دينار)،
عن سهل بن سعد قال: فذكره.

عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ الْتَقَى هُوَ وَالْمُشْرِكُونَ فَاقْتَتَلُوا، فَلَمَّا مَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِلَى عَسْكَرِهِ، وَمَالَ الآخَرُونَ إِلَى عَسْكَرِهِمْ، وَفِي أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ رَجُلٌ لَا يَدَعُ لَهُمْ شَاذَّةً إِلَّا اتَّبَعَهَا، يَضْرِبُهَا بِسَيْفِهِ، فقالوا: مَا أَجْزَأَ مِنًّا الْيَوْمَ أَحَدٌ كَمَا أَجْزَأَ فُلَانٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «أَمَا إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ». فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَنَا صَاحِبُهُ أبدًا. قَالَ: فَخَرَجَ مَعَهُ كُلَّمَا وَقَفَ وَقَفَ مَعَهُ، وَإِذَا أَسْرَعَ أَسْرَعَ مَعَهُ -قَالَ- فَجُرِحَ الرَّجُلُ جُرْحًا شَدِيدًا، فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ، فَوَضَعَ سَيْفَهُ بِالأَرْضِ وَذُبَابَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ، ثُمَّ تَحَامَلَ عَلَى سَيْفِهِ، فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَخَرَجَ الرَّجُلُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ: «وَمَا ذَاكَ؟» قَالَ: الرَّجُلُ الَّذِي ذَكَرْتَ آنِفًا أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَأَعْظَمَ النَّاسُ ذَلِكَ، فَقُلْتُ: أَنَا لَكُمْ بِهِ. فَخَرَجْتُ فِي طَلَبِهِ، ثُمَّ جُرِحَ جُرْحًا شَدِيدًا، فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ، فَوَضَعَ نَصْلَ سَيْفِهِ فِي الأَرْضِ وَذُبَابَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ، ثُمَّ تَحَامَلَ عَلَيْهِ، فَقَتَلَ نَفْسَهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عِنْدَ ذَلِكَ: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ، وَهْوَ مِنَ أَهْلِ النَّارِ. وَإنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ، فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ، وَهْوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
الحديث: عن سهل بن سعد الساعدي أن رسول الله ﷺ التقى هو والمشركون فاقتتلوا، فلما مال رسول الله ﷺ إلى عسكره، ومال الآخرون إلى عسكرهم، وفي أصحاب رسول الله ﷺ رجل لا يدع لهم شاذة إلا اتبعها يضربها بسيفه، فقالوا: ما أجزأ منا اليوم أحد كما أجزأ فلان. فقال رسول الله ﷺ: «أما إنه من أهل النار». فقال رجل من القوم: أنا صاحبه أبدًا. قال: فخرج معه كلما وقف وقف معه، وإذا أسرع أسرع معه -قال- فجرح الرجل جرحًا شديدًا، فاستعجل الموت، فوضع سيفه بالأرض وذبابه بين ثدييه، ثم تحامل على سيفه، فقتل نفسه، فخرج الرجل إلى رسول الله ﷺ فقال: أشهد أنك رسول الله قال: «وما ذاك؟» قال: الرجل الذي ذكرت آنفًا أنه من أهل النار، فأعظم الناس ذلك، فقلت: أنا لكم به. فخرجت في طلبه، ثم جرح جرحًا شديدًا، فاستعجل الموت، فوضع نصل سيفه في الأرض وذبابه بين ثدييه، ثم تحامل عليه، فقتل نفسه. فقال رسول الله ﷺ عند ذلك: «إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة، فيما يبدو للناس، وهو من أهل النار. وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار، فيما يبدو للناس، وهو من أهل الجنة».


1. شرح المفردات:


● الْتَقَى: اجتمع واصطدم في القتال.
● مَالَ: انصرف واتجه.
● عَسْكَرِهِ: معسكره ومكان جيشه.
● لَا يَدَعُ لَهُمْ شَاذَّةً إِلَّا اتَّبَعَهَا: لا يترك أحدًا من المشركين منفردًا أو هاربًا إلا طلبه ولحقه.
● مَا أَجْزَأَ مِنَّا الْيَوْمَ أَحَدٌ: ما قام بأداء الواجب في القتال وأحسن فيه مثلما فعل.
● أَهْلِ النَّار: من الكفار أو العصاة الذين يستحقون دخول النار.
● أَنَا صَاحِبُهُ أَبَدًا: أي سألازمه وأكون معه لأتحقق من حاله.
● ذُبَابَهُ: طرف السيف المدبب (النصل).
● بَيْنَ ثَدْيَيْهِ: على صدره.
● تَحَامَلَ: تكلَّف وتحامل بجسمه بثقل على السيف.
● اسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ: أراد الموت بسرعة بسبب شدة الألم.
● آنِفًا: سابقًا، منذ قليل.
● فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاس: في الظاهر الذي يراه الناس.


2. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي الجليل سهل بن سعد عن غزوة من غزوات النبي ﷺ، دار فيها قتال بين المسلمين والمشركين. بعد انتهاء المعركة وانصراف كل فريق إلى معسكره، ظهر من أحد الصحابة (ولم يسمه الراوي حفظًا له) بطولة نادرة وشجاعة فائقة، حيث كان يلحق بكل مشرك منفرد ويقوم بقتله. فأثنى عليه الجميع واعتبروه أفضل المجاهدين في ذلك اليوم.
فجاءت المفاجأة من رسول الله ﷺ، حيث أخبر بأن هذا الرجل البطل الظاهر *"من أهل النار"*. هذا الحكم لم يصدر عن مشاهدة فعل معصية، بل هو من علم الغيب الذي أطلعه الله عليه، ليكون عبرة للأمة.
لم يصدق أحد من الصحابة هذا الخبر لتناقضه مع الصورة الظاهرة، فتطوع رجل منهم (وهو من الصحابة الأجلاء) لملازمة هذا البطل والتحقق من حاله. وبالفعل، لزمه الرجل في كل تحركاته.
ثم حدثت النهاية المفجعة: أصيب هذا البطل بجرح بالغ، فلم يصبر على الألم، واستعجل الموت، فانتحر بوضع سيفه في الأرض ووقع على نصبه فقتل نفسه. وهكذا تحقق وعد النبي ﷺ، وكانت خاتمته السيئة هي الانتحار، وهي من الكبائر التي تُوعد صاحبها بالنار.
فلما رأى الصحابي ما حدث، ذهب إلى النبي ﷺ مسرعًا يشهد بالنبوة لأنه رأى نبوءته قد تحققت. فاستغل النبي ﷺ هذه الواقعة ليعلم الأمة درسًا عظيمًا.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- حسن الخاتمة وسوء الخاتمة: الحديث يوضح أن الأعمال بالخواتيم. فالإنسان قد يعمل أعمالاً صالحة طوال عمره، ولكن سوء خاتمته قد تهوي به إلى النار. والعكس صحيح، فقد يعمل الإنسان أعمالاً سيئة ثم يمن الله عليه بالتوبة والوفاة على الإيمان. لذلك يجب على المسلم دائمًا أن يخشى على نفسه سوء الخاتمة، ويدعو الله أن يتوفاه على الإسلام.
2- النية والإخلاص شرط لقبول العمل: العمل الظاهر قد يكون صالحًا، ولكن القبول عند الله مرتبط بالإخلاص وصدق النية. قد يكون دافع ذلك الرجل في قتاله هو الرياء أو السمعة أو حب الظهور، لا إخلاصًا لله، فحبط عمله. قال الله تعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا} [الفرقان:
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في المغازي (٤٢٠٢) ومسلم في الإيمان (١٧٩: ١١٢) كلاهما عن قتيبة بن سعيد، حدثنا يعقوب (هو ابن عبد الرحمن القاري) عن أبي حازم (هو سلمة بن دينار)،
عن سهل بن سعد قال: فذكره.
واسم الرجل الذي قتل نفسه القزمان الظفري وكان من المنافقين.
انظر: شرح النووي والفتح (٧/ ٤٧٣).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1206 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من أهل النار وهو يعمل بعمل أهل الجنة

  • 📜 حديث: من أهل النار وهو يعمل بعمل أهل الجنة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من أهل النار وهو يعمل بعمل أهل الجنة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من أهل النار وهو يعمل بعمل أهل الجنة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من أهل النار وهو يعمل بعمل أهل الجنة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب