حديث: أخذ الراية زيد فأصيب ثم أخذ جعفر فأصيب ثم أخذ ابن رواحة فأصيب

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب نعي جعفر وزيد قبل أن يجيء خبرهم

عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ نَعَى زَيْدًا وَجَعْفَرًا وَابْنَ رَوَاحَةَ لِلنَّاسِ، قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَهُمْ خَبَرُهُمْ فَقَالَ: «أَخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَ جَعْفَرٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَ ابْنُ رَوَاحَةَ فَأُصِيبَ» وَعَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ حَتَّى أَخَذَ الرَّايَةَ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ.

صحيح: رواه البخاري في المغازي (٤٢٦٢) عن أحمد بن واقد، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن حميد بن هلال، عن أنس قال: فذكره.

عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ نَعَى زَيْدًا وَجَعْفَرًا وَابْنَ رَوَاحَةَ لِلنَّاسِ، قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَهُمْ خَبَرُهُمْ فَقَالَ: «أَخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَ جَعْفَرٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَ ابْنُ رَوَاحَةَ فَأُصِيبَ» وَعَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ حَتَّى أَخَذَ الرَّايَةَ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه، يصف لنا موقفاً مؤثراً من مواقف النبي صلى الله عليه وسلم، ويجسّد قصة من أروع قصص الشجاعة والتضحية في الإسلام.

أولاً. شرح المفردات:


● نَعَى: أعلن خبر وفاتهم ونعى عليهم، أي أخبر الناس بموتهم.
● زَيْدًا وَجَعْفَرًا وَابْنَ رَوَاحَةَ: هم قادة جيش مؤتة الثلاثة، وهم من خيرة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
● الرَّايَةَ: العلم أو اللواء الذي يحمله قائد الجيش.
● فَأُصِيبَ: استُشهد في سبيل الله.
● تَذْرِفَانِ: تذرفان الدموع، أي تفيضان بالدمع.
● سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ: كناية عن الشجاعة والبأس، وهو خالد بن الوليد رضي الله عنه.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم – وبوحي من الله تعالى – علم باستشهاد قادة جيش مؤتة (زيد بن حارثة، وجعفر بن أبي طالب، وعبد الله بن رواحة) قبل أن يصل خبرهم إلى المدينة. فجمع الناس وأخبرهم بالخبر، ووصف لهم كيف تتابع أخذ الراية (قيادة الجيش) هؤلاء الأبطال واحداً تلو الآخر حتى استشهدوا جميعاً في ميدان المعركة دفاعاً عن دين الله.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخبرهم بهذا النبأ العظيم، تذرف عيناه الكريمتان الدموع حزناً على فقد هؤلاء الأخيار والأحباء. ثم بشّر النبي صلى الله عليه وسلم بأن الراية انتقلت بعدهم إلى "سيف من سيوف الله" – وهو خالد بن الوليد رضي الله عنه – الذي قاد المعركة بمهارة وحنكة عسكرية فائقة حتى أنقذ الجيش الإسلامي، وفتح الله على يديه.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- صدق الوحي: إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بالغيب (استشهاد القادة) قبل وصول الخبر دليل قاطع على صدق نبوته واتصاله بالوحي.
2- مكانة الشهداء: الحديث يرفع من مكانة الشهداء ويبين فضلهم عند الله ورسوله، وفيه حث على التضحية والفداء في سبيل الله.
3- جواز البكاء على الميت: بكاء النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه دليل على جواز البكاء على فراق الأحبة من غير نوح أو صياح، ما دام من رحمة وحزن في القلب.
4- الثناء على الأبطال: ذكر مناقب القادة الشهداء والثناء عليهم أمام الناس، ليكونوا قدوة وأسوة للمسلمين من بعدهم.
5- التسليم بقضاء الله: رغم الحزن الشديد، إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل بقضاء الله وقدره، وبشّر بالنصر الذي حصل بعد ذلك على يد خالد بن الوليد.
6- الحكمة في القيادة: انتقال القيادة بشكل منظم من قائد إلى آخر بعد استشهاده يوضح أهمية التنظيم والحكمة في إدارة المعارك.

رابعاً. معلومات إضافية:


● غزوة مؤتة: وقعت في جمادى الأولى من السنة الثامنة للهجرة، بين جيش المسلمين (3 آلاف مقاتل) وجيش الروم وحلفائهم من العرب (مائتي ألف مقاتل).
● سبب التسمية: سُمي خالد بن الوليد "سيف الله المسلول" بعد هذه الغزوة مباشرة، تقديراً لبسالته وحنكته العسكرية التي أنقذت الجيش.
● فضل الشهداء: يُذكر أن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه قُطعت يداه وهو يحمل الراية، فاحتضنها بعضديه حتى استشهد، فكافئه الله بجناحين في الجنة يطير بهما حيث يشاء.
أسأل الله أن يرزقنا الإيمان والشجاعة والتضحية في سبيله، وأن يجمعنا بالنبي صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام في جنات النعيم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في المغازي (٤٢٦٢) عن أحمد بن واقد، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن حميد بن هلال، عن أنس قال: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1203 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أخذ الراية زيد فأصيب ثم أخذ جعفر فأصيب ثم أخذ ابن رواحة فأصيب

  • 📜 حديث: أخذ الراية زيد فأصيب ثم أخذ جعفر فأصيب ثم أخذ ابن رواحة فأصيب

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أخذ الراية زيد فأصيب ثم أخذ جعفر فأصيب ثم أخذ ابن رواحة فأصيب

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أخذ الراية زيد فأصيب ثم أخذ جعفر فأصيب ثم أخذ ابن رواحة فأصيب

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أخذ الراية زيد فأصيب ثم أخذ جعفر فأصيب ثم أخذ ابن رواحة فأصيب

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب