من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه

حديث: من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه

عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله ﷺ: «من جرَّ ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة»، فقال أبو بكر: إن أحد شقي ثوبي يسترخي، إلا أن أتعاهد ذلك منه؟ فقال رسول الله ﷺ: «إنك لست تصنع ذلك خيلاء». قال موسى: فقلت لسالم: أذكر عبد الله: من جرَّ إزاره؟ قال: لم أسمعه ذكر إلا ثوبه.

متفق عليه: رواه البخاري في فضائل الصحابة (٣٦٦٥)، ومسلم في اللباس (٢٠٨٥ - ٤٤) كلاهما من طريق سالم بن عبد الله، عن عبد الله بن عمر قال: فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع وفق منهج أهل السنة والجماعة:

الحديث ومصدره:

هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه (رقم 5784) ومسلم في صحيحه (رقم 2085) عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.

1. شرح المفردات:

● جَرَّ ثَوْبَهُ: أي أطاله وأسفله حتى يجر على الأرض.
● خُيَلَاء: أي تكبرًا وتعاظمًا وتفاخرًا، وإظهارًا للزهو بالنفس.
● لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ إِلَيْهِ: النظر هنا بمعنى النظر الرحيم، أي لا يتغمده برحمته ولا يكرمه بلقائه.
● يَسْتَرْخِي: أي يميل ويسقط من غير قصد.
● إِزَارَهُ: وهو نوع من الثياب الذي يغطي نصف الجسم السفلي.

2. شرح الحديث:

يخبر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن من أطال ثوبه وجرّه على الأرض بدافع الكبر والخيلاء، فإن هذا الفعل موجب لحرمان نظر الله تعالى إليه يوم القيامة، وهو حرمان عظيم لأن نظر الله تعالى يعني رحمته ورضوانه.
ثم تدخل سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه ليسأل عن حاله، لأنه كان يخشى أن يكون داخلًا في هذا الوعيد، حيث كان أحد جانبي ثوبه يسترخي ويسقط أحيانًا دون قصد منه، فكان يتعاهده ويرفعه. فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم مطمئنًا له بأنه لا يفعله خيلاء، بل يفعله اضطرارًا أو دون قصد الكبر، فليس عليه إثم ولا وعيد.
أما قول موسى (وهو الراوي عن سالم بن عبد الله بن عمر) لسالم: "أذكر عبد الله: من جر إزاره؟" فهو سؤال للتحقق من لفظ الحديث، فأجابه سالم بأنه سمعه يذكر لفظ "ثوبه" بشكل عام، ولم يسمعه يخص "الإزار".

3. الدروس المستفادة والعبر:

● تحريم الكبر والخيلاء: وهذا أصل عظيم من أصول الإسلام، والكبر من الصفات الذميمة التي تهلك صاحبها.
● أن الأعمال بالنيات: فالفعل الواحد يختلف حكمه باختلاف النية، فجر الثوب خيلاء محرم، بينما لو كان لغير قصد الكبر فلا إثم فيه.
● حرص الصحابة على تطبيق السنة: وهذا ظاهر في سؤال أبي بكر رضي الله عنه ليتأكد من براءة ذمته.
● تواضع أبي بكر رضي الله عنه: حيث خشي أن يكون داخلًا في الوعيد مع كونه من أفضل الصحابة، وهذا من ورعه وتقواه.
● الدقة في رواية الحديث: كما ظهر في سؤال موسى لسالم عن اللفظ الدقيق للحديث.

4. معلومات إضافية:

- هذا الحديث يدخل في باب "التشديد في الكبر والخيلاء"، وفيه أيضًا النهي عن "الإسبال" إذا كان للخيلاء، أما إذا كان لغير الخيلاء ففيه خلاف بين العلماء بين الكراهة والتحريم، والأحوط اجتنابه.
- "نظر الله" هنا من صفات الله تعالى التي نؤمن بها على ما يليق بجلاله دون تشبيه أو تعطيل.
- يستفاد من الحديث أهمية نصح المسلمين وتوضيح الأحكام لهم، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر.
نسأل الله تعالى أن يجنبنا الكبر والخيلاء، وأن يرزقنا التواضع والإنصاف. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في فضائل الصحابة (٣٦٦٥)، ومسلم في اللباس (٢٠٨٥ - ٤٤) كلاهما من طريق سالم بن عبد الله، عن عبد الله بن عمر قال: فذكره. وهذا لفظ البخاري، وسياق مسلم مختصر، ليس فيه قصة أبي بكر الصديق.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 50 من أصل 643 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه

📜 حديث: من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية