حديث: طير الجنة كأمثال البخت ترعى في شجر الجنة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب بشارة النبي ﷺ لأبي بكر بأنه يأكل من طيور الجنة

روي عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله ﷺ: «إن طير الجنة كأمثال البُخْت، ترعى في شجر الجنة» فقال أبو بكر: يا رسول الله، إن هذه لطير ناعمة، فقال: «أكَلتُها أنعم منها» قالها ثلاثا. «وإني لأرجو أن تكون ممن يأكل منها يا أبا بكر».

ضعيف: رواه أحمد (١٣٣١١) عن سيار بن حاتم، حدثنا جعفر بن سليمان الضُبعي، حدثنا ثابت، عن أنس فذكره.

روي عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله ﷺ: «إن طير الجنة كأمثال البُخْت، ترعى في شجر الجنة» فقال أبو بكر: يا رسول الله، إن هذه لطير ناعمة، فقال: «أكَلتُها أنعم منها» قالها ثلاثا. «وإني لأرجو أن تكون ممن يأكل منها يا أبا بكر».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فسأقوم بشرح هذا الحديث الشريف شرحًا وافيًا مستندًا إلى كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة، مع بيان فوائده والعبر المستفادة منه.

الحديث بلفظه:


روي عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله ﷺ: «إِنَّ طَيْرَ الْجَنَّةِ كَأَمْثَالِ الْبُخْتِ، تَرْعَى فِي شَجَرِ الْجَنَّةِ». فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ هَذِهِ لَطَيْرٌ نَاعِمَةٌ. فَقَالَ: «آكِلُهَا أَنْعَمُ مِنْهَا». قَالَهَا ثَلَاثًا. «وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِمَّنْ يَأْكُلُ مِنْهَا يَا أَبَا بَكْرٍ».


1. شرح المفردات:


● طير الجنة: هي طيور خلقت في الجنة، من نعيمها الذي أعده الله لعباده الصالحين.
● كأمثال البخت: البخت (بضم الباء وسكون الخاء) هي الإبل العظيمة، أو نوع من الإبل الفارهة الكبيرة الحسنة المنظر. فشبه النبي ﷺ طيور الجنة في عظم حجمها وجمال منظرها بالإبل الكبيرة.
● ترعى في شجر الجنة: أي تتغذى وتسير بين أشجار الجنة، تأكل من ثمارها وتتنعم فيها.
● ناعمة: أي لينة، طيبة، شهية، فيها من اللذة والنعومة ما يثير التعجب.
● آكلها أنعم منها: أي أن الذي يأكل من هذه الطيور يكون في نعمة ولذة أعظم من نعمة هذه الطيور نفسها.


2. شرح الحديث:


يخبر النبي ﷺ صحابته عن نعيم الجنة وعظمته، فيصف طيور الجنة بأنها في حجم الإبل الكبيرة (البخت)، مما يدل على ضخامتها وجمالها، وهي ليست طيورًا كطيور الدنيا، بل هي من خلق الجنة العجيب. وهي ليست مقيدة أو محبوسة، بل هي حرة طليقة ترتع بين أشجار الجنة، تأكل من ثمارها، مما يدل على سعة رزقها وطيب عيشها.
فلما سمع أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- هذا الوصف، تعجب من عظم هذا النعيم ولطافته، فقال: «يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ هَذِهِ لَطَيْرٌ نَاعِمَةٌ»، أي إن هذه الطيور لنعومتها وحسنها لناعمة جدًا.
فأجابه النبي ﷺ مؤكدًا أن النعمة الأعظم هي للآكل منها، لا للطير نفسه، فقال: «آكِلُهَا أَنْعَمُ مِنْهَا»، وكَرَّرَ هذه الجملة ثلاث مرات للتأكيد على عظم هذا النعيم وزيادة لذة الآكل على لذة المأكول.
ثم ختم النبي ﷺ كلامه ببشارة عظيمة لأبي بكر الصديق -رضي الله عنه-، فقال: «وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِمَّنْ يَأْكُلُ مِنْهَا يَا أَبَا بَكْرٍ»، وهي بشارة له بدخول الجنة والتنعم بهذا النعيم المقيم.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظم نعيم الجنة: الحديث يصور جانبًا من نعيم الجنة الذي لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، فطيورها في حجم الإبل، مما يبعث في نفس المؤمن الشوق إلى الجنة والرغبة في نعيمها.
2- تفاضل النعيم: نعيم الآكل في الجنة أعظم من نعيم المأكول، فإذا كانت الطيور بهذه النعمة واللذة، فكيف بلذة من يأكلها؟ وهذا يدل على أن نعيم الجنة يتفاضل، وأعظمه ما يصل إلى الإنسان مباشرة.
3- مكانة أبي بكر الصديق: في هذا الحديث بشارة واضحة من النبي ﷺ لأبي بكر -رضي الله عنه- بدخول الجنة، وهو ما تحقق بإجماع الأمة على فضله وسبقه للإسلام، وأنه من العشرة المبشرين بالجنة.
4- الحث على العمل للآخرة: مثل هذه الأحاديث التي تصور نعيم الجنة تزرع في القلب حب الآخرة، وتشحذ الهمم للعمل الصالح والمسارعة في الخيرات.
5- الترغيب في الجنة: من أساليب النبي ﷺ التربوية الترغيب في الجنة ووصف نعيمها، مما يبعث الأمل في نفوس المسلمين ويجعلهم يصبرون على الطاعات ويتحملون المشقات في سبيل الله.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والطبراني في المعجم الكبير، وقال الحافظ العراقي: إسناده حسن.
- ذكر شراح الحديث أن طيور الجنة من أنواع النعيم التي يسّرها الله لعباده، يأكلون منها كيف يشاءون دون تعب أو مشقة.
- قوله ﷺ: «آكلها أنعم منها» ثلاث مرات، للتأكيد على عظمة النعيم، وكأنه يقول: لا تتعجب من نعمة هذه الطيور، فَنَعمةُ مَن يأكلها أعظم.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا جميعًا من أهل الجنة، وأن يمن علينا بنعيمها، ويجمعنا فيها مع النبي ﷺ وصحابته الكرام.
وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٣٣١١) عن سيار بن حاتم، حدثنا جعفر بن سليمان الضُبعي، حدثنا ثابت، عن أنس فذكره.
وسيار بن حاتم مختلف فيه وأكثر أهل العلم على تضعيفه.
وفي معناه روى الحسن مرسلا. رواه ابن أبي شيبة (٣٢٥٩٥) عن مروان بن معاوية، عن عوف (هو ابن أبي جميلة الأعرابي)، عن الحسن أن النبي ﷺ نعت يوما الجنة وما فيها من الكرامة، فقال فيما يقول: «إن فيها لطيرا أمثال البخت» فقال أبو بكر: يا رسول الله، إن تلك الطير ناعمة؟ فقال النبي ﷺ: «يا أبا بكر من يأكل منها أنعم منها، والله يا أبا بكر إني لأرجو أن تكون ممن يأكل منها».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 53 من أصل 643 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: طير الجنة كأمثال البخت ترعى في شجر الجنة

  • 📜 حديث: طير الجنة كأمثال البخت ترعى في شجر الجنة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: طير الجنة كأمثال البخت ترعى في شجر الجنة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: طير الجنة كأمثال البخت ترعى في شجر الجنة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: طير الجنة كأمثال البخت ترعى في شجر الجنة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب