قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
  
   

آيات قرآنية عن حقيقة الإيمان في القرآن الكريم

مواضيع القرآن الكريم

﴿ذَٰلِكَ ٱلۡكِتَٰبُ لَا رَيۡبَۛ فِيهِۛ هُدٗى لِّلۡمُتَّقِينَ ﴾ [البقرة: 2]
على خلاف كتُب البشر التي تُستفتَح بالاعتذار إلى القرَّاء والاعتراف بالتقصير، افتَتح الله السورةَ بإعلانٍ صريح أنَّ هذا الكتابَ العظيم حقٌّ كلُّه، لا يأتيه الباطلُ من بين يديه ولا من خلفه.
ما أرفعَ شأنَ القرآن، وما أبعدَه عن أن تنالَ منه شبُهات المشكِّكين! فيا أيها المؤمنُ انهض بقلبك وعقلك إليه، ويا أيها المرتابُ لن تَعدُوَ شبهاتُك القاعَ الذي أنت فيه! إنه الكتابُ الوحيد الذي تقرؤه وأنت مطمئنٌّ تمام الاطمئنان، وموقنٌ كمال اليقين، بصدق كلِّ حرفٍ فيه.
فاجعله صاحبَك في ليلك ونهارك.
كلَّما اتَّقى العبد ربَّه ارتقى في مدارج الهدى والصلاح، ولا يزال في مزيدِ هدايةٍ ما دام في مزيدٍ من الورع والتقوى، فاتَّقِ تَرتَقِ! التقوى تفتح مغاليقَ القلوب وتهيِّئها لتلقِّي أنوار الكتاب، فتحيا بالقرآن وتستجيبُ لأمره.
فما أسعدَ المتَّقين! في تخصيص الهدى بالمتَّقين رفعٌ لقَدرهم، وتنويهٌ بفضلهم، فنالوا بتقواهم الجزاء مضاعفًا؛ اهتداءً بالقرآن، وثناءً من الجليل الديَّان.
سورة: البقرة - آية: 2  - جزء: 1 - صفحة: 2
﴿ٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡغَيۡبِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ ﴾ [البقرة: 3]
ليس الفضل والمزيَّة في الإيمان بما تشاهده بعينيك فحسبُ، ولكن في الإيمان بما لا تُدركه حواسُّك ممَّا أخبر به الوحيُ.
ألا ترى أن المتَّقين قد مُدحوا بإقامة الصلاة لا بمجرَّد أدائها؟ إن في إقامتها معنى المحافظة عليها، والوفاء بحقوقها.
فيا أيها المؤمنُ، صلاتُك صِلتُك بربِّك، فأحسن الصِّلة! لو استحضرنا فضلَ الله علينا وعظيمَ بِرِّه بنا وجميلَ إحسانه إلينا، لكان ذلك دافعًا لنا إلى البِرِّ بعباده الضعفاء، والإحسان إلى المحتاجين والفقراء.
مَن أيقن بالخلَف من الله الرزَّاق جادت نفسُه بالبذل والعطاء، فلا تبخل بما آتاك، وأنفِق يُنفَق عليك.
شيوع النفقة في المجتمع المسلم يجعل الحياةَ مجالَ تعاونٍ وتراحُم، لا مُعترَكَ تطاحُنٍ وتزاحُم، ويُشعر العاجزين والضعفاء أنهم يعيشون بين قلوبٍ ونفوس، لا بين أنيابٍ ومخالب! أيها المؤمن، لا يطلُب الله تعالى منك أن تتصدَّق بكلِّ ما رزقك، بل يدعوك إلى أن تنفقَ ممَّا وهبك، فلا تبخل بالإنفاق في مَحابِّ مَن أعطاك.
سورة: البقرة - آية: 3  - جزء: 1 - صفحة: 2
﴿وَٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبۡلِكَ وَبِٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ يُوقِنُونَ ﴾ [البقرة: 4]
لا يكون متَّقيًا ولا مهتديًا مَن لم يكن منقادًا لكلام الله تعالى؛ مصدِّقًا موقنًا، فاللهم اجعلنا من أهل الإيمان والاتِّباع.
أحقُّ ما تعتزُّ به أيها المسلمُ هدى الله تعالى، فإن الأزمانَ تتقلَّب والأيَّام، وهو ثابتٌ كالنجم الهادي في دَياجير الظلام.
ما أنزل الله كتبَه من السماء على رسُله الكرام إلا للإيمان بها، والعمل بأحكامها، وقد نُسخَت جميعًا بالقرآن العظيم، المنزَل على رسولنا الكريم ﷺ، فما أحرانا أن نستمسكَ به؛ علمًا وعملًا، تلاوةً وتدبُّرًا! لم يخلقنا الله عبثًا ولن يتركَنا سدًى، فمَن آمن بيوم الجزاء الذي يتحقَّق فيه وعدُ الله ووعيده، اطمأنَّ قلبه، واجتهد في عبادته وطلبِ رضاه.
حينما علم المتَّقون الخبرَ الصادق عن اليوم الآخر في القرآن أيقَنوا به يقينًا كاملًا تامًّا ليقينهم بالقرآن حقَّ اليقين.
أرأيت إلى هؤلاء المتَّقين، إن يقينهم باليوم الآخر ليتجدَّد بتجدُّد الأيام، فيزداد رسوخًا في قلوبهم، وتشرق آثارُه في أعمالهم.
ليستِ التقوى ادِّعاءً يُدَّعى، ولكنَّها إيمانٌ وعمل صالح في السرِّ والعلن، وإحسانٌ في عبادة الله، وإحسانٌ إلى عباد الله.
سورة: البقرة - آية: 4  - جزء: 1 - صفحة: 2
﴿أُوْلَٰٓئِكَ عَلَىٰ هُدٗى مِّن رَّبِّهِمۡۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ ﴾ [البقرة: 5]
أعظِم به من هدًى يناله المؤمنون المتَّقون! وكيف لا يكون كذلك وهو عطاءُ الجواد الكريم، وفضلُ المنَّان العظيم؟ وعدُ الله عبدَه المؤمنَ بالنجاح في الدنيا والفلاح في الآخرة يملأ قلبَه باليقين، ألا تشعرُ بالطُّمَأنينة تغشى روحَك وأنت تعلم عاقبةَ إيمانك؟ كيف لا يتمكَّن من الهدى ويثبُت عليه ويستعلي فيه مَن جمع صلاحَ الباطن بالإيمان، وصلاحَ الظاهر بلزوم الصالحات؟ لا يبلغ الإنسانُ رتبة الفلاح، حتى يعظُمَ حظُّه من الإيمان والصلاح.
سورة: البقرة - آية: 5  - جزء: 1 - صفحة: 2
﴿يَكَادُ ٱلۡبَرۡقُ يَخۡطَفُ أَبۡصَٰرَهُمۡۖ كُلَّمَآ أَضَآءَ لَهُم مَّشَوۡاْ فِيهِ وَإِذَآ أَظۡلَمَ عَلَيۡهِمۡ قَامُواْۚ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمۡعِهِمۡ وَأَبۡصَٰرِهِمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ ﴾ [البقرة: 20]
أجارنا الله من حال المنافقين، فهم أبدًا بين خوفٍ وحَيرة يتردَّدون، فلا أمِنوا الطريقَ ولا اهتدَوا السبيل، تلك هي النفوسُ المنهزمة والجماعة المخذولة.
سورة: البقرة - آية: 20  - جزء: 1 - صفحة: 4
﴿وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ﴾ [البقرة: 82]
الجنَّة، ما الجنَّة؟ إنها دار المؤمنين المتَّقين، العاملين في رضا ربِّ العالمين، يخلدون فيها بسلام، ويتقلَّبون في نُعماها بأمان.
سورة: البقرة - آية: 82  - جزء: 1 - صفحة: 12
﴿أَمۡ تُرِيدُونَ أَن تَسۡـَٔلُواْ رَسُولَكُمۡ كَمَا سُئِلَ مُوسَىٰ مِن قَبۡلُۗ وَمَن يَتَبَدَّلِ ٱلۡكُفۡرَ بِٱلۡإِيمَٰنِ فَقَدۡ ضَلَّ سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ ﴾ [البقرة: 108]
إن مجرَّد إرادة سؤال الأنبياء تعنُّتًا لهو موضعُ إنكارٍ وذم، فكيف بالسؤال نفسِه؟! وفي ذلك أبلغ رَدعٍ للمؤمن عن التشبُّه باليهود في هذا.
لا تسلك طريقًا أوصل سالكيه إلى غاياتِ العطَب، ومواطن الشؤم والغضَب، بل كن من ذلك الطريق حَذِرا، ولغيرك منه محذِّرا.
مثَلُ الذين يطعُنون في شرع الله بأسئلة التشكيك والتعجيز والتحدِّي مثَلُ مَن استبدل بإيمانه كفرًا.
أعاذنا الله من الضلال، ومن كلِّ مسلكٍ يؤدِّي إليه.
سورة: البقرة - آية: 108  - جزء: 1 - صفحة: 17
﴿قُولُوٓاْ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡنَا وَمَآ أُنزِلَ إِلَىٰٓ إِبۡرَٰهِـۧمَ وَإِسۡمَٰعِيلَ وَإِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَ وَٱلۡأَسۡبَاطِ وَمَآ أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَآ أُوتِيَ ٱلنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمۡ لَا نُفَرِّقُ بَيۡنَ أَحَدٖ مِّنۡهُمۡ وَنَحۡنُ لَهُۥ مُسۡلِمُونَ ﴾ [البقرة: 136]
يا لهذا الدين الذي انتظم خيارَ أهل الأرض منذ خلقَ الله الأرض! هم الرَّكبُ فالحَق بهم، ولا تنشغل عنهم ببنيَّات الطريق.
الإسلام دين الجلال والكمال، وهو امتدادٌ للرسالات السماوية السالفة، أفلا يزيدُنا هذا إيمانًا وثباتًا، ويقينًا ورسوخًا؟!
سورة: البقرة - آية: 136  - جزء: 1 - صفحة: 21
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ ﴾ [البقرة: 153]
الصلاة من خير ما يُستعان به على جميع الأمور، وقد كان النبيُّ ﷺ إذا حزَبَه أمرٌ فزع إليها، وحريٌّ بمَن التجأ إلى الله أن يُعان، وبمَن صبَر أن ينالَ شرف المعيَّة.
إن شئت أن يكونَ الله معك، يسدِّدك ويعينك، فاجعل الصبرَ دَيدَنك في حياتك كلِّها.
سورة: البقرة - آية: 153  - جزء: 2 - صفحة: 23
﴿رَّبَّنَآ إِنَّنَا سَمِعۡنَا مُنَادِيٗا يُنَادِي لِلۡإِيمَٰنِ أَنۡ ءَامِنُواْ بِرَبِّكُمۡ فَـَٔامَنَّاۚ رَبَّنَا فَٱغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرۡ عَنَّا سَيِّـَٔاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ ٱلۡأَبۡرَارِ ﴾ [آل عمران: 193]
القلوب المؤمنة سريعةُ الاستجابة لربِّها، تبحث أوَّلَ ما تبحث عن تقصيرها، فتعمل على إصلاحه، سائلةً الله مغفرةَ ذنوبها، والوفاةَ مع الأبرار الذين هم رفقاءُ دربها.
سورة: آل عمران - آية: 193  - جزء: 4 - صفحة: 75
﴿وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ سَنُدۡخِلُهُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۖ لَّهُمۡ فِيهَآ أَزۡوَٰجٞ مُّطَهَّرَةٞۖ وَنُدۡخِلُهُمۡ ظِلّٗا ظَلِيلًا ﴾ [النساء: 57]
لا تستهِن بجُرمٍ يعاقب الله عليه بنارٍ كلَّما التهمَت مكامنَ الإحساس تجدَّدت؛ ليتجدَّدَ الألم ويدومَ العذاب.
بعزَّته تعالى غلب أهلَ معصيته فأدخلَهم نارَه، وبحكمته عذَّبهم وأوجعهم، فسبحانه لا يغالبه شيءٌ إلا غلبه، ولا يَجزي أحدًا سوءًا إلا كان أهلًا له.
إن المؤمنين في الجنَّة مع ما هم فيه من التكريم ينعُمون بظلٍّ ظليل، باردٍ كريم، وإن الكافرين في النار مع ما هم فيه من العذاب ﴿لهُم من فَوقِهِم ظُلَلٌ منَ النَّارِ ومن تحتِهم ظُلَلٌ﴾ .
ما أكثرَ نعيمَ الجنَّات؛ إلا أنه اقتصر هنا على بعض المقدَّم لدى الإنسان من اللذَّات، ومنه بهجةُ المنظر، وأُنسُ الزوجات! كلُّ ما في الجنَّة من نعيمٍ فهو أحسنُه وأكملُه، ولا يَشوبه شيءٌ من الكدَر الحسيِّ ولا المعنويِّ، فالظلُّ متَّصلٌ معتدل على أجمل أحواله.
سورة: النساء - آية: 57  - جزء: 5 - صفحة: 87
﴿إِلَّا ٱلَّذِينَ تَابُواْ وَأَصۡلَحُواْ وَٱعۡتَصَمُواْ بِٱللَّهِ وَأَخۡلَصُواْ دِينَهُمۡ لِلَّهِ فَأُوْلَٰٓئِكَ مَعَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَۖ وَسَوۡفَ يُؤۡتِ ٱللَّهُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ أَجۡرًا عَظِيمٗا ﴾ [النساء: 146]
ما من دواءٍ أنجعُ من شدَّة الاعتصام بالله، واللجوء إليه، والإخلاص له، وبمقدار العناية بهذا العلاج يكون الشفاءُ من أعتى الأمراض.
التائبون المُصلحون ما أفسدوا هم في صُحبة المؤمنين المتَّقين، الذين ينالون الأجرَ والتكريم من ربِّ العالمين.
سورة: النساء - آية: 146  - جزء: 5 - صفحة: 101
﴿فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَيُوَفِّيهِمۡ أُجُورَهُمۡ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضۡلِهِۦۖ وَأَمَّا ٱلَّذِينَ ٱسۡتَنكَفُواْ وَٱسۡتَكۡبَرُواْ فَيُعَذِّبُهُمۡ عَذَابًا أَلِيمٗا وَلَا يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيّٗا وَلَا نَصِيرٗا ﴾ [النساء: 173]
الإيمان والعمل الصالح يورثان التواضعَ الذي يجعل الإنسان عبدًا لربِّه، ومَن كان كذلك نال الأجرَ العظيم، والزيادةَ من المعطي الكريم.
حين يرى المستنكِفُون ثوابَ أهل الطاعة، ثم يُشاهدون ما يستحقُّونه من العقوبة؛ فإن آلامهم تَزيد، وحسَراتِهم تعظُم.
فليستكبر مَن شاء كيف يشاء، وليعتدَّ بأهل القوَّة والشرف كما يريد، ولكن أيُّ وليٍّ ينصرُه من بأس الله إن جاءه، في يومٍ لا يُغني فيه جاهٌ ولا مال؟
سورة: النساء - آية: 173  - جزء: 6 - صفحة: 105
﴿فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَٱعۡتَصَمُواْ بِهِۦ فَسَيُدۡخِلُهُمۡ فِي رَحۡمَةٖ مِّنۡهُ وَفَضۡلٖ وَيَهۡدِيهِمۡ إِلَيۡهِ صِرَٰطٗا مُّسۡتَقِيمٗا ﴾ [النساء: 175]
يقوى إيمانُ القلب والتزامُه، ما كان بالله وحدَه اعتصامُه، فإذا اتَّكل على عقلِه، واعتمد على حَولِه، فقد نزغَت به نفسُه وشيطانُه.
ألا تحبُّ أن تدخُلَ في رحمة الله وفضله؟ اجعل الإيمانَ به يدخل قلبَك، والاعتصامَ به يملأ حياتَك، تَسعَد في العاجلة والآجلة.
سورة: النساء - آية: 175  - جزء: 6 - صفحة: 105
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا قُمۡتُمۡ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ فَٱغۡسِلُواْ وُجُوهَكُمۡ وَأَيۡدِيَكُمۡ إِلَى ٱلۡمَرَافِقِ وَٱمۡسَحُواْ بِرُءُوسِكُمۡ وَأَرۡجُلَكُمۡ إِلَى ٱلۡكَعۡبَيۡنِۚ وَإِن كُنتُمۡ جُنُبٗا فَٱطَّهَّرُواْۚ وَإِن كُنتُم مَّرۡضَىٰٓ أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوۡ جَآءَ أَحَدٞ مِّنكُم مِّنَ ٱلۡغَآئِطِ أَوۡ لَٰمَسۡتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَلَمۡ تَجِدُواْ مَآءٗ فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدٗا طَيِّبٗا فَٱمۡسَحُواْ بِوُجُوهِكُمۡ وَأَيۡدِيكُم مِّنۡهُۚ مَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيَجۡعَلَ عَلَيۡكُم مِّنۡ حَرَجٖ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمۡ وَلِيُتِمَّ نِعۡمَتَهُۥ عَلَيۡكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ ﴾ [المائدة: 6]
الصلاة مناجاةٌ لله؛ فلا بدَّ لها من طهارةٍ ظاهرة وطهارةٍ باطنة؛ تأدُّبًا معه سبحانه، وعملًا بشرعه.
الطهارة الشرعيَّة تَشمَل أعضاءَ عمل الإنسان التي تكتسب الخطايا، فيأتي الوضوءُ لتكفير خطايا الأعضاء، أمَّا الجنابةُ فمن شهوةٍ تعُمُّ الجسدَ كلَّه فكانت الطهارة لجميعه.
التيمُّم وإن لم يكن طهارةً ظاهرة فهو طهارةٌ باطنة، تتمثَّل في الانقياد لشرع الله والتسليم لحكمه.
رحمة الله ظاهرةٌ في تكليفه لعباده، فلا يريد سبحانه أن يُعنتَهم، فشرَع لهم التيمُّمَ حال فقدِ الماء أو تعذُّر استعماله، فما أعظمَه من تيسير! تشريع العبادة وتيسيرُها ورفعُ الحرَج عن المؤمنين نعمٌ من الله تستحقُّ الشكر.
المؤمن يعيش بين خيرين؛ نعمةٍ يشكرها، ومصيبةٍ يصبِر عليها، فإذا أحاطه اللهُ جلَّ جلاله بلطفه وبِرِّه، فهو فضلٌ يدعو إلى حمده وشكره.
سورة: المائدة - آية: 6  - جزء: 6 - صفحة: 108
﴿هَلۡ يَنظُرُونَ إِلَّآ أَن تَأۡتِيَهُمُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ أَوۡ يَأۡتِيَ رَبُّكَ أَوۡ يَأۡتِيَ بَعۡضُ ءَايَٰتِ رَبِّكَۗ يَوۡمَ يَأۡتِي بَعۡضُ ءَايَٰتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفۡسًا إِيمَٰنُهَا لَمۡ تَكُنۡ ءَامَنَتۡ مِن قَبۡلُ أَوۡ كَسَبَتۡ فِيٓ إِيمَٰنِهَا خَيۡرٗاۗ قُلِ ٱنتَظِرُوٓاْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ ﴾ [الأنعام: 158]
بادِر إلى الإيمان ولا تتريَّث؛ فإن الانتظارَ غيرُ محمود، والعمر قصيرٌ محدود، والموت مفاجئ يخطَف على حين غِرَّة.
الإيمـان ينفـعُ ما كان إيمانًا بالغيـب، واختيارًا من العبد، أمَّا إذا حضَرَت الآياتُ فلم يَبقَ للإيمان فائدة؛ لأنه يشبه الإيمانَ الضَّروريَّ، كإيمانِ الغَريق والحريق ونحوهما، ممَّن إذا رأى الموتَ أقلع عمَّا هو فيه.
واظِب على الصالحات ولا تُعرِض عنها، قبلَ العجز عن فعلها، والندم على ترك الإقبال عليها.
لكلِّ مُعرضٍ عن الحقِّ مسوِّفٍ بالتوبة: إذا انتظرتَ مستقبلَ الزمان لأوبَتِك، فإن هناك تهديدًا بالعذاب ينتظرُك، فاسبِق التهديدَ بتوبتِك، قبل أن يسبقَك إلى عقوبتك.
سورة: الأنعام - آية: 158  - جزء: 8 - صفحة: 150
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمۡ وَكَانُواْ شِيَعٗا لَّسۡتَ مِنۡهُمۡ فِي شَيۡءٍۚ إِنَّمَآ أَمۡرُهُمۡ إِلَى ٱللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفۡعَلُونَ ﴾ [الأنعام: 159]
البراءة ممَّن فارق الوحيَ والاهتداء، من أهل المِلَل والأهواء، تكليفٌ ربَّاني، وأمرٌ قرآني.
تحذير القرآنِ من الاختلاف هو دعوةٌ للأمَّة أن تحرِصَ على الاجتماع والائتلاف على مائدة الحقِّ.
كيف سيكون حالُ مَن أُحيلَت قضيَّةُ جَرائرِهم إلى الله تعالى الذي قدَّموا آراءهم على قوله، ومُراداتِهم على مَرضاته، واحتكموا إلى أهوائهم دون حُكمه؟! لو كان مُفارقُ الشرع الربَّانيِّ والهَدي النبويِّ يدري مغَبَّةَ سوء اختياره، وعاقبةَ بُعده وإعراضِه لما فعَل ما فعل.
سورة: الأنعام - آية: 159  - جزء: 8 - صفحة: 150
﴿ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ ﴾ [يونس: 63]
ترقَّ في درجاتِ الإيمان والتقوى، حتى تسموَ في آفاقِ الوَلاية.
لا تفارقُ التقوى قلوبَ الأولياء، بل تُصاحبُهم مدةَ حياتِهم، ماضيها وحاضرِها ومستقبلِها.
سورة: يونس - آية: 63  - جزء: 11 - صفحة: 216
﴿لَهُمُ ٱلۡبُشۡرَىٰ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِۚ لَا تَبۡدِيلَ لِكَلِمَٰتِ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ ﴾ [يونس: 64]
إذا ظفِرَ المرءُ بوَلاية الله أنالَه سعادةَ الدنيا والآخرة.
أين لذاتُ أهل الدنيا ممَّا يجدُه وليُّ اللهِ من البِشارة في حلاوة فعلِ الطاعات وتركِ السيئات، وآثارِ ذلك في حياته الخاصة والعامة؟ وعدُ اللهِ لأوليائه لا يتخلَّفُ؛ لأنه من كلماته، فكُن من ذلك على يقين، وبموعود اللهِ أوثقَ منك بما تراه.
مَن سابقَ في أمرٍ عظيم وهو طاعةُ اللهِ ورسولِه، كان فوزُه دون شكٍّ عظيمًا.
سورة: يونس - آية: 64  - جزء: 11 - صفحة: 216
﴿وَلَا يَحۡزُنكَ قَوۡلُهُمۡۘ إِنَّ ٱلۡعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًاۚ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ ﴾ [يونس: 65]
أيها الداعيةُ، لا تُقِم وزنًا لِما يقوله المتهكمون، وقِفْ موقفَ العزمِ والثبات، فإن ضعيفَ الإيمان هو الذي ينصرفُ عن الدعوة بمجردِ تثبيطِ الناس له.
على داعي الحقِّ أن يوطِّن نفسَه على أن إحزانَ الناسِ له سينتظرُه في الطريق، فعليه أن يركبَ مركبَ الجَلَد والعزيمة حتى يتجاوزَه.
يسمعُ اللهُ تعالى أقوال أعداءه، ويعلمُ سبحانه بأعمالهم وما في قلوبهم، ولو شاء بعزته لانتصر منهم، فحسْبُك أيها المؤمن علم الله وكفايته.
سورة: يونس - آية: 65  - جزء: 11 - صفحة: 216
﴿وَأَنۡ أَقِمۡ وَجۡهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفٗا وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ ﴾ [يونس: 105]
لا تلتفت إلى غيرِ ربِّك، ولا تقصِد سوى وجهِ خالقك، بل وجِّه إلى مولاك وجهَك، وانصرف إليه بكُلِّيتك.
الشِّركُ أعظمُ ما يُنهى عنه، وأشدُّ ما يُؤمرُ العبدُ بالتبرُّؤ منه.
سورة: يونس - آية: 105  - جزء: 11 - صفحة: 220
﴿وَلَا تَدۡعُ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَۖ فَإِن فَعَلۡتَ فَإِنَّكَ إِذٗا مِّنَ ٱلظَّٰلِمِينَ ﴾ [يونس: 106]
لا يملِكُ النفعَ والضَّرَّ إلا اللهُ تعالى، فليتعلَّق العبدُ بربِّه سبحانه، ولا يتعلَّق بغيره من الأصنام والأوثان؛ فإنها لا تصنعُ شيئًا من تلقاءِ نفسها.
لا يُقبَل الشركُ ولو جاءَ من أشرف المخلوقين، وحاشاه؛ لأن ذلك تَعدٍّ على أعظمِ حقٍّ من حقوق الله.
سورة: يونس - آية: 106  - جزء: 11 - صفحة: 220
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَأَخۡبَتُوٓاْ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ﴾ [هود: 23]
يا طيبَها من حالةٍ للعبد مع ربِّه! فيها الطُّمَأنينةُ والاستقرارُ، والثقة والتسليم، وهدوءُ النفس وسكونُ القلب وراحةُ البال.
لا تنفَع الأحوالُ الخاسئة في القلب دون الأعمال الصالحة المُصدِّقة لها.
سورة: هود - آية: 23  - جزء: 12 - صفحة: 224
﴿۞ مَثَلُ ٱلۡفَرِيقَيۡنِ كَٱلۡأَعۡمَىٰ وَٱلۡأَصَمِّ وَٱلۡبَصِيرِ وَٱلسَّمِيعِۚ هَلۡ يَسۡتَوِيَانِ مَثَلًاۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [هود: 24]
تتيهُ الروحُ في حَضيضِ الظلُمات إذا ما تعامَت عن آيات الله، وتصامَّت عن سماعها، كما يتحيَّرُ الجسدُ في مصالحه إذا لم يكن ذا سمعٍ وبصر.
إذا شئتَ أن تختبرَ قوَّةَ سمعِ روحك وبصرها، فانظُر استجابتَها لما تسمعُه من الحقِّ وما تراه.
المتشكِّكُ في تباين فريق الحق وفريق الباطل غيرُ عاقل، وهو عن معرفة حقائقِ الأمور غافل.
سورة: هود - آية: 24  - جزء: 12 - صفحة: 224
﴿ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَتَطۡمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكۡرِ ٱللَّهِۗ أَلَا بِذِكۡرِ ٱللَّهِ تَطۡمَئِنُّ ٱلۡقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28]
أيُّ قلبٍ لا يطمئنُّ وهو يَركَنُ إلى مولاه، ولا يزال يذكره، ويأنَس به وبالقرب منه؟ إذا دَهَمَت قلبَك جيوشُ الحَيرة فادحَرها بذكر الله الكثير، ترتدَّ على أدبارها خائبة.
المؤمنون الذاكرون اللهَ في كلِّ وقت تبقى قلوبهم على عُروةِ الاطمئنان، وآفاقِ الأمان، فلا تحُلُّها المخاوف، ولا تَنزِلها المصائب.
سورة: الرعد - آية: 28  - جزء: 13 - صفحة: 252
﴿ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ طُوبَىٰ لَهُمۡ وَحُسۡنُ مَـَٔابٖ ﴾ [الرعد: 29]
العمل الصالحُ هو قِوامُ الإيمان، فلا بدَّ من الإذعان للحق، ثم العمل به، ثم السيرِ على مقتضى الإيمان في الحياة كلِّها.
ما أنعمَ حياةَ المؤمنِ الدنيوية والأخروية! فدنياه محفوفةٌ بطيب العيش المطمئن، وآخرتُه معمورةٌ بكلِّ ما تقَرُّ به الأعين.
سورة: الرعد - آية: 29  - جزء: 13 - صفحة: 253
﴿مَّثَلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمۡۖ أَعۡمَٰلُهُمۡ كَرَمَادٍ ٱشۡتَدَّتۡ بِهِ ٱلرِّيحُ فِي يَوۡمٍ عَاصِفٖۖ لَّا يَقۡدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَىٰ شَيۡءٖۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلضَّلَٰلُ ٱلۡبَعِيدُ ﴾ [إبراهيم: 18]
لو جُمعَ الرمادُ فلا نفعَ له، فكيف به إذا نثَرته الرياحُ في كلِّ مكان! كذلك هي أعمالُ الكفَّار، مآلها أن تذهبَ هباءً.
الأعمال التي لا تقومُ على قاعدةٍ من الإيمان، ولا تلتحم بالعُروة الوثقى؛ مفكَّكةٌ كالهباء والرماد، لا قِوامَ لها ولا نظام.
من أعظم الضلال والخسران أن تضيعَ أعمالُ الإنسان وهو أحوجُ ما يكون إليها، بفَقدِها شرطًا من شروط القَبول.
سورة: إبراهيم - آية: 18  - جزء: 13 - صفحة: 257
﴿وَأُدۡخِلَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَا بِإِذۡنِ رَبِّهِمۡۖ تَحِيَّتُهُمۡ فِيهَا سَلَٰمٌ ﴾ [إبراهيم: 23]
ما أحسنَ متعةَ الأبصار بذلك المنظر البهيج في الجنَّة، حيثُ الظِّلالُ والماء والخُضرة! وما أسعدَ النفوسَ بالائتلاف والأمن والسلام في ذلك المكان الأمين! اعمل صالحًا ولا تغترَّ به، فتحسبَ أنه وحدَه وسيلتُك إلى الجنة؛ لأن دخولَ الجنة لا يكونُ إلا بإذن الله ورحمته.
سورة: إبراهيم - آية: 23  - جزء: 13 - صفحة: 258
﴿مَنۡ عَمِلَ صَٰلِحٗا مِّن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤۡمِنٞ فَلَنُحۡيِيَنَّهُۥ حَيَوٰةٗ طَيِّبَةٗۖ وَلَنَجۡزِيَنَّهُمۡ أَجۡرَهُم بِأَحۡسَنِ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ﴾ [النحل: 97]
أيُّ حياةٍ أطيبُ من حياةِ مَن اجتمعت همومُه فصارت همًّا واحدًا، وهو مرضاةُ الله والقربُ منه والتودُّدُ إليه بالإيمان والعمل الصالح، وصار ذِكرُ محبوبِه الأعلى، والشوقُ إليه هو المستوليَ عليه؟! المؤمن في حياة طيِّبةٍ وإن كان مُعسرًا، فقناعتُه ورضاه بما قسَم الله له، وأمله بحُسن الثواب وعظيم الأجر هو رَوحُه وريحانه.
سورة: النحل - آية: 97  - جزء: 14 - صفحة: 278
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجۡرَ مَنۡ أَحۡسَنَ عَمَلًا ﴾ [الكهف: 30]
أحسنُ العمل ما أُريد به وجهُ الله تعالى، وأصاب السنة، ومَن وُفِّق إليه فليهنأ بجزاء الله الكريم في الدنيا قبل الآخرة.
ماذا ينتظر العبد أكثر من هذه البشرى؟! ألا فلنسابق إلى فعل الطاعات، والإكثار منها، فقد تعهَّد الله لنا بحسن الجزاء، وهو سبحانه أهلُ الكرم في الوفاء.
سورة: الكهف - آية: 30  - جزء: 15 - صفحة: 297
﴿هُنَالِكَ ٱلۡوَلَٰيَةُ لِلَّهِ ٱلۡحَقِّۚ هُوَ خَيۡرٞ ثَوَابٗا وَخَيۡرٌ عُقۡبٗا ﴾ [الكهف: 44]
أليس خيرًا لك أيها الإنسان أن تتولَّى ربَّك في كلِّ حين؟! فمَن كان الله وليَّه فاز بخير عاقبة في الدنيا، وخيرِ مآل في الآخرة.
لا أحدَ أكرمُ من الله، فمَن سواه تعالى يثيب على العمل بعشرة أمثاله، إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة؟
سورة: الكهف - آية: 44  - جزء: 15 - صفحة: 298
﴿قُلۡ هَلۡ نُنَبِّئُكُم بِٱلۡأَخۡسَرِينَ أَعۡمَٰلًا ﴾ [الكهف: 103]
استمع إلى نبأ الله وهو يبين صفاتِ الخاسرين لتجتنبها، كما أنك تعرفُ صفات الفائزين لتعمل بها.
سورة: الكهف - آية: 103  - جزء: 16 - صفحة: 304
﴿خَٰلِدِينَ فِيهَا لَا يَبۡغُونَ عَنۡهَا حِوَلٗا ﴾ [الكهف: 108]
إن كان المقيمُ في مكانٍ زمانًا طويلًا قد يسأمه من طول لبثه فيه، فإن أهل الجنة ليسوا كذلك.
سورة: الكهف - آية: 108  - جزء: 16 - صفحة: 304
﴿إِلَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَأُوْلَٰٓئِكَ يَدۡخُلُونَ ٱلۡجَنَّةَ وَلَا يُظۡلَمُونَ شَيۡـٔٗا ﴾ [مريم: 60]
حتى لو أهملتَ صلاتك دهرًا وأضعتها، حتى وإن قادتك شهواتك فاتبعتها، فإن الله يدعوك لتوبة صالحة، ليس جزاؤها فقط ألا تعاقَب، بل جزاؤها الجنة.
سورة: مريم - آية: 60  - جزء: 16 - صفحة: 309
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ سَيَجۡعَلُ لَهُمُ ٱلرَّحۡمَٰنُ وُدّٗا ﴾ [مريم: 96]
لا تطلبِ مودَّة الناس بإظهار الغنى وتزويق الكلام، والمداهنة بترك الحِسبة وتحليل الحرام، بل اطلُبها بمحبَّة الله لك بإيمانك وعملك الصالح.
(إذا أحبَّ الله عبدًا نادى جبريلَ: إني أحبُّ فلانًا فأحِبَّه، فيحبُّه جبريل، ثم ينادي في السماء: إن الله يحبُّ فلانًا فأحبُّوه، فيحبُّه أهل السماء، ثم يوضَع له القَبول في أهل الأرض).
سورة: مريم - آية: 96  - جزء: 16 - صفحة: 312
﴿وَمَن يَعۡمَلۡ مِنَ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَهُوَ مُؤۡمِنٞ فَلَا يَخَافُ ظُلۡمٗا وَلَا هَضۡمٗا ﴾ [طه: 112]
أيها المؤمنُ العامل، دُم على سعيك، وأبشر بثواب ربِّك، ثوابًا لا تخاف فيه ظلمًا بزيادة سيِّئاتك، ولا هضمًا بنقصان حسناتك.
سورة: طه - آية: 112  - جزء: 16 - صفحة: 319
﴿فَمَن يَعۡمَلۡ مِنَ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَهُوَ مُؤۡمِنٞ فَلَا كُفۡرَانَ لِسَعۡيِهِۦ وَإِنَّا لَهُۥ كَٰتِبُونَ ﴾ [الأنبياء: 94]
يا من جُبلت على الاطمئنان لما هو مكتوب من الحقوق، لا تقلق، فحقك مكفولٌ، وأجرك محفوظٌ عند من لا تضيع عنده مثقال ذرَّة.
سورة: الأنبياء - آية: 94  - جزء: 17 - صفحة: 330
﴿فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَهُمۡ فِي رَوۡضَةٖ يُحۡبَرُونَ ﴾ [الروم: 15]
الذين لاقَوا ربَّهم بما يحبُّه من الطاعات، لا تنقطع عنهم أنواع الملذات، في روضات الجنَّات.
سورة: الروم - آية: 15  - جزء: 21 - صفحة: 405
﴿فَأَقِمۡ وَجۡهَكَ لِلدِّينِ ٱلۡقَيِّمِ مِن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَ يَوۡمٞ لَّا مَرَدَّ لَهُۥ مِنَ ٱللَّهِۖ يَوۡمَئِذٖ يَصَّدَّعُونَ ﴾ [الروم: 43]
مَن اهتمَّ بشيءٍ عقدَ عليه طرفَه وسدَّد إليه نظرَه وأقام له وجهَه، مُقبلًا به عليه غيرَ ملتفتٍ عنه إلى غيره يمينًا وشمالًا، ألا فليكن المسلم مع دين الله كذلك.
سورة: الروم - آية: 43  - جزء: 21 - صفحة: 409
﴿مَن كَفَرَ فَعَلَيۡهِ كُفۡرُهُۥۖ وَمَنۡ عَمِلَ صَٰلِحٗا فَلِأَنفُسِهِمۡ يَمۡهَدُونَ ﴾ [الروم: 44]
لا يحسَب الكافر أن كفره سينفعه، أو ينجيه أو يرفعه، بل سيُهلكه ويوبقه، ويعود على نفسه بالخسارة العظمى، والمصيبة الكبرى.
يا مَن تجتهد في العمل الصالح؛ إنما تُعِدُّ لنفسك بعملك هذا في الآخرة مكانًا معبَّدًا، ومَضجعًا تتنعَّم فيه، تنسى فيه عناء الدنيا.
سورة: الروم - آية: 44  - جزء: 21 - صفحة: 409
﴿لِيَجۡزِيَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ مِن فَضۡلِهِۦٓۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلۡكَٰفِرِينَ ﴾ [الروم: 45]
ثواب الله للمؤمن هو محضُ تفضُّل من جنابه الكريم، فإنَّ أحدًا لا يستحقَّ الجنَّة بعمله، فلا يغترنَّ امرؤٌ بما يعمل، ولا يُدِلَّنَّ به.
طوبى لمن اجتهد في عملِ ما يحبُّه مولاه، من الإيمان وعمل الصالحات، فتلك محابُّ الله التي تنجي العبد، وأمَّا من حُرم محبَّته فقد حُرم فضله.
سورة: الروم - آية: 45  - جزء: 21 - صفحة: 409
﴿إِنَّمَا يُؤۡمِنُ بِـَٔايَٰتِنَا ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُواْ بِهَا خَرُّواْۤ سُجَّدٗاۤ وَسَبَّحُواْ بِحَمۡدِ رَبِّهِمۡ وَهُمۡ لَا يَسۡتَكۡبِرُونَ۩ ﴾ [السجدة: 15]
في السجود لله تعالى والخضوع له والتواضع لجنابه لذَّةٌ لا يعرفها الجبَّارون ولا المتكبِّرون.
سورة: السجدة - آية: 15  - جزء: 21 - صفحة: 416
﴿تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمۡ عَنِ ٱلۡمَضَاجِعِ يَدۡعُونَ رَبَّهُمۡ خَوۡفٗا وَطَمَعٗا وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ ﴾ [السجدة: 16]
ينتظر المحبُّ ساعات الليل ليخلوَ عن شواغل الدنيا كلِّها بربِّه، ويتفرَّغَ للأنس به، وتذوُّق حلاوة مناجاته والتنعُّم بقربه، مغتنمًا سعادةً لا يعرفها إلا مَن هجر فراشه لعبادة خالقه.
مهما أغرت المضاجع قومًا بالرقود والراحة ولذيذ المنام، فإن قومًا آخرين يقاومون تلك الإغراءات طمعًا بما هو خير لهم وأطيب.
كم من تقصير للعبد يوجب عليه الخوف من عواقبه، ويدعوه إلى تلمُّس الفضل من الله تعالى والطمع بما عنده! لم يغتروا بعملهم ويَركَنوا إلى ركعاتهم والناس في سباتهم، بل جمعوا إلى العمل العظيم الخوفَ من الله وعقابه، والرجاء في قبوله وفضله.
إن دعتك نفسك إلى النوم فادعُها إلى لذَّة القيام والمناجاة، وإن أغرَتك بجمع المال فعرِّفها لذَّة الإنفاق.
سورة: السجدة - آية: 16  - جزء: 21 - صفحة: 416
﴿أَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَلَهُمۡ جَنَّٰتُ ٱلۡمَأۡوَىٰ نُزُلَۢا بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ﴾ [السجدة: 19]
أيها المؤمن، أنت في هذه الدنيا ضيفٌ في دار غربة، وأمَّا مأواك ومستقرُّك ففي الجنَّة، فتزوَّد من الخير في دار غربتك، إلى دار إقامتك.
سورة: السجدة - آية: 19  - جزء: 21 - صفحة: 416
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَقُولُواْ قَوۡلٗا سَدِيدٗا ﴾ [الأحزاب: 70]
ينبغي أن تكونَ أفعال المؤمن دائرةً على التقوى، وأقوالُه موافقةً للحقِّ والهدى.
ما من شيء أذهبُ بالرشد، وأجلب للضُّر، وأقتل للتقوى من اللسان السائب.
سورة: الأحزاب - آية: 70  - جزء: 22 - صفحة: 427
﴿وَمَآ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُكُم بِٱلَّتِي تُقَرِّبُكُمۡ عِندَنَا زُلۡفَىٰٓ إِلَّا مَنۡ ءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَأُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ جَزَآءُ ٱلضِّعۡفِ بِمَا عَمِلُواْ وَهُمۡ فِي ٱلۡغُرُفَٰتِ ءَامِنُونَ ﴾ [سبأ: 37]
صحَّ عن رسول الله ﷺ أنه قال: «إن الله تعالى لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم».
انظر إلى إكرام الله لمن آمن به وعمل صالحًا من أجله؛ إنه يجزيه بالحسنات جزاء مضاعفًا، وينزله في جنته العالية منزلًا آمنًا، فما الفخر بالأموال والأولاد عند ذلك النعيم؟!
سورة: سبأ - آية: 37  - جزء: 22 - صفحة: 432
﴿ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمۡ عَذَابٞ شَدِيدٞۖ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَهُم مَّغۡفِرَةٞ وَأَجۡرٞ كَبِيرٌ ﴾ [فاطر: 7]
كن من أهل الإيمان الصادق، والعمل الصالح الخالص، وأبشر بمغفرة ربِّك وأجره الكبير لك.
سورة: فاطر - آية: 7  - جزء: 22 - صفحة: 435
﴿قُلۡ يَٰعِبَادِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمۡۚ لِلَّذِينَ أَحۡسَنُواْ فِي هَٰذِهِ ٱلدُّنۡيَا حَسَنَةٞۗ وَأَرۡضُ ٱللَّهِ وَٰسِعَةٌۗ إِنَّمَا يُوَفَّى ٱلصَّٰبِرُونَ أَجۡرَهُم بِغَيۡرِ حِسَابٖ ﴾ [الزمر: 10]
هذا الخطابُ لك أنت أيُّها المؤمن، فلا تغترَّ بإيمانك وصلاحك، فإنك أولى الناس بالتقوى ومراقبة الله في السرِّ والعلن.
ما أجزلَ جزاءَ الله، وما أوسعَ عطاءه؛ حسنةٌ في الدنيا القصيرةِ الأيام، يقابلها حسنةٌ في الآخرة دارِ البقاء والدوام! ليس لك من عُذر أيُّها المسلم في ترك الواجبات واقتراف المنكَرات، فإن أُرغمتَ على الباطل في مكان فأرضُ الله واسعة.
يعلم الله مشقَّةَ الهجرة من الوطن، وكراهية النفوس للنأي عن الدار والأهل، فأعدَّ للمهاجرين في سبيله أجرًا دائمًا لا ينقطع.
ثواب الصبر في الدنيا حسناتٌ في الآخرة بلا حدٍّ ولا عدٍّ، فأين الصابرون المتجلِّدون المحتسبون من هذا الأجر العظيم؟
سورة: الزمر - آية: 10  - جزء: 23 - صفحة: 459
﴿وَٱلَّذِينَ ٱجۡتَنَبُواْ ٱلطَّٰغُوتَ أَن يَعۡبُدُوهَا وَأَنَابُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ لَهُمُ ٱلۡبُشۡرَىٰۚ فَبَشِّرۡ عِبَادِ ﴾ [الزمر: 17]
بشائرُ الدنيا لا تَعدِل عند المؤمن هذه البِشارةَ من الكريم الوهَّاب، فطوبى لمَن كان لها أهلًا، بلزوم التوحيد والرجوع إلى الله بعد الزلَل.
سورة: الزمر - آية: 17  - جزء: 23 - صفحة: 460
﴿ٱلَّذِينَ يَسۡتَمِعُونَ ٱلۡقَوۡلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحۡسَنَهُۥٓۚ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ هَدَىٰهُمُ ٱللَّهُۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمۡ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ ﴾ [الزمر: 18]
النفس الطيِّبة تتفتَّح للقول الطيِّب فتتلقَّاه وتستجيب له، والنفس الخبيثة لا تتفتَّح إلا للخبيث من القول، ولا تستجيب إلا له.
اعلم أيُّها المسلمُ أن الهداية من الله، فإيَّاك أن تغترَّ بطاعتك، واحمَدِ الله على ما وفَّقك إليه.
سورة: الزمر - آية: 18  - جزء: 23 - صفحة: 460
﴿فَلَمَّا رَأَوۡاْ بَأۡسَنَا قَالُوٓاْ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَحۡدَهُۥ وَكَفَرۡنَا بِمَا كُنَّا بِهِۦ مُشۡرِكِينَ ﴾ [غافر: 84]
آلآنَ تُقرُّون بالحقِّ، وتتبرَّؤون ممَّا كنتم عليه من ضلال؟! إن سنَّة الله جرَت ألا تُقبلَ توبةُ الفزع؛ لأنها توبةٌ فات زمانها.
سورة: غافر - آية: 84  - جزء: 24 - صفحة: 476
﴿فَلَمۡ يَكُ يَنفَعُهُمۡ إِيمَٰنُهُمۡ لَمَّا رَأَوۡاْ بَأۡسَنَاۖ سُنَّتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي قَدۡ خَلَتۡ فِي عِبَادِهِۦۖ وَخَسِرَ هُنَالِكَ ٱلۡكَٰفِرُونَ ﴾ [غافر: 85]
آلآنَ تُقرُّون بالحقِّ، وتتبرَّؤون ممَّا كنتم عليه من ضلال؟! إن سنَّة الله جرَت ألا تُقبلَ توبةُ الفزع؛ لأنها توبةٌ فات زمانها.
سورة: غافر - آية: 85  - جزء: 24 - صفحة: 476
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَهُمۡ أَجۡرٌ غَيۡرُ مَمۡنُونٖ ﴾ [فصلت: 8]
لمَّا آمنوا بالله تعالى ولقائه، وعملوا الصالحات وأدَّوا الزكاة ابتغاء وجهه، خلافًا للكافرين المشركين به؛ كان أجرهم عند الله يوم يلقَونه عظيمًا ممدودًا، غيرَ منقطع ولا محدود، فعملوا في الدنيا يسيرا، وكان أجرهم في الآخرة كبيرا، فما أعظمَ فضلَ الإيمان على أهله!
سورة: فصلت - آية: 8  - جزء: 24 - صفحة: 477
﴿ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ أَضَلَّ أَعۡمَٰلَهُمۡ ﴾ [محمد: 1]
ما أشقى مَن ذهبت أعماله سُدًى، فصارت له بلا جدوى، فليحذر المسلم كلَّ سبب يُحبِط عمله، ويذهب عنه فائدته.
سورة: محمد - آية: 1  - جزء: 26 - صفحة: 507
﴿وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَءَامَنُواْ بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٖ وَهُوَ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّهِمۡ كَفَّرَ عَنۡهُمۡ سَيِّـَٔاتِهِمۡ وَأَصۡلَحَ بَالَهُمۡ ﴾ [محمد: 2]
هيَّج ذكرُ النبيِّ ﷺ شوقَ المحبِّين له، المتمنِّين لرؤيته، فدفعهم ذلك الشوق إلى التمسُّك بنهجه والثبات على سُنَّته.
لا يطمئنُّ قلب المرء، ولا يَحسُن حاله ما لم يَصلُح باله، فصلاح البال فيه استقامةُ الشعور، واطمئنانُ القلب، والتنعُّم في هذه الحياة.
سورة: محمد - آية: 2  - جزء: 26 - صفحة: 507
﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱتَّبَعُواْ ٱلۡبَٰطِلَ وَأَنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّبَعُواْ ٱلۡحَقَّ مِن رَّبِّهِمۡۚ كَذَٰلِكَ يَضۡرِبُ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ أَمۡثَٰلَهُمۡ ﴾ [محمد: 3]
إن الحقَّ الأكمل والصواب الأمثل فيما أنزل الله وأمر به، ومَن طلب الحقَّ في سواه ضلَّ وأضلَّ، وكانت عاقبة أمره خُسرا.
لم تكن تلك الأمثال ضربًا من التسلية المحضة، أو نوعًا من حديثٍ خلا من فائدة، تعالى الله عن ذلك، ففيها من العِبَر والعظات ما ينتفع به ذوو الألباب.
سورة: محمد - آية: 3  - جزء: 26 - صفحة: 507
﴿إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ ثُمَّ لَمۡ يَرۡتَابُواْ وَجَٰهَدُواْ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلصَّٰدِقُونَ ﴾ [الحجرات: 15]
إن المؤمن الصادقَ ثابتٌ على دينه، متمسِّك بيقينه، مهما عصَفت به رياحُ الفتن، ونُصبت له شباك الشهَوات والشبُهات.
إذا كان المؤمن صادقًا في إيمانه دفعه ذلك الإيمانُ إلى كلِّ فضيلة، وباعده عن كلِّ رذيلة، وألزمه البذلَ والعطاء في سبيل الله تعالى.
سورة: الحجرات - آية: 15  - جزء: 26 - صفحة: 517
﴿قُلۡ أَتُعَلِّمُونَ ٱللَّهَ بِدِينِكُمۡ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ ﴾ [الحجرات: 16]
إن الله لا ينتظر حصولَ علم له من مخلوقاته، فهو العليمُ الخبير الذي أحاط بعلم الخلق سرِّهم وجهرهم، ظاهرِهم وباطنهم.
سورة: الحجرات - آية: 16  - جزء: 26 - صفحة: 517
﴿يَمُنُّونَ عَلَيۡكَ أَنۡ أَسۡلَمُواْۖ قُل لَّا تَمُنُّواْ عَلَيَّ إِسۡلَٰمَكُمۖ بَلِ ٱللَّهُ يَمُنُّ عَلَيۡكُمۡ أَنۡ هَدَىٰكُمۡ لِلۡإِيمَٰنِ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ ﴾ [الحجرات: 17]
كيف يَمُنُّ المرء على ربِّه، وكلُّ خير وفضل وبِرٍّ منه سبحانه، وكلُّ نعمة مرَدُّها إليه جلَّ جلاله؟! ما أعظمَها من نعمة أن مَنَّ الله عليك بهذا الإيمان، فاصطفاك من بين كثير من الناس، لتقومَ في مقام التوحيد والعبوديَّة لله ربِّ العالمين! فاز الصادقون بثمرات الإيمانَ وبشائره، وأفلح مَن حقَّق ذلك الإيمان كما أراد ربُّه عزَّ وجلَّ.
سورة: الحجرات - آية: 17  - جزء: 26 - صفحة: 517
﴿إِنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ غَيۡبَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَٱللَّهُ بَصِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ ﴾ [الحجرات: 18]
يذكِّر الله عباده بعلمه بأحوالهم في الغيب والشهادة ليُدخلَ الرهبةَ في القلوب، ويدفَع المؤمنَ لمراعاة أعماله التي لا تخفى على ربِّه تعالى.
سورة: الحجرات - آية: 18  - جزء: 26 - صفحة: 517
﴿يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ ٱلۡمَلِكِ ٱلۡقُدُّوسِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡحَكِيمِ ﴾ [الجمعة: 1]
أذعَنَت الكائناتُ جميعًا لله سبحانه، فأفردته بالتنزيه والتقديس، فلنحذَر أن نتخلَّفَ عن رَكب المسبِّحين.
من المروءة أن تشكرَ مَن أحسن إليك بمعروف، أفلا يستحقُّ ربُّنا العظيم منَّا دوامَ التسبيح والذِّكر، لدوام فضله وجليل عطائه؟
سورة: الجمعة - آية: 1  - جزء: 28 - صفحة: 553
﴿هُوَ ٱلَّذِي بَعَثَ فِي ٱلۡأُمِّيِّـۧنَ رَسُولٗا مِّنۡهُمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمۡ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبۡلُ لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ ﴾ [الجمعة: 2]
امتنَّ الله سبحانه على العرب أن علَّمهم بعد الجهل، وهداهم بعد الضَّلالة، ويا لها من منَّة عظيمة فاقت المِنَن، وجلَّت أن يقدرَ العبادُ لها على ثمَن.
المنهج السَّديد في صناعة الجيل المسلم يبدأ بمعرفة الوحي وتبصير العقل، ثم بالتربية والتزكية، حتى تتهيَّأَ العقولُ والنفوس لتلقِّي العلم بالكتاب والسنَّة.
رسالة النبيِّ ﷺ جاءت لتحرير العقول من قيود العقائد الفاسدة والأفكار الباطلة، وتهذيب النفوس وتطهيرها من أدران المعاصي والآثام.
مهمَّة الدعاة تربيةُ الناس علمًا وعملًا بالكتاب والسنَّة، بتحريك العقل وإثارة الوِجدان.
حرَّر القرآن أرواحَ هذه الأمَّة من العبودية للأوثان، وحرَّر عقولَهم من الخضوع لجبَروت الخرافة والأوهام، وطهَّرهم من رذائل الجاهليَّة وقبائحها كلِّها.
سورة: الجمعة - آية: 2  - جزء: 28 - صفحة: 553
﴿وَءَاخَرِينَ مِنۡهُمۡ لَمَّا يَلۡحَقُواْ بِهِمۡۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ ﴾ [الجمعة: 3]
هذه الأمَّة موصولةُ الحلَقات، ممتدَّةٌ في شِعاب الأرض وفي شِعاب الزمان، تحمل الأمانةَ الكبرى، وتقوم على دين الله، خلَفًا عن سلَف.
فضلُ الله برسالة محمَّد ﷺ شَمِلَ القرونَ السابقة واللاحقة، من الأوَّلين والآخرين.
سورة: الجمعة - آية: 3  - جزء: 28 - صفحة: 553
﴿ذَٰلِكَ فَضۡلُ ٱللَّهِ يُؤۡتِيهِ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِيمِ ﴾ [الجمعة: 4]
أيُّ شرفٍ فاز به الرعيلُ الأوَّل من أصحاب رسول الله ﷺ ممَّن تربَّوا على عينه، ونهلوا من مَعين خُلقه ونبله! إنه فضلُ الله يمنُّ به على مَن يشاء.
نال الفضلَ والشَّرفَ بلالٌ وسلمانُ بإسلامهما، وحُرمهما أبو لهَب وأبو جهل بكفرهما، ذلك فضلُ الله يؤتيه مَن يشاء.
سورة: الجمعة - آية: 4  - جزء: 28 - صفحة: 553
﴿فَـَٔامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَٱلنُّورِ ٱلَّذِيٓ أَنزَلۡنَاۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٞ ﴾ [التغابن: 8]
هي دعوةٌ من الله باقية؛ ازدادوا أيها الناسُ إيمانًا ويقينًا، واتِّباعًا للرسول وتأسِّيًا، واستبصارًا بالوحي واهتداء، تفلحوا في الدنيا والآخرة.
إنَّ حاجتك إلى نور يُضيء لك طريقَك إلى الآخرة أشدُّ من حاجتك إلى ضياء يبصِّرك في ظلام دنياك.
لنكُن على يقين أنَّ الله لا يخفى عليه شيءٌ من أقوالنا وأعمالنا، وأنه لا بدَّ مجازينا، أفلا نخافُه ونراقبُه في سرِّنا وعلانيتنا؟!
سورة: التغابن - آية: 8  - جزء: 28 - صفحة: 556
﴿لَمۡ يَكُنِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ وَٱلۡمُشۡرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّىٰ تَأۡتِيَهُمُ ٱلۡبَيِّنَةُ ﴾ [البينة: 1]
قدَّم ذكرَ أهل الكتاب على ذكر المشركين؛ لأنهم أهلُ علم ومعرفة، والحُجَّة عليهم أشدُّ، والفتنة بكفرهم أعظم.
خطأ العالم أولى بالمذمَّة من خطأ الجاهل؛ لأنه أقدرُ منه على تبيُّن الحقِّ ومَيْزِه من الباطل، وهو لغيره قدوةٌ وأسوة.
سورة: البينة - آية: 1  - جزء: 30 - صفحة: 598
﴿رَسُولٞ مِّنَ ٱللَّهِ يَتۡلُواْ صُحُفٗا مُّطَهَّرَةٗ ﴾ [البينة: 2]
هذا رسولكم أيها المسلمون، جعله الله حُجَّةً واضحةً على العالمين، فحذارِ أن تحيدوا عن صراطِه، فإنكم أولى الناس به وبرسالتِه.
حريٌّ بنا أن نُقبلَ على كتاب ربِّنا تلاوةً وفهمًا وتدبُّرًا وحفظًا، فهو كتابٌ عظيم طهَّره الله من الكذب والباطل، ومن التحريف والتبديل.
سورة: البينة - آية: 2  - جزء: 30 - صفحة: 598
﴿فِيهَا كُتُبٞ قَيِّمَةٞ ﴾ [البينة: 3]
من تطهير الله لكتابه أن جعله أخبارًا صادقة، وأحكامًا عادلة، وحُجَجًا بيِّنات، وآياتٍ واضحات، فيا خُسرَ من اتَّخذَ هذا القرآنَ مهجورًا!
سورة: البينة - آية: 3  - جزء: 30 - صفحة: 598
﴿وَمَا تَفَرَّقَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَتۡهُمُ ٱلۡبَيِّنَةُ ﴾ [البينة: 4]
إقامة الحُجَج الساطعات، والبيِّنات الواضحات، يقتضي الاجتماعَ على الحقِّ لا التفرُّق فيه، ولكن ﴿وما تفرَّقوا إلَّا من بعدِ ما جاءَهُم العلمُ بَغيًا بينهُم﴾ .
أيها المؤمنون، احذروا سلوكَ سبيل الكفَّار من أهل الكتاب؛ من الاختلاف والتفرُّق على ما أُرسل إليهم من بيِّنات، فإنَّ عاقبة الاختلاف شرٌّ مُستطير.
سورة: البينة - آية: 4  - جزء: 30 - صفحة: 598
﴿وَمَآ أُمِرُوٓاْ إِلَّا لِيَعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ حُنَفَآءَ وَيُقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُواْ ٱلزَّكَوٰةَۚ وَذَٰلِكَ دِينُ ٱلۡقَيِّمَةِ ﴾ [البينة: 5]
هذه هي زُبدة الدَّعَوات، وغاية الشَّرائع والرسالات؛ إفرادُ الله وحدَه بالعبادات، والإخلاصُ له في الطَّاعات، فيا فوزَ من عرَف فلزِم.
لا أَقْوَمَ من شريعة الله تعالى؛ فهي صراطُ الله المستقيم، وحبله القويُّ المتين، مَن تمسَّك بها هُدي وأفلح، ومَن أعرض عنها شَقي وهلك.
إن أردتَّ بلوغَ التوحيد الخالص فاستقِم كما أُمرت؛ بإقامة الصَّلاة المكتوبة، وأداء الزكاة المفروضة، واجتناب الرِّياء والنفاق.
سورة: البينة - آية: 5  - جزء: 30 - صفحة: 598
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ وَٱلۡمُشۡرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَٰلِدِينَ فِيهَآۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمۡ شَرُّ ٱلۡبَرِيَّةِ ﴾ [البينة: 6]
اعلم أن وعيدَ علماء السُّوء أعظمُ من وعيد كلِّ أحد؛ لأنَّ الجحود والكِبْر مع العلم يجعله كفرَ عناد، فيكون أقبحَ وأشنع، وكذلك الضَّلال على علم.
سورة: البينة - آية: 6  - جزء: 30 - صفحة: 599
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ أُوْلَٰٓئِكَ هُمۡ خَيۡرُ ٱلۡبَرِيَّةِ ﴾ [البينة: 7]
باب الخيريَّة مفتوحٌ على مِصراعَيه، فأين الوالجون؟ هلَّا جمعتَ إلى صدق إيمانك، وثبات يقينك، حُسنَ القول والعمل، لتكونَ منهم! الإيمان يرفع صاحبَه إلى أعلى درجات العزِّ والمجد، وهو المعيار الحقيقيُّ لتصنيف الناس بين صالحٍ وطالح، ومحسنٍ ومسيء.
سورة: البينة - آية: 7  - جزء: 30 - صفحة: 599


مواضيع أخرى في القرآن الكريم


الرهن بئس القرار الطمع الجاذبية الإيمان باليوم الآخر جزاء العمل الصالح الأدعية ذو القوة حسن السلوك حسد أهل الكتاب للمؤمنين


الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, March 29, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب