قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
آيات قرآنية عن الوعد والوعيد في القرآن الكريم
✅ مواضيع القرآن الكريم
﴿فَإِن لَّمۡ تَفۡعَلُواْ وَلَن تَفۡعَلُواْ فَٱتَّقُواْ ٱلنَّارَ ٱلَّتِي وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلۡحِجَارَةُۖ أُعِدَّتۡ لِلۡكَٰفِرِينَ ﴾ [البقرة: 24]
القرآن حجَّةٌ قائمة باقية، لا يزداد الإعجاز فيه مع الأيام إلا ظهورًا، فمَن صدَّق به فقد جعل بينه وبين عذاب الله سُتورًا، ومَن جحد به فقد جعل من نفسه للنار وَقودًا! أعظِم بها من نارٍ توقَد بأجساد المرَقة الفاجرين، وبحجارة الأصنام التي كانوا عليها عاكفين! إنه مصيرُ العابد والمعبود بالباطل؛ ﴿إنَّكم وما تعبُدونَ من دونِ الله حَصَبُ جهنَّم أنتم لها وارِدون﴾ . |
﴿وَبَشِّرِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ أَنَّ لَهُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُۖ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنۡهَا مِن ثَمَرَةٖ رِّزۡقٗا قَالُواْ هَٰذَا ٱلَّذِي رُزِقۡنَا مِن قَبۡلُۖ وَأُتُواْ بِهِۦ مُتَشَٰبِهٗاۖ وَلَهُمۡ فِيهَآ أَزۡوَٰجٞ مُّطَهَّرَةٞۖ وَهُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ﴾ [البقرة: 25]
كثيرًا ما تعقُب آياتُ الوعد والتبشير، آياتِ الوعيد والتحذير، ليحلِّقَ المؤمنُ إلى رضا مولاه القدير، بجناحَي الرغبة والرهبة. أيها الداعيةُ، احمِل إلى المستجيبين للحقِّ عبيرَ البُشرَيات، ونسيمَ العاقبة الحسنة للإيمان والصالحات. جنَّة جمعت كلَّ اللذائذ؛ من مسكنٍ ومطعمٍ ومَنكح، وكان الخلود فيها تمامَ نعيمها، والأمانَ من زوال سُرورها، ألا تستحقُّ التشمير لها؟! |
﴿فَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَأُعَذِّبُهُمۡ عَذَابٗا شَدِيدٗا فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِ وَمَا لَهُم مِّن نَّٰصِرِينَ ﴾ [آل عمران: 56]
ويلٌ لمَن أُقيمت عليه الحُجَّة ولم يقبل الحقَّ، ويلٌ له في الدنيا بما سيُصيبه بأيدي المؤمنين أو بقوارع الدهر ومصائبه، وويلٌ له في الآخرة بالعذاب الشديد. |
﴿وَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَيُوَفِّيهِمۡ أُجُورَهُمۡۗ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلظَّٰلِمِينَ ﴾ [آل عمران: 57]
يوفِّي الله المؤمنَ أجره في الدنيا بنصره على عدوِّه، أو بحفظه في نفسه وأهله وماله، وله في الآخرة الجزاءُ الأوفى. إنها لبُشرى بنصر الله للمظلومين في الدنيا ويوم الدين، وتحذيرٌ للمؤمنين ألا يكونوا من الظالمين. |
﴿ذَٰلِكَ نَتۡلُوهُ عَلَيۡكَ مِنَ ٱلۡأٓيَٰتِ وَٱلذِّكۡرِ ٱلۡحَكِيمِ ﴾ [آل عمران: 58]
أخبار الأنبياء في القرآن من براهين النبوَّة؛ لاتِّساقها مع أنباء بني إسرائيل. القرآن حاكمٌ تُستفاد منه الأحكام، وذو حكمةٍ يراها المتدبِّر في مبانيه ومعانيه، ومحكَمٌ فلا تتطرَّق وجوه الخلل إليه، وحكيمٌ ناطقٌ بالحكمة. |
﴿۞ لَّا خَيۡرَ فِي كَثِيرٖ مِّن نَّجۡوَىٰهُمۡ إِلَّا مَنۡ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوۡ مَعۡرُوفٍ أَوۡ إِصۡلَٰحِۭ بَيۡنَ ٱلنَّاسِۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ ٱبۡتِغَآءَ مَرۡضَاتِ ٱللَّهِ فَسَوۡفَ نُؤۡتِيهِ أَجۡرًا عَظِيمٗا ﴾ [النساء: 114]
استثمر مجالسَك الخاصَّةَ في العمل الصالح، والقول المفيد الناصح، واجعل لدينك ما تعمله في إسرارك وإعلانك. ما أكثرَ كلامَ المجالس الذي تفوح منه رائحةُ الإثم، ويُزري به الفُضول! كلُّ ذلك شرٌّ لا خيرَ فيه، فانتَقِ من الكلام أطيبَه، وإلى الله أقربَه. مَن ظنَّ أن الأمر بالمعروف وَقفٌ على الدعاة والخطباء، وأربابِ القنوات والهيئات، فقد حجَّرَ من الخير واسعًا. إرادة الرِّياء في العمل الصالح إماتةٌ لروح العمل، وحُبوطٌ للأجر، فمَن أخلصَ لله نيَّته في سرِّه وعلنه فقد استحقَّ الثواب العظيم. |
﴿وَمَن يُشَاقِقِ ٱلرَّسُولَ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ ٱلۡهُدَىٰ وَيَتَّبِعۡ غَيۡرَ سَبِيلِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ نُوَلِّهِۦ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصۡلِهِۦ جَهَنَّمَۖ وَسَآءَتۡ مَصِيرًا ﴾ [النساء: 115]
لا تظننَّ كلَّ مَن خالف رسولَ الله ﷺ يجهل ما جاء به من شريعةٍ قويمة وهَديٍ سديد، فكم من مخالفٍ إنما يحمله على باطله العِناد! لا يشِذُّ امرؤٌ عن جماعة المسلمين إلا وَكَلَه الله إلى ما ذهب إليه، وكان خِذلانُه بمقدار ما اشتطَّ في بِعاده. إجماع علماء المسلمين المعتبَرين حُجَّة، واجتماعُهم على مسألةٍ ما من براهين الحقِّ. طريق السنَّة واضحٌ دربُه، وكلُّ طريق سواه فإنه يضادُّه في صفاته، كما يضادُّه في ثمراته. |
﴿فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَيُوَفِّيهِمۡ أُجُورَهُمۡ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضۡلِهِۦۖ وَأَمَّا ٱلَّذِينَ ٱسۡتَنكَفُواْ وَٱسۡتَكۡبَرُواْ فَيُعَذِّبُهُمۡ عَذَابًا أَلِيمٗا وَلَا يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيّٗا وَلَا نَصِيرٗا ﴾ [النساء: 173]
الإيمان والعمل الصالح يورثان التواضعَ الذي يجعل الإنسان عبدًا لربِّه، ومَن كان كذلك نال الأجرَ العظيم، والزيادةَ من المعطي الكريم. حين يرى المستنكِفُون ثوابَ أهل الطاعة، ثم يُشاهدون ما يستحقُّونه من العقوبة؛ فإن آلامهم تَزيد، وحسَراتِهم تعظُم. فليستكبر مَن شاء كيف يشاء، وليعتدَّ بأهل القوَّة والشرف كما يريد، ولكن أيُّ وليٍّ ينصرُه من بأس الله إن جاءه، في يومٍ لا يُغني فيه جاهٌ ولا مال؟ |
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدۡ جَآءَكُم بُرۡهَٰنٞ مِّن رَّبِّكُمۡ وَأَنزَلۡنَآ إِلَيۡكُمۡ نُورٗا مُّبِينٗا ﴾ [النساء: 174]
مَن رامَ البراهينَ الساطعة، والحُجَجَ الصريحةَ القاطعة، فليقرأ القرآن، ولينظر فيما جاء به نبيُّنا ﷺ من الهُدى والتِّبيان، يجِدْ فيهما بُغيتَه وما يكفي حاجتَه. حسبُك ببرهانٍ مصدرُه الربُّ الخبير، لتحصُلَ به الكفاية، ويُبلَغَ به الغاية. بنزول القرآن ورسالةِ خير البشر لم يُبقِ اللهُ ظُلمةً إلا محاها، ولا غُمَّةً إلا جَلاها، فهل نطلب الحقَّ في سواهما؟! |
﴿فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَٱعۡتَصَمُواْ بِهِۦ فَسَيُدۡخِلُهُمۡ فِي رَحۡمَةٖ مِّنۡهُ وَفَضۡلٖ وَيَهۡدِيهِمۡ إِلَيۡهِ صِرَٰطٗا مُّسۡتَقِيمٗا ﴾ [النساء: 175]
يقوى إيمانُ القلب والتزامُه، ما كان بالله وحدَه اعتصامُه، فإذا اتَّكل على عقلِه، واعتمد على حَولِه، فقد نزغَت به نفسُه وشيطانُه. ألا تحبُّ أن تدخُلَ في رحمة الله وفضله؟ اجعل الإيمانَ به يدخل قلبَك، والاعتصامَ به يملأ حياتَك، تَسعَد في العاجلة والآجلة. |
﴿ٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ وَأَنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ﴾ [المائدة: 98]
أتُراه يعصي اللهَ سبحانه مَن خـــاف عقـابَه، ورجـا مغفرتَه وثوابَه؟! بـين الخــوفِ مـن العقـاب، ورجاءِ المغفرة والثواب، يُولَدُ الإقدامُ إلى الأعمالِ الصالحات، والإحجامُ عن الأفعال السيِّئات. |
﴿وَرَبُّكَ ٱلۡغَنِيُّ ذُو ٱلرَّحۡمَةِۚ إِن يَشَأۡ يُذۡهِبۡكُمۡ وَيَسۡتَخۡلِفۡ مِنۢ بَعۡدِكُم مَّا يَشَآءُ كَمَآ أَنشَأَكُم مِّن ذُرِّيَّةِ قَوۡمٍ ءَاخَرِينَ ﴾ [الأنعام: 133]
ربُّنا غنيٌّ عن طاعاتنا، غيرُ محتاجٍ إلينا مع قُرباتنا، فكيف مع معاصينا ومخالفاتنا؟! فلولا رحمتُه بنا ما سعِدَ طائعٌ بطاعته، ولا أُمهِل عاصٍ في معصيته. لا خلودَ في هذه الحياة، ولا بقاءَ لهذه الدار، فما هي إلا محطَّةٌ ينزلها قومٌ فيرحلون، فيَخلُفُهم عليها قومٌ آخرون، حتى يُكتَبَ عليها الفناء، فلا يبقى بعدها إلا دارُ البقاء. نظرُ العاقل لأحوال مَن سبقه مجيئًا وذهابًا داعٍ للاعتبار بأنه كما جاء يذهب، مهما أُعطي وملَك، ولو دامت لغيرك ما وصلت إليك. |
﴿إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَأٓتٖۖ وَمَآ أَنتُم بِمُعۡجِزِينَ ﴾ [الأنعام: 134]
أين المهربُ والموعودُ آتٍ قريب، سريع الوقوع؟! وأين الفِرارُ من قبضة القادر الجبَّار، الذي لا يفوتُه هارب، ولو ركبَ للفِرار متنَ كلِّ صعبٍ وذَلول. الله رحيمٌ بعباده؛ ومن رحمته بهم أنه لا يأخذُهم على حين غِرَّة، من غير سبقِ تهديد، ولا تقدُّم وعيد. |
﴿فَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل رَّبُّكُمۡ ذُو رَحۡمَةٖ وَٰسِعَةٖ وَلَا يُرَدُّ بَأۡسُهُۥ عَنِ ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡمُجۡرِمِينَ ﴾ [الأنعام: 147]
سبحانَ مَن وسعت رحمتُه المحسنَ والمسيء! فهو لا يُعاجِلُ بعقوبة المسيئين، وإنما يُنظِرُ المذنبين، عسى أن ينضمُّوا إلى رَكب التائبين المنيبين. إن الركونَ إلى رحمة الله فحسب لا يُؤمِّنُ من غضبه، والاغترارَ بحِلم اللهِ لا يحرُس من مبادرة عقابه. رحمة اللهِ أوسعُ من غضبه، وحِلمُه أفسحُ من مؤاخذته، غيرَ أن مَن مَرَدَ على الطغيان، ولم يتُب من العصيان، فقد حالَ بين نفسِه ونيلِ رحمةِ الله وحِلمه. |
﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَا فِي قَرۡيَةٖ مِّن نَّبِيٍّ إِلَّآ أَخَذۡنَآ أَهۡلَهَا بِٱلۡبَأۡسَآءِ وَٱلضَّرَّآءِ لَعَلَّهُمۡ يَضَّرَّعُونَ ﴾ [الأعراف: 94]
كم نفوسٍ ربَّتها الشدائدُ والمصائب، وعدَّلت مسيرَها الآلامُ والتجارِب، بعد أن كانت سادرةً في حِضن الهناء، ساهيةً في أحلام الرخاء، فخرجت من محنها إلى التوبة النصوح. |
﴿ثُمَّ بَدَّلۡنَا مَكَانَ ٱلسَّيِّئَةِ ٱلۡحَسَنَةَ حَتَّىٰ عَفَواْ وَّقَالُواْ قَدۡ مَسَّ ءَابَآءَنَا ٱلضَّرَّآءُ وَٱلسَّرَّآءُ فَأَخَذۡنَٰهُم بَغۡتَةٗ وَهُمۡ لَا يَشۡعُرُونَ ﴾ [الأعراف: 95]
الشكر واجبُ ابتلاءِ النعمة، كما الصبرُ واجبُ ابتلاء النقمة، وإلا ساءت العاقبة. إن للعقلاء في تقلُّب الأحوال معتبَرًا، وفي هلاك الظالمين مزدجَرًا، فمَن لم يتَّعظ بذلك فجَأته أخذةُ المهالك. |
﴿وَلَقَدۡ ذَرَأۡنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِۖ لَهُمۡ قُلُوبٞ لَّا يَفۡقَهُونَ بِهَا وَلَهُمۡ أَعۡيُنٞ لَّا يُبۡصِرُونَ بِهَا وَلَهُمۡ ءَاذَانٞ لَّا يَسۡمَعُونَ بِهَآۚ أُوْلَٰٓئِكَ كَٱلۡأَنۡعَٰمِ بَلۡ هُمۡ أَضَلُّۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡغَٰفِلُونَ ﴾ [الأعراف: 179]
عجبًا لمَن آتاه الله قلبًا يفقَه به، وعينًا يُبصر بها، وأذنًا يسمع بها؛ ثم تراه يتخبَّط في دروب الضلالة على غير هدًى! إن الأنعامَ لتنقادُ لأربابها، وتعرفُ من يُحسن إليها، وتجتنبُ ما يضرُّها، والكافرون لا ينقادون لربِّهم، ولا يعرفون إحسانه إليهم، ولا يجتنبون ما يَضُرُّهم في الآخرة، فمَن الأضلُّ إذن؟! |
﴿وَلَوۡ عَلِمَ ٱللَّهُ فِيهِمۡ خَيۡرٗا لَّأَسۡمَعَهُمۡۖ وَلَوۡ أَسۡمَعَهُمۡ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعۡرِضُونَ ﴾ [الأنفال: 23]
انقياد الإنسان للحقِّ دليلٌ على ما فيه من خير وبِرٍّ، ومَن عَدِمَ الخيرَ في نفسه أعرض عن الحقِّ وحُرم نعمةَ الإيمان. الكِبْر والإعراضُ وفسادُ القصد متى اجتمعت في امرئٍ حجبَته عن قَبول الحقِّ، حتى ولو سمعَه وفهمه. |
﴿وَٱتَّقُواْ فِتۡنَةٗ لَّا تُصِيبَنَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمۡ خَآصَّةٗۖ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ ﴾ [الأنفال: 25]
عن جريرٍ رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: «ما من قوم يُعمَل فيهم بالمعاصي هم أعزُّ وأكثرُ ممَّن يعمله، ثم لم يغيِّروه، إلا عمَّهم اللهُ بعقاب». لا تختصُّ المصيبةُ بمباشِر الظلم، بل تشمَلُه وغيرَه بشؤم صُحبته، وتَعدِّي رذيلتِه إلى من يخالطه فيسكت عنه من غير عُذر. في الإخبار بشدَّة عقاب الله تعالى تحذيرٌ للمقيم على الظلم من استمراره على ظُلمه، وإصراره على معصيته، ودعوةٌ إلى التوبة منها. |
﴿وَلَا يَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ سَبَقُوٓاْۚ إِنَّهُمۡ لَا يُعۡجِزُونَ ﴾ [الأنفال: 59]
لا تغترَّ بحِيَل الكافرين ولا بقوَّتهم، فإنما هم في قبضة الحقِّ، متى شاء أخذَهم، وإذا أخذهم لم يُفلتهم. |
﴿مَا كَانَ لِلۡمُشۡرِكِينَ أَن يَعۡمُرُواْ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ شَٰهِدِينَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِم بِٱلۡكُفۡرِۚ أُوْلَٰٓئِكَ حَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡ وَفِي ٱلنَّارِ هُمۡ خَٰلِدُونَ ﴾ [التوبة: 17]
لا يَعمُر بيتَ الله إلا مَن عمَر التوحيدُ قلبَه، وقامت على الإخلاص والمتابعة عباداتُه. إن صورة أعمال المرء وحدَها لا قيمةَ لها، فقد يكون ظاهرُها حسنًا، لكنَّ باطنها خاوٍ، فلا يلبث أن يظهرَ فسادُها، ويتبيَّن جزاء صاحبها. |
﴿فَلۡيَضۡحَكُواْ قَلِيلٗا وَلۡيَبۡكُواْ كَثِيرٗا جَزَآءَۢ بِمَا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ ﴾ [التوبة: 82]
عن ابن عبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: (الدنيا قليل، فليضحكوا فيها ما شاؤوا، فإذا انقطعَتِ الدنيا وصاروا إلى الله تعالى استأنفوا بكاءً لا ينقطعُ أبدًا). لو علمَ اللاهون بدنياهم عن ربِّهم حُرقةَ بكائهم الذي سيبكونه يوم القيامة لاستيقظوا من غفلتهم، وحوَّلوا مركبَ مسيرهم. |
﴿لَٰكِنِ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ جَٰهَدُواْ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ لَهُمُ ٱلۡخَيۡرَٰتُۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ ﴾ [التوبة: 88]
إذا تخلَّفَ المنافقون عن الجهاد، فإن الله سيغني عنهم بقومٍ من صالحي العباد، اختصَّهم بفضله، يحبُّهم ويحبُّونه. ما بخِلَ رسول الله ﷺ بنفسه فقعد عن الجهاد، وحياتُه أغلى حياةٍ للدعوة وللناس، ولا بخِلَ بماله عن النفقة في سبيل الله؛ مع كثرة مَن يَعُول. إن الذين امتلأت قلوبُهم بحبِّ الله تعالى، فآثروه على كلِّ ما في الوجود، ورضُوا بالمشقة في سبيله مهما اشتدَّت؛ حازوا منازلَ الرِّفعة. الجهادُ مفتاحُ الخيرات، وسُلَّمُ الدرجات العاليات، ومَدرَج العواقب الحميدة التي تُرغِّبُ المتخلِّفين عن هذه السبيل الرشيدة. |
﴿أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 89]
للمجاهدين المخلصين تهيَّأتِ الجنات، وأُعدَّت بكلِّ صنوف الطيِّبات، فما أحسنَ العطاء، وما أعظمَ الجزاء! إن نَيلَ ما أعدَّه الله لعباده الصالحين من الخيرات والعطايا هو الفوزُ الحقيقيُّ الذي لا خَسارةَ بعده. إنها جناتٌ وليست جنةً واحدة، وأنهار وليس نهرًا واحدًا، وخلود وليس زمنًا موقوتًا، وفوز عظيم لا خسارة فيه، ألا يستحقُّ ذلك بذل نفس فانية ومال ذاهب، في سبيل الله؟ |
﴿وَمِنَ ٱلۡأَعۡرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغۡرَمٗا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ ٱلدَّوَآئِرَۚ عَلَيۡهِمۡ دَآئِرَةُ ٱلسَّوۡءِۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٞ ﴾ [التوبة: 98]
ما في القلبِ هو الذي يَحكمُ على غاياتِ الأفعال، فالمؤمنُ يرى النفقةَ في وجوه البِرِّ مَغنَما، والمنافقُ وضعيفُ الإيمان يريانِها مَغرَما. لمَّا كان تربُّصُ المتربِّصين بالمسلمين السُّوءَ متكرِّرًا متجدِّدًا؛ جَعلَ اللهُ السوءَ دائرًا عليهم، ومحيطًا بهم على الدوام. إن من يَسمعُ ما يُقال، ويَعلمُ ما يُضمَر، لقادرٌ على مجازاة كلِّ قائل بما قال، وكلِّ فاعل بما فعَل. الله مطَّلِعٌ على باطن المنفِقِ يَرى إخلاصَه من غيره، ومُطَّلِع على مقاله إن كان حامدًا لإنفاقه أو ساخطًا. |
﴿وَمِنَ ٱلۡأَعۡرَابِ مَن يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَٰتٍ عِندَ ٱللَّهِ وَصَلَوَٰتِ ٱلرَّسُولِۚ أَلَآ إِنَّهَا قُرۡبَةٞ لَّهُمۡۚ سَيُدۡخِلُهُمُ ٱللَّهُ فِي رَحۡمَتِهِۦٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ﴾ [التوبة: 99]
الإيمانُ بالله واليوم الآخرِ هو ما يبعثُ المؤمنَ على الإنفاق في مراضي الله، وليس خوفُ الناس ولا الرغبةُ في مديحهم. إذا عدَّ بعضُ الناسِ النفقةَ في سبيل الله خَسارة، فهناك من عِباد الله من يَعدُّها أربحَ تجارة. ليس من أدب القرآن تعميمُ الناسِ بالأحكام بلا دليل، ولكنَّ منهم من يَشمَلُه الحُكم، ومنهم من ليس كذلك، فما أجملَ الإنصاف! ما أعظمَ بشرى المؤمنين المتصدِّقين المخلصين بأن رحمةَ اللهِ ستغمرُهم، وتحيطُ بهم من كلِّ جانب! |
﴿وَٱلسَّٰبِقُونَ ٱلۡأَوَّلُونَ مِنَ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحۡسَٰنٖ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُ وَأَعَدَّ لَهُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي تَحۡتَهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 100]
لا بدَّ لمَن يدَّعي اتِّباعَ الصحابة الكرام أن يأتيَ بدلائلَ على دعواه، من محبَّتهم والترضِّي عنهم وانتهاج نهجهم. طوبى لمن أخبرَ اللهُ أنه راضٍ عنه، فإنه من أهل الجنة، وهل يُثنِي اللهُ على قوم ويمدحُهم، ويُخبرُ عن رضاه عنهم إلا وهو يريدُ كرامتهم؟ التابعون بإحسانٍ لِما كان عليه الصحابةُ الكرامُ هم السعداء، فمَن رضيَ اللهُ عنه صارَ أهلًا للاقتداء. ويلٌ لمن أبغضَ الصَّحابة الذين رضي الله عنهم، فإنه لا يفعل ذلك مؤمنٌ بالقرآن. الرضا بالله تبارك وتعالى، وطلبُ مرضاته هو من أعظم أسباب الفوز العظيم بما عنده سبحانه من الإكرام والإنعام. |
﴿وَإِذَا مَآ أُنزِلَتۡ سُورَةٞ فَمِنۡهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمۡ زَادَتۡهُ هَٰذِهِۦٓ إِيمَٰنٗاۚ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فَزَادَتۡهُمۡ إِيمَٰنٗا وَهُمۡ يَسۡتَبۡشِرُونَ ﴾ [التوبة: 124]
ليس في حربِ مَن شاقَّ اللهَ ورسولَه رحمةٌ ولا رأفة، لكن من غير تمثيل ولا تنكيل، وإنما تكون الرحمة بهم في غير الحرب. لا بدَّ للمجاهدِ الذي يريدُ الظفرَ من حظٍّ وافرٍ من التقوى، فهي العَونُ في النصر على الأعداء. ليس كلُّ مَن سمِع الآياتِ ازدادَ إيمانًا، بل لا بُدَّ من الإقبالِ عليها، والإنصاتِ لها، والاهتمامِ بها. أهلُ الإيمانِ يستبشرون بنزولِ آيات القرآن، فيسمعون ما فيها من الأخبار والأحكام، والوعدِ والوعيد، فيزدادون إيمانًا إلى إيمانهم؛ إذ ليس الإيمانُ معرفةً جامدة، بل هو قولٌ وعمل يزيد ويَنقُص، وأعظم ما يزيده كتابُ الله تعالى. ينبغي للمؤمن أن يتفقَّدَ إيمانَه ويتعاهَدَه، فيُجَدِّدَه وينَمِّيَه، ليكونَ دائمًا في صُعودٍ، فالإيمانُ يَزيدُ ويَنقُصُ. |
﴿وَأَمَّا ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ فَزَادَتۡهُمۡ رِجۡسًا إِلَىٰ رِجۡسِهِمۡ وَمَاتُواْ وَهُمۡ كَٰفِرُونَ ﴾ [التوبة: 125]
القلوب تمرَضُ وتَشفى كالجسد، فأدواؤها الكفر والجهل وذميمُ الخِلال، وأدويتُها الإيمانُ والعلم وفضائلُ الخِصال. إذا انتكستِ القلوبُ انقلبَ تمييزُ الأمور فيها، فيصيرُ الخيرُ شرًّا، وسببُ الهداية سببًا للغَواية. الكفر بآيات الله تعالى، وعصيانُ رسوله ﷺ يُعقِب أصحابه هلاكًا وطَبعًا على قلوبهم؛ عقوبةً من الله تعالى لهم. |
﴿۞ لِّلَّذِينَ أَحۡسَنُواْ ٱلۡحُسۡنَىٰ وَزِيَادَةٞۖ وَلَا يَرۡهَقُ وُجُوهَهُمۡ قَتَرٞ وَلَا ذِلَّةٌۚ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ﴾ [يونس: 26]
مَن عبدَ ربَّه على وجه المراقبة، كأنه يراه بقلبه، وينظرُ إليه حالَ عبادته؛ جُوزيَ يومَ القيامة بأن يراه عِيانًا، ومَن أحسنَ فيما بينه وبين الله كُوفِئَ يومَ القيامة بالحسنى. هنيئًا لمَن أمِنَ المَكارهَ يوم القيامة، بعد أن فازَ بالمطالب، ونالَ مرضاةَ ربه تعالى. من نعيم الجنَّة أنه دائم مستمر، لا موتٌ يقطعه، ولا كدَرٌ ينغِّصه. أولئك أصحابُ الجنَّة فلا تُعطى لغيرهم؛ إذ حرَّم الله الجنَّة على غير مؤمن، وإذا كانوا أصحابَها فهي لهم، لا تُنزَع منهم أبدَ الآباد. |
﴿وَٱلَّذِينَ كَسَبُواْ ٱلسَّيِّـَٔاتِ جَزَآءُ سَيِّئَةِۭ بِمِثۡلِهَا وَتَرۡهَقُهُمۡ ذِلَّةٞۖ مَّا لَهُم مِّنَ ٱللَّهِ مِنۡ عَاصِمٖۖ كَأَنَّمَآ أُغۡشِيَتۡ وُجُوهُهُمۡ قِطَعٗا مِّنَ ٱلَّيۡلِ مُظۡلِمًاۚ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ﴾ [يونس: 27]
فطر اللهُ الإنسانَ على الإحسان، فالمؤمنُ وافق الفطرة فعمل الحسنات، والكافرُ انتقل عنها واكتسب السيِّئات. تَعَلَّم العدلَ من تعاليم القرآن، فأحسِن إلى مَن أحسن، ولا تَجزِ المسيءَ بغير ما اكتسب، ولا تتجاوزْ معه قدرَ إساءته. ما أشدَّ ذِلةَ أهلِ النار وأعظمَها! ذِلةٌ تغشى النفوسَ، ولا تَقتصرُ على الوجوه. لا يغترَّ باللهِ أحدٌ وهو مقيمٌ على الإشراك به لا يبارحُه، فإن أخْذَه تعالى أكيدٌ، وغضبَه شديد، ولا يعصِمُ المشركَ منه أحد. للسيئةِ أثرٌ على الوجه في الدارين، فهي تُظلِمُ النفسَ والقلبَ في الدنيا، ويَظهرُ ذلك الظلامُ على الوجوهِ يوم القيامة. ما أشدَّ مسَّ النار! فكيف بمَن يكونُ من أهلها المقيمين فيها أبدًا. |
﴿خَٰلِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلۡأَرۡضُ إِلَّا مَا شَآءَ رَبُّكَۚ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٞ لِّمَا يُرِيدُ ﴾ [هود: 107]
ما الدنيا كلُّها بما فيها أمامَ ما ينتظرُ المرءَ من خلودٍ في شقاءٍ سرمدي، أو في نعيمٍ أبدي؟ |
﴿۞ وَأَمَّا ٱلَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي ٱلۡجَنَّةِ خَٰلِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلۡأَرۡضُ إِلَّا مَا شَآءَ رَبُّكَۖ عَطَآءً غَيۡرَ مَجۡذُوذٖ ﴾ [هود: 108]
ما يزيدُ المؤمنين في الجنَّة طُمَأنينةً أن نعيمَهم فيها لا ينقطع ولا ينقُص. أيها المؤمن، إذا قطعتَ نفسَك عن الشهَوات المحظورة، فأبشِر في الجنَّة بلذَّاتٍ غيرِ مقصورةٍ ولا محصورة. |
﴿لِلَّذِينَ ٱسۡتَجَابُواْ لِرَبِّهِمُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ وَٱلَّذِينَ لَمۡ يَسۡتَجِيبُواْ لَهُۥ لَوۡ أَنَّ لَهُم مَّا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا وَمِثۡلَهُۥ مَعَهُۥ لَٱفۡتَدَوۡاْ بِهِۦٓۚ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ سُوٓءُ ٱلۡحِسَابِ وَمَأۡوَىٰهُمۡ جَهَنَّمُۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمِهَادُ ﴾ [الرعد: 18]
بقدر استجابتك لربِّك يكون نصيبُك من الحسنى، فارفع حظَّك من الاستجابة يرتفع حظُّك في منازل الحسنى. افتداء عذابِ الآخرة بشيءٍ من الدنيا في الدنيا ينفع صاحبَه، والافتداءُ بذلك يوم القيامة غيرُ نافع، فقدِّم شيئًا من حُطام الدنيا اليوم ينفعك غدًا. يا من شغلَه عرَضُ الدنيا عن الاستجابة لله ورسوله، أما تعتبرُ بحال أقوامٍ يوَدُّون أن لو ملكوا الدنيا بأسرها ليبذلوها فداءَ ما ينتظرُهم من العذاب، فلم يُعطَوا ذلك؟ |
﴿وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوۡعِدُهُمۡ أَجۡمَعِينَ ﴾ [الحجر: 43]
بقدر تحقيقك لعبودية الله يضعُف سلطان الشيطان عليك. إذا شئت الخلاصَ من إغواء الشيطان، والنجاةَ من نار الجحيم، فأخلص لله على طريق العبودية، واستقم له في اتباع أمره، فهو الحافظ وهو النصير، وإليه المرجع وإليه المصير. الغاوون صنوفٌ ودرجاتٌ، والغَوايةُ أشكالٌ وألوان، ولكل غاوٍ وغَواية ما يُناسبُ من الجزاء. |
﴿لَهَا سَبۡعَةُ أَبۡوَٰبٖ لِّكُلِّ بَابٖ مِّنۡهُمۡ جُزۡءٞ مَّقۡسُومٌ ﴾ [الحجر: 44]
بقدر تحقيقك لعبودية الله يضعُف سلطان الشيطان عليك. إذا شئت الخلاصَ من إغواء الشيطان، والنجاةَ من نار الجحيم، فأخلص لله على طريق العبودية، واستقم له في اتباع أمره، فهو الحافظ وهو النصير، وإليه المرجع وإليه المصير. الغاوون صنوفٌ ودرجاتٌ، والغَوايةُ أشكالٌ وألوان، ولكل غاوٍ وغَواية ما يُناسبُ من الجزاء. |
﴿وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ ٱلۡعَذَابُ ٱلۡأَلِيمُ ﴾ [الحجر: 50]
مَن ذا يعذِّبُ كعذابِ الله؟ ذاك العذابُ الذي لا يقدِر قدرَه أحد، ولا يبلغُ كُنهَه تَصورٌ ولا خيال؛ نعوذ بالله من غضبه وعقابه. |
﴿إِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞۚ فَٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ قُلُوبُهُم مُّنكِرَةٞ وَهُم مُّسۡتَكۡبِرُونَ ﴾ [النحل: 22]
لا ينفكُّ الإيمانُ بالله تعالى عن الإيمانِ بالبعث والجزاء، فهناك تتجلَّى حكمتُه، ويظهرُ عدلُه، سبحانه وتعالى. إن المؤمنَ بالآخرة له قلبٌ مطمئنٌّ بوحدانيةِ الله، يَطلبُ الدلائل ولا ينكرُ البرهان، ويخضعُ للحقِّ ولا يستكبر عنه. |
﴿لَا جَرَمَ أَنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعۡلِنُونَۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُسۡتَكۡبِرِينَ ﴾ [النحل: 23]
لن يحظى متكبرٌ بمحبة الله، فإن الله لا يحب إلا المتواضعين الخاضعين لجلاله. مَرَّ الحسينُ بنُ عليٍّ رضي الله عنهما على مساكينَ يأكلون، فدَعوه فأجابهم وأكلَ معهم، وتلا: ﴿إنه لا يحب المستكبرين﴾ ، ثم دعاهم إلى منزله، فأطعمَهم وأكرمَهم. |
﴿وَأَقۡسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَيۡمَٰنِهِمۡ لَا يَبۡعَثُ ٱللَّهُ مَن يَمُوتُۚ بَلَىٰ وَعۡدًا عَلَيۡهِ حَقّٗا وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ ﴾ [النحل: 38]
عجبًا لمَن يُظهر تعظيمَ الله تعالى بالقَسَم باسمه، ولكن على عقيدةٍ تؤمن بعجزه سبحانه عن بعث الأموات! فأيُّ تعظيمٍ هذا؟! قد ألزم الله نفسَه ببعث الأموات لعدله وحكمته، وهو الذي لا مُلزِمَ له سبحانه، أتراه يدَعُ هذا الحقَّ الذي عليه؟! حين يجهل العبدُ عقيدةَ البعث والنشور، فإنه يستمرُّ في الضلال والفجور، لذلك كثُرت الآياتُ الدالَّة على قدرته سبحانه على إحياء عباده؛ لئلَّا يغفُلوا عنه. |
﴿لِيُبَيِّنَ لَهُمُ ٱلَّذِي يَخۡتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعۡلَمَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَنَّهُمۡ كَانُواْ كَٰذِبِينَ ﴾ [النحل: 39]
أتُراه سبحانه يدَع كلَّ مخالف للحقِّ ممَّن يدَّعي لنفسه الادِّعاءاتِ الكاذبة، ويفتري على أهل الحقِّ الافتراءات الباطلة؟! كلا، بل سيبعثهم جميعًا ليوم عظيم يُظهر فيه حقَّ المحقِّ وباطلَ المُبطِل، فلا يختلف في الحقِّ أحدٌ بعد ذلك. إن لم يعلمِ الكافرون مدى كذبهم في الدنيا فسيعلمونه يوم المعاد؛ ففي الدنيا قد يظنُّون أنهم صادقون فيما هم فيه مشركون. |
﴿إِنَّمَا قَوۡلُنَا لِشَيۡءٍ إِذَآ أَرَدۡنَٰهُ أَن نَّقُولَ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ ﴾ [النحل: 40]
أيها الإنسانُ استجِب لله وتوكَّل عليه، وفوِّض جميعَ أمرك إليه وثِق به؛ فإنه لا يَعسُرُ عليه شيء، ولا يصعبُ عليه أمر. |
﴿مَن كَفَرَ بِٱللَّهِ مِنۢ بَعۡدِ إِيمَٰنِهِۦٓ إِلَّا مَنۡ أُكۡرِهَ وَقَلۡبُهُۥ مُطۡمَئِنُّۢ بِٱلۡإِيمَٰنِ وَلَٰكِن مَّن شَرَحَ بِٱلۡكُفۡرِ صَدۡرٗا فَعَلَيۡهِمۡ غَضَبٞ مِّنَ ٱللَّهِ وَلَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٞ ﴾ [النحل: 106]
لا بدَّ لمَن عرَف الحقَّ أن يعملَ بمقتضاه، فإن خالفه باختياره فأيُّ نفع لمعرفته تلك؟! الإسلام يراعي نفوسَ البشر، فلا يؤاخذُها بما خرج عن طاقتها، وصعُب عليها احتمالُه، معتبرًا أن الأصل ما يكمُنُ في النفوس من الإيمان، لا ما خالف ذلك من أعمال الجوارح عند الإكراه. لا يكون الإكراهُ عذرا، لمَن قد شرح بالكفر صدرا. لا ينشرح قلبٌ اطمأنَّ بالإيمان إلى عقائد الكافرين ولا إلى مقولاتهم، ولا يتشوَّفُ إليها، ولا يرضى بها. ليست العقيدةُ بصفقةٍ قابلةٍ للبيع والمساومة، والربحِ والخسارة، والأخذِ والردِّ، بل هي أعلى من ذلك وأكرم، وأعزُّ وأعظم. عجبًا لمَن يطلب رضا الكافرين بكفره بربِّ العالمين! واللهُ هو الأحقُّ بالإرضاء تبارك وتعالى، فمَن فعل ذلك باءَ بغضبه، واصطلى بعذابه. |
﴿ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُواْ مِنۢ بَعۡدِ مَا فُتِنُواْ ثُمَّ جَٰهَدُواْ وَصَبَرُوٓاْ إِنَّ رَبَّكَ مِنۢ بَعۡدِهَا لَغَفُورٞ رَّحِيمٞ ﴾ [النحل: 110]
ليس لمَن قد فُتن من دواءٍ خيرٌ من الصبر، فإن صبرَ كانت الفتنة ممحِّصةً له ومخلِّصةً من الذنوب، كما يخلِّص الكِيرُ خَبثَ الذهبِ والفضَّة. سبحانَ مَن يُفيض آثارَ ربوبيَّته على عباده، وقد أُوذوا فيه وصبَروا، فأنالهم من مغفرته ورحمته أضعافَ صبرهم كثيرًا! ما أعظمَ مغفرةَ الله ورحمتَه لعباده! فبهما وبدوامهما يُخفَّف عن المهاجر والمجاهد والصابر ما يَلقَون من البلاء الشديد. |
﴿عَسَىٰ رَبُّكُمۡ أَن يَرۡحَمَكُمۡۚ وَإِنۡ عُدتُّمۡ عُدۡنَاۚ وَجَعَلۡنَا جَهَنَّمَ لِلۡكَٰفِرِينَ حَصِيرًا ﴾ [الإسراء: 8]
كم من محنةٍ خرج من رحمها مِنحة، فمَن اعتبر بالبلاء واتَّعظ، فتابَ وأناب، كان البلاءُ له رحمةً وخيرًا. الإفساد طريقُ العقوبات، فمن عاد إلى إفساده عاد اللهُ إلى عقوبته، فهل من معتبر؟ ليس عذابُ الدنيا خاتمةَ المطاف للمفسدين غيرِ التائبين، فهنالك نارٌ تنتظرهم فتحصُرهم، فلا يُفلِت منها أحد. |
﴿وَإِذۡ قُلۡنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِٱلنَّاسِۚ وَمَا جَعَلۡنَا ٱلرُّءۡيَا ٱلَّتِيٓ أَرَيۡنَٰكَ إِلَّا فِتۡنَةٗ لِّلنَّاسِ وَٱلشَّجَرَةَ ٱلۡمَلۡعُونَةَ فِي ٱلۡقُرۡءَانِۚ وَنُخَوِّفُهُمۡ فَمَا يَزِيدُهُمۡ إِلَّا طُغۡيَٰنٗا كَبِيرٗا ﴾ [الإسراء: 60]
ليعلم مَن لم يعتبر بآيات الله الكونيَّة أنه بقبضةِ مُجريها سبحانه، يأخذه متى شاء. الآيةُ من آيات الله تكون فتنةً للناس إذا لم يعتبروا بها، ولم تُخِفهم رهبتها، وغدَوا فيها يشككون، وفي قدرة الله يترددون. ما يزالُ تخويفُ الله تعالى لعباده يتجددُ في كل عصر، ومع ذلك لا ينفك الطغاة عن طغيانهم، وكثيرٌ من الناس يشاهدون آياتِ العذاب فيجعلونها ظواهر طبيعية، غافلين عن أسبابها! |
﴿وَمَن يَهۡدِ ٱللَّهُ فَهُوَ ٱلۡمُهۡتَدِۖ وَمَن يُضۡلِلۡ فَلَن تَجِدَ لَهُمۡ أَوۡلِيَآءَ مِن دُونِهِۦۖ وَنَحۡشُرُهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمۡ عُمۡيٗا وَبُكۡمٗا وَصُمّٗاۖ مَّأۡوَىٰهُمۡ جَهَنَّمُۖ كُلَّمَا خَبَتۡ زِدۡنَٰهُمۡ سَعِيرٗا ﴾ [الإسراء: 97]
ليس موفَّقًا من الله تعالى مَن يُصرُّ على الكفر مع وضوح الدليل، ومَن يتَّخذُ هواه رائدًا له في مواقفَ يجب فيها تحرِّي الحق. لا يتعلَّق العبدُ بغير الله تعالى إلا خذله وأخزاه، ولا يضرُّ العبيدَ مثلُ البعد عن حقيقة التوحيد. مَن لم يستعمل جوارحَه في فهم الحق جُوزيَ بألا ينتفع في الآخرة بشيء منها، ويُحشر وقد حيلَ بينه وبين الانتفاع بها، فيكون حائرًا متخبِّطًا، كحاله يوم كان عن دينه معرضًا. ما أفظعَه من مكان! نارٌ لا يفرح ساكنُها بخُبُوِّها حتى تزيدَه غمًّا بمزيدها، فيا أيها العاقلُ اجعل بينك وبينه وقايةً، تنَل السلامةَ والأمان. |
﴿ذَٰلِكَ جَزَآؤُهُم بِأَنَّهُمۡ كَفَرُواْ بِـَٔايَٰتِنَا وَقَالُوٓاْ أَءِذَا كُنَّا عِظَٰمٗا وَرُفَٰتًا أَءِنَّا لَمَبۡعُوثُونَ خَلۡقٗا جَدِيدًا ﴾ [الإسراء: 98]
مَن آمن أن المعاقِبَ عدلٌ، ورأى عِظَم العقوبة، علم عِظَم الذنب وبشاعته، فلا تستخفَّ بكفر الكافرين بآيات الله يوم جزائه. |
﴿وَأَمَّا مَنۡ ءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَلَهُۥ جَزَآءً ٱلۡحُسۡنَىٰۖ وَسَنَقُولُ لَهُۥ مِنۡ أَمۡرِنَا يُسۡرٗا ﴾ [الكهف: 88]
بقدرِ بذل الجهد يكون الظفَر؛ ألا ترى كيف استلذَّ ذلك الملكُ في سبيل بلوغه هدفه الأسفار، وعناء الأخطار، وركوب البحار، حتى حاز مبتغاه؟ فهلا اعتبر أولو الأبصار! العقوباتُ الدنيوية تطهِّرُ المؤمنين، وأما مَن لم يؤمن فيقدَّم له عذابٌ في الدنيا بين يدي عذاب الآخرة. مَن قدَر على أعدائه، وتمكَّن منهم، فلا ينبغي أن تُسكره لَذةُ القدرة، فيسوقهم بعصا الإذلال، ويجرعهم غُصص الاستعباد والنَّكال ظلمًا، بل يعامل كُلًّا بقدر إساءته. حين يجد المحسن جزاء إحسانه إكرامًا وتقديرًا، ويجد المعتدي جزاء إفساده عقوبة وإهانة؛ عندئذ يرى الناس ما يحفِّزُهم إلى الصلاح والإنتاج. |
﴿أَفَحَسِبَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَن يَتَّخِذُواْ عِبَادِي مِن دُونِيٓ أَوۡلِيَآءَۚ إِنَّآ أَعۡتَدۡنَا جَهَنَّمَ لِلۡكَٰفِرِينَ نُزُلٗا ﴾ [الكهف: 102]
ما أسفهَ عقولَ المشركين، وما أقل استبصارَهم بحقائق أمور الربوبية والألوهية! إذا كان دخول جهنَّم والاحتراق فيها والتلظي بمثابة الضيافة والقِرى، فبئس النزُل نزُلهم، وبئست جهنم ضيافتهم. |
﴿فَوَرَبِّكَ لَنَحۡشُرَنَّهُمۡ وَٱلشَّيَٰطِينَ ثُمَّ لَنُحۡضِرَنَّهُمۡ حَوۡلَ جَهَنَّمَ جِثِيّٗا ﴾ [مريم: 68]
ما أكثرَ السبل الهادية إلى الإيمان بالحشر! فمَن أعرض عن الآيات السَّمعية والبراهين العقليَّة تكبّرًا وعنادًا، فلعلّ الموعظة بالترهيب تَهديه. يا لقدرِ النبي العظيم وقد أضيف اسمُه إلى اسم الله جلَّ جلاله تشريفًا! ويا لوضاعة مَن لم يؤمن برسالته، فإنه ليحشر مع شرِّ الخلائق! مَن تكبَّر في دنياه على أمر مولاه سيحشر خائفًا ذليلًا في أخراه، جاثيًا على ركبتيه، لا يطيق القيامَ على قدميه. |
﴿أَطَّلَعَ ٱلۡغَيۡبَ أَمِ ٱتَّخَذَ عِندَ ٱلرَّحۡمَٰنِ عَهۡدٗا ﴾ [مريم: 78]
على الإنسان ألا يأمن المآل، ولو أحسن الأعمال؛ لأنه لا اطلاعَ له على الغيب فيطمئنَّ لعاقبته، فليعمل وليرجُ ربَّه حسنَ المنقلب. |
﴿ٱقۡتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمۡ وَهُمۡ فِي غَفۡلَةٖ مُّعۡرِضُونَ ﴾ [الأنبياء: 1]
كل يوم تزداد هذه الآية تحقُّقًا وتنبيهًا للعقلاء، وإلهابًا لعزائمهم، فاستعدَّ للحساب؛ فإن الدنيا إلى ذهاب، والآخرة على اقتراب، وكل ما هو آتٍ قريب. |
﴿مَا يَأۡتِيهِم مِّن ذِكۡرٖ مِّن رَّبِّهِم مُّحۡدَثٍ إِلَّا ٱسۡتَمَعُوهُ وَهُمۡ يَلۡعَبُونَ ﴾ [الأنبياء: 2]
النفوس الفارغة تلهو في أخطر المواقف، وتهزُل في مواطن الجد؛ إذا أتاها ذكرٌ من ربها استقبلته لاعبة، فلا وقارَ ولا تقديس. إذا أدمنَت القلوب ما هي عليه من الفساد، وسارت الأنفس في طريق الهزؤ واللعب؛ لن تنتفع بالعظات ولو تجدَّدت، ولن تتعظ بالذكرى وإن تعددت. استحضر قلبك، عند سماع الوحي، وتدبَّر آياته، فقد ذمَّ الله تعالى أقوامًا لم ينتفعوا به؛ إذ كانت قلوبهم لاهية عنه. لو سمع أتباعُ أهل الضلال ممن فيهم قليل من خير ما يحيكه أئمتهم من مكائد ومؤامرات عن الحقِّ وأهله ظلمًا وعدوانًا؛ لعرفوا خبثهم وانفضوا عنهم، فلأجل هذا أسرُّوا ذلك الجور والعدوان. لا ينفكُّ أهلُ الباطل يعترضون على الحقِّ بما ليس فيه معترَض، ويحتجون عليه بما ليس بحجة. فيا لَله العجب من قوم رأوا ما أعجزهم من مجيء القرآن، فلم يجوِّزوا أن يكون عن الله، وجزموا بأنه سحر المبطلين، وتلبيس المفسدين! |
﴿لَاهِيَةٗ قُلُوبُهُمۡۗ وَأَسَرُّواْ ٱلنَّجۡوَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ هَلۡ هَٰذَآ إِلَّا بَشَرٞ مِّثۡلُكُمۡۖ أَفَتَأۡتُونَ ٱلسِّحۡرَ وَأَنتُمۡ تُبۡصِرُونَ ﴾ [الأنبياء: 3]
النفوس الفارغة تلهو في أخطر المواقف، وتهزُل في مواطن الجد؛ إذا أتاها ذكرٌ من ربها استقبلته لاعبة، فلا وقارَ ولا تقديس. إذا أدمنَت القلوب ما هي عليه من الفساد، وسارت الأنفس في طريق الهزؤ واللعب؛ لن تنتفع بالعظات ولو تجدَّدت، ولن تتعظ بالذكرى وإن تعددت. استحضر قلبك، عند سماع الوحي، وتدبَّر آياته، فقد ذمَّ الله تعالى أقوامًا لم ينتفعوا به؛ إذ كانت قلوبهم لاهية عنه. لو سمع أتباعُ أهل الضلال ممن فيهم قليل من خير ما يحيكه أئمتهم من مكائد ومؤامرات عن الحقِّ وأهله ظلمًا وعدوانًا؛ لعرفوا خبثهم وانفضوا عنهم، فلأجل هذا أسرُّوا ذلك الجور والعدوان. لا ينفكُّ أهلُ الباطل يعترضون على الحقِّ بما ليس فيه معترَض، ويحتجون عليه بما ليس بحجة. فيا لَله العجب من قوم رأوا ما أعجزهم من مجيء القرآن، فلم يجوِّزوا أن يكون عن الله، وجزموا بأنه سحر المبطلين، وتلبيس المفسدين! |
﴿قَالَ رَبِّي يَعۡلَمُ ٱلۡقَوۡلَ فِي ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِۖ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ ﴾ [الأنبياء: 4]
لا يضرُّك أن تجهل ما الذي يُحاك لك من مكر وكيد، إذا كنت واثقًا بأن العليم الحكيم سبحانه وتعالى هو مَن يدافع عنك. سبحان مَن يسمع كل شيء، ويعلم كل شيء من القول وغيره، فهو يسمع سر أعدائه، ويُبطل مكرهم، ويسمع ما ينسُبه إليه خلقه من حق أو باطل، فيعامل كلًّا بما يستحق! |
﴿لَقَدۡ أَنزَلۡنَآ إِلَيۡكُمۡ كِتَٰبٗا فِيهِ ذِكۡرُكُمۡۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ ﴾ [الأنبياء: 10]
في القرآن ذكرٌ ينتبه به الغافل، ويعلو به النازل، وعلى مقدار ما تأخذ الأفراد والمجتمعات بكتاب الله يرتفع ذكرُهم عند الله وعند الخلق، وعلى مقدار نقصهم من ذلك يَخمُلون. لا يتدبر القرآنَ إلا عاقل، ولا يُدبِر عنه إلا غافلٌ أو جاهل. |
﴿وَمَا خَلَقۡنَا ٱلسَّمَآءَ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَيۡنَهُمَا لَٰعِبِينَ ﴾ [الأنبياء: 16]
لو أراد الله من خلق السماء والأرض اللعب ما خلق جنة ولا نارًا، ولا جعل موتًا ولا بعثًا ولا حسابًا، ولو أراد اللهوَ ما اتخذه من هذه الدنيا التي لا تزن عنده جناحَ بعوضة، تعالى الله عمَّا يصفه الظالمون علوًّا كبيرًا. ما أسرعَ ما يمحق الحقُّ الباطلَ إذا ورد عليه! فحججُ الحقِّ لا تواجِه باطلًا إلا أردته وصرعته، ولا تُوضع على برهان للباطل إلا قطعته. ويل لمَن يصف اللهَ تعالى بما لا يليق به، ويتجرأ على نسبة شيء إلى ربه، لا تصِح نسبته إليه! فالكلمة في وصف الله أو أفعاله، والإضافة إليه بغير علم عظيمةُ الخطر. |
﴿لَوۡ يَعۡلَمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ ٱلنَّارَ وَلَا عَن ظُهُورِهِمۡ وَلَا هُمۡ يُنصَرُونَ ﴾ [الأنبياء: 39]
ما أسوأ تلك الحال لدى أهلها يوم يأتيهم العذاب يوم القيامة من كل جانبٍ! فلا يملكون أن يقُوا وجوههم، ولا ظهورهم منه، ولا أن يدفعوا عن أنفسهم من أضراره شيئًا، فلو أيقن الكفَّار بما سيلاقونه في النار ما أقاموا على كفرهم واستعجلوا عذابهم. تباهى الكفَّار بنُصرائهم في الدنيا، ولكنهم لن يجدوهم في الآخرة، فهل تأمَّل الإنسان العاقل في هذا المآل، فعلِم أنه لن ينجيَه من العذاب بعد رحمة الله إلا عملُه الصالح، فسارعَ إليه؟ |
﴿بَلۡ تَأۡتِيهِم بَغۡتَةٗ فَتَبۡهَتُهُمۡ فَلَا يَسۡتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمۡ يُنظَرُونَ ﴾ [الأنبياء: 40]
ما أسوأ حالَ الكافرين حينما تأتيهم الساعة فجأة من غير إعلام، فيتحيرون ولا يمهلون لتوبة وندم! |
﴿۞ هَٰذَانِ خَصۡمَانِ ٱخۡتَصَمُواْ فِي رَبِّهِمۡۖ فَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ قُطِّعَتۡ لَهُمۡ ثِيَابٞ مِّن نَّارٖ يُصَبُّ مِن فَوۡقِ رُءُوسِهِمُ ٱلۡحَمِيمُ ﴾ [الحج: 19]
كم من كافر جادل أهلَ الحق منافحًا عن كفره، معتقدًا أنه على النهج القويم، والاعتقاد المستقيم، ولم يستفق من إصراره على باطله إلا وهو في النار يقاسي عذابها ويلبَس ثيابها. يا لَبؤسِ أهل النار! حين لا ثيابَ لهم إلا من لهبها، ولا شراب إلا من حميمها، فهلا حذِرَ العاقل الطرقَ الموصلة إلى ذلك، حتى يسلمَ من تلك المهالك؟ إنها صورة تكفي العاقلَ عِبرة، يوم يتأمَّل في هذا العذاب الشديد الذي ينتظر أهل النار فيها، فطوبى لمَن جعل بينه وبينها وقايةً من إيمان وعمل صالح. ما أشقَّ اليأسَ من النجاة في نفس المرء بعد الطمع فيها، ورؤية طلائعها، حتى إذا كادت تصل ترجع وتعتزل. إذا نزل بك خطب، وطوَّقك بالغمِّ والكرب، فتذكر غمَّ أهل النار الذي لا يجدون منه مخرجا، وأنت قد تجد لكربك اليوم سَعةً وفرَجا. في الدنيا كان الكفار يسمعون كلمةَ الدعوة إلى الحق فيعرضون عنها ويسخَرون منها، وفي النار لم يعودوا يسمعونها، ولكنهم يسمعون كلمات التبكيت التي تعذبهم عذابًا نفسيًا على ترك الاستجابة لتلك الكلمة. |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ ٱلَّذِي جَعَلۡنَٰهُ لِلنَّاسِ سَوَآءً ٱلۡعَٰكِفُ فِيهِ وَٱلۡبَادِۚ وَمَن يُرِدۡ فِيهِ بِإِلۡحَادِۭ بِظُلۡمٖ نُّذِقۡهُ مِنۡ عَذَابٍ أَلِيمٖ ﴾ [الحج: 25]
ما أسوأ حال مَن جمع بين الكفر المُحبِط لعمله وبين صد غيره عن طاعة ربه، في خير مواضعها وأقدس أماكنها! للعباد في بيت الله الحرام مصالحُ دينية ومنافع دنيوية، فما أحسن أن يُوصلوا إليها، ويُعانوا عليها، ولا يصدوا عنها ولا يصرفوا منها! ما أعظمَ مكةَ وما أعظم حرمتَها، وما أطهرَ مسجدَها، وأشدَّ المعصيةَ فيه! فإن العبد ليَنوي فيه السيِّئة فتُكتب عليه، فكيف بمَن جاوز النيَّةَ إلى مباشرة العمل؟! أشنع الظلم وأشدُّ الميل عن الحقِّ أن يشركَ بالله في البيت الذي أسَّسه بانيه على توحيد الله، وطهَّره لعبادة الله وحدَه لا شريك له. |
﴿فَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَهُم مَّغۡفِرَةٞ وَرِزۡقٞ كَرِيمٞ ﴾ [الحج: 50]
مَن واجهَ دعوةَ الرسل بالتكذيب والاستهزاء واستعجال العذاب فهو إلى الإنذار أحوج منه إلى التبشير، ففي الإنذار ترهيبٌ يحجُز عن الاستمرار في الإصرار على تلك الخطايا. ليس بين الأنبياء وأقوامهم صراعاتٌ شخصية ليطلبوا النكاية بهم، ولا مصالح دنيوية ليتزلفوا إليهم، وإنما هم مبلِّغون ومنذِرون، فمَن آمن من قومهم فلنفسه، ومَن كفر فعليها. رزقُ الله الكريم الذي وعد به عباده المؤمنين وافرٌ، فما أسعد مَن ناله، وحقق في ظله آماله! |
﴿وَٱلَّذِينَ سَعَوۡاْ فِيٓ ءَايَٰتِنَا مُعَٰجِزِينَ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَحِيمِ ﴾ [الحج: 51]
مَن ظنَّ أنه يستطيع معاجزةَ ربه بصد الناس عنه أو عن رسوله، أو منعِ نفسه من حلول عذاب الله به وغلبته له فقد خاب ظنه، وبطل سعيه، واستحق عذاب الجحيم إن مات على ذلك. |
﴿ٱلۡمُلۡكُ يَوۡمَئِذٖ لِّلَّهِ يَحۡكُمُ بَيۡنَهُمۡۚ فَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فِي جَنَّٰتِ ٱلنَّعِيمِ ﴾ [الحج: 56]
ما أعظمَ ذلك اليومَ الذي لا ملكَ فيه لأحد إلا لله، ولا يدَّعي ذلك أحدٌ سواه، وقد كان في الدنيا خَلقٌ يدَّعون الملكَ وينازعون فيه! إن نعيمَ الجنة نعيمٌ لا يقدر على وصفه الواصفون، ولا تستطيع إدراكه عقولُ المخلوقين، وهو نعيم للقلب والروح والبدن، فما أحسنه من نعيم، وأعظمه من تكريم! |
﴿وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَا فَأُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٞ مُّهِينٞ ﴾ [الحج: 57]
لا يستهين امرؤٌ بآيات الله تعالى ورسله الأكرمين، إلا جوزيَ يوم القيامة بعذاب مُهين. |
﴿قَالُوٓاْ أَءِذَا مِتۡنَا وَكُنَّا تُرَابٗا وَعِظَٰمًا أَءِنَّا لَمَبۡعُوثُونَ ﴾ [المؤمنون: 82]
أيستبعدون على الله بعثهم بعد أن صاروا عظامًا وترابًا وقد خلقهم الله تعالى أول مرة، أفينكرون إعادتهم ولا يتفكرون في ابتدائهم؟! |
﴿لَقَدۡ وُعِدۡنَا نَحۡنُ وَءَابَآؤُنَا هَٰذَا مِن قَبۡلُ إِنۡ هَٰذَآ إِلَّآ أَسَٰطِيرُ ٱلۡأَوَّلِينَ ﴾ [المؤمنون: 83]
لقد أراهم الله من الآيات الدالة على البعث وإحياء الموتى ما لو تفكروا أقلَّ تفكر في ذلك لعلموا أن وعد الله حق، وأن الساعة لا ريب فيها. |
﴿قُل رَّبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ ﴾ [المؤمنون: 93]
على المؤمن أن يحرِص على النجاة من عذاب الله وسخطه بالبعد عن معصيته، ومفارقة أهل غضبه وعقوبته؛ فإن البعد عن الظالمين من دعاء المؤمنين، والعجَب ممن يتودَّد إليهم، ويحرِص على صحبتهم! أفلا يخشى أن يصير إلى مصيرهم، أو ينزِل به ما ينزل بهم؟ أكثر من الدعاء بالحماية من المكاره، ولا تأمن على نفسك، وأصلح عملك؛ لأنك لا تدري أتُقبِّل منك أم رُدَّ عليك؟ |
﴿وَإِنَّا عَلَىٰٓ أَن نُّرِيَكَ مَا نَعِدُهُمۡ لَقَٰدِرُونَ ﴾ [المؤمنون: 95]
لو شاء الله تعالى لأرى نبيه بعينه مسيرة الصراع بينه وبين المشركين خطوة خطوة حتى يجيء نصر الله والفتح؛ فإنَّ مصارعهم عنده حاضرة؛ إلا أنه كتب لها آجالًا موقوتة. |
﴿أَلَآ إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ قَدۡ يَعۡلَمُ مَآ أَنتُمۡ عَلَيۡهِ وَيَوۡمَ يُرۡجَعُونَ إِلَيۡهِ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُواْۗ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمُۢ ﴾ [النور: 64]
لو عرَف المخالف لأمر الله تعالى قدرته تعالى عليه وعلى جميع ما في الكون، وعلمه سبحانه وتعــالى بكلِّ ما يفعل، وأنَّ وراء ذلك حسابًا وجزاءً؛ لانزجر. إن الضمان الأخير، والحارس الأمين للأوامر والنواهي والأخلاق والآداب التي فرضها الله في هذه السورة، هو تعليقُ القلوب والأبصار بالله، وتذكيرها بخَشيته وتقواه. |
﴿وَلَوۡ نَزَّلۡنَٰهُ عَلَىٰ بَعۡضِ ٱلۡأَعۡجَمِينَ ﴾ [الشعراء: 198]
أيُّ عذر لعربيٍّ لا يؤمن بهذا الكتاب ولا يتدبُّره، ولا يُقبل عليه فيعمل به، وقد نزل بلغته، لا بلغة قوم آخرين؟ فالحجَّة عليه أعظم، واللوم عليه أكبر إن لم يؤمن به. |
﴿ذِكۡرَىٰ وَمَا كُنَّا ظَٰلِمِينَ ﴾ [الشعراء: 209]
حين ينسى الناسُ عهد الفِطرة التي فطرهم عليها، تأتي الرسُل فتذكرهم ما نسُوه، موقظة لغافلهم، ومعلِّمة لجاهلهم. تعالى الله عزَّ وجلَّ أن يكونَ الجَور من وصفه، أو يكونَ الظلم من فعله، فإنه لا يعاقب مَن لا يستحقُّ العقاب، ولا يعذِّب إلا مَن يستأهل العذاب. |
﴿فَأَمَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَعَسَىٰٓ أَن يَكُونَ مِنَ ٱلۡمُفۡلِحِينَ ﴾ [القصص: 67]
أبعد الناسِ عن الفلاح أبعدُهم عن التوبة والإيمان والعمل الصالح. |
﴿فَإِذَا رَكِبُواْ فِي ٱلۡفُلۡكِ دَعَوُاْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ فَلَمَّا نَجَّىٰهُمۡ إِلَى ٱلۡبَرِّ إِذَا هُمۡ يُشۡرِكُونَ ﴾ [العنكبوت: 65]
قد فطر الله تعالى الناس على التوحيد، فإذا ما غفَلوا عن هذه الفطرة في السَّراء أفزعتهم إليها حالةُ الضرَّاء، فلا تراهم يلجؤون إلا إلى الله وحدَه إذا ما دهَمهم البلاء. انظر إلى رحمة الله تعالى بمَن أشرك به دهرًا طويلًا كيف نجَّاه من كربه حين وحَّده، فكيف لا يرجوه في كرُباته عبدُه الذي يوحِّده في جميع أحواله؟ ألا تعجَب من بعض مَن ينتسب إلى الإسلام إذا دهمته الخطوب، ونزلت بسـاحته الكروب، كيف يلجـأ إلى غير ربِّه سبحانه من الأمــوات أو الأحيــاء، وهــــؤلاء المشركون يوحِّدون الله في الضرَّاء؟! قد تعتري بعضَ المسلمين الحاجةُ فيفزعون إلى الله تعالى، فإذا قضاها لهم فرحوا بالعافية، ونَسُوا واجبَ الشكر! |
﴿لِيَكۡفُرُواْ بِمَآ ءَاتَيۡنَٰهُمۡ وَلِيَتَمَتَّعُواْۚ فَسَوۡفَ يَعۡلَمُونَ ﴾ [العنكبوت: 66]
سوف يدري الجاحد لنعمة الله عاقبةَ جحوده وبُعده عن شكر ربِّه مهما تمتَّع وامتدَّ به العمر. |
﴿وَيَوۡمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يَوۡمَئِذٖ يَتَفَرَّقُونَ ﴾ [الروم: 14]
يجتمع الناس في الدنيا حسب قرابتهم ومصالحهم، ولكنَّهم يتفرَّقون يوم القيامة حسَبَ جزاء أعمالهم، فريقٌ في الجنَّة وفريق في السعير. |
﴿فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَهُمۡ فِي رَوۡضَةٖ يُحۡبَرُونَ ﴾ [الروم: 15]
الذين لاقَوا ربَّهم بما يحبُّه من الطاعات، لا تنقطع عنهم أنواع الملذات، في روضات الجنَّات. |
﴿وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَا وَلِقَآيِٕ ٱلۡأٓخِرَةِ فَأُوْلَٰٓئِكَ فِي ٱلۡعَذَابِ مُحۡضَرُونَ ﴾ [الروم: 16]
ما أضعفَ أهلَ النار وما أذلَّهم! يوم يُساقون إليها سَوقًا، ويُحضَرون إليها قسرًا، دون أن يملكوا للقوَّة التي تقودهم إلى عذابها دفعًا. |
﴿وَإِذَا مَسَّ ٱلنَّاسَ ضُرّٞ دَعَوۡاْ رَبَّهُم مُّنِيبِينَ إِلَيۡهِ ثُمَّ إِذَآ أَذَاقَهُم مِّنۡهُ رَحۡمَةً إِذَا فَرِيقٞ مِّنۡهُم بِرَبِّهِمۡ يُشۡرِكُونَ ﴾ [الروم: 33]
يجأر العبدُ إلى ربِّه إذا أصابه ضُرٌّ صغير، فضلًا عن الضُّرِّ الكبير، وذلك أن الحاجة إلى الله تعالى متغلغلةٌ في فطرة الإنسان. إن الناس ليَفزَعون إلى ربِّهم في ضُرِّ الدنيا الذي يُشقيهم ويسلُبهم راحتهم، فليفكِّر المقيمون على مَساخط خالقهم في الفزع إليه اليوم من ضُرِّ يوم القيامة وليُنيبوا إليه قبل أن يقفوا بين يديه؟ بعض الناس أوَّلَ ما يذوق باكورة الفرَج من الشدَّة يسارع إلى الإشراك بربِّه، والعودة إلى سخَطه، ولكنَّ العقلاء منهم يستمرُّون على الإنابة، ويسلكون طريق الاستقامة، فما أحسنَ ما غنِموا من البلاء! أليس الأجدى بعبد مسرف على نفسه أنقذه ربُّه من البلاء، أن يشكرَه بتوحيده ونبذ الإشراك به، والانتقالِ إلى ملازمة طاعته، بدل العودة إلى معصيته؟ |
﴿لِيَكۡفُرُواْ بِمَآ ءَاتَيۡنَٰهُمۡۚ فَتَمَتَّعُواْ فَسَوۡفَ تَعۡلَمُونَ ﴾ [الروم: 34]
مَن لم تصنع النعمةُ بعد النقمة في قلبه شكرا، ولم يجعل لربِّه فيها ذكرا، لم يزدَد لخالقه إلا جحودًا وكفرا. ليتمتع الكافرون بالنعم ما شاؤوا، وليَبطَروا وليجحَدوا كما أرادوا، فإن أمامهم عاقبةً شديدةَ العذاب تنتظرهم، ومآلًا عظيم الهول يَشمَلهم. |
﴿لِيَجۡزِيَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ مِن فَضۡلِهِۦٓۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلۡكَٰفِرِينَ ﴾ [الروم: 45]
ثواب الله للمؤمن هو محضُ تفضُّل من جنابه الكريم، فإنَّ أحدًا لا يستحقَّ الجنَّة بعمله، فلا يغترنَّ امرؤٌ بما يعمل، ولا يُدِلَّنَّ به. طوبى لمن اجتهد في عملِ ما يحبُّه مولاه، من الإيمان وعمل الصالحات، فتلك محابُّ الله التي تنجي العبد، وأمَّا من حُرم محبَّته فقد حُرم فضله. |
﴿وَلَوۡ تَرَىٰٓ إِذِ ٱلۡمُجۡرِمُونَ نَاكِسُواْ رُءُوسِهِمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ رَبَّنَآ أَبۡصَرۡنَا وَسَمِعۡنَا فَٱرۡجِعۡنَا نَعۡمَلۡ صَٰلِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ ﴾ [السجدة: 12]
إذا أردتَّ النجاةَ من خزي يوم القيامة فبادر بالعمل الصالح، وتُب إلى ربِّك من العمل الطالح. عن قَتادةَ رحمه الله قال: (أبصَروا حين لم ينفعهم البصر، وسمعوا حين لم ينفعهم السمع). طوبى لعبد أبصر الحقَّ وسمعه، فاعتنقه واتَّبعه، قبل أن يحاسَبَ عليه: هل أخذه أو ضيَّعه؟ |
﴿وَلَوۡ شِئۡنَا لَأٓتَيۡنَا كُلَّ نَفۡسٍ هُدَىٰهَا وَلَٰكِنۡ حَقَّ ٱلۡقَوۡلُ مِنِّي لَأَمۡلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ ٱلۡجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ أَجۡمَعِينَ ﴾ [السجدة: 13]
سَلِ الهداية من الله فإنه لا هدى إلا هداه، وإذا هداك أسعدك ووقاك، ومن عذابه أنجاك. |
﴿فَذُوقُواْ بِمَا نَسِيتُمۡ لِقَآءَ يَوۡمِكُمۡ هَٰذَآ إِنَّا نَسِينَٰكُمۡۖ وَذُوقُواْ عَذَابَ ٱلۡخُلۡدِ بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ ﴾ [السجدة: 14]
مَن تمادى في إهمال الاستعداد ليوم القيامة ولم يكترث بعاقبته فيه استحقَّ الإهمال والتركَ في ذلك اليوم العظيم. لمَّا كان خُبث الكافر الذي عُذِّب بسببه باقيًا دائمًا لا يزول في جميع المُدد، كان عذابه دائمًا لا يزول كذلك. |
﴿وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا ٱلۡفَتۡحُ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ ﴾ [السجدة: 28]
يستعجل المشركون القضاء بتعذيبهم ونزول العقوبة بهم؛ تكذيبًا للخبر، واستهزاء بالمُخبِر، جاهلين متناسين وعيد الله للمستهزئين. |
﴿قُلۡ يَوۡمَ ٱلۡفَتۡحِ لَا يَنفَعُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِيمَٰنُهُمۡ وَلَا هُمۡ يُنظَرُونَ ﴾ [السجدة: 29]
يومُ القضاء والفصل أمرٌ واقع لا شك فيه، فماذا ينفع المكذبين إيمانهم به يوم وقوعه وقد جحدوا به في الدنيا؟ |
﴿فَأَعۡرِضۡ عَنۡهُمۡ وَٱنتَظِرۡ إِنَّهُم مُّنتَظِرُونَ ﴾ [السجدة: 30]
مَن استكبر أو أعرض عن الحقِّ الذي تدعوه إليه فأعرِض عن تكذيبه واستكباره، وسترى عاقبة ذلك بنصر الله تعالى للحق وأهله. |
﴿لِّيَسۡـَٔلَ ٱلصَّٰدِقِينَ عَن صِدۡقِهِمۡۚ وَأَعَدَّ لِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابًا أَلِيمٗا ﴾ [الأحزاب: 8]
إذا سُئل الصادقون عن صدقهم، فما حجَّة المكذِّبين في تكذيبهم؟! لم يُسأل الكاذبون سؤالَ مَن يُستمع جوابه، وتُقبل معذرته، فقد مضى في علم الله عذابهم، وتقرر فيه هلاكهم، بل هو سؤال تقريع وتوبيخ. |
﴿لِّيُعَذِّبَ ٱللَّهُ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ وَٱلۡمُنَٰفِقَٰتِ وَٱلۡمُشۡرِكِينَ وَٱلۡمُشۡرِكَٰتِ وَيَتُوبَ ٱللَّهُ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمَۢا ﴾ [الأحزاب: 73]
أودع الله تعالى عباده حقوقًا وائتمنهم عليها، وأوجب عليهم تلقِّيَها بحسن الطاعة والانقياد، وأمرهم بمراعاتها والمحافظة عليها، وأدائها من غير إخلال بشيء من حقوقها. الناس أمام الأمانة أصناف؛ منافقون يتظاهرون بالقيام بها، ومشركون لا يعتنون بها، ومؤمنون يسعَون في أدائها خير أداء. لمَّا كان أداء الأمانة يعتريه شيءٌ من القصور أو التقصير، خُتمت هذه الآية بما يسلِّي المؤمن الحريص على أداء أمانته، ولكنَّه قد لا يبلغ الكمال. |
﴿لِّيَجۡزِيَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِۚ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُم مَّغۡفِرَةٞ وَرِزۡقٞ كَرِيمٞ ﴾ [سبأ: 4]
لا تعجَب إن رأيت مسيئًا يُمتَّع بلذَّات الدنيا، ومحسنًا يعيش في آلامها، فمن حكمة الله تعالى أن جعل الآخرة هي دارَ الجزاء، وأمَّا الدنيا فإنها دار ابتلاء. للعبد عند بارئه مغفرةٌ يجود بها عليه لحسن إيمانه، ورزقٌ كريمٌ يتصدَّق به عليه لصالح عمله، وحاشا لله أن يضيعَ أجر مَن أحسن عملًا. |
﴿وَٱلَّذِينَ سَعَوۡ فِيٓ ءَايَٰتِنَا مُعَٰجِزِينَ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٞ مِّن رِّجۡزٍ أَلِيمٞ ﴾ [سبأ: 5]
عندما عظُم جُرم المكذِّبين للحق، الصادِّين عنه والساعين في إبطاله؛ جُوزُوا بأغلظ العذاب وأشده. |
﴿وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا ٱلۡوَعۡدُ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ ﴾ [سبأ: 29]
يؤكِّد القرآن مسألة تجريد عقيدة التوحيد حين يبيِّن أن الرسول ﷺ ذو رسالة محدَّدة يؤدِّيها بأمانة، ومن الناس مَن لا يدرك وظيفةَ هذا الرسول الكريم ولا حدودَ رسالته. مهما استبعد المكذِّبون اليوم الموعود، فإنه آتيهم لا محالة في وقته المعلوم. |
﴿قُل لَّكُم مِّيعَادُ يَوۡمٖ لَّا تَسۡتَـٔۡخِرُونَ عَنۡهُ سَاعَةٗ وَلَا تَسۡتَقۡدِمُونَ ﴾ [سبأ: 30]
يؤكِّد القرآن مسألة تجريد عقيدة التوحيد حين يبيِّن أن الرسول ﷺ ذو رسالة محدَّدة يؤدِّيها بأمانة، ومن الناس مَن لا يدرك وظيفةَ هذا الرسول الكريم ولا حدودَ رسالته. مهما استبعد المكذِّبون اليوم الموعود، فإنه آتيهم لا محالة في وقته المعلوم. |
﴿وَقَالُواْ نَحۡنُ أَكۡثَرُ أَمۡوَٰلٗا وَأَوۡلَٰدٗا وَمَا نَحۡنُ بِمُعَذَّبِينَ ﴾ [سبأ: 35]
إذا كان أمر الضيق والسَّعة متعلقًا بحكمة الله تعالى ومشيئته التي هو أعلم بها، فإن الثواب والعقاب يرتبطان بطاعة العبد ومعصيته، فلا يقاس هذا على هذا. لقد جهل مَن ظنَّ بسطَ الرزق على عبدٍ لكرامته، وتضييقه عليه لهوانه، ولم يعلم أن طريق كرامة الإنسان عند الله تعالى هي صدقُ إيمانه وحسن اتِّباعه. |
﴿وَٱلَّذِينَ يَسۡعَوۡنَ فِيٓ ءَايَٰتِنَا مُعَٰجِزِينَ أُوْلَٰٓئِكَ فِي ٱلۡعَذَابِ مُحۡضَرُونَ ﴾ [سبأ: 38]
لن يفلح الساعون في إبطال آيات الله تعالى مهما بالغوا في سعيهم ومكرهم إذا كان عذاب الله تعالى ينتظرهم ملازمًا لهم ومحيطًا بهم. |
﴿وَلَوۡ تَرَىٰٓ إِذۡ فَزِعُواْ فَلَا فَوۡتَ وَأُخِذُواْ مِن مَّكَانٖ قَرِيبٖ ﴾ [سبأ: 51]
أين يفِرُّ المكذِّبون بالحقِّ حين يؤمَر بهم إلى الآخرة، فأيُّ ملجأ يعصِمهم أو حصنٍ عن أخذة الله يمنعهم؟ حيثما كان الكافرون فهم في مكان قريب من الله تعالى لا يفوتونه؛ فالأرض أرضُه والسماء سماؤه، وكلُّ ما حولهم هو ملكه وسلطانه. |
﴿وَقَالُوٓاْ ءَامَنَّا بِهِۦ وَأَنَّىٰ لَهُمُ ٱلتَّنَاوُشُ مِن مَّكَانِۭ بَعِيدٖ ﴾ [سبأ: 52]
الدنيا دار الابتلاء بالعمل، والآخرة دار الجزاء على ذلك العمل، فمن آتاه الله تعالى الحكمة استعد في دنياه بعمل ينجيه في أخراه. |
﴿وَقَدۡ كَفَرُواْ بِهِۦ مِن قَبۡلُۖ وَيَقۡذِفُونَ بِٱلۡغَيۡبِ مِن مَّكَانِۭ بَعِيدٖ ﴾ [سبأ: 53]
لن ينتفعوا بالإيمان وقت الفوات، وقد كان ينفعهم لو قدَّموه قبل الممات. يا حسرةَ أولئك الذين رمَوا بالتُّهَم صاحبَ الرسالة الذي حذَّرهم النار حتى عاينوها، وعلموا أنهم مُواقعوها. |
﴿وَحِيلَ بَيۡنَهُمۡ وَبَيۡنَ مَا يَشۡتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشۡيَاعِهِم مِّن قَبۡلُۚ إِنَّهُمۡ كَانُواْ فِي شَكّٖ مُّرِيبِۭ ﴾ [سبأ: 54]
من أعظم العذاب أن يُحالَ بين الإنسان والتوبة في وقت هو أحوجُ ما يكون إليها، فقدِّم لنفسك توبةً وأنت مستطيع، قبل أن يأتيَ زمنٌ لا يُقبل فيه من تائب توبة. إذا جاء الموت وطُويت صحائفُ الأعمال، ووجِد عِظَمُ ثواب الحسنات، وعقاب السيِّئات، سيتمنَّى المرء لو رجَع إلى الدنيا ليعمل خيرًا مهما قلَّ. لو يعلم مَن يقتدون بأسلافهم في الضلال ندمَ أولئك السالفين على سوء اختيارهم، واعوجاج سبيلهم، ومغبة انحرافهم؛ لعدلوا عن طريقهم إلى صراط الله المستقيم. |
﴿ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمۡ عَذَابٞ شَدِيدٞۖ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَهُم مَّغۡفِرَةٞ وَأَجۡرٞ كَبِيرٌ ﴾ [فاطر: 7]
كن من أهل الإيمان الصادق، والعمل الصالح الخالص، وأبشر بمغفرة ربِّك وأجره الكبير لك. |
﴿ثُمَّ أَوۡرَثۡنَا ٱلۡكِتَٰبَ ٱلَّذِينَ ٱصۡطَفَيۡنَا مِنۡ عِبَادِنَاۖ فَمِنۡهُمۡ ظَالِمٞ لِّنَفۡسِهِۦ وَمِنۡهُم مُّقۡتَصِدٞ وَمِنۡهُمۡ سَابِقُۢ بِٱلۡخَيۡرَٰتِ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَضۡلُ ٱلۡكَبِيرُ ﴾ [فاطر: 32]
اصطفاء هذه الأمَّة إكرامٌ من الله تعالى لها، وهو في الوقت نفسه حثٌّ لها على تحمُّل مسؤوليَّة اصطفائها، فهو تشريفٌ يتبعه تكليف. لا ييئسُ الظالم لنفسه من رحمة ربِّه ما دام معه أصلُ الإيمان، فإن الاصطفاء يَشمَله، فليحرِص على ترك ظلمه حتى يعلوَ حظُّه في درجات الاصطفاء العليا. السابق بالخيرات همُّه في تحصيل الأرباح الأخروية، وشدِّ أحمال التجارات العليا، فليس هو المقصِّرَ في الزاد ولا المقتصدَ فيه، بل يرى خسرانًا أن يدَّخرَ شيئًا ممَّا بيده ولا يتَّجر به فيجد ربحه يوم يغتبط التجار بأرباح تجاراتهم. لا يغترَّ سابقٌ بنفسه أنه سبق، فما بلغ إلا بتوفيق الله ومعونته، فليشكر الله الذي أنعم عليه. إن الفضل الكبير ليس بالمال الكثير، ولا بالجاه الخطير، ولكن بكون الإنسان ممَّن اصطفاه الله، وقام بكتابه حقَّ قيام. |
﴿جَنَّٰتُ عَدۡنٖ يَدۡخُلُونَهَا يُحَلَّوۡنَ فِيهَا مِنۡ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٖ وَلُؤۡلُؤٗاۖ وَلِبَاسُهُمۡ فِيهَا حَرِيرٞ ﴾ [فاطر: 33]
يا من يكُدُّ ليله ونهاره لدار الدنيا التي سينتقل عنها؛ اعمل لدار الجنَّة التي متى دخلتَها خلَدتَّ فيها. ما أحسنَ أهلَ الجنَّة وهم في سعادتهم يَرفُلون بحِلية الذهب واللؤلؤ وثياب الحرير! فقد تجمَّلت ظواهرهم بالجواهر، وتزيَّنت بواطنهم بالاطمئنان والرضا عن ربِّهم الكريم. |
﴿وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمۡ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقۡضَىٰ عَلَيۡهِمۡ فَيَمُوتُواْ وَلَا يُخَفَّفُ عَنۡهُم مِّنۡ عَذَابِهَاۚ كَذَٰلِكَ نَجۡزِي كُلَّ كَفُورٖ ﴾ [فاطر: 36]
ما أعظمَ هولَ الموقف، وأخوَفه من مصير! حين يبقى المعذَّب في عذابه، لا يموت فيسكن، ولا يخفَّف عنه فيستريح، نسأل الله السلامة من سخطه وعقابه. لا يؤمِّل الكافر أن له في الآخرة جزاءً دون هذا الجزاء الأليم الذي لا يفكر فيه عاقلٌ إلا وتجنَّب سبل الوصول إليه. |
﴿وَهُمۡ يَصۡطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَآ أَخۡرِجۡنَا نَعۡمَلۡ صَٰلِحًا غَيۡرَ ٱلَّذِي كُنَّا نَعۡمَلُۚ أَوَلَمۡ نُعَمِّرۡكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَآءَكُمُ ٱلنَّذِيرُۖ فَذُوقُواْ فَمَا لِلظَّٰلِمِينَ مِن نَّصِيرٍ ﴾ [فاطر: 37]
ماذا ينفع الصراخُ والاستغاثة في دار الندامة، وأهلهما كانوا في غفلة عمَّا ينتظرهم يوم القيامة؟! مَن لم يُورِّثه التعمير وطول البقاء إصلاحَ معائبه واغتنامَ بقية أنفاسه، فيعمل على حياة قلبه وحصول النعيم المقيم؛ فلا خير له في حياته. لديك عُمرٌ واحد فقط، فاستغله بما يسعدك في دار المقامة، قبل الصراخ والندامة، فها أنت قد جاءك المذكِّر والنذير قبل أن تستنصر ولا تجد النصير. |
﴿وَأَقۡسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَيۡمَٰنِهِمۡ لَئِن جَآءَهُمۡ نَذِيرٞ لَّيَكُونُنَّ أَهۡدَىٰ مِنۡ إِحۡدَى ٱلۡأُمَمِۖ فَلَمَّا جَآءَهُمۡ نَذِيرٞ مَّا زَادَهُمۡ إِلَّا نُفُورًا ﴾ [فاطر: 42]
لا تجعل أقوالَ الألسنة وأيمانها دائمًا هي التعبيرَ الصادقَ عمَّا في الضمير حتى تأتيَ الأعمال فتختبرَها بها، فعند ذلك يتبيَّن صادق القول من كاذبه. |
﴿ٱسۡتِكۡبَارٗا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَكۡرَ ٱلسَّيِّيِٕۚ وَلَا يَحِيقُ ٱلۡمَكۡرُ ٱلسَّيِّئُ إِلَّا بِأَهۡلِهِۦۚ فَهَلۡ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ ٱلۡأَوَّلِينَۚ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ ٱللَّهِ تَبۡدِيلٗاۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ ٱللَّهِ تَحۡوِيلًا ﴾ [فاطر: 43]
سنَّة جارية، وقانون حياتيٌّ مطَّرد، مهما طال الأمد؛ أن مكر الماكر يعود عليه بالنَّكال والوَبال، فليحذَر العاقل سلوك هذا الطريق المَخُوف. |
﴿إِن كَانَتۡ إِلَّا صَيۡحَةٗ وَٰحِدَةٗ فَإِذَا هُمۡ جَمِيعٞ لَّدَيۡنَا مُحۡضَرُونَ ﴾ [يس: 53]
أعظِم بمَن يحشر الخلائقَ الذين لا يُحصَون عددا، ليُجازيَهم فردًا فردا، فطوبى لمَن كان في الصالحين، وخاب مَن كان في الظالمين. حرَّم الله على نفسه أن يظلمَ عباده في الجزاء، وإنما هي أعمالهم توفَّى لهم، فمَن وجد خيرًا فليحمَد الله، ومَن وجد غير ذلك فلا يلومنَّ إلا نفسَه. |
﴿ٱصۡلَوۡهَا ٱلۡيَوۡمَ بِمَا كُنتُمۡ تَكۡفُرُونَ ﴾ [يس: 64]
حذَّر الله الكفَّار من النار وتوعَّدهم بها، ولكنَّهم كذَّبوا أمرَها واستصغروا شأنها، فليَصْلَوا اليوم بحرِّها، وليكتَووا بلهبها. |
﴿غَافِرِ ٱلذَّنۢبِ وَقَابِلِ ٱلتَّوۡبِ شَدِيدِ ٱلۡعِقَابِ ذِي ٱلطَّوۡلِۖ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ إِلَيۡهِ ٱلۡمَصِيرُ ﴾ [غافر: 3]
معرفة أسماء الله الحسنى وصفاته العلا لها أثرٌ عميق في نفوس العباد وسلوكهم، بإثارة طمعهم بمغفرته، وإيقاظ خَشيتهم من عقابه وعذابه. لا يَقدِر على غُفران ما يشاء لمَن يشاء إلا كاملُ العزَّة، ولا يعلم جميعَ الذنوب ليُسمَّى غافرًا إلا كاملُ العلم، فيا خيبةَ مَن لم يخضع للعزيز العليم! من تمام فضل الله تعالى أنه يجمع للعبد المذنب التائب بين رحمتين؛ قَبول توبته وجَعْلها له طاعةً، ومحو ذنوبه وكأنه لم يفعلها، فإيَّاكم والقنوطَ من رحمة الله! أيُّها العبدُ، إنك لعلى صراط ربِّك المستقيم ما جمعتَ بين الخوف والرجاء، الخوف من الله وعقابه، والطمع برحمته وعفوه. لله وحدَه الغنى المطلق، وإليه وحدَه يرجِع الأمر كلُّه، فمنه المبتدأ وإليه المنتهى، أفيليق أن يُعظَّمَ سواه، وأن يُلاذَ بغير حِماه؟ |
﴿فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَيُدۡخِلُهُمۡ رَبُّهُمۡ فِي رَحۡمَتِهِۦۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡمُبِينُ ﴾ [الجاثية: 30]
حُقَّ للمؤمنين أن يُقدَّموا في الذكر هنا إكرامًا لهم، وتبشيرًا بجزائهم، وتعجيلًا لمسرَّتهم، وإغاظةً للكافرين من أعدائهم. فاز الصالحون بالاجتباء والتوفيق للطاعات في الدنيا، ويتأكَّد فوزهم ويظهر مبينًا يوم القيامة بما ينالونه من جنَّاتٍ وكرامات وخيرات. |
﴿وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَفَلَمۡ تَكُنۡ ءَايَٰتِي تُتۡلَىٰ عَلَيۡكُمۡ فَٱسۡتَكۡبَرۡتُمۡ وَكُنتُمۡ قَوۡمٗا مُّجۡرِمِينَ ﴾ [الجاثية: 31]
تُقرَع أسماعُ الكافرين بذلك السؤال، فتزداد قلوبهم غصَّةً وحسرةً، وتتكامل حسرتهم يوم يرَون المؤمنين فازوا بالجنان، وهم خالدون في العذاب والهوان. إن الكِبْر هو أوَّل معصية عُصيَ الله بها، وهو سبيل الخِذلان والخسران، فإنه يمنع صاحبَه من اتِّباع الحقِّ، ويصدُّه عن طريق الهدى والرشاد. |
﴿وَٱلذَّٰرِيَٰتِ ذَرۡوٗا ﴾ [الذاريات: 1]
يُقسم الله سبحانه بما شاء ممَّا يتجلَّى فيه عجيبُ صَنعته، وكمالُ قدرته، وجمالُ تدبيره. في الرياح من العِبَر الكثير؛ في تفاوت أحوالها بين هُبوب وسكون، وشدَّة ولين، وفي تنوُّع منافعها، وعِظَم الحاجة إليها. سخَّر الله كونه وملائكتَه لسعادتنا، وما فيه خيرُنا، فهلَّا شكرناه اعترافًا بفضله! |
﴿فَٱلۡحَٰمِلَٰتِ وِقۡرٗا ﴾ [الذاريات: 2]
يُقسم الله سبحانه بما شاء ممَّا يتجلَّى فيه عجيبُ صَنعته، وكمالُ قدرته، وجمالُ تدبيره. في الرياح من العِبَر الكثير؛ في تفاوت أحوالها بين هُبوب وسكون، وشدَّة ولين، وفي تنوُّع منافعها، وعِظَم الحاجة إليها. سخَّر الله كونه وملائكتَه لسعادتنا، وما فيه خيرُنا، فهلَّا شكرناه اعترافًا بفضله! |
﴿فَٱلۡجَٰرِيَٰتِ يُسۡرٗا ﴾ [الذاريات: 3]
يُقسم الله سبحانه بما شاء ممَّا يتجلَّى فيه عجيبُ صَنعته، وكمالُ قدرته، وجمالُ تدبيره. في الرياح من العِبَر الكثير؛ في تفاوت أحوالها بين هُبوب وسكون، وشدَّة ولين، وفي تنوُّع منافعها، وعِظَم الحاجة إليها. سخَّر الله كونه وملائكتَه لسعادتنا، وما فيه خيرُنا، فهلَّا شكرناه اعترافًا بفضله! |
﴿فَٱلۡمُقَسِّمَٰتِ أَمۡرًا ﴾ [الذاريات: 4]
يُقسم الله سبحانه بما شاء ممَّا يتجلَّى فيه عجيبُ صَنعته، وكمالُ قدرته، وجمالُ تدبيره. في الرياح من العِبَر الكثير؛ في تفاوت أحوالها بين هُبوب وسكون، وشدَّة ولين، وفي تنوُّع منافعها، وعِظَم الحاجة إليها. سخَّر الله كونه وملائكتَه لسعادتنا، وما فيه خيرُنا، فهلَّا شكرناه اعترافًا بفضله! |
﴿إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٞ ﴾ [الذاريات: 5]
إذا كـان مـا يُقسِـم الله به مـن مخلوقاته يدلُّ على جلال الله وعظمَته، فإن ما يُقسِم عليه لا شكَّ جليلٌ وعظيم. كيف يشكُّ عاقلٌ بوَعد الله من حسابٍ وجَزاء، وقد أقسم سبحانه أن ذلك واقعٌ حقًّا بلا امتِراء؟! |
﴿وَإِنَّ ٱلدِّينَ لَوَٰقِعٞ ﴾ [الذاريات: 6]
إذا كـان مـا يُقسِـم الله به مـن مخلوقاته يدلُّ على جلال الله وعظمَته، فإن ما يُقسِم عليه لا شكَّ جليلٌ وعظيم. كيف يشكُّ عاقلٌ بوَعد الله من حسابٍ وجَزاء، وقد أقسم سبحانه أن ذلك واقعٌ حقًّا بلا امتِراء؟! |
﴿يَسۡـَٔلُونَ أَيَّانَ يَوۡمُ ٱلدِّينِ ﴾ [الذاريات: 12]
من أقبح الجرأة استعجالُ الكفَّار ليوم القيامة؛ تكذيبًا له واستهانةً به وتحدِّيًا وكِبرًا. |
﴿وَٱلطُّورِ ﴾ [الطور: 1]
تكتسب الأماكنُ الشرفَ بعِظَم ما تشهدُه من أحداث؛ وقد خصَّ الله جبلَ الطُّور بالتعظيم؛ لكونه أوَّلَ مكانٍ كلَّم فيه نبيَّه موسى تكليمًا. |
﴿وَكِتَٰبٖ مَّسۡطُورٖ ﴾ [الطور: 2]
ليست العِبرةُ بالكتابة بماء الذهب أو على نفيس الورق، ولكن بما يُسطَّر في الكتاب من الحقِّ والهدى. كتابُ الله متاحٌ لكلِّ ناظر؛ لصدق ما فيه، وصحَّة معانيه؛ فلا يأتيه الباطلُ من مكان، وليس فيه ما يُطوى أو يُخفى عن العِيان. |
﴿فِي رَقّٖ مَّنشُورٖ ﴾ [الطور: 3]
ليست العِبرةُ بالكتابة بماء الذهب أو على نفيس الورق، ولكن بما يُسطَّر في الكتاب من الحقِّ والهدى. كتابُ الله متاحٌ لكلِّ ناظر؛ لصدق ما فيه، وصحَّة معانيه؛ فلا يأتيه الباطلُ من مكان، وليس فيه ما يُطوى أو يُخفى عن العِيان. |
﴿وَٱلۡبَيۡتِ ٱلۡمَعۡمُورِ ﴾ [الطور: 4]
لستَ وحدَك من يعبدُ الله ويعظِّم حرُماته؛ إذ في السماء ملائكةٌ تجتهد في طاعته، أفلا تقتدي بهم؟ إنما عُمِر البيتُ في السماء بعبادة الله تعالى، ولن تُعمَرَ بيوتُ المسلمين في الأرض إلا بالعبودية والطاعة له سبحانه. |
﴿وَٱلسَّقۡفِ ٱلۡمَرۡفُوعِ ﴾ [الطور: 5]
ما أجلَّ مِننَ الله علينا؛ رفعَ فوقنا سقفًا عظيمًا، يحمينا به ويقينا، ويجودُ علينا منه بصُنوف المنافع والخيرات! |
﴿وَٱلۡبَحۡرِ ٱلۡمَسۡجُورِ ﴾ [الطور: 6]
لم يملأ الله البحرَ بالماء فحسبُ، ولكنَّه ملأه بعجائب مخلوقاته الدالَّة على بديع صُنعه، وعظيم قدرته، وكمال قوَّته. |
﴿ٱصۡلَوۡهَا فَٱصۡبِرُوٓاْ أَوۡ لَا تَصۡبِرُواْ سَوَآءٌ عَلَيۡكُمۡۖ إِنَّمَا تُجۡزَوۡنَ مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ ﴾ [الطور: 16]
عذابُ الآخرة حقيقةٌ ثابتة، إن لم تُبصرها في الدنيا بعينَي فؤادك وتعمل لها، فستُبصرها بعيون جوارحك وتتجرَّع مُرَّها. مصيرُك أيها الإنسانُ بيدك، وحسابُك عن عملك لا عمل غيرك، فاختَر لنفسك؛ فإنما هو نعيمٌ مقيم، أو عذابٌ أليم! |
﴿سَنَفۡرُغُ لَكُمۡ أَيُّهَ ٱلثَّقَلَانِ ﴾ [الرحمن: 31]
إن الله سبحانه لا يشغَلُه شيءٌ عن شيء، فكيف إذا توعَّد عبادَه بأنه سيفرُغ لحسابهم وجَزائهم؟! قال بعضُ السَّلف: (لو توعَّدَني خَفيرُ الحيِّ لما بِتُّ تلك الليلة، فكيف بالله سبحانه)؟! |
﴿كَأَنَّهُنَّ ٱلۡيَاقُوتُ وَٱلۡمَرۡجَانُ ﴾ [الرحمن: 58]
إذا كان من سعادة الرجل في الدنيا المرأةُ الصالحة، فإن من سعادته في الآخرة المرأةَ الجامعة بين صلاح الخُلُق وجمال الخِلقة والصورة. |
﴿هَلۡ جَزَآءُ ٱلۡإِحۡسَٰنِ إِلَّا ٱلۡإِحۡسَٰنُ ﴾ [الرحمن: 60]
ما جزاءُ الإحسان في العمل بالطاعات إلا الإحسانُ في الثَّواب والجزاء، ذلك ميزانُ الله الذي وضعَه بالعدل، ولا يظلم ربُّك أحدًا. سبحان الله المتفضِّل؛ يوفِّق عبادَه للإحسان وينسُبه إليهم، ويكافئهم على ذلك إحسانًا! إنها آيةٌ تفتح أبوابَ الرجاء، وتملأ القلبَ حبًّا وشوقًا لواهب الإحسان. |
﴿وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ ﴾ [الرحمن: 62]
يتفاضلُ الناس يوم القيامة بحسَب طاعتهم، وبمقدار خوفهم من ربِّهم، ومن قصَّر به عملُه لم يُسرع به نسبُه. |
﴿مُدۡهَآمَّتَانِ ﴾ [الرحمن: 64]
إن العين لترتاح لمنظر الخُضرة، ويبعثُ هذا اللونُ في النفس السَّكينةَ والنُّضرة، فجعل الباري سبحانه بكرمه جنَّاته شديدةَ الخُضرة تفضُّلًا وإكرامًا. إذا أصابك أيها المؤمنُ فتورٌ عن الطاعة، فنشِّط نفسَك باستحضار مشهد الجنَّات وخُضرتها، وما أعدَّ الله فيها لأوليائه المخلصين. |
﴿فِيهِمَا عَيۡنَانِ نَضَّاخَتَانِ ﴾ [الرحمن: 66]
من زيادة نعيم أهل الجنَّة يقينُهم بدوام نعيمهم؛ من تدفُّقٍ لعيون الماء، ووفرة صُنوف الفواكه، على خلاف نعيم أهل الدنيا؛ فإن عيون مائهم معرَّضةٌ للجَفاف، وفواكههم معرَّضةٌ للجوائح والانقطاع. ومن زيادة نعيم أهل الجنَّة أيضًا أن صنوفَ الفواكه متاحةٌ لهم في كلِّ آن، على خلاف فواكه الدنيا التي لكلٍّ منها موسمٌ وأوان. |
﴿فِيهِمَا فَٰكِهَةٞ وَنَخۡلٞ وَرُمَّانٞ ﴾ [الرحمن: 68]
من زيادة نعيم أهل الجنَّة يقينُهم بدوام نعيمهم؛ من تدفُّقٍ لعيون الماء، ووفرة صُنوف الفواكه، على خلاف نعيم أهل الدنيا؛ فإن عيون مائهم معرَّضةٌ للجَفاف، وفواكههم معرَّضةٌ للجوائح والانقطاع. ومن زيادة نعيم أهل الجنَّة أيضًا أن صنوفَ الفواكه متاحةٌ لهم في كلِّ آن، على خلاف فواكه الدنيا التي لكلٍّ منها موسمٌ وأوان. |
﴿حُورٞ مَّقۡصُورَٰتٞ فِي ٱلۡخِيَامِ ﴾ [الرحمن: 72]
المؤمناتُ في الدنيا قاصراتٌ أبصارهنَّ على أزواجهنَّ، ومقصوراتٌ في بيوتهنَّ، وهكذا هنَّ في الجنَّة، وذلك من تمام نعيمهنَّ والتنعُّم بهنَّ. |
﴿لَمۡ يَطۡمِثۡهُنَّ إِنسٞ قَبۡلَهُمۡ وَلَا جَآنّٞ ﴾ [الرحمن: 74]
المؤمناتُ في الدنيا قاصراتٌ أبصارهنَّ على أزواجهنَّ، ومقصوراتٌ في بيوتهنَّ، وهكذا هنَّ في الجنَّة، وذلك من تمام نعيمهنَّ والتنعُّم بهنَّ. |
﴿مُتَّكِـِٔينَ عَلَىٰ رَفۡرَفٍ خُضۡرٖ وَعَبۡقَرِيٍّ حِسَانٖ ﴾ [الرحمن: 76]
الأثاثُ من نعيم الدنيا التي تتوقُ إليه النفوس، فوعدَها الله إيَّاه في الآخرة؛ لئلا تنشغلَ به عن طاعته. |
﴿فَأَصۡحَٰبُ ٱلۡمَيۡمَنَةِ مَآ أَصۡحَٰبُ ٱلۡمَيۡمَنَةِ ﴾ [الواقعة: 8]
أثنى الله على الصَّالحين من عباده أهل اليمين ثناءً عطرًا، ولو لم يكن لهم غيرُ هذا حافزًا للطاعة لكفاهم. |
﴿نَحۡنُ خَلَقۡنَٰكُمۡ فَلَوۡلَا تُصَدِّقُونَ ﴾ [الواقعة: 57]
أبلغُ الحُجَج ما جمعَ بين السهولة والوضوح، وقد استدلَّ تعالى على بعثهم بخَلقهم الأوَّل، وهو ظاهرٌ لكلِّ ذي عقل، فأيُّ حُجَّة أبلغ من هذه الحُجَّة؟ |
﴿فَلَوۡلَآ إِذَا بَلَغَتِ ٱلۡحُلۡقُومَ ﴾ [الواقعة: 83]
استحضارُ ساعة الاحتضار دومًا يوقظ في النفس التفكُّرَ بالمصير والعمل له. أبلغُ العجز أن يكونَ أحبُّ حبيبٍ لك، وأقربُ قريب منك، يعاني سكَراتِ الموت بين يديك، وأنت تنظرُ إليه ولا تملك له شيئًا! |
﴿فَسَبِّحۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلۡعَظِيمِ ﴾ [الواقعة: 96]
من أعظم الشُّكر لله تعالى على نعمة القرآن وما فيه من اليقين، كثرةُ التسبيح لله ربِّ العالمين. |
﴿فَأَمَّا مَنۡ أُوتِيَ كِتَٰبَهُۥ بِيَمِينِهِۦ فَيَقُولُ هَآؤُمُ ٱقۡرَءُواْ كِتَٰبِيَهۡ ﴾ [الحاقة: 19]
كم تأنسُ حين تقف في الدنيا على كلمة طيِّبة خطَّتها يمينُك، وعلى عمل صالح طوَته الأيامُ عن ذاكرتك، فكيف سيكون أُنسُك بها يوم القيامة؟! |
﴿وَلَا بِقَوۡلِ كَاهِنٖۚ قَلِيلٗا مَّا تَذَكَّرُونَ ﴾ [الحاقة: 42]
الداعية يمضي في دعوته متجلِّدًا صبورًا، غيرَ عابئ بتثبيط المثبِّطين، ولا افتراءات المفترين، والله يدافعُ عنه وينصر دعوته، ما أخلصَ واستقام. يُدرك العربيُّ الفصيح بفِطرته البَونَ البعيد بين القرآن في علوِّ بيانِه، وسموِّ تبيانِه، وبين ما سواه من قولٍ وكلام، ولكنَّه الكِبرُ واتِّباع الهوى! |
﴿وَإِنَّهُۥ لَتَذۡكِرَةٞ لِّلۡمُتَّقِينَ ﴾ [الحاقة: 48]
لا يُدرك قيمةَ الجوهرة النفيسة إلا عارفٌ خبير، وكذلك القرآنُ لا ينتفع بكنوزه ودُرَره إلا عارفٌ بمزاياه، مهيَّأ للاستفادة والاتِّعاظ. |
﴿فَسَبِّحۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلۡعَظِيمِ ﴾ [الحاقة: 52]
إن هذا القرآنَ قويٌّ في الحقِّ عميقٌ في اليقين، كيف لا وهو يكشفُ في كلِّ آيةٍ منه عن الحقِّ الخالص، واليقين المَحض؟ أفلا نتَّخذه منهجًا لحياتنا؟ امتنَّ الله على خَلقه بأن أنزلَ عليهم كتابًا عظيمًا فيه صلاحُهم في الدنيا وفلاحُهم في الآخرة، فلنعترف بفضله، بدوام تنزيهه وشُكره. سُئل عليٌّ رضي الله عنه عن كلمة التسبيح (سبحان الله)، فقال: (كلمةٌ رضيَها الله لنفسه فأوصى بها خَلقَه). فأكثروا من التسبيح عملًا بوصيَّة الربِّ الكريم. |
﴿عَلَىٰٓ أَن نُّبَدِّلَ خَيۡرٗا مِّنۡهُمۡ وَمَا نَحۡنُ بِمَسۡبُوقِينَ ﴾ [المعارج: 41]
حيث يمَّم الناسُ وجوهَهم شرقًا أو غربًا رأوا من آياتِ الله البديعة الناطقة بعظمَته وكبريائه، ثم يأبى أكثرُهم إلا كفورًا! إن الله القويَّ الجليل الذي أحكم خلقَ الكون وأبدع صنعَه، لا يُعجزه أن يستبدلَ بكم أيها الكفَّارُ قومًا أصلحَ وأمثلَ، يطيعونه ولا يعصونه. |
﴿كـَلَّا وَٱلۡقَمَرِ ﴾ [المدثر: 32]
في إدبار الليل وإقباله آيةٌ ظاهرة لكلِّ ذي عينين على المَبدأ والمَعاد؛ إذ هما مَبدأٌ ومَعادٌ يوميٌّ متكرِّر، والموفَّق من اتَّعظَ بهما، واستعدَّ للحساب. |
﴿وَمَا يَذۡكُرُونَ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُۚ هُوَ أَهۡلُ ٱلتَّقۡوَىٰ وَأَهۡلُ ٱلۡمَغۡفِرَةِ ﴾ [المدثر: 56]
إن الله حَقيقٌ أن يتَّقيَه عبادُه ويخافوا عقابَه، بالإيمان به وبطاعة أمره، وإنه حقيقٌ أن يغفرَ لهم ما سلفَ منهم. قلوب العباد بين إصبَعَين من أصابع الرحمن يقلِّبها كيف يشاء، فداوم أُخيَّ على سؤال الله الهدايةَ والثبات وحُسن الختام. |
﴿لَآ أُقۡسِمُ بِيَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ ﴾ [القيامة: 1]
لا يقسم ربُّنا إلا بعظيم؛ وهل أعظمُ من يومٍ يُحشَر فيه العباد، ويُنصَب الميزانُ للحساب؟ لا ينفع المرءَ يومئذٍ إلا عملُه. |
﴿وَلَآ أُقۡسِمُ بِٱلنَّفۡسِ ٱللَّوَّامَةِ ﴾ [القيامة: 2]
قال الحسنُ البصريُّ: (إن المؤمن ما تراه إلا يلوم نفسَه؛ ما أردتُّ بكلمتي؟ ما أردتُّ بأكلتي؟ ما أردتُّ بحديث نفسي؟ وإن الفاجر يمضي قدُمًا ما يعاتب نفسَه). شتَّان بين نفسٍ تلوم صاحبَها إن فرَّط حتى يتوبَ ويستغفر، ونفسٍ لا تفتأ تأمرُ بالسوء وتزيِّن لصاحبها الآثامَ والشرور! |
﴿أَيَحۡسَبُ ٱلۡإِنسَٰنُ أَلَّن نَّجۡمَعَ عِظَامَهُۥ ﴾ [القيامة: 3]
إن الذي خلق بَنانَ الإنسان وخصَّ كلًّا منها ببَصمة لا يشترك فيها أحد، لهو قادرٌ على إحياء الموتى وبعثهم للحساب، فهنيئًا لمن استعدَّ. قال ابنُ عبَّاس: (لو شاء الله لجعل بَنانَ الإنسان كخُفِّ البعير أو حافر الحمار، ولكن جعله خلقًا سويًّا حسنًا يقبض به ويبسُط). فتبارك الله أحسنُ الخالقين. |
﴿بَلَىٰ قَٰدِرِينَ عَلَىٰٓ أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُۥ ﴾ [القيامة: 4]
إن الذي خلق بَنانَ الإنسان وخصَّ كلًّا منها ببَصمة لا يشترك فيها أحد، لهو قادرٌ على إحياء الموتى وبعثهم للحساب، فهنيئًا لمن استعدَّ. قال ابنُ عبَّاس: (لو شاء الله لجعل بَنانَ الإنسان كخُفِّ البعير أو حافر الحمار، ولكن جعله خلقًا سويًّا حسنًا يقبض به ويبسُط). فتبارك الله أحسنُ الخالقين. |
﴿بَلۡ يُرِيدُ ٱلۡإِنسَٰنُ لِيَفۡجُرَ أَمَامَهُۥ ﴾ [القيامة: 5]
عن سعيد بن جُبير قال: (لا يزال المرء يقدِّم الذنبَ ويؤخِّر التوبةَ؛ يقول: سوف أتوب، حتى يأتيَه الموتُ على شرِّ أحواله، وأسوأ أعماله). تنزع نفسُ ابن آدم إلى المعاصي والآثام، فإن استحضر الموتَ والآخرة كانت له لِجامًا يقيه التردِّيَ في الخُسران. |
﴿يَسۡـَٔلُ أَيَّانَ يَوۡمُ ٱلۡقِيَٰمَةِ ﴾ [القيامة: 6]
عن سعيد بن جُبير قال: (لا يزال المرء يقدِّم الذنبَ ويؤخِّر التوبةَ؛ يقول: سوف أتوب، حتى يأتيَه الموتُ على شرِّ أحواله، وأسوأ أعماله). تنزع نفسُ ابن آدم إلى المعاصي والآثام، فإن استحضر الموتَ والآخرة كانت له لِجامًا يقيه التردِّيَ في الخُسران. |
﴿وَلَوۡ أَلۡقَىٰ مَعَاذِيرَهُۥ ﴾ [القيامة: 15]
المرء أدرى بعيوب نفسه، فلنسعَ للخلاص من عيوبنا، والتحلِّي بمحاسن الأخلاق، وما يحبُّه ربُّنا ويرضاه. قد يجد المسلم خلافًا في مسألةٍ من مسائل الفقه، فيميل إلى قولٍ دون قول، لا لأنه الحقُّ ولكن لأنه يوافق هواه، فلينتبه وليتذكَّر هذه الآية. |
﴿وَٱلۡمُرۡسَلَٰتِ عُرۡفٗا ﴾ [المرسلات: 1]
جعل الله بحكمته الرياحَ أصنافًا؛ منها السهلةُ الليِّنة، ومنها الشديدةُ العنيفة، كلٌّ له وظيفةٌ وأثر، فتبارك الله أحسنُ الخالقين. أرسل الله من الرِّياح ما يكون بُشرى للمتَّقين بين يدَي رحمته، وأرسل منها ما يكون عذابًا وهلاكًا للمجرمين الجاحدين. نزلت الملائكةُ على رسُل الله بشرائعَ إلهيَّةٍ كاملة، هي فُرقانٌ بين الحقِّ والباطل والخير والشرِّ، وليس لأحدٍ بعدها حُجَّة أو عُذر. ما كان الله ليعذِّبَ حتى يبعثَ رسُلًا وشرائعَ تبشِّر وتنذر؛ إقامةً للحُجَّة وإعذارًا للخَلق. |
﴿فَٱلۡعَٰصِفَٰتِ عَصۡفٗا ﴾ [المرسلات: 2]
جعل الله بحكمته الرياحَ أصنافًا؛ منها السهلةُ الليِّنة، ومنها الشديدةُ العنيفة، كلٌّ له وظيفةٌ وأثر، فتبارك الله أحسنُ الخالقين. أرسل الله من الرِّياح ما يكون بُشرى للمتَّقين بين يدَي رحمته، وأرسل منها ما يكون عذابًا وهلاكًا للمجرمين الجاحدين. نزلت الملائكةُ على رسُل الله بشرائعَ إلهيَّةٍ كاملة، هي فُرقانٌ بين الحقِّ والباطل والخير والشرِّ، وليس لأحدٍ بعدها حُجَّة أو عُذر. ما كان الله ليعذِّبَ حتى يبعثَ رسُلًا وشرائعَ تبشِّر وتنذر؛ إقامةً للحُجَّة وإعذارًا للخَلق. |
﴿وَٱلنَّٰشِرَٰتِ نَشۡرٗا ﴾ [المرسلات: 3]
جعل الله بحكمته الرياحَ أصنافًا؛ منها السهلةُ الليِّنة، ومنها الشديدةُ العنيفة، كلٌّ له وظيفةٌ وأثر، فتبارك الله أحسنُ الخالقين. أرسل الله من الرِّياح ما يكون بُشرى للمتَّقين بين يدَي رحمته، وأرسل منها ما يكون عذابًا وهلاكًا للمجرمين الجاحدين. نزلت الملائكةُ على رسُل الله بشرائعَ إلهيَّةٍ كاملة، هي فُرقانٌ بين الحقِّ والباطل والخير والشرِّ، وليس لأحدٍ بعدها حُجَّة أو عُذر. ما كان الله ليعذِّبَ حتى يبعثَ رسُلًا وشرائعَ تبشِّر وتنذر؛ إقامةً للحُجَّة وإعذارًا للخَلق. |
﴿فَٱلۡفَٰرِقَٰتِ فَرۡقٗا ﴾ [المرسلات: 4]
جعل الله بحكمته الرياحَ أصنافًا؛ منها السهلةُ الليِّنة، ومنها الشديدةُ العنيفة، كلٌّ له وظيفةٌ وأثر، فتبارك الله أحسنُ الخالقين. أرسل الله من الرِّياح ما يكون بُشرى للمتَّقين بين يدَي رحمته، وأرسل منها ما يكون عذابًا وهلاكًا للمجرمين الجاحدين. نزلت الملائكةُ على رسُل الله بشرائعَ إلهيَّةٍ كاملة، هي فُرقانٌ بين الحقِّ والباطل والخير والشرِّ، وليس لأحدٍ بعدها حُجَّة أو عُذر. ما كان الله ليعذِّبَ حتى يبعثَ رسُلًا وشرائعَ تبشِّر وتنذر؛ إقامةً للحُجَّة وإعذارًا للخَلق. |
﴿فَٱلۡمُلۡقِيَٰتِ ذِكۡرًا ﴾ [المرسلات: 5]
جعل الله بحكمته الرياحَ أصنافًا؛ منها السهلةُ الليِّنة، ومنها الشديدةُ العنيفة، كلٌّ له وظيفةٌ وأثر، فتبارك الله أحسنُ الخالقين. أرسل الله من الرِّياح ما يكون بُشرى للمتَّقين بين يدَي رحمته، وأرسل منها ما يكون عذابًا وهلاكًا للمجرمين الجاحدين. نزلت الملائكةُ على رسُل الله بشرائعَ إلهيَّةٍ كاملة، هي فُرقانٌ بين الحقِّ والباطل والخير والشرِّ، وليس لأحدٍ بعدها حُجَّة أو عُذر. ما كان الله ليعذِّبَ حتى يبعثَ رسُلًا وشرائعَ تبشِّر وتنذر؛ إقامةً للحُجَّة وإعذارًا للخَلق. |
﴿عُذۡرًا أَوۡ نُذۡرًا ﴾ [المرسلات: 6]
جعل الله بحكمته الرياحَ أصنافًا؛ منها السهلةُ الليِّنة، ومنها الشديدةُ العنيفة، كلٌّ له وظيفةٌ وأثر، فتبارك الله أحسنُ الخالقين. أرسل الله من الرِّياح ما يكون بُشرى للمتَّقين بين يدَي رحمته، وأرسل منها ما يكون عذابًا وهلاكًا للمجرمين الجاحدين. نزلت الملائكةُ على رسُل الله بشرائعَ إلهيَّةٍ كاملة، هي فُرقانٌ بين الحقِّ والباطل والخير والشرِّ، وليس لأحدٍ بعدها حُجَّة أو عُذر. ما كان الله ليعذِّبَ حتى يبعثَ رسُلًا وشرائعَ تبشِّر وتنذر؛ إقامةً للحُجَّة وإعذارًا للخَلق. |
﴿وَيۡلٞ يَوۡمَئِذٖ لِّلۡمُكَذِّبِينَ ﴾ [المرسلات: 15]
تكرَّر الوعيدُ بالويل في السورة؛ لأن في كلِّ آيةٍ منها ما يقتضي التصديق، فكان الوعيدُ على التكذيب به حازمًا شديدًا. هو إنذارٌ شديد للمكذِّبين بيوم الدين بقلوبهم أو أعمالهم، وترهيبٌ ممَّا ينتظرهم من حساب عسير، وجزاء مُبير. |
﴿وَٱلنَّٰزِعَٰتِ غَرۡقٗا ﴾ [النازعات: 1]
إقسام الله تعالى بملائكته المُطيعين المستسلمين لأمره، إنما هو لظهور دَلالةِ أفعالها على ربوبيَّته ووَحدانيَّته، وكمال علمه وقدرته وحكمته. |
﴿وَٱلنَّٰشِطَٰتِ نَشۡطٗا ﴾ [النازعات: 2]
أرواحُ المؤمنين المشتاقين إلى ربِّهم تُخرجها الملائكة طيِّبةً سهلة إلى باريها، فمَن أحبَّ لقاء الله أحبَّ اللهُ لقاءه. |
﴿وَٱلسَّٰبِحَٰتِ سَبۡحٗا ﴾ [النازعات: 3]
الكـون مكتـظٌّ بالملائكـة السابحـة في ملكــوت ربِّهــا، يوقن بذلك المؤمنون بالغيب، فيتَّخذونهـا أُســوةً في تمـام الانقياد لأمر الله تعالى. ما أحرانا معشرَ المسلمين أن نكونَ كالملائكة المَرضيِّين في السَّبق إلى طاعة الله، والإسراع في امتثال أمره. |
﴿فَٱلسَّٰبِقَٰتِ سَبۡقٗا ﴾ [النازعات: 4]
الكـون مكتـظٌّ بالملائكـة السابحـة في ملكــوت ربِّهــا، يوقن بذلك المؤمنون بالغيب، فيتَّخذونهـا أُســوةً في تمـام الانقياد لأمر الله تعالى. ما أحرانا معشرَ المسلمين أن نكونَ كالملائكة المَرضيِّين في السَّبق إلى طاعة الله، والإسراع في امتثال أمره. |
﴿فَٱلۡمُدَبِّرَٰتِ أَمۡرٗا ﴾ [النازعات: 5]
الكـون مكتـظٌّ بالملائكـة السابحـة في ملكــوت ربِّهــا، يوقن بذلك المؤمنون بالغيب، فيتَّخذونهـا أُســوةً في تمـام الانقياد لأمر الله تعالى. ما أحرانا معشرَ المسلمين أن نكونَ كالملائكة المَرضيِّين في السَّبق إلى طاعة الله، والإسراع في امتثال أمره. |
﴿يَوۡمَ تَرۡجُفُ ٱلرَّاجِفَةُ ﴾ [النازعات: 6]
مع رجفة القيامة المَهولة تضطربُ سننُ الكون اضطرابًا، وترتجف الأرضُ ارتجافًا، وتضمحلُّ الحركات، وتصمُت الأصوات؛ إيذانًا بالبعث. |
﴿فَإِذَا هُم بِٱلسَّاهِرَةِ ﴾ [النازعات: 14]
ما أقساها من لحَظات؛ حين يصير العبادُ فوق الأرض بعد أن تحلَّلَت أجسادُهم وذابت في تُرابها ﴿فوَيلٌ لِلَّذينَ كفَرُوا مِن مَشهَدِ يومٍ عَظيم﴾ . |
﴿وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلۡبُرُوجِ ﴾ [البروج: 1]
في هذا القسَم لفتٌ لنظر المتدبِّرين إلى ما في السماء وكواكبها من دَلالةٍ على عظيم قُدرة الله، وسَعة علمه وكمال تدبيره. ما من جريمةٍ تُقترَف في الأرض إلَّا هي مَشهودةٌ محضورة، فوَيلٌ لكلِّ مجرم عاتٍ يغفُل عن أعظم رقيبٍ شاهد؛ ﴿ولا تَحسَبَنَّ اللهَ غافِلًا عَمَّا يعمَلُ الظَّالِمُون﴾ . |
﴿وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡمَوۡعُودِ ﴾ [البروج: 2]
في هذا القسَم لفتٌ لنظر المتدبِّرين إلى ما في السماء وكواكبها من دَلالةٍ على عظيم قُدرة الله، وسَعة علمه وكمال تدبيره. ما من جريمةٍ تُقترَف في الأرض إلَّا هي مَشهودةٌ محضورة، فوَيلٌ لكلِّ مجرم عاتٍ يغفُل عن أعظم رقيبٍ شاهد؛ ﴿ولا تَحسَبَنَّ اللهَ غافِلًا عَمَّا يعمَلُ الظَّالِمُون﴾ . |
﴿وَشَاهِدٖ وَمَشۡهُودٖ ﴾ [البروج: 3]
في هذا القسَم لفتٌ لنظر المتدبِّرين إلى ما في السماء وكواكبها من دَلالةٍ على عظيم قُدرة الله، وسَعة علمه وكمال تدبيره. ما من جريمةٍ تُقترَف في الأرض إلَّا هي مَشهودةٌ محضورة، فوَيلٌ لكلِّ مجرم عاتٍ يغفُل عن أعظم رقيبٍ شاهد؛ ﴿ولا تَحسَبَنَّ اللهَ غافِلًا عَمَّا يعمَلُ الظَّالِمُون﴾ . |
﴿قُتِلَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡأُخۡدُودِ ﴾ [البروج: 4]
الهلاك على الحقيقة ليس لمَن أُحرق في الأُخدود؛ فإن استشهادهم حياةٌ وخلود، ولكنَّه للجُناة المستكبرين، الذين لُعنوا وطُردوا من رحمة الله العظيم. النفوس المريضة المشوَّهة، تستلذُّ بعذابات المؤمنين، وتستمتع برؤيتهم والنارُ تلتهم أجسادَهم الضعيفةَ حتى يلفظوا أنفاسَهُم. إنَّ الله يعلم هَولَ ما قاسَيتُم أيها المؤمنون، ولن يَتِرَكُم عملَكُم وجهادكم، وسيُكافئكم على صبركم وثباتكم، فلا تَهِنوا ولا تحزنوا. |
﴿ٱلنَّارِ ذَاتِ ٱلۡوَقُودِ ﴾ [البروج: 5]
الهلاك على الحقيقة ليس لمَن أُحرق في الأُخدود؛ فإن استشهادهم حياةٌ وخلود، ولكنَّه للجُناة المستكبرين، الذين لُعنوا وطُردوا من رحمة الله العظيم. النفوس المريضة المشوَّهة، تستلذُّ بعذابات المؤمنين، وتستمتع برؤيتهم والنارُ تلتهم أجسادَهم الضعيفةَ حتى يلفظوا أنفاسَهُم. إنَّ الله يعلم هَولَ ما قاسَيتُم أيها المؤمنون، ولن يَتِرَكُم عملَكُم وجهادكم، وسيُكافئكم على صبركم وثباتكم، فلا تَهِنوا ولا تحزنوا. |
﴿إِذۡ هُمۡ عَلَيۡهَا قُعُودٞ ﴾ [البروج: 6]
الهلاك على الحقيقة ليس لمَن أُحرق في الأُخدود؛ فإن استشهادهم حياةٌ وخلود، ولكنَّه للجُناة المستكبرين، الذين لُعنوا وطُردوا من رحمة الله العظيم. النفوس المريضة المشوَّهة، تستلذُّ بعذابات المؤمنين، وتستمتع برؤيتهم والنارُ تلتهم أجسادَهم الضعيفةَ حتى يلفظوا أنفاسَهُم. إنَّ الله يعلم هَولَ ما قاسَيتُم أيها المؤمنون، ولن يَتِرَكُم عملَكُم وجهادكم، وسيُكافئكم على صبركم وثباتكم، فلا تَهِنوا ولا تحزنوا. |
﴿ٱلَّذِي لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٌ ﴾ [البروج: 9]
في أزمنة العذاب والفتنة، من أعظم ما يقوِّي اليقين، ويثبِّت جَنانَ المؤمن الرصين، إيمانُ العبد بأنَّ مَن بيده ملكوتُ السَّماوات والأرض عالمٌ وشهيد. |
﴿وَٱلسَّمَآءِ وَٱلطَّارِقِ ﴾ [الطارق: 1]
لمَّا كانت نجومُ السماء المضيئةُ تظهر ليلًا أُطلق عليها اسمُ الطارق، وقد كان رسولنا ﷺ يستعيذ من شرِّ كلِّ طارق يطرُق، إلَّا طارقًا يطرُق بخير. |
﴿وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا ٱلطَّارِقُ ﴾ [الطارق: 2]
لمَّا كانت نجومُ السماء المضيئةُ تظهر ليلًا أُطلق عليها اسمُ الطارق، وقد كان رسولنا ﷺ يستعيذ من شرِّ كلِّ طارق يطرُق، إلَّا طارقًا يطرُق بخير. |
﴿ٱلنَّجۡمُ ٱلثَّاقِبُ ﴾ [الطارق: 3]
السؤال عن النجوم مصابيحِ السماء سؤالُ استثارةٍ؛ ليتفكَّرَ العبدُ كلَّما رنا إليها في عظَمة صُنع الله وبديع خَلقه. |
﴿إِن كُلُّ نَفۡسٖ لَّمَّا عَلَيۡهَا حَافِظٞ ﴾ [الطارق: 4]
ألا تجتهد أيها المسلمُ في طاعة مولاك وكسب رضاه، واجتناب ما يُغضبه، وقد علمتَ أنه وكَّل بك ملكًا يحفظ خطَراتِ نفسِك، وأعمالَ جوارحِك؟! |
﴿فَلۡيَنظُرِ ٱلۡإِنسَٰنُ مِمَّ خُلِقَ ﴾ [الطارق: 5]
عجبًا لمَن يُنكر البعثَ، هلَّا تأمَّل في نفسه وتبصَّر في خَلقه! إن بعث الناس من رِمَم، لأهون مرَّاتٍ من خلقهم من عدَم. إن الذي أخرجك من مَضايق الأصلاب، وجعلك من قطرة ماءٍ صغيرة إنسانًا عاقلًا سويًّا، لقادرٌ على إخراجك من كلِّ ضِيق، فإيَّاك والقنوط. |
﴿خُلِقَ مِن مَّآءٖ دَافِقٖ ﴾ [الطارق: 6]
عجبًا لمَن يُنكر البعثَ، هلَّا تأمَّل في نفسه وتبصَّر في خَلقه! إن بعث الناس من رِمَم، لأهون مرَّاتٍ من خلقهم من عدَم. إن الذي أخرجك من مَضايق الأصلاب، وجعلك من قطرة ماءٍ صغيرة إنسانًا عاقلًا سويًّا، لقادرٌ على إخراجك من كلِّ ضِيق، فإيَّاك والقنوط. |
﴿فَمَهِّلِ ٱلۡكَٰفِرِينَ أَمۡهِلۡهُمۡ رُوَيۡدَۢا ﴾ [الطارق: 17]
منهج الدعاة السَّيرُ على خُطا الأنبياء، بالصبر على سفَه الفاجر الدَّنيء، والحِلم على طَيش الحاقد الرَّديء، حتى يقضيَ الله بأمره. إنَّ النَّكال والعذاب لمُصيبان أهلَ الكفر والحقد عاجلًا أو آجلًا، فطِب أيها المسلمُ نفسًا، وثق بعدل الله وانتقامه. |
﴿وَٱلۡفَجۡرِ ﴾ [الفجر: 1]
أقسم الله بالفجر في سياق القسَم بأزمانٍ فاضلة؛ بيانًا لفضل الفجر وبركته، فلنحرِص على اغتنام بركاته؛ ﴿وقُرآنَ الفَجْرِ إنَّ قُرآنَ الفَجرِ كانَ مَشهُودًا﴾ . |
﴿وَلَيَالٍ عَشۡرٖ ﴾ [الفجر: 2]
هي عَشرُ ليالٍ ليس غير، ولكنَّها تعدِل الكثيرَ الغَفير، فالعبرة ليست بالعدَد، ولكن بما يجعل الله فيها من خيرٍ وبركة. |
﴿وَٱلشَّفۡعِ وَٱلۡوَتۡرِ ﴾ [الفجر: 3]
هي عَشرُ ليالٍ ليس غير، ولكنَّها تعدِل الكثيرَ الغَفير، فالعبرة ليست بالعدَد، ولكن بما يجعل الله فيها من خيرٍ وبركة. |
﴿وَٱلَّيۡلِ إِذَا يَسۡرِ ﴾ [الفجر: 4]
لا تيئس من رحمة الله، فإنها آتيةٌ لا مَحالة، وهذا الليلُ مهما اشتدَّ ظلامُه، وتطاولت آمادُه، فإنه سائرٌ زائل، وسيعقُبه ضياءٌ غامر. |
﴿هَلۡ فِي ذَٰلِكَ قَسَمٞ لِّذِي حِجۡرٍ ﴾ [الفجر: 5]
وهل ينتفع بالقرآن وآياته إلَّا من يتدبَّره بعقله ويتبصَّر فيه بلُبِّه؟ فما أجدرَنا أن نُعملَ عقولنا فيه تأمُّلًا وتفكُّرًا. |
﴿أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ ﴾ [الفجر: 6]
قد تملك أمَّةٌ القوَّةَ والحضارة والبنيان، فيكونُ كلُّ ذلك وَبالًا عليها لا خيرًا لها، فالعبرة بحُسن الاستعمال والتوظيف مع حُسن التصوُّر والتفكُّر. |
﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلۡمِرۡصَادِ ﴾ [الفجر: 14]
سنَّة الله تعالى واحدةٌ في المكذِّبين لرسُله، الظالمين لعباده؛ فهو راصدٌ لأعمالهم، مراقبٌ لأفعالهم، وسيَجزيهم عن سيِّئها بما يستحقُّون من عذاب بئيس. |
﴿وَٱلشَّمۡسِ وَضُحَىٰهَا ﴾ [الشمس: 1]
لا يكاد المرءُ يفقد شيئًا في هذه الحياة إلَّا ويجعل الله له في غيره سَلوةً وعِوضًا، كضوء النهار إذا رحل اعتاضَ عنه الناس بنور القمر. |
﴿وَٱلۡقَمَرِ إِذَا تَلَىٰهَا ﴾ [الشمس: 2]
لا يكاد المرءُ يفقد شيئًا في هذه الحياة إلَّا ويجعل الله له في غيره سَلوةً وعِوضًا، كضوء النهار إذا رحل اعتاضَ عنه الناس بنور القمر. |
﴿وَٱلنَّهَارِ إِذَا جَلَّىٰهَا ﴾ [الشمس: 3]
إن إجلاء النهار وغِشايةَ ظُلمة الليل للأرض دليلٌ على ربوبيَّة الله وكمال قدرته وتصرُّفه، فإن تدبيره للكون لا يُطيق أحدٌ تغييره. |
﴿وَٱلَّيۡلِ إِذَا يَغۡشَىٰهَا ﴾ [الشمس: 4]
إن إجلاء النهار وغِشايةَ ظُلمة الليل للأرض دليلٌ على ربوبيَّة الله وكمال قدرته وتصرُّفه، فإن تدبيره للكون لا يُطيق أحدٌ تغييره. |
﴿وَٱلسَّمَآءِ وَمَا بَنَىٰهَا ﴾ [الشمس: 5]
كلُّ بناءٍ شاهق مرتفع، وكلُّ صَرحٍ ممرَّد عظيم ليس بشيءٍ أمام بناء السماء، إنه صُنع الله، ومَن أحسنُ من الله صُنعًا؟! كلَّما خطَوتَ على الأرض خَطوةً تذكَّر فضلَ الله عليك وعلى سائر عباده؛ إذ بسَطَ لهم الأرضَ ومهَّدها لمعاشهم ومصالحهم. |
﴿وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا طَحَىٰهَا ﴾ [الشمس: 6]
كلُّ بناءٍ شاهق مرتفع، وكلُّ صَرحٍ ممرَّد عظيم ليس بشيءٍ أمام بناء السماء، إنه صُنع الله، ومَن أحسنُ من الله صُنعًا؟! كلَّما خطَوتَ على الأرض خَطوةً تذكَّر فضلَ الله عليك وعلى سائر عباده؛ إذ بسَطَ لهم الأرضَ ومهَّدها لمعاشهم ومصالحهم. |
﴿وَلَا يَخَافُ عُقۡبَٰهَا ﴾ [الشمس: 15]
كيف يخشى اللهُ عاقبةَ قضائه وهو القهَّار الذي لا يُغالَب، والقويُّ الذي لا يُحارَب؟ والأَولى بنا أن نتَّقيَ سَخَطَه، ونجتنبَ غضبَه، بالإيمان والعمل الصالح. |
﴿وَٱلَّيۡلِ إِذَا يَغۡشَىٰ ﴾ [الليل: 1]
القسَم بالليل والنهار يَلفِتُ قلبَ المؤمن إلى انتظام آيات الله تعالى في كونه، فيزيدُه خضوعا، ولجَنابه خشوعا. |
﴿وَٱلنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّىٰ ﴾ [الليل: 2]
القسَم بالليل والنهار يَلفِتُ قلبَ المؤمن إلى انتظام آيات الله تعالى في كونه، فيزيدُه خضوعا، ولجَنابه خشوعا. |
﴿وَمَا خَلَقَ ٱلذَّكَرَ وَٱلۡأُنثَىٰٓ ﴾ [الليل: 3]
في خَلق الزَّوجين كثيرٌ من أدلَّة عظمة الله تعالى وظهور قدرته وحكمته، فبهما تتكامل الحياة، وتتوالد الأجناسُ وتبقى. |
﴿إِنَّ سَعۡيَكُمۡ لَشَتَّىٰ ﴾ [الليل: 4]
يتباين سعيُ الناس في حياتهِم، بحسَب مقاصدهم ونيَّاتهِم، فمَن عمل لله كما أمر فهو المأجورُ المقبول، ومَن خالف ذلك فلا قيمةَ لسعيه ولا قَبول لعمله. |
﴿فَأَمَّا مَنۡ أَعۡطَىٰ وَٱتَّقَىٰ ﴾ [الليل: 5]
تضمَّنت هذه الكلماتُ الثلاث مراتبَ الدِّين جميعًا، فالإعطاء فعلُ المأمور، والتقوى تركُ المحظور، والتصديق بالحسنى تصديقٌ ويقين، فانتظم ذلك كلَّ الدِّين. |
﴿وَصَدَّقَ بِٱلۡحُسۡنَىٰ ﴾ [الليل: 6]
تضمَّنت هذه الكلماتُ الثلاث مراتبَ الدِّين جميعًا، فالإعطاء فعلُ المأمور، والتقوى تركُ المحظور، والتصديق بالحسنى تصديقٌ ويقين، فانتظم ذلك كلَّ الدِّين. |
﴿وَلَسَوۡفَ يَرۡضَىٰ ﴾ [الليل: 21]
ما أرضى عبدٌ ربَّه بتقواه وعطائه لخلقه إلَّا كافأه الله بالرِّضا أضعافَ ما كان يؤمِّل ويرجو. لم يعرف تاريخُ البشر أعظمَ عطاءً من أبي بكرٍ الصدِّيق رضي الله عنه، وقد زكَّاه القرآن تزكيةً باقية إلى يوم القيامة، وخاب وخسر من انتقصَه أو أساء إليه. |
﴿وَٱلتِّينِ وَٱلزَّيۡتُونِ ﴾ [التين: 1]
جعل الله مكَّة بلدةَ أمنٍ وأمان؛ ﴿أوَلم يَرَوا أنَّا جعَلنا حَرَمًا آمِنًا﴾ ، فحريٌّ بنا أن نحافظَ على حُرمتها بدوام الأمن فيها. |
﴿وَطُورِ سِينِينَ ﴾ [التين: 2]
جعل الله مكَّة بلدةَ أمنٍ وأمان؛ ﴿أوَلم يَرَوا أنَّا جعَلنا حَرَمًا آمِنًا﴾ ، فحريٌّ بنا أن نحافظَ على حُرمتها بدوام الأمن فيها. |
﴿وَهَٰذَا ٱلۡبَلَدِ ٱلۡأَمِينِ ﴾ [التين: 3]
جعل الله مكَّة بلدةَ أمنٍ وأمان؛ ﴿أوَلم يَرَوا أنَّا جعَلنا حَرَمًا آمِنًا﴾ ، فحريٌّ بنا أن نحافظَ على حُرمتها بدوام الأمن فيها. |
﴿لَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ فِيٓ أَحۡسَنِ تَقۡوِيمٖ ﴾ [التين: 4]
إنها عنايةُ الله بالإنسان في تكوينه الجسمانيِّ البديع، والعقليِّ الفريد، والروحيِّ العجيب، ومن شُكر الله على هذه النِّعَم تسخيرُها فيما يُرضيه. |
﴿ثُمَّ رَدَدۡنَٰهُ أَسۡفَلَ سَٰفِلِينَ ﴾ [التين: 5]
مَن رضي لنفسه في الدنيا أسافلَ الأمور بمخالفة الفِطرة وجحود يدِ المنعم، جعله الله يوم القيامة في أسفل درَكات الجحيم؛ جزاء وِفاقًا. |
مواضيع أخرى في القرآن الكريم
الإشارة إلى المادة النفقة على المماليك الاقتصاد المخاصمة والمنازعة بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم القضاء والقدر كظم الغيظ جزاء المؤمنين في الدنيا والآخرة الخلود في النعيم آل هارون
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 21, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب