النبي ﷺ يقول لليهودي: "يا يهودي! حدثنا"

حديث: النبي ﷺ يقول لليهودي: "يا يهودي! حدثنا"

عن ابن عباس قال: مرّ يهوديٌّ بالنبيّ ﷺ فقال له النبيُّ ﷺ: «يا يهوديّ! حدّثنا». فقال: كيف تقول يا أبا القاسم إذا وضع اللَّه السماوات على ذِه، والأرضين على ذِه، والماء على ذِه، والجبال على ذِه، وسائر الخلق على ذِه».
وأشار أبو جعفر محمد بن الصّلت بخنصره أولًا، ثم تابع حتى بلغ الإبهام، فأنزل اللَّه: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ﴾ [سورة الزمر: ٦٧]».

حسن: رواه الترمذيّ (٣٢٤٠) عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن، أخبرنا محمد بن الصّلتْ، حدثنا أبو كدينة، عن عطاء بن السائب، عن أبي الضُّحى، عن ابن عباس، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه ابن عباس رضي الله عنهما، معتمدًا في ذلك على كلام أهل العلم المعتبرين من أهل السنة والجماعة:

الحديث:

عن ابن عباس قال: مرّ يهوديٌّ بالنبيّ ﷺ فقال له النبيُّ ﷺ: «يا يهوديّ! حدّثنا». فقال: كيف تقول يا أبا القاسم إذا وضع اللَّه السماوات على ذِه، والأرضين على ذِه، والماء على ذِه، والجبال على ذِه، وسائر الخلق على ذِه». وأشار أبو جعفر محمد بن الصّلت بخنصره أولًا، ثم تابع حتى بلغ الإبهام، فأنزل اللَّه: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ﴾ [سورة الزمر: ٦٧]».

1. شرح المفردات:

● مرّ يهوديٌّ: أي مر رجل من اليهود.
● حدّثنا: أي أخبرنا بشيء من علمك.
● وضع الله السماوات على ذه: أي على إصبعه، والذه هي الإصبع، وفي روايات أخرى "على أصبع".
● خنصره: الإصبع الصغيرة.
● الإبهام: الإصبع الكبيرة.
● وما قدروا الله حق قدره: أي ما عظموه التعظيم الواجب، ولم يقدروه حق قدره.

2. المعنى الإجمالي للحديث:

يخبرنا ابن عباس رضي الله عنهما أن يهوديًا مر بالنبي صلى الله عليه وسلم، فطلب منه النبي أن يحدثه بشيء من علمه، فسأله اليهودي عن كيفية وضع الله السماوات والأرض والماء والجبال وسائر الخلق على إصبعه يوم القيامة، معتبرًا ذلك أمرًا عظيمًا يتنافى مع قدرة الله تعالى. فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم بإثبات ذلك، وأن الله قادر على كل شيء. ثم نزلت الآية الكريمة مؤكدة أن الذين يستبعدون ذلك لم يقدرون الله حق قدره.

3. الدروس المستفادة منه:

● عظمة الله وقدرته المطلقة: فالله تعالى قادر على أن يضع السماوات والأرض وما فيهن على إصبع واحدة، كما في الحديث الصحيح: "ما السماوات السبع والأرضون السبع في كف الرحمن إلا كخردلة في يد أحدكم".
● إثبات صفات الله كما جاءت: من غير تكييف ولا تمثيل ولا تعطيل، فنؤمن بأن لله أصابع كما يليق بجلاله، لا تشبه أصابع المخلوقين.
● الرد على المشككين والمستبعدين: الذين يقيسون قدرة الله على قدرة المخلوقين، فيستبعدون ما أخبر به الله ورسوله.
● الحكمة في دعوة غير المسلمين: حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعوهم بالحكمة والموعظة الحسنة، كما في قوله: "يا يهودي حدثنا".

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن جرير الطبري في تفسيره، والحاكم في المستدرك، وصححه الألباني.
- الآية الكريمة التي نزلت هي قوله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الزمر: 67].
- هذا من الأدلة على أن الله تعالى يمسك السماوات والأرض بقدرته، وأنهما في قبضته يوم القيامة.
- ينبغي للمسلم أن يعظم الله حق تعظيمه، ويؤمن بقدرته المطلقة، وأنه لا يعجزه شيء في السماوات ولا في الأرض.

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في ديننا، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذيّ (٣٢٤٠) عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن، أخبرنا محمد بن الصّلتْ، حدثنا أبو كدينة، عن عطاء بن السائب، عن أبي الضُّحى، عن ابن عباس، فذكره.
ورواه الإمام أحمد (٢٢٦٧، ٢٩٨٨)، وابن أبي عاصم في السنة (٥٤٥)، وابن خزيمة في كتاب التوحيد (١٢٩)، وابن منده في الرد على الجهمية (٦٥) كلهم من طريق أبي كُدينة - واسمه يحيى بن المهلّب.
ورواه عبد اللَّه بن أحمد في السنة (٤٩٣) من طريق عمران بن عيينة، وابن منده في الرد على الجهمية (٦٦) من طريق حماد بن سلمة كلاهما من عطاء بن السائب، عن أبي الضّحى إِلَّا أنّ ابن منده أوقفه على مسروق، وهو لم يدرك النبيّ ﷺ. قال الترمذي: «حسن غريب صحيح».
قال الأعظمي: هو حسن فقط من أجل الاختلاف في عطاء بن السائب وقد اختلط بآخره، وكان حماد ابن سلمة قديم السماع منه إِلَّا أنه أرسله عن مسروق، فإذا ضمَّ إليه من وصله يتبين أن له أصلًا، وهو شاهد لما سبق، ولذا أخرجه ابن خزيمة في كتاب التوحيد كما سبق.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 320 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: النبي ﷺ يقول لليهودي: "يا يهودي! حدثنا"

📜 حديث: النبي ﷺ يقول لليهودي: "يا يهودي! حدثنا"

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: النبي ﷺ يقول لليهودي: "يا يهودي! حدثنا"

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: النبي ﷺ يقول لليهودي: "يا يهودي! حدثنا"

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: النبي ﷺ يقول لليهودي: "يا يهودي! حدثنا"

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية