حديث: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب إثبات الإصابع للَّه تعالى

عن أنس قال: كان رسول اللَّه ﷺ يُكثر أن يقول: «يا مقلّب القلوب ثبِّتْ قلبي على دينك». فقلت: يا نبي اللَّه، آمنَّا بك، وبما جئتَ به، فهل تخاف علينا؟ قال: «نعم، إنّ القلوبَ بين أصبعين من أصابع اللَّه يقلِّبها كيف يشاء».

حسن: رواه الترمذيّ (٢١٤٠) عن هنَّاد، حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن أنس، فذكر مثله.

عن أنس قال: كان رسول اللَّه ﷺ يُكثر أن يقول: «يا مقلّب القلوب ثبِّتْ قلبي على دينك». فقلت: يا نبي اللَّه، آمنَّا بك، وبما جئتَ به، فهل تخاف علينا؟ قال: «نعم، إنّ القلوبَ بين أصبعين من أصابع اللَّه يقلِّبها كيف يشاء».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن يثبت قلوبنا على دينه. هذا حديث عظيم من جوامع كلم النبي ﷺ، وله شأن كبير في بيان حال الإنسان مع ربه.

شرح الحديث:


الراوي: أنس بن مالك رضي الله عنه، خادم رسول الله ﷺ.
المصادر: أخرجه الإمام أحمد في مسنده، والترمذي في سننه، وقال: حديث حسن صحيح.


1. شرح المفردات:


* يُكْثِرُ أن يقول: كان يردد هذا الدعاء بشكل متكرر، مما يدل على عظم موقعه وأهميته.
* يا مُقَلِّبَ القلوب: مناداة لله تعالى بصفة من صفاته، فالله سبحانه هو الذي يقلب قلوب العباد ويصرفها كما يشاء.
* ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ: أي اجعله مستقرًا ثابتًا لا يزيغ عن طاعتك، ولا يرتد عن الإسلام.
* بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ: استعارة لبيان كمال قدرة الله وسلطانه المطلق على القلوب، وتصريفها بسهولة ويُسر، كما يقلب الإنسان شيئًا بين أصبعيه. ولا نكيف كيفية هذه الأصابع، بل نؤمن بها كما جاءت على ما يليق بجلال الله تعالى من غير تشبيه ولا تعطيل.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبرنا أنس رضي الله عنه أن النبي ﷺ كان يدعو بهذا الدعاء العظيم كثيرًا: «يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك»، مع أنه ﷺ معصوم ومؤيد من الله، فكيف بغيره؟!
فعجب أنس رضي الله منه وسأله: يا رسول الله، آمنا بك وصدقناك، فهل تخاف علينا أن نرتد أو نزيغ؟ فأجابه النبي ﷺ بالإيجاب: «نعم»، ثم بين السبب بقوله: «إن القلوب بين أصبعين من أصابع الله يقلبها كيف يشاء»، فمهما بلغ إيمان العبد، فهو محتاج دائمًا إلى الله تعالى أن يثبته على الحق، لأن القلب عرضة للتقليب والاضطراب.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- سؤال الله الثبات على الدين: أعظم درس في هذا الحديث هو وجوب لجوء العبد إلى ربه، وسؤاله الثبات على الإسلام حتى الممات. فالإيمان ليس ملكًا دائمًا، بل هو نعمة من الله يمن بها على من يشاء، وقد تُسلب.
2- اليقين بقدرة الله المطلقة: القلب بيد الله وحده، يقلبه كما يشاء، فلا ينبغي للعبد أن يعجب بنفسه أو يعتمد على عمله، بل يتوكل على الله ويسأله حسن الختام.
3- خوف المؤمن الحقيقي على إيمانه: خوف النبي ﷺ وهو سيد البشر يدل على أن الخوف من سوء الخاتمة وعدم العجب بالعمل من علامات الإيمان الكامل.
4- التأسي بالنبي ﷺ: ينبغي للمسلم أن يحافظ على هذا الدعاء العظيم ويُكثر منه، اقتداءً برسول الله ﷺ، خاصة في أوقات الشدائد والفتن.
5- إثبات صفة الأصابع لله تعالى: من صفات الله الذاتية التي نؤمن بها على الوجه اللائق بجلاله من غير تشبيه ولا تكييف، كما نؤمن بجميع صفاته التي وردت في الكتاب والسنة.


4. معلومات إضافية مفيدة:


* صيغة الدعاء: يُستحب للإنسان أن يدعو بهذا الدعاء بنصه: «يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ».
* مواضع الدعاء به: يُشرع الإكثار من هذا الدعاء في كل وقت، وهو مهم جدًا عند رؤية الفتن، وعند إصابة مصيبة، وعند تقلب الأحوال.
* دلالة على عظمة النبي ﷺ: حرص النبي ﷺ على دعاء ربه مع كمال إيمانه يزيدنا يقينًا بأننا أحوج ما نكون إلى هذا الدعاء.
أسأل الله تعالى أن يثبت قلوبنا على دينه، وأن يحسن خاتمتنا جميعًا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذيّ (٢١٤٠) عن هنَّاد، حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن أنس، فذكر مثله.
وأبو معاوية هو محمد بن خازم الضرير ثقة أحفظ الناس لحديث الأعمش، وقد يهم في حديث غيره. كذا قال الحافظ في «التقريب».
ومن طريقه رواه الإمام أحمد (١٢١٠٧)، وابن أبي عاصم في السنة (٢٢٥)، والحاكم (١/ ٥٢٦)، وجعله شاهدًا صحيحًا لحديث النّواس بن سمعان، وأقرّ الذَّهبيُّ على تصحيحه.
قال الترمذيّ: «حسن».
قال الأعظمي: وهو كما قال، فإن في الإسناد أبا سفيان وهو طلحة بن نافع الواسطيّ وهو وإن كان من رجال الجماعة إِلَّا أنه «صدوق» كما في التقريب.
وأما ما رواه ابن ماجه (٣٨٣٤) من وجه آخر عن الأعمش، عن يزيد الرّقاشيّ، عن أنس، فذكر مثله.
فإسناده ضعيف من أجل يزيد بن عبد اللَّه الرّقاشيّ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 323 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك

  • 📜 حديث: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب