حديث: نسأل اللَّه ربَّنا أن لا يُزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب إثبات الإصابع للَّه تعالى

عن أمّ سلمة قالت: كان رسول اللَّه ﷺ يُكثر في دعائه أن يقول: «اللَّهمّ مقلّب القلوب، ثبِّتْ قلبي على دينك». قالت: قلت: يا رسول اللَّه، أَوَ إِنَّ القلوب لتقلّبُ؟ قال: «نعم، ما من خلق اللَّه من بني آدم من بشر إِلَّا أنّ قلبه بين أصبعين من أصابع اللَّه، فإن شاء اللَّه عز وجل أقامه، وإن شاء أزاغه، فنسأل اللَّه ربَّنا أن لا يُزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا، ونسأله أن يهب لنا من لدُنْه رحمةً، إنّه هو الوهَّاب». قالت: قلت: يا رسول اللَّه، ألا تُعلّمني دعوةً أدعو بها لنفسي؟ قال: «بلى، قولي: اللَّهُمَّ ربّ النّبيّ محمد اغفرْ ذنبيّ، وأَذْهِبْ غيظ قلبيّ، وأجرني من مُضلّات الفتن ما أحييتنا».

حسن: رواه الإمام أحمد (٢٦٥٧٦)، والطبراني في الكبير (٣٢/ ٣٣٨)، وفي الدّعاء (١٢٥٨) من طرق عن عبد الحميد قال: حدَّثني شهر بن حوشب، قال: سمعت أمَّ سلمة تحدّث أنّ رسول اللَّه ﷺ كان يُكْثر في دُعائه أن يقول (فذكره).

عن أمّ سلمة قالت: كان رسول اللَّه ﷺ يُكثر في دعائه أن يقول: «اللَّهمّ مقلّب القلوب، ثبِّتْ قلبي على دينك». قالت: قلت: يا رسول اللَّه، أَوَ إِنَّ القلوب لتقلّبُ؟ قال: «نعم، ما من خلق اللَّه من بني آدم من بشر إِلَّا أنّ قلبه بين أصبعين من أصابع اللَّه، فإن شاء اللَّه ﷿ أقامه، وإن شاء أزاغه، فنسأل اللَّه ربَّنا أن لا يُزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا، ونسأله أن يهب لنا من لدُنْه رحمةً، إنّه هو الوهَّاب». قالت: قلت: يا رسول اللَّه، ألا تُعلّمني دعوةً أدعو بها لنفسي؟ قال: «بلى، قولي: اللَّهُمَّ ربّ النّبيّ محمد اغفرْ ذنبيّ، وأَذْهِبْ غيظ قلبيّ، وأجرني من مُضلّات الفتن ما أحييتنا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن حديث أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها هذا من الأحاديث العظيمة التي تبين لنا حال الإنسان وضعفه أمام ربه، وتعلقه الدائم بالله تعالى في طلب الثبات على الدين. وسأشرح هذا الحديث شرحًا وافيًا مستعينًا بالله، معتمدًا على كلام أهل العلم المعتبرين.
### شرح الحديث
الرواية:
عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله ﷺ يُكثر في دعائه أن يقول: «اللهم مقلب القلوب، ثبِّت قلبي على دينك». قالت: قلت: يا رسول الله، أو إن القلوب لتقلب؟ قال: «نعم، ما من خلق الله من بني آدم من بشر إلا أن قلبه بين أصبعين من أصابع الله، فإن شاء الله أقامه، وإن شاء أزاغه، فنسأل الله ربنا أن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا، ونسأله أن يهب لنا من لدنه رحمة، إنه هو الوهاب». قالت: قلت: يا رسول الله، ألا تعلمني دعوة أدعو بها لنفسي؟ قال: «بلى، قولي: اللهم رب النبي محمد اغفر ذنبي، وأذهب غيظ قلبي، وأجرني من مضلات الفتن ما أحييتنا».


1. شرح المفردات:


● مقلب القلوب: أي الذي يقلب القلوب ويصرفها كيف يشاء، فيهدي من يشاء ويضل من يشاء.
● ثبت قلبي على دينك: أي اجعله ثابتًا مستقيمًا على طاعتك وشرعك.
● تقلب: تتحول وتتغير من حال إلى حال.
● بين أصبعين من أصابع الله: هذا من الأمور الغيبية التي يجب إمرارها كما جاءت دون تكييف، فالله تعالى ليس كمثله شيء، وأصابعه تليق بجلاله وعظمته من غير تشبيه ولا تمثيل.
● أقامه: أي جعله مستقيمًا على الحق.
● أزاغه: أي جعله مائلاً عن الحق.
● من لدنه: من عنده تعالى.
● الوهاب: الكثير العطاء والهبة.
● أذهب غيظ قلبي: أي ارفع ما فيه من غل وحقد وحسد.
● مضلات الفتن: الفتن التي تضل الإنسان عن الحق وتوقعه في المعاصي والشرك.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبرنا الحديث أن النبي ﷺ كان يدعو بهذا الدعاء العظيم: «اللهم مقلب القلوب، ثبِّت قلبي على دينك»، مما يدل على أهمية طلب الثبات على الدين، وأن القلب قد يتقلب ويضل إذا لم يثبته الله.
ثم بين النبي ﷺ أن قلوب العباد كلها بيد الله تعالى، فهو الذي يقلبها كيف يشاء، إن شاء أقامها على الحق، وإن شاء أزاغها عن الطريق المستقيم. وهذا يدل على عظمة قدرة الله تعالى وضعف الإنسان وحاجته إلى ربه.
ثم علم النبي ﷺ أم سلمة دعاءً عظيمًا تطلب فيه المغفرة، وإزالة الغل من القلب، والنجاة من الفتن المضلة.


3. الدروس المستفادة منه:


1- وجوب اللجوء إلى الله تعالى: فالنبي ﷺ وهو سيد الخلق وأقربهم إلى الله كان يكثر من هذا الدعاء، فكيف بنا نحن الضعفاء؟
2- القلب يتقلب: فلا يأمن الإنسان على نفسه، بل يجب أن يداوم على الطاعة ويجدد التوبة.
3- الإيمان بقدرة الله المطلقة: فقلوب العباد بيد الله يقلبها كيف يشاء.
4- طلب الثبات على الدين: من أهم ما يجب على المسلم أن يطلبه من ربه، خاصة في زمن الفتن.
5- الاستعاذة من الفتن: فالفتن قد تعمي البصيرة وتضل الإنسان عن سبيل الله.
6- إزالة الغل من القلب: فإن القلب إذا سلم من الغل والحقد سهل عليه طاعة الله.
7- التأسّي بالنبي ﷺ: في الدعاء والذكر والالتجاء إلى الله.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد والترمذي وغيرهما، وصححه الألباني.
- معنى «بين أصبعين من أصابع الله»: جاء في شرح أهل السنة أن هذا من الصفات التي نؤمن بها كما جاءت دون تكييف، فالله تعالى يصف نفسه بما شاء، ونؤمن بأن له أصابع تليق بجلاله لا تشبه أصابع المخلوقين.
- الدعاء الذي علمه النبي ﷺ لأم سلمة يجمع بين طلب المغفرة، وتطهير القلب، والنجاة من الفتن، فهو دعاء عظيم جامع.
- ينبغي للمسلم أن يحافظ على هذا الدعاء وغيره من الأدعية النبوية، فإنها من جوامع الكلم.
أسأل الله تعالى أن يثبت قلوبنا على دينه، وأن يجنبنا مضلات الفتن، وأن يهدينا صراطه المستقيم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٢٦٥٧٦)، والطبراني في الكبير (٣٢/ ٣٣٨)، وفي الدّعاء (١٢٥٨) من طرق عن عبد الحميد قال: حدَّثني شهر بن حوشب، قال: سمعت أمَّ سلمة تحدّث أنّ رسول اللَّه ﷺ كان يُكْثر في دُعائه أن يقول (فذكره).
صحّحه ابن خزيمة ورواه في كتاب التوحيد (١٣٣) من وجه آخر عن شهر بن حوشب، به، مثله.
وإسناده حسن من أجل الكلام في شهر بن حوشب فإنه صدوق، إذا لم يخالف في الإسناد، ولم يأت في المتن ما ينكر عليه. وهذا الحديث له شواهد أجزائه.
وعبد الحميد هو ابن بهرام الفزاريّ صاحب شهر بن حوشب، قال فيه أبو حاتم وابن عدي: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في «الثقات» (٧/ ١٢٠).
وفي التقريب: «صدوق».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 324 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نسأل اللَّه ربَّنا أن لا يُزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا

  • 📜 حديث: نسأل اللَّه ربَّنا أن لا يُزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: نسأل اللَّه ربَّنا أن لا يُزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: نسأل اللَّه ربَّنا أن لا يُزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: نسأل اللَّه ربَّنا أن لا يُزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب