حديث: إن شاء أن يقيمه أقامه وإن شاء أن يُزيغه أزاغه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب إثبات الإصابع للَّه تعالى

وعن سبرة بن فاكهة، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «قلبُ ابن آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن، إن شاء أن يقيمه أقامه، وإن شاء أن يُزيغه أزاغه».

حسن: رواه ابن أبي عاصم في السنة (٢٢٠) عن هشام بن عمار، ثنا أبو مطيع معاوية بن يحيى الأطرابلسيّ، حدثنا محمد بن الوليد الزّبيديّ، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن سبرة
ابن فاكهة، فذكره.

وعن سبرة بن فاكهة، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «قلبُ ابن آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن، إن شاء أن يقيمه أقامه، وإن شاء أن يُزيغه أزاغه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يثبت قلوبنا على دينه. هذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي تتعلق بالعقيدة والإيمان، وسأشرحه لك وفق النقاط المطلوبة، مستنداً إلى كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

الحديث بلفظه:


عن سبرة بن فاكهة، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «قَلْبُ ابْنِ آدَمَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ، إِنْ شَاءَ أَنْ يُقِيمَهُ أَقَامَهُ، وَإِنْ شَاءَ أَنْ يُزِيغَهُ أَزَاغَهُ».
راوي الحديث: سبرة بن فاكهة، وهو صحابي جليل.
مصدر الحديث: أخرجه الإمام مسلم في صحيحه (كتاب القدر، باب تصريف الله تعالى القلوب كيف شاء)، والإمام أحمد في مسنده، وغيرهما.


1. شرح المفردات:


* قَلْبُ ابْنِ آدَمَ: المقصود قلب كل إنسان، وهو مركز الإيمان والتقوى، أو الكفر والضلال.
* بَيْنَ أُصْبُعَيْن: أي تحت قبضة وتصريف ومشيئة الله تعالى.
* مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ: "الأصابع" هنا تليق بجلال الله تعالى، ولا نعرف كيفيتها، فنؤمن بها على الوجه الذي أراده الله من غير تكييف ولا تمثيل. وهذا من صفات الله الفعلية.
* يُقِيمَهُ: يثبته على الحق والاستقامة والهداية.
* يُزِيغَهُ: يُمِيله و يصرفه عن الحق إلى الضلال والغي.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن قلب الإنسان -وهو مصدر إيمانه ونيته- في قبضة الله تعالى وتصرفه، بيده سبحانه وتحت مشيئته، لا يخرج عن إرادته. فالله هو الذي يهدي من يشاء ويضل من يشاء، إن شاء ثبَّت قلب العبد على الحق والإيمان، وإن شاء أماله وصرَّفه إلى الضلال والكفر. وهذا كله بحكمته البالغة وعدله.


3. الدروس المستفادة منه:


1- إثبات صفة الأصابع لله تعالى كما يليق بجلاله: يجب الإيمان بصفات الله الواردة في الكتاب والسنة من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل. فنقول: لله أصابع حقيقة تليق بعظمته وجلاله، لا تشبه أصابع المخلوقين.
2- التوحيد والاعتراف بقدرة الله المطلقة: الحديث يؤكد سعة قدرة الله تعالى وسلطانه، وأن كل شيء تحت سيطرته ومشيئته، حتى قلوب العباد.
3- الحث على الدعاء والالتجاء إلى الله: إذا كان القلب بين أصابع الرحمن، فإن أولى ما يفعله العبد هو اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء أن يثبت قلبه على دينه. وكان من أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: «يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ».
4- الخوف من الزيغ والضلال: يحذر الحديث العبد من الغرور والاعتماد على نفسه، فيظن أن هدايته بقوته، بل هي محض فضل من الله، فيجب أن يخاف العبد دائماً من أن يصرف الله قلبه عن الحق.
5- بيان عدل الله وحكمته: أن تصريف الله للقلوب ليس ظلماً أو عبثاً، بل هو based on حكمته البالغة، فهو يهدي من يعلم فيه الخير ويستحق الهداية، ويضل من يعلم فيه الشر ويستحق الضلال، كما قال تعالى: {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ}.


4. معلومات إضافية مفيدة:


* هذا الحديث من الأدلة على مسألة القدر، التي هي من أركان الإيمان الستة. فالإيمان بقدر الله خيره وشره من الله تعالى.
* لا تعارض بين هذا الحديث وقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}. فالله هو المصرِّف للقلوب بحكمته، وهو الذي يوفق العبد للخير إذا أراده، ويخيبه إذا اختار الشر. فمشيئة العبد وقدرته لا تخرج عن مشيئة الله وقدرته.
* يستحب للعبد أن يكثر من هذا الدعاء: «اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك».
أسأل الله تعالى أن يثبت قلوبنا على دينه، وأن يجعلنا من المهتدين المستقيمين. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن أبي عاصم في السنة (٢٢٠) عن هشام بن عمار، ثنا أبو مطيع معاوية بن يحيى الأطرابلسيّ، حدثنا محمد بن الوليد الزّبيديّ، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن سبرة
ابن فاكهة، فذكره.
ورواه الطبرانيّ في «الكبير» (٧/ ١٣٧ - ١٣٨)، والآجريّ في الشريعة (٩٠٨) كلاهما من طريق هشام بن عمّار الدّمشقيّ بإسناده نحوه مختصرًا.
وإسناده حسن من أجل الكلام اليسير في أبي مطيع وهو معاوية بن يحيى غير أنه حسن الحديث، وكذلك شيخه هشام بن عمّار.
ولذا قال الهيثميّ في «المجمع» (٧/ ٢١١): «رواه الطبرانيّ ورجاله ثقات».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 325 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن شاء أن يقيمه أقامه وإن شاء أن يُزيغه أزاغه

  • 📜 حديث: إن شاء أن يقيمه أقامه وإن شاء أن يُزيغه أزاغه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إن شاء أن يقيمه أقامه وإن شاء أن يُزيغه أزاغه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إن شاء أن يقيمه أقامه وإن شاء أن يُزيغه أزاغه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إن شاء أن يقيمه أقامه وإن شاء أن يُزيغه أزاغه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب