حديث: كان يأتي علينا الشهر ما نوقد فيه نارًا إنما هو التمر والماء

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب كيف كان عيش النبي ﷺ-

عن عائشة قالت: كان يأتي علينا الشهر ما نوقد فيه نارًا، إنما هو التمر والماء إلا أن نؤتى باللُحيم.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الرقاق (٦٤٥٨) واللفظ له، ومسلم في الزهد (٢٩٢٧) كلاهما من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته.

عن عائشة قالت: كان يأتي علينا الشهر ما نوقد فيه نارًا، إنما هو التمر والماء إلا أن نؤتى باللُحيم.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه (رقم 6458) والإمام مسلم في صحيحه (رقم 2972) عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها.

أولاً. شرح المفردات:


● يأتي علينا الشهر: أي يمضي علينا شهر كامل.
● ما نوقد فيه نارًا: أي لا نُشعل النار للطبخ.
● اللُحيم: بضم اللام وفتح الحاء وكسر الياء، جمع "لَحْم"، وهو ما يؤكل من الحيوان.

ثانياً. شرح الحديث:


تصف لنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حال بيت النبوة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، فتقول: إنه كان يمر عليه الشهر الكامل (أي ثلاثون يوماً) ولم يكن يُشعل في البيت نار للطبخ أو لصنع الطعام.
وكان طعامهم وشرابهم في تلك الفترات مقصوراً على أبسط أنواع الطعام: التمر والماء. فالتمر يقيم الأود ويشبع، والماء يروي الظمأ.
واستثنت رضي الله عنها حالة واحدة فقط كانوا يأكلون فيها غير التمر والماء، وهي إذا أُهدي إليهم لحم من أحد المسلمين أو الصدقات، فحينها فقط كانوا يأكلون اللحم.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- الزهد في الدنيا والتقلل منها: يظهر من هذا الحديث أعلى درجات الزهد والورع الذي كان عليه سيد الخلق صلى الله عليه وسلم وأهل بيته، مع أنه كان بإمكانه أن يعيش في النعيم لو أراد، ولكنها القدوة والأسوة.
2- الصبر على ضيق العيش: لم يكن هذا الحال يوماً أو يومين، بل كان شهوراً متتالية، مما يدل على صبر عظيم واحتساب للأجر عند الله.
3- بيان سوء ظن بعض الناس اليوم بواقع النبي صلى الله عليه وسلم: يظن بعض الناس أن النبي كان يعيش في رغد من العيش أو قصر مشيد، وهذا الحديث وغيره من الأحاديث الصحيحة ترد على هذا الظن وتظهر حقيقة حاله المتواضع.
4- التمر والماء طعام كافٍ ونافع: فيه إشارة إلى الفائدة الصحية العظيمة للتمر والماء، وأنهما يقيمان صحة البدن، وقد أثبت العلم الحديث ذلك.
5- قبول الهدية وعدم ردها: حيث كانت اللحوم تأتيهم غالباً في شكل هدايا من الصحابة رضي الله عنهم، فكان صلى الله عليه وسلم يقبلها ولا يردها، وهذا من أدبه وحكمته في تقوية أواصر المحبة بين المسلمين.
6- عدم التكلف في الطعام والشراب: فلم يكن هناك طلب لأصناف الطعام المختلفة أو التكلف في إعدادها، بل كان الأمر بسيطاً جداً.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث هو جزء من مجموعة أحاديث تُعرف ب "أحاديث المجاعة" التي تصف فقر وحاجة أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم في فترات كثيرة.
- هذا الزهد النبوي لم يكن عن عجز أو فقر مُذل، بل كان اختياراً منه صلى الله عليه وسلم لتعليم أمته وترك التكاثر في الدنيا، وإلا فغنائم المسلمين كانت تأتيه وكان سيد الأولين والآخرين.
- ينبغي للمسلم أن يتخذ من هذا الحديث قدوة في الاعتدال في طعامه وشرابه وعدم الإسراف والتبذير، وأن يرضى بما قسم الله له.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الرقاق (٦٤٥٨) واللفظ له، ومسلم في الزهد (٢٩٢٧) كلاهما من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 98 من أصل 227 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان يأتي علينا الشهر ما نوقد فيه نارًا إنما هو التمر والماء

  • 📜 حديث: كان يأتي علينا الشهر ما نوقد فيه نارًا إنما هو التمر والماء

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كان يأتي علينا الشهر ما نوقد فيه نارًا إنما هو التمر والماء

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كان يأتي علينا الشهر ما نوقد فيه نارًا إنما هو التمر والماء

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كان يأتي علينا الشهر ما نوقد فيه نارًا إنما هو التمر والماء

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب