حديث: ترغبون فيما كان رسول الله يزهد فيه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب كيف كان عيش النبي ﷺ-

عن عُليّ بن رباح قال: سمعت عمرو بن العاص يقول: لقد أصبحتم وأمسيتم ترغبون فيما كان رسول اللَّه ﷺ يَزهد فيه: أصبحتم ترغبون في الدنيا، وكان رسول اللَّه ﷺ يزهد فيها، واللَّه ما أتت على رسول اللَّه ﷺ ليلة من دهره إلا كان الذي عليه أكثر ممّا له، قال: فقال له بعض أصحاب رسول اللَّه ﷺ: قد رأينا رسول اللَّه ﷺ يستسلف.

صحيح: رواه أحمد (١٧٨١٧) عن يحيى بن إسحاق -هو السيلحيني-، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عُليّ بن رباح قال: فذكره.

عن عُليّ بن رباح قال: سمعت عمرو بن العاص يقول: لقد أصبحتم وأمسيتم ترغبون فيما كان رسول اللَّه ﷺ يَزهد فيه: أصبحتم ترغبون في الدنيا، وكان رسول اللَّه ﷺ يزهد فيها، واللَّه ما أتت على رسول اللَّه ﷺ ليلة من دهره إلا كان الذي عليه أكثر ممّا له، قال: فقال له بعض أصحاب رسول اللَّه ﷺ: قد رأينا رسول اللَّه ﷺ يستسلف.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النوعي الذي يرويه الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه، والذي يحمل في طياته دروسًا عظيمة في الزهد والورع:

الحديث:


عن عُليّ بن رباح قال: سمعت عمرو بن العاص يقول: "لقد أصبحتم وأمسيتم ترغبون فيما كان رسول اللَّه ﷺ يَزهد فيه: أصبحتم ترغبون في الدنيا، وكان رسول اللَّه ﷺ يزهد فيها، واللَّه ما أتت على رسول اللَّه ﷺ ليلة من دهره إلا كان الذي عليه أكثر ممّا له"، قال: فقال له بعض أصحاب رسول اللَّه ﷺ: "قد رأينا رسول اللَّه ﷺ يستسلف".


1. شرح المفردات:


● أصبحتم وأمسيتم: أي في كل وقت وحين، في الصباح والمساء، دائمًا.
● ترغبون: تحبون وتطلبون بشغف.
● يَزهد فيه: يتركه ويبتعد عنه رغبةً في الآخرة وعدم تعلُّقًا بالدنيا.
● يستسلف: يطلب سلفًا (دينًا) لحاجةٍ تعرض له.


2. شرح الحديث:


يوجه عمرو بن العاص رضي الله عنه عتابًا لطيفًا لكنه عميق للمسلمين في زمانه، قائلاً: لقد صرتم في كل وقت (أصبحتم وأمسيتم) تتعلق قلوبكم بما كان النبي ﷺ يزهد فيه ويبتعد عنه، وهو الدنيا ومتاعها.
ثم يؤكد بقسمه بالله: "والله ما أتت على رسول الله ﷺ ليلة من دهره إلا كان الذي عليه (أي الديون والالتزامات) أكثر مما له (من المال)"، وهذا يدل على أن حال النبي ﷺ كان دائمًا في ضيقٍ من العيش من الناحية المادية، وكان دينه أكثر من ما يملكه من نقود أو متاع، ومع ذلك كان ﷺ أزهد الناس في الدنيا.
فرد عليه أحد الصحابة - وقد يكون أراد أن يستفهم أو يوضح أن الاستلاف ليس دليلاً على عدم الزهد - بقوله: "قد رأينا رسول الله ﷺ يستسلف"، أي يطلب دينًا أو سلفًا (مالاً يعطيه إياه شخصٌ ثم يرده لاحقاً)، مما يدل على أنه ﷺ كان يلجأ إلى الاستلاف أحيانًا لسد حاجته أو حاجة أهله.


3. الدروس المستفادة منه:


1- الزهد الحقيقي: الزهد ليس هو الفقر أو عدم امتلاك المال، بل هو عدم تعلق القلب بالدنيا ولو كان الإنسان غنيًا. فقد كان النبي ﷺ يعيش في ضيق مادي أحيانًا، لكن قلبه كان أعظم زهدًا في الدنيا.
2- النبي القدوة: كان النبي ﷺ قدوة في الزهد والقناعة، فلم يجمع الدنيا ولم يتكالب عليها، بل عاش حياتهمتواضعًا رغم إمكانية أن تكون لديه الدنيا بأكملها.
3- الاستلاف ليس عيبًا: طلب القرض أو السلف لحاجةٍ مشروعة ليس بنقص أو عيب، بل قد يكون ضرورةً شرعية. فقد استسلف النبي ﷺ لضرورة، ولم يمنعه ذلك من الزهد والورع.
4- نقد الواقع بلطف: نلاحظ كيف أن عمرو بن العاص وجه النقد لأبناء جيله بلغة حكيمة، موجهًا الأنظار إلى قدوة النبي ﷺ.
5- التذكير الدائم بالآخرة: التعلق بالدنيا ومتاعها ينسي الآخرة، وكان النبي ﷺ دائم التذكير بالآخرة حتى في فقره وحاجته.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح.
- الزهد الذي كان عليه النبي ﷺ هو الزهد الحقيقي الذي لا يعني رفض الطيبات أو ترك العمل، بل هو ارتفاع القلب عن التعلق بزخرف الدنيا.
- استسلف النبي ﷺ من يهودي مرةً بدرعٍ له كضمان، كما في الصحيحين، مما يدل على جواز الاستلاف عند الحاجة.
- ينبغي للمسلم أن يتوسط في أموره: لا ينبذ الدنيا entirely بل يعمل فيها ويأكل من حلال، ولكن لا يجعلها همه الأكبر.
نسأل الله أن يرزقنا الزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة، وأن يجعلنا من المتأسين برسول الله ﷺ في كل أحواله.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٧٨١٧) عن يحيى بن إسحاق -هو السيلحيني-، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عُليّ بن رباح قال: فذكره. وإسناده صحيح.
ورواه أحمد (١٧٧٧٣) عن عبد اللَّه بن يزيد قال: حدّثنا موسى (هو ابن عُليّ بن رباح) قال: سمعت أبي يقول: سمعت عمرو بن العاص يخطب الناس بمصر يقول: ما أبْعَد هَدْيكم من هَدْي نبيّكم ﷺ، أما هو فكان أزهد الناس في الدنيا، وأما أنتم فأرغب الناس فيها. وإسناده صحيح.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 105 من أصل 227 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ترغبون فيما كان رسول الله يزهد فيه

  • 📜 حديث: ترغبون فيما كان رسول الله يزهد فيه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ترغبون فيما كان رسول الله يزهد فيه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ترغبون فيما كان رسول الله يزهد فيه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ترغبون فيما كان رسول الله يزهد فيه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب