حديث: ما كان يعيشنا إلا الأسودان التمر والماء

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب كيف كان عيش النبي ﷺ-

عن عائشة أنها كانت تقول: واللَّه يا ابن أختي إن كنا لننظر إلى الهلال ثم الهلال ثم الهلال ثلاثة أهلّة في شهرين، وما أوقد في أبيات رسول اللَّه ﷺ نارٌ، قال: قلت: يا خالة، فما كان يُعيشكم؟ قالت: الأسودان: التمر والماء إلا أنه قد كان لرسول اللَّه ﷺ جيران من الأنصار، وكانت لهم منائح، فكانوا يرسلون إلى رسول اللَّه ﷺ من ألبانها، فيسقيناه.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الرقاق (٦٤٥٩)، ومسلم في الزهد والرقائق (٢٨: ٢٩٧٢) كلاهما من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن يزيد بن رومان، عن عروة، عن عائشة، فذكرته.

عن عائشة أنها كانت تقول: واللَّه يا ابن أختي إن كنا لننظر إلى الهلال ثم الهلال ثم الهلال ثلاثة أهلّة في شهرين، وما أوقد في أبيات رسول اللَّه ﷺ نارٌ، قال: قلت: يا خالة، فما كان يُعيشكم؟ قالت: الأسودان: التمر والماء إلا أنه قد كان لرسول اللَّه ﷺ جيران من الأنصار، وكانت لهم منائح، فكانوا يرسلون إلى رسول اللَّه ﷺ من ألبانها، فيسقيناه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإني أشرح هذا الحديث الشريف الذي روي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها، وهو حديث صحيح رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما.

الحديث بلفظه:


عن عائشة أنها كانت تقول: "واللَّه يا ابن أختي إن كنا لننظر إلى الهلال ثم الهلال ثم الهلال ثلاثة أهلّة في شهرين، وما أوقد في أبيات رسول اللَّه ﷺ نارٌ. قال: قلت: يا خالة، فما كان يُعيشكم؟ قالت: الأسودان: التمر والماء، إلا أنه قد كان لرسول اللَّه ﷺ جيران من الأنصار، وكانت لهم منائح، فكانوا يرسلون إلى رسول اللَّه ﷺ من ألبانها، فيسقيناه."

1. شرح المفردات:


● الهلال: القمر في أول ظهوره بعد المحاق، ويُقصد به هنا الشهر القمري.
● ثلاثة أهلة: أي ثلاثة أشهر قمرية.
● ما أوقد نار: لم تُشعل نار للطبخ أو للإنارة.
● يعيشكم: ما كان قوتكم ومعيشتكم.
● الأسودان: التمر والماء، وسُميا بذلك لغلبة اللون الأسود على التمر الجاف، والماء يشبه السواد في الظلمة أو في الإناء.
● منائح: هي الإبل أو الغنم التي يُحلب لبنها للانتفاع به، والمَنِيحَة هي الهبة أو العطية.

2. شرح الحديث:


هذا الحديث يصور لنا جانبًا من حياة النبي ﷺ وأهل بيته في الزهد والتقشف وعدم الترفع عن عيش الفقراء. تقول عائشة رضي الله عنها لابن أختها (عروة بن الزبير): إنهم كانوا يمضون ثلاثة أشهر كاملة (شهرين بثلاثة أهلة لأن الهلال يظهر في بداية كل شهر) دون أن توقد نار للطبخ في بيوت النبي ﷺ. وهذا يعني أنهم لم يطبخوا طعامًا خلال هذه الفترة الطويلة.
فلما سألها عروة: "فما كان يعيشكم؟" أجابت بأن قوتهم كان "الأسودان" أي التمر والماء، فهما الغذاء الأساسي الذي يعيشون عليه. ولكنها استثنت أن جيران النبي ﷺ من الأنصار كانوا يملكون أغنامًا أو إبلًا يُحلب لبنها، فكانوا يهدون منه إلى النبي ﷺ، فيشربونه هو وأهل بيته، فيكون ذلك زيادة في غذائهم ونوعًا من التنوع.

3. الدروس المستفادة منه:


● الزهد في الدنيا: النبي ﷺ وأهل بيته كانوا قدوة في الزهد وعدم التكلف في المعيشة، مع أنهم could have lived in luxury due to their status.
● الصبر على الشدة: تحملهم لضيق العيش ورضاهم بما قسم الله تعالى.
● التواضع: عيش النبي ﷺ كأحد الفقراء، دون تميز أو ترف.
● قوة الإيمان: أن القناعة بما عند الله تعالى ورضا النفس باليسير من الرزق من علامات قوة الإيمان.
● فضل الجيران والإحسان إليهم: إكرام الجيران والهدية لهم مما يزيد في المودة ويقوي الروابط الاجتماعية.
● الاعتماد على الغذاء البسيط: التمر والماء غذاء كافٍ ومفيد، وقد وردت نصوص كثيرة في فضل التمر.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تُظهر حال النبي ﷺ في بيته، وأنه لم يكن يبحث عن الترف أو التنعم، بل كان يعيش عيشة الكفاف.
- ينبغي للمسلم أن يتخذ من هذا الحديث عبرة في عدم التكلف في المأكل والمشرب والملبس، وأن يرضى بما قسم الله له.
- الحديث يدل على كرم الأنصار وحبهم للنبي ﷺ، حيث كانوا يرسلون إليه من ألبان مواشيهم هدية وإكرامًا.
- يُستفاد منه أيضًا أن الهدية بين الجيران مستحبة وتزيد في المودة.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يقتدي بنبيه ﷺ في زهده وتواضعه وصبره على ما قد يصيبه من ضيق في الرزق، وأن يرزقنا القناعة والرضا بما قسم لنا. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الرقاق (٦٤٥٩)، ومسلم في الزهد والرقائق (٢٨: ٢٩٧٢) كلاهما من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن يزيد بن رومان، عن عروة، عن عائشة، فذكرته. واللفظ لمسلم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 99 من أصل 227 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما كان يعيشنا إلا الأسودان التمر والماء

  • 📜 حديث: ما كان يعيشنا إلا الأسودان التمر والماء

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما كان يعيشنا إلا الأسودان التمر والماء

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما كان يعيشنا إلا الأسودان التمر والماء

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما كان يعيشنا إلا الأسودان التمر والماء

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب