حديث: فراش رسول الله ﷺ أدما حشوه ليف.

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب كيف كان عيش النبي ﷺ-

عن عائشة قالت: إنما كان فراش رسول اللَّه ﷺ الذي ينام عليها أدما، حشوه ليف.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الرقائق (٦٤٥٦)، ومسلم في اللباس (٣٨: ٢٠٨٢) كلاهما من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته.

عن عائشة قالت: إنما كان فراش رسول اللَّه ﷺ الذي ينام عليها أدما، حشوه ليف.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها، يصف جانبًا من جوانب زهد النبي ﷺ وتواضعه في حياته الدنيوية، وهو درس بليغ للأمة في القناعة وعدم التكلف.

شرح الحديث:


1. شرح المفردات:
● فراش: ما يُبسط على الأرض للنوم والاستراحة.
● أدَم: جلد مدبوغ، وكان من أبسط أنواع الفراش وأقلها تكلفة في ذلك الزمن.
● حشوه ليف: الليف هو ألياف النخيل التي تستخرج من جذوعها، وهي مادة خشنة وغير مريحة، تُستخدم عادة في حشو الفرش البسيطة والرخيصة.
2. شرح الحديث:
يخبرنا الحديث أن فراش النبي ﷺ - وهو مكان نومه وراحته - لم يكن من الفراش الفاخر أو الوثير الذي يليق بمكانة الملوك والقادة. بل كان بسيطًا للغاية، مكونًا من جلد مدبوغ (أدَم) محشو بألياف النخيل (ليف). وهذا يدل على أقصى درجات الزهد والقناعة.
لم يكن هذا بسبب فقر أو عوز - فالله قد فتح على المسلمين في أواخر حياته ﷺ - بل كان اختيارًا منه ﷺ ليعلم أمته أن قيمة الإنسان لا تقاس بملبسه أو فراشه، بل بتقواه وعمله الصالح. لقد آثر أن تكون حياته خالية من الترف والبذخ ليتفرغ للعبادة وليكون قدوة في الزهد.
3. الدروس المستفادة منه:
● الزهد في الدنيا: النبي ﷺ هو سيد الزاهدين، يعلمنا أن لا نتعلق بالدنيا وزينتها، حتى لو أُتيحت لنا.
● التواضع: أعظم خلق الله ﷺ ينام على فراش بسيط، ليذكرنا أن الكبر والترف ليسا من أخلاق المؤمن.
● القناعة: الرضا بما قسم الله، فالقناعة كنز لا يفنى.
● ترتيب الأولويات: إنفاق المال في سبيل الله ومساعدة المحتاجين أولى من إنفاقه على الكماليات والترف.
● قدوة عملية: النبي ﷺ لم يكتفِ بالوعظ، بل جسّد المعاني التي دعا إليها في كل صغيرة وكبيرة من حياته.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- جاء في روايات أخرى أن النبي ﷺ نام مرة على حصير، فقام وقد أثر في جنبه، فقيل له: "لو اتخذنا لك فراشًا أوثر من هذا؟" فقال: «ما لي وللدنيا، ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف، فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار، ثم راح وتركها». (رواه الترمذي وهو حسن).
- هذا الزهد النبوي لم يكن انعزالًا عن الدنيا، بل كان توازنًا عجيبًا؛ فقد كان ﷺ يعمل ويكسب ويُنفق على أهله، ولكن قلبه لم يكن متعلقًا بها.
- ينبغي للمسلم أن يتخذ من هذا الحديث نبراسًا في حياته، فلا يسرف في الإنفاق على أمور الرفاهية وهو يرى إخوانه في faith يفتقرون إلى أبسط necessities الحياة.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الرقائق (٦٤٥٦)، ومسلم في اللباس (٣٨: ٢٠٨٢) كلاهما من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 101 من أصل 227 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: فراش رسول الله ﷺ أدما حشوه ليف.

  • 📜 حديث: فراش رسول الله ﷺ أدما حشوه ليف.

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: فراش رسول الله ﷺ أدما حشوه ليف.

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: فراش رسول الله ﷺ أدما حشوه ليف.

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: فراش رسول الله ﷺ أدما حشوه ليف.

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب