حديث: ثلاثة يبغضهم الله: الشيخ الزاني والفقير المختال، والغني الظلوم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في الحثّ على قيام الليل

عن أبي ذر عن النبي ﷺ قال: «ثلاثة يحبهم الله عز وجل، وثلاثة يُبغضهم الله عز وجل، وأما الذين يحبهم الله عز وجل فرجل أتى قومًا فسألهم بالله، ولم يسألهم بقرابة بينه وبينهم فمنعوه، فتخلفهم رجل بأعقابهم فأعطاه سِرًّا لا يعلم بعطيته إلا الله عز وجل والذي أعطاه، وقوم ساروا ليلتهم حتى إذا كان النوم أحب إليهم مما يُعدل به نزلوا فوضعوا رؤسَهُم فقام يتملَّقُني ويتلو آياتي، ورجل كان في سَرِيَّةٍ فلقوا العدوَّ، فانهزموا فأقبل بصدْره حتى يُقتَلَ أو يفتح الله له، والثلاثة الذين يُبغضهم الله عز وجل: الشيخ الزاني والفقير المختال، والغني الظلوم».

حسن: رواه النسائي (٢٥٧٠)، والترمذي (٢٥٦٨) كلاهما عن محمد بن المثنى، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن منصور بن المعتمر قال: سمعت ربعي بن حِراش يحدث عن زيد بن ظبيان يرفعه إلى أبي ذر فذكر الحديث.

عن أبي ذر عن النبي ﷺ قال: «ثلاثة يحبهم الله ﷿، وثلاثة يُبغضهم الله ﷿، وأما الذين يحبهم الله ﷿ فرجل أتى قومًا فسألهم بالله، ولم يسألهم بقرابة بينه وبينهم فمنعوه، فتخلفهم رجل بأعقابهم فأعطاه سِرًّا لا يعلم بعطيته إلا الله ﷿ والذي أعطاه، وقوم ساروا ليلتهم حتى إذا كان النوم أحب إليهم مما يُعدل به نزلوا فوضعوا رؤسَهُم فقام يتملَّقُني ويتلو آياتي، ورجل كان في سَرِيَّةٍ فلقوا العدوَّ، فانهزموا فأقبل بصدْره حتى يُقتَلَ أو يفتح الله له، والثلاثة الذين يُبغضهم الله ﷿: الشيخ الزاني والفقير المختال، والغني الظلوم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم فيه بيان لأصناف من الناس هم من أحباب الله تعالى، وأصناف أخرى هم من المبغوضين عند الله، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً إن شاء الله.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● يُبغضهم: يكرههم ويمقتهم.
● بأعقابهم: خلفهم، أي تبعهم من خلف.
● سِرًّا: صدقة خفية.
● يُعدل به: يُقارَن به أو يُعوَّض به.
● يتملَّقُني: يتضرع إليَّ ويدعوني بخشوع وتذلل.
● سَرِيَّة: جماعة من الجيش يبعثون في مهمة قتالية.
● فانهزموا: فروا من أرض المعركة.
● المختال: المتكبر المعجب بنفسه.
● الظلوم: الكثير الظلم والجور.


ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يبيّن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ثلاثة أصناف من المؤمنين الذين يحبهم الله تعالى لصفاتهم وأفعالهم العظيمة، ويقابلهم ثلاثة أصناف من الناس الذين يبغضهم الله تعالى لِما اقترفوه من ذنوب ومنكرات.


ثالثاً. شرح التفصيلي مع الدروس المستفادة:



# (أ) الثلاثة الذين يحبهم الله تعالى:


1- الرجل المتصدق سراً:
● الشرح: هو رجل احتاج إلى مساعدة فذهب إلى قوم وسألهم بالله (أي حثهم بتقوى الله) أن يعينوه، ولم يذكر بينه وبينهم قرابة تدفعهم لمساعدته، فلم يعطوه شيئاً. فتبعهم رجل آخر من خلفهم (أي دون أن يشعروا) وأعطاه صدقة خفية، بحيث لا يعلم بهذا العطاء إلا الله تعالى والرجل المعطي.
● الدروس:
- فضل الصدقة السرية وإخلاص العمل لله.
- الحرص على عدم إحراج المحتاج وإخفاء المعونة عنه.
- هذه الصدقة من أعظم أسباب محبة الله للعبد.
2- قوم قاموا الليل حتى شق عليهم:
● الشرح: هم جماعة كانوا في سفر (أو جهاد) فساروا طول الليل حتى تعبوا جداً وأصبح النوم أحب إليهم من أي متعة أخرى، فلما نزلوا للت休息، بدلاً من أن يناموا مباشرة، قام أحدهم يصلي لله ويتلو القرآن بخشوع وتضرع.
● الدروس:
- فضل قيام الليل وخاصة عند المشقة.
- قوة الإيمان التي تجعل العبد يفضّل طاعة الله على راحة نفسه.
- اجتهاد العبد في الطاعة حتى في أحوال التعب والسفر.
3- المقاتل الشجاع في سبيل الله:
● شرح: كان رجل في مجموعة قتالية التقوا بالعدو، ولكن المسلمين هزموا وفرّوا من المعركة، أما هذا الرجل فثبت وتقدم نحو العدو بكل شجاعة (أقبل بصدره) مستعداً للموت في سبيل الله أو أن يمن الله عليهم بالنصر بسببه.
● الدروس:
- فضل الثبات في أرض المعركة والجهاد في سبيل الله.
- علوّ همة المؤمن وعدم فراره من الزحف.
- الشجاعة والإقدام من صفات المؤمنين التي يحبها الله.

# (ب) الثلاثة الذين يبغضهم الله تعالى:


1- الشيخ الزاني:
● الشرح: هو الرجل الكبير في السن الذي يزني. والزنا كبيرة من كبائر الذنوب.
● الدروس والعبر:
- قبح معصية الزنا وعظمها، خاصة من كبير السن الذي يفترض أن يكون قد اكتسب حكمة وتقوى.
- التذكير بأن التقدم في السن لا يعني الوقوع في الذنوب، بل يجب أن يزيد العبد تقوى.
2- الفقير المختال:
● الشرح: هو الإنسان الفقير الذي ليس لديه مال، لكنه متكبر ومتعالٍ على الناس.
● الدروس والعبر:
- ذم الكبر والخيلاء، وهي صفة مذمومة لا تليق بمسلم.
- التنبيه على أن الفقر ليس عيباً، ولكن التكبر هو العيب الحقيقي.
3- الغني الظلوم:
● الشرح: هو الإنسان الغني الذي يستخدم ماله في الظلم والبغي على الناس، بمنع حقوقهم أو التعالي عليهم.
● الدروس والعبر:
- تحذير من ظلم العباد، خاصة من كان له قوة أو مال.
- المسؤولية الكبيرة لأصح الأموال في استخدام أموالهم في طاعة الله لا في معصيته.


رابعاً. فوائد إضافية:


- الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والطبراني، وهو حسن.
- يجمع الحديث بين الترغيب في أعمال الخير والتحذير من أعمال الشر.
- يظهر الحديث عدل الله تعالى، فهو يحب الطائع ويبغض العاصي بغض النظر عن حاله أو عمره.
- يحثنا الحديث على مراقبة الله في السر والعلن، والإخلاص في العمل.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يحبهم ويحبونه، ويبعدنا عن صفات المبغوضين لديه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي (٢٥٧٠)، والترمذي (٢٥٦٨) كلاهما عن محمد بن المثنى، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن منصور بن المعتمر قال: سمعت ربعي بن حِراش يحدث عن زيد بن ظبيان يرفعه إلى أبي ذر فذكر الحديث.
وأخرجه ابن خزيمة (٢٤٥٦ و٢٥٦٤)، وابن حبان (٣٣٥٠ و٤٧٧١) في صحيحيهما كلاهما من طريق محمد بن جعفر به. قال الترمذي: «هذا حديث صحيح».
وصحّحه أيضًا الحاكم (١/ ٤١٧) بعد أن رواه من طريق الإمام أحمد - وهو في مسنده (٢١٣٥٥) - عن محمد بن جعفر به.
قال الحاكم: «صحيح على شرط الشيخين».
قال الأعظمي: إسناده حسن من أجل زيد بن ظبيان ولم يخرج له الشيخان، وإنما أخرج له الترمذي والنسائي، ولم يوثقه غير ابن حبان، ولذا قال الحافظ في التقريب: «مقبول» وهو كذلك لأنه توبع.
رواه الإمام أحمد (٢١٣٤٠) عن إسماعيل (وهو ابن علية) حدثنا الجريري، عن أبي العلاء بن الشِخّير، عن ابن الأحمس، قال: لقيت أبا ذر فقلت له: بلغني عنك أنك تحدث حديثًا عن رسول الله ﷺ، فقال: أما إنه لا تخالُني أكذبُ على رسول الله ﷺ بعد ما سمعتُه منه فما الذي بلغك عني؟ قلت: بلغني أنك تقول: «ثلاثة يُحبهم الله، وثلاثة يشنؤُهم الله» قال: قلتُه وسمعتُه فذكر الحديث نحوه مع خلاف في البعض. فذكر من الثلاثة الذين يحبهم الله «والرجل يكون له الجارُ يؤذِيه جوارُه فيصبر على أذاه حتى يفرق بينهما موت أو ظعن» بدلًا من الصدقة، والثلاثة الذين يبعضهم الله: «التاجر الحلّاف - أو البائع الحلَّاف - والبخيل المنان، والفقير المختال».
ولكن فيه ابن الأحمس، ويقال: ابن الأحمسي ذكره الحافظ في «التعجيل» (١٤٣٦): وقال: «روى عن أبي ذر، وعنه أبو العلاء بن الشخير».
وفيه إشارة إلى أنه مجهول، ولكن هو بالجملة يقوي رواية زيد بن ظبيان.
والجُريري هو: سعيد بن إياس وهو ثقة من رجال الجماعة، ولكنه اختلط قبل موته بثلاث سنين، ورواية إسماعيل ابن علية كانت قبل موته.
ومن هذا الطريق رواه ابن منيع كما في «إتحاف الخيرة» (٥٩٩٠) وللحديث أسانيد أخرى والذي ذكرته أصحُّها.
وأما ما رُوِيَ عن عبد الله بن مسعود يرفعه: «ثلاثة يحبهم الله ...» فذكر نحوه فهو موقوف.
رواه الترمذي (٢٥٦٧) من طريق أبي بكر بن عياش، عن الأعمش، عن منصور، عن ربعي بن حِراش، عن عبد الله بن مسعود فذكر الحديث.
قال الترمذي عقب حديث أبي ذر: «وهذا أصح من حديث أبي بكر بن عياش».
وروي أيضًا عن عبد الله بن مسعود يرفعه: «عجب ربنا عز وجل من رجلين: رجل ثار عن وِطَائِه ولِحافه، من بين أهله وحَيِّه إلى صلاته، فيقول ربنا: يا ملائكتي! انظروا إلى عبدي ثار من فراشِه ووِطَائه، ومن بين حيِّه وأهله إلى صلاته رغبةً فيما عندي، وشفقَةً مما عندي، ورجل غزا في سبيل الله عز وجل فانهزموا، فعَلم ما عليه من الفِرار، وما له في الرجوع، فرجع حتى أُهريق دمُه رغبةً فيما عِندي، وشفقَةً مما عندي، فيقول الله عز وجل لملائكته: انظروا إلى عبدي، رجع رغبة فيما عندي، ورهبةً مما عندي، حتى أُهريق دمه».
الصّواب أنه موقوف على ابن مسعود: رواه الإمام أحمد (٣٩٤٩)، وأبو يعلى (٥٣٦١) كلاهما من طريق عفان بن مسلم، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن مرة الهمداني، عن ابن مسعود فذكره.
قال الدارقطني في «العلل» (٥/ ٢٦٧): يرويه عطاء بن السائب، عن مرة، واختلف عنه، فرواه حماد بن سلمة، عن عطاء السائب، ووقفه خالد بن عبد الله عن عطاء. وروى هذا الحديث قيس بن الربيع، عن أبي إسحاق، عن مرة، عن عبد الله مرفوعًا، تفرد به يحيى الحماني، عن قيس، ورواه إسرائيل، واختلف عنه فقال أحمد بن يونس، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص وأبي الكنود، عن عبد الله موقوفًا، وقال يحيى بن آدم، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة وأبي الكنود موقوفًا، والصحيح هو الموقوف» انتهى.
وكذا قال أيضًا البيهقي في: الأسماء والصفات«: رواه أبو عبيدة عن ابن مسعود من قوله موقوفًا عليه.
وأورده المنذري في: الترغيب والترهيب«وقال: رواه الطبراني موقوفًا بإسناد حسن.
وأما الهيثمي فحكم في: المجمع (٢/ ٢٥٥): رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني وإسناده حسن، وله عند الطبراني في الكبير نحوه موقوفًا، على ظاهر الإسناد، ولم يدرك العلة الخفية فيه.
وأما ما روي عن أبي الدرداء، عن النبي ﷺ قال: «ثلاثة يحبهم الله، ويضحك إليهم، ويستبشر
بهم: الذي إذا انكشفتْ فئة قاتل وراءها بنفسه لله تعالى، فإما أن يُقتل، وإما أن ينصره الله ويكفيه، فيقول: انظروا إلى عبدي هذا كيف صبر لي بنفسه؟، والذي له امرأة حسنةٌ، وفراش ليِّن حسن، فيقومُ من الليل يذرُ شهوتَه، ويذكرني، ولو شاء رقد، والذي إذا كان في سفر، وكان معه ركبٌ فسَهِروا، ثم هجعوا فقام من السَّحَر في ضرَّاء سِرًّا» فهو ضعيف.
أخرجه الحاكم (١/ ٢٥) مختصرًا، والبيهقي مفصلا في «الأسماء والصفات» (٢/ ٢٢٠) كلاهما من طريق فُضيل بن سليمان، نا موسى بن عقبة، حدثني عبيد الله بن سلمان، عن أبيه، عن أبي الدرداء فذكر نحوه.
وإسناده ضعيف من أجل فُضيل بن سليمان وهو: النُميري فقد ضعفه ابن معين وأبو زرعة والنسائي وأبو داود وغيرهم، وأما البخاري فقد أخرج له متابعة، وأما الهيثمي فعزاه في المجمع (٢/ ٢٥٥) إلى الطبراني وقال: «ورجاله ثقات». وذلك اعتمادا منه على توثيق ابن حبان له.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 909 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ثلاثة يبغضهم الله: الشيخ الزاني والفقير المختال، والغني الظلوم

  • 📜 حديث: ثلاثة يبغضهم الله: الشيخ الزاني والفقير المختال، والغني الظلوم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ثلاثة يبغضهم الله: الشيخ الزاني والفقير المختال، والغني الظلوم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ثلاثة يبغضهم الله: الشيخ الزاني والفقير المختال، والغني الظلوم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ثلاثة يبغضهم الله: الشيخ الزاني والفقير المختال، والغني الظلوم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب