المحافظة على الصلوات المكتوبات تخرجك من الغافلين

حديث: المحافظة على الصلوات المكتوبات تخرجك من الغافلين

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «من حافظ على هؤلاء الصلوات المكتوبات لم يكتب من الغافلين، ومن قرأ في ليلة مائة آية لم يكتب من الغافلين، أو كتب من القانتين».

صحيح: رواه ابن خزيمة (١١٤٢)، والحاكم (١/ ٣٠٨) كلاهما من طريق أبي حمزة السكري، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة واللفظ لابن خزيمة، وأما الحاكم فرواه بدون شك وهو قوله: «ومن قرأ في ليلة مائة آية كتب من القانتين».

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يزيدنا وإياك فهماً لسنة نبيه ﷺ وعملاً بها.
هذا حديث عظيم فيه بشرى للمؤمنين، ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: «مَنْ حَافَظَ عَلَى هَؤُلَاءِ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ، وَمَنْ قَرَأَ فِي لَيْلَةٍ مِائَةَ آيَةٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ، أَوْ كُتِبَ مِنَ الْقَانِتِينَ».

أولاً. شرح المفردات:

● حافظ على: أي داوم وأدى الصلوات في أوقاتها بشروطها وأركانها وواجباتها، وراعى الخشوع فيها.
● الصلوات المكتوبات: هي الصلوات الخمس المفروضة: الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، والفجر.
● لم يكتب: أي لم يُسَجَّل في صحيفة أعماله.
● من الغافلين: الغافلون هم الذين يغفلون عن ذكر الله وطاعته، ويشترون الحياة الدنيا بالآخرة.
● مائة آية: أي مائة آية من القرآن الكريم.
● القانتين: القانت هو الخاشع لله، المطيع له، الدائم على طاعته.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:

يبيّن النبي ﷺ في هذا الحديث طريقين عظيمين يُنجي الله بهما العبد من أن يكون من الغافلين عن ذكره وطاعته، ويكتبه parmi العابدين الخاشعين:
1- المحافظة على الصلوات المفروضة: فمن داوم على أدائها في أوقاتها كاملة الأركان والخشوع، فقد أخذ بحظ عظيم، ووقى نفسه من الغفلة.
2- قراءة مائة آية من القرآن في الليل: أي في صلاة الليل أو خارجها، فمن فعل ذلك نجا من أن يُسجَّل parmi الغافلين، بل يُكتب parmi العابدين الخاشعين (القانتين).
والحديث يجمع بين فريضة الصلاة ونافلة القرآن، ليكمل المسلم بهما دينه، ويقيه من الغفلة.

ثالثاً. الدروس المستفادة منه:

1- عظم فضل المحافظة على الصلوات الخمس: فهي عماد الدين، وهي التي تميز بين المسلم والكافر، وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة.
2- الصلوات المكتوبة وقاية من الغفلة: لأنها تقطع على المسلم يومه وليله بخمس صلوات، تذكره بربه، وتنهاه عن الفحشاء والمنكر.
3- فضل قراءة القرآن ليلاً: والليل وقت الخلوة والمناجاة، وقراءة القرآن فيه لها تأثير عظيم في طرد الغفلة عن القلب.
4- الجمع بين الفرائض والنوافل: فالمحافظة على الفرائض (كالصلوات) هي الأساس، ثم تأتي النوافل (كقراءة القرآن) لترتقي بالعبد وتقربه إلى الله.
5- البشارة والترغيب: الحديث جاء على سبيل الترغيب والبشارة للمؤمن، ليشجعه على هذه الأعمال، ويبعده عن الغفلة.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:

- الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن حبان في صحيحه، والحاكم في مستدركه، وهو حسن.
- "مائة آية" لا يشترط أن تكون متتالية، بل يجوز أن تكون في ركعات متعددة من قيام الليل، أو في جلسة واحدة.
- من لم يستطع قراءة مائة آية كاملة، فليقرأ ما تيسر له، فالأمر فيه سعة، والمقصود هو المداومة على الأذكار وقراءة القرآن.
- القنوت في اللغة: الطاعة، وفي الشرع: طول القيام في الصلاة مع الخشوع.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من المحافظين على الصلوات، والقانتين المتلذذين بذكر الله وقراءة كتابه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن خزيمة (١١٤٢)، والحاكم (١/ ٣٠٨) كلاهما من طريق أبي حمزة السكري، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة واللفظ لابن خزيمة، وأما الحاكم فرواه بدون شك وهو قوله: «ومن قرأ في ليلة مائة آية كتب من القانتين». وقال: «صحيح على شرط الشيخين».
قال الأعظمي: وهو كما قال، ولكن رواه سعيد بن منصور (١٣٦) عن أبي الأحوص، عن أبي سنان، عن أبي صالح، فقال: عن أبي سعيد الخدري، أو عن أبي هريرة - على الشك - وأبو سنان هو: ضرار بن مرة الكوفي الشيباني، وثَّقه أبو حاتم والنسائي والعجلي وغيرهم، روي له مسلم وأصحاب السنن غير ابن ماجه، إلا أن أبا حمزة السكري وهو: محمد بن ميمون المروزي من رجال الجماعة وهو أوثق منه، وقد رواه بدون الشك، فيشبه أن يكون الصواب أنه من حديث أبي هريرة.
ورواه ابن خزيمة (١١٤٣)، والحاكم (١/ ٣٠٨، ٣٠٩) أيضًا كلاهما من حديث سعد بن عبد الحميد بن جعفر، أخبرنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن موسى بن عقبة، عن عبيد الله بن سلمان، عن أبيه أبي عبد الله سلمان الأغرِّ، عن أبي هريرة فذكر نحوه. قال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم».
قال الأعظمي: ليس كما قال، فإن سعد بن عبد الحميد بن جعفر الأنصاري لم يرو عنه مسلم أصلًا، وإنما روى عنه أصحاب السنن غير أبي داود، ولذا رمز له الحافظ في التقريب بـ (ت س ق) غير أنه حسن الحديث.
وأما عبد الرحمن بن أبي الزناد فهو وإن كان مسلم لم يحتج به، إلا أنه روى عنه في المقدمة - كما
رمز له الحافظ في التقريب «من» وقد سقط هذا المصطلح من بعض النسخ المطبوعة فتنبه -، والحاكم لا يفرق بين المقدمة وأصل الكتاب.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 902 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: المحافظة على الصلوات المكتوبات تخرجك من الغافلين

📜 حديث: المحافظة على الصلوات المكتوبات تخرجك من الغافلين

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: المحافظة على الصلوات المكتوبات تخرجك من الغافلين

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: المحافظة على الصلوات المكتوبات تخرجك من الغافلين

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: المحافظة على الصلوات المكتوبات تخرجك من الغافلين

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية