حديث: أقبل حتى إذا بدا له أحد، قال: «هذا جبل يحبنا ونحبه»

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في تحريم مكة والمدينة

عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله ﷺ لأبي طلحة: «التمس غلامًا من غلمانكم يخدمني». فخرج بي أبو طلحة يردفني وراءه. فكنت أخدم رسول الله ﷺ كلما نزل، فكنت أسمعه يكثر أن يقول: «اللهم! إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدين، وغلبة الرجال» فلم أزل أخدمه حتَّى أقبلنا من خيبر، وأقبل بصفية بنت حيي قد حازها، فكنت أراه يحوي وراءه بعباءة أو بكساء، ثمّ يردفها وراءه، حتَّى إذا كنا بالصهباء صنع حيسا في نطع، ثمّ أرسلني فدعوت رجالا فأكلوا، وكان ذلك بناءه بها، ثمّ أقبل حتَّى إذا بدا له أحد، قال: «هذا جبل يحبنا ونحبه» فلمّا أشرف على المدينة قال: «اللهم! إني أحرم ما بين جبليها، مثل ما حرم به إبراهيم مكة، اللهم! بارك لهم في مدهم وصاعهم».

متفق عليه: رواه البخاريّ في كتاب الأطعمة (٥٤٢٥)، ومسلم في الحجّ (١٣٦٥ - ٤٦٢) كلاهما من طريق إسماعيل بن جعفر، عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب بن عبد الله بن حنطب، أنه سمع أنس بن مالك فذكره.

عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله ﷺ لأبي طلحة: «التمس غلامًا من غلمانكم يخدمني». فخرج بي أبو طلحة يردفني وراءه. فكنت أخدم رسول الله ﷺ كلما نزل، فكنت أسمعه يكثر أن يقول: «اللهم! إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدين، وغلبة الرجال» فلم أزل أخدمه حتَّى أقبلنا من خيبر، وأقبل بصفية بنت حيي قد حازها، فكنت أراه يحوي وراءه بعباءة أو بكساء، ثمّ يردفها وراءه، حتَّى إذا كنا بالصهباء صنع حيسا في نطع، ثمّ أرسلني فدعوت رجالا فأكلوا، وكان ذلك بناءه بها، ثمّ أقبل حتَّى إذا بدا له أحد، قال: «هذا جبل يحبنا ونحبه» فلمّا أشرف على المدينة قال: «اللهم! إني أحرم ما بين جبليها، مثل ما حرم به إبراهيم مكة، اللهم! بارك لهم في مدهم وصاعهم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النصي، الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

أولًا:

تخريج الحديث
هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه في عدة مواضع، منها كتاب الجهاد والسير، وكتاب النكاح، كما رواه الإمام مسلم في صحيحه. وهو من الأحاديث الصحيحة المتلقاة بالقبول.

### ثانيًا. شرح المفردات
● يَرْدَفُنِي: يجعلني خلفه على الدابة.
● الْهَمُّ: ما يقع في القلب من الغم بسبب توقع مكروه في المستقبل.
● الْحَزَنُ: الألم النفسي على شيء فات.
● الْعَجْزُ: عدم القدرة على فعل ما يجب فعله.
● الْكَسَلُ: التثاقل والتقاعس عن أداء الطاعات والمهمات.
● الْبُخْلُ: منع المال الواجب إنفاقه في حق الله.
● الْجُبْنُ: الخوف من مواجهة العدو أو قول الحق.
● ضَلَعُ الدَّيْنِ: ثقل الدين وكثرته بحيث يعجز عن سداده.
● غَلَبَةُ الرِّجَالِ: أن يتسلط عليه الآخرون ويقهروه.
● حَازَهَا: أخذها وجعلها في حوزته (أي تزوجها).
● يُحَوِّي: يضمها ويجمعها.
● حَيْسٌ: طعام يصنع من التمر والأقط والسمن.
● نِطَعٌ: قطعة من الجلد أو شيء يُبسط للطعام.
● الصُّهْبَاءُ: اسم مكان بين خيبر والمدينة.
● مُدُّهُمْ وَصَاعُهُمْ: المَدُّ والصَّاعُ مكيالان لأهل المدينة، والمراد البركة في أقواتهم ومعايشهم.

### ثالثًا. شرح الحديث
يقع هذا الحديث في عدة مشاهد:
المشهد الأول: اختيار أنس خادمًا للنبي ﷺ
طلب النبي ﷺ من أبي طلحة الأنصاري أن يبحث له عن غلام من أولاده يخدمه في السفر، فاختار أبو طلحة أنسًا رضي الله عنه، وكان صغيرًا آنذاك. وهذا يشير إلى تواضع النبي ﷺ وعدم تكلفه في أمور حياته، وحسن اختيار الصحابة لأبنائهم لخدمة النبي ﷺ لينالوا بركته وأدبه.
المشهد الثاني: دعاء النبي ﷺ المتكرر
كان أنس رضي الله عنه يسمع النبي ﷺ يكثر من هذا الدعاء العظيم، الذي يجمع الاستعاذة من سبع آفات خطيرة تهدد حياة المسلم في دينه ودنياه:
1- الهم والحزن: وهما من أمراض القلب التي تثقل عليه وتعوقه عن العبادة والعمل.
2- العجز والكسل: وهما آفتان تعطلان الطاقة الجسدية والعقلية، وتمنعان من القيام بالواجبات والطاعات.
3- البخل والجبن: وهما رذيلتان أخلاقيتان؛ فالبخل يمنع الخير عن الآخرين، والجبن يمنع صاحبه من نصر الحق والجهاد في سبيل الله.
4- ضلع الدين: وهو الدين الثقيل الذي لا يستطيع الإنسان سداده، فيقع في الحرج والمذلة.
5- غلبة الرجال: أي أن يتسلط عليه الآخرون ويقهروه ويظلموه.
في هذا الدعاء تعليم من النبي ﷺ لأمته أن يلجؤوا إلى الله دائمًا ليحفظهم من هذه الآفات كلها.
المشهد الثالث: عودة النبي ﷺ من خيبر بصفية رضي الله عنها
ذكر أنس كيف رجع النبي ﷺ من غزوة خيبر ومعه صفية بنت حيي رضي الله عنها (وكانت من سبايا خيبر، ثم أعتقها وتزوجها)، وكان يغطيها بكساء أو عباءة على الدابة تواضعًا وحشمة. ثم صنع طعامًا (الحيس) عند مكان يسمى "الصهباء" ودعا نفرًا من الصحابة ليشاركوه في هذه الوليمة، التي كانت بمثابة وليمة العرس. وهذا من هديه ﷺ في إعلان النكاح وإظهاره.
المشهد الرابع: حب النبي ﷺ لأحد وإحرام المدينة
- عندما رأى النبي ﷺ جبل أحد، قال: (هَذَا جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ). وهذا يشير إلى المكانة العظيمة لأحد، الذي شهد غزوة عظيمة، وفيه استشهد العديد من الصحابة. وقيل إن هذا من المحبة المعنوية، فالجبل جماد، ولكن الله أجرى على لسان نبيه ﷺ هذه الكلمات لبيان فضل هذا المكان.
- وعندما أشرف على المدينة، دعا لها بالبركة والحماية، فقال: (اللَّهُمَّ إِنِّي أُحَرِّمُ مَا بَيْنَ جَبَلَيْهَا، مِثْلَ مَا حَرَّمَ بِهِ إِبْرَاهِيمُ مَكَّةَ، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِي مُدِّهِمْ وَصَاعِهِمْ). في هذا الدعاء:
● تحريم المدينة: أي جعلها حرمًا آمِنًا يحرم فيه القتال وسفك الدماء، كما جعل إبراهيم عليه السلام مكة حرمًا. وهذا من رحمته ﷺ بأهل المدينة.
● البركة في المكيال: وهو دعاء بالبركة في الأرزاق والغلات، حتى يكون قليل المال كثير البركة.

### رابعًا. الدروس المستفادة والعبر
1- تواضع القادة: تواضع النبي ﷺ وطلبه لمن يخدمه يدل على أن القائد لا يستنكف عن ط
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في كتاب الأطعمة (٥٤٢٥)، ومسلم في الحجّ (١٣٦٥ - ٤٦٢) كلاهما من طريق إسماعيل بن جعفر، عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب بن عبد الله بن حنطب، أنه سمع أنس بن مالك فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1 من أصل 136 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أقبل حتى إذا بدا له أحد، قال: «هذا جبل يحبنا ونحبه»

  • 📜 حديث: أقبل حتى إذا بدا له أحد، قال: «هذا جبل يحبنا ونحبه»

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أقبل حتى إذا بدا له أحد، قال: «هذا جبل يحبنا ونحبه»

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أقبل حتى إذا بدا له أحد، قال: «هذا جبل يحبنا ونحبه»

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أقبل حتى إذا بدا له أحد، قال: «هذا جبل يحبنا ونحبه»

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب